رواية البلورة الوردية الفصل التاسع 9
بعد ما فريد بيه وجه كلامه بغضب للخادمات ، سمع ناني هانم من وراه بتقول بحزم : فريد !!
إلتفت ليها فريد وبصلها بثبات وقال : نعم ؟
ناني هانم وجهت نظرة مش تمام لريماس بعدين قالتله : عوزاك شوية لوحدك
فريد : تمام
خرجت هي وإلتفت فريد لريماس وقالها : متخافيش ، طول ما أنا هنا وموجود محدش يقدر يضايقك
وسابها وخرج ، كلامه وتصرفاته ونظراته ليها كلها حجات بتحسسها بالأمان اللي مفتقداه من زمان أوي ، من يوم ما الحياة قررت تشيلها مسؤولية وحِمل هي مش قدهم
* عند فريد وناني هانم
ربعت ناني إيديها وبصيتله وهو واقف قدامها ببرود بعدين قالت : الناس زمانهم جايين يا فريد
حط فريد إيده في جيبه وبعدين قال بنبرة هادية : أه معلش إيه حكاية الناس دي لإني مش واخد بالي
والدته بثبات : دي عروستك المستقبلية وعيلتها يا فريد
فريد بضحكة غريبة : ومين خد القرار دا عني ؟
قالت هي بإبتسامة صفرا قصيرة : أي أم نفسها تفرح بإبنها هتقول نفس الكلام ، نفسي أحضر فرحك وأشيل أولادك ، ولاد الحسب والنسب
فريد بدفاع وبدون وعي : مش كل حاجة الحسب والنسب في الجوازات ، ممكن البنت تكون بنت أصول وأنا ب
ناني بغضب قاطعته : بتحبها ؟ ويا ترى مين سعيدة الحظ اللي وقعت إبني في حبها
نزل هو راسه وقال : أنا بتكلم عامة
ناني هانم حست إنها جابت أخرها ف قالت لإبنها كلام أخير : لو مقعدتش مع الناس دول إنهاردة يا فريد وقرينا فاتحة ، لا إنت إبني ولا أعرفك
فريد بغضب : هو بالعافية !
والدته بغضب : كلامك مش مريحني وأنا ك أمك ليا حق عليك ، هطلع أجهز نفسي وإنت كمان إطلع ألبس لك حاجة عدلة
سابته وطلعت ف إتنهد هو وطلع أوضته ، قلع قميصه بعنف وحط برفان وإسبراي ولبس قميص تاني إسود
بعد ما خلص خرج من الأوضة ونزل تحت
أول ما نزل إتسحبت ناني هانم لأوضته بهدوء ودورت بين الرفوف عن حاجة ، لقت البلورة الوردية بتاعته اللي صلحها وركبلها إزاز جديد ، أخدتها وقفلت باب الأوضة وراها
نزلت تحت وبصت حواليها لحد ما وصلت أوضة ريماس
حطت البلوره في شنطتها وخرجت
وصلوا الناس ورحبوا بيهم وبصتلهم ريماس من ورا الحيطة بتاعت المطبخ بحزن عميق ، نظراتها جت في نظرات فريد ف بص ليها بحزن عشان هي حزينة ، بدأوا يرتبوا سفرة الأكل وبدأوا ياكلوا
فريد كان باصص لطبقه ومالوش نفس ياكل
ناني هانم : دا فريد فرح جداً إنكم جايين
البنت بكسوف : وإحنا كمان يا طنط
والدتها بضحك : مستعجل ليه يا فريد بكرة يجمعكم بيت ونفرح بيكم
كان فريد ساكت مش بيضحك معاهم حتى ، كان كل شوية يرفع راسه ويبص لريماس اللي واقفة بتعب بسبب الدروف الصحية اللي عندها وكمان بسبب حزنها ، مال على والدته وقال بصوت هادي بس مسموع : هي الناس دي مش من حقها تقعد حتى في أوضهم ؟
ناني هانم إتعمدت تقول بصوت عالي قدام الناس : دول خدامين يا فريد ، بياخدوا فلوس وبياكلوا من خيرنا عشان يخدمونا ويفضلوا واقفين كدا
وبعدين كملت بضحك وقالت : هو فريد دايماً كدا قلبه طيب على اللي حواليه
لمح فريد ريماس بتدمع ف حدف الشوكة جامد لدرجة عملت صوت ، الناس بصوله ف قال : معلش يا جماعة الأكل مش جاي على مزاجي اليومين دول ، وبالمناسبة كان في فاتحة هتتقرأ ، مش هعرف أقراها عشان متوضي
بصيتله والدته بتحذير تجاهله هو وطلع لفوق لمكتبه
بصيتلهم ناني هانم بإحراج وقالت : أنا مش عارفة أقولكم إيه حقيقي
الهانم وبنتها قاموا من على الأكل وقالت : متقوليش حاجة يا ناني واضح إن فريد مش عاوز بنتي ، ربنا يهديه
وخرجوا من الفيلا وسط محايلات لطيفة من ناني هانم إنهم يفضلوا
خبطت بإيديها على ترابيزة الأكل ووجهة نظرة وحشة أوي لريماس بعدين قالت بصوت فيه إهانة وأمر : لموا الأكل بسرعة ونضفوا مكاننا
طلعت فوق لاوضة فريد وكانت لسه هتتكلم بغضب ف رفع هو صوته وقال : مش من حقك نهائي يا أمي أنك تهيني ناس مريحينك وبيخدموكي قدام ضيوفك عشان الضحك والمياصة اللي ملهومش لازمة على ترابيزة الأكل ، إحنا بناخد خدمات منهم وهما بياخدوا فلوس عليها لإن الدنيا كدا بس إحنا مستعبدناش حد ! وأنا مش عيل صغير تحلفي عليا أقعد مع واحدة مبحبهاش عشان رضاكي وتستغلي النقطة دي لصالحك !
كتفت والدته إيديها وقالت : ما إنت لو بتحب واحدة أو في دماغك بنت معينة هقول ماشي لكن إنت غامض لدرجة مش عاوز تفرحني أبداً ، أما بالنسبة بقى لموضوع الخدم ف أظن كويس إن الخدم لازم يكون عندهم أمانة
فريد بغضب : شوفتي إيه منهم وحش عشان تجيبي سيرة الأمانة ؟
ناني هانم بخبث بس بجدية : فين البلورة الوردية بتاعت عمك يا فريد ؟
بصلها فريد خمس ثواني بيحاول يفهمها ، راح دور على البلورة وسط الرفوف ملقهاش
والدته : تعالى معايا كدا
وهي نازلة جمعت كل الخدامين بصوتها في أوضة ريماس ، وقفت ريماس بتعب تراقب اللي بيحصل ف لقت ناني هانم بتخرج من شنطة ريماس البلورة الوردية
علامات الصمة والرعب وعدم التصديق كلهم سكنوا ملامح ريماس وناني هانم بترفع إيديها وبتقول : اللي ياكل من خيري ويقبض من فلوسي ويخون الأمانه ميستحقش يفضل هنا ، وأنا عشان ست محترمة مش هطلب البوليس وأتهمها بالسرقة
وقف فريد خمس ثواني يحاول يستوعب والدته بتقول إيه ، ريماس قالت بعياط وبصدمة : حرام عليكي تتهميني بحاجة أنا معملتهاش !! والله العظيم ما سرقت حاجة والله
والدة فريد بضحكة إستهزاء : ليه هو مش إنتي خرجتيها من بين الرفوف قبل كدا وكسرتيها بنفسك ؟
ريماس بعياط موقفش : كنت بنضف الرفوف وبعدين يالعقل هل لو انا حرامية أول حاجة هسرقها هتكون بلورة ؟
ناني هانم بصوت عالي : متحاوليش خلاص عيشك أتقطع من عندي ولمي هدومك وحاجتك يلا عشان تمشي بدل ما أطلب البوليس
فريد بصوت عالي : إستني !
بصوله كلهم ووقفت ريماس مرفعتش عيونها ف عيونه وقال : حد شاف ريماس وهي بتاخد البلورة الوردية بتاعتي ؟
محدش جاوب بس ناني هانم قالت : أنا شوفتها عشان كدا عرفت وفضحتها ، البنت دي لازم تمشي يا فريد
ريماس بصدمة وبدوخة : شوفتيني كمان ؟ حسبي الله ونعم الوكيل ربنا موجود
قعدت ناني هانم بترفع وقالت : يلا ف ستين داهية
شالت شنطتها وحاجتها ورمتلهم البلورة ع السرير ، وقف فريد مش مستوعب اللي بيحصل لحد ما خرجت ريماس من الفيلا ل برا ، وقف فريد يراقبها وهي بتمشي وبتقع يمين وشمال
لحد ما وقعت في الأرض والشنطة وقعت جمبها
جري ناحيتها بسرعة وفضل يحاول يفوق فيها : ريماس !! ريماس فوقي
مقامتش ف رفعها بإيده وحطها في العربيه بتاعته ، وركب وساق بالعربية لأقرب مستشفى
* في المستشفى
أول ما وصلوا دخلها على طول لجوا من غير ما يقعد في الإستقبال ، عملولها الإجراءات اللازمة بعدين نيموها على سرير لحد ما تفوق
الدكتور : خمس دقايق وتفوق هي بس عندها أنيميا وواضح إنها تعرضت لضغط نفسي شديد ، محتاجة بس تتغذى وتبعد عن أي ضغط
فريد بقلق : يعني هي كويسة ؟
الدكتور : بإذن الله
* في الفيلا
قعدت ناني هانم ع السرير في اوضتها وجوزها جمبها وعماله تقول : بقى أنا بعد كل دا إبني يسبني ويجري ورا الخدامة دي
والد فريد : إن جيتي للحق يا ناني اللي عملتيه غلط كبير ، إيه شغل المسلسلات القديمة دا وتلفقي ليها سرقة من إمتى وإحنا متربيين على كدا
ناني بغضب : إنت بتقول إيه فوق إبنك بيعشق البت دي ؟ بقولك رغم كل اللي عملته جري وراها عشان يوصلها وحطها ف عربيته !!!
* في المستشفى
قعد فريد جمب ريماس وهي نايمة على السرير وفضل ماسك إيديها
فتحت عيونها بهدوء ف قالها بهمس : حمدالله على السلامة
كانت هتعيط حط صباعه على شفايفها وقال : ششش خلاص مفيش حاجة إهدي عشان خاطري
ريماس بتعب : أنا مش حرامية أنا مسرقتش حاجة
فريد بضحكة : لا سرقتي حاجة بس مش البلورة
كانت لسه هتفتح بوقها رفع إيديها اللي هو ماسكها وحطها على قلبه وقال : سرقتي دا
أتنهدت هي ف مال عليها وقالها : أنا مصدقش إن العيون دي تمد ايديها لحاجة حد ، واحدة زيك خرجت وأتبهدلت في الشغل عشان خاطر والدتها ف هي عينيها مليانة
أنا كل همي متزعليش عشان لما بتزعلي بحس أني عاوز أحاسب أي حد أتسبب في زعلك ، ودي أمي
أنا مضايق من اللي حصل بس مش عارف أحاسبها إزاي ، بس اوعدك هردلك كرامتك قدام الكل
ريماس : يعني مصدق أني مسرقتش البلورة ؟
إبتسم هو وهو بيملس على شعرها : بلورة ايه بقولك سرقتي حاجة أهم
شاور على قلبه وقال : إنتي عارفة تمنه كام في سوق الأعضاء دا ؟
ضحكت هي ف قرب منها وباس دماغها ببطيء
هي بكسوف : فريد بيه !
هو بهمس : فريد بس ، يا عيون فريد بس! ♡♡