رواية الخبيئة الفصل الثامن 8 بقلم ميمي عوالي
الخبيئة
الفصل الثامن
بغرفة المكتب ، رحب الضابط هشام بحنين بعد ان قدم لها نفسه وطلب ان يجلس معها على انفراد
حنين برهبة : انا اسفة ،بس مابحبش اقعد مع حد لوحدى ،فياريت لو الباشمهندس يوافق انه يفضل معانا
ليتنحنح رءووف قائلا : متهيالى حضرة الظابط مش هيمانع وجودى ، خصوصا ان ده مش تحقيق رسمى
ليومئ هشام برأسه وهو يشير بيده علامة الموافقة ثم يقول : ممكن اعرف حضرتك عندك كام سنة
حنين : هكمل 20 سنة بعد ثلاث شهور
هشام : وليه جوز حضرتك لما نزل مصر مانزلتيش معاه ،فى حين ان اختك جت معاه ونزلت فى بيت عيلته عادى
لتنظر حنين لرءووف ثم اعادت النظر لهشام وقالت : انا لسه طالبة فى الجامعة فى امريكا ،ولسه دراستى ماخلصتش ،وعشان كده مانزلتش معاهم ،انما اختى كانت عاوزة تشتغل فى مصر فالمرحوم اقترح انها تيجى معاه وتشتغل هنا عشان تخصصها كان فى الزراعة والانتاج الحيوانى
هشام وهو يومئ برأسه علامة الاقتناع : اومال انتى بتدرسى ايه
حنين : بدرس علاج طبيعى فى اخر سنة
هشام وهو ينظر لعينيها : جوزك كان له اعداء
حنين بدموع : اللى يعرف عبدالله لا يمكن يعاديه
هشام : بس ده انقتل ،يعنى اللى قتله ده مش حب فيه ابدا
حنين : انا عمرى ماعرفت ان له اى اعداء
هشام : واختك
حنين : مالها
هشام : كان ليها اى اعداء
حنين باضطراب : اختى طول عمرها عايشة برة ،ولسه واصلة مصر من عشر ايام بس ،مين اللى ممكن انه يعرفها فى مصر ويحاول يقتلها وليه
هشام بمراوغة : بسبب مشاكل ميراث مثلا
حنين بصدمة : انت بتقول ايه ،ميراث ايه اللى ممكن الناس تموت بعضها عشانه
هشام وهو ينهض فجاة ويقف امامها : معاكى اثبات انك كنتى لسه فى امريكا وقت الحادثة
حنين وهى لا تصدق ما تسمعه : اثبات لايه ،انى ماقتلتش اختى ، ثم وهى تصرخ ، ده جنان رسمى انت بتضيع وقتك على الفاضى
ليتدخل رءووف قائلا : ياهشام بيه ،انا عارف ان شغلك انك ماتستثنيش حد من اتهاماتك ،لكن بالعقل كده ..ازاى يعنى ،وعموما الاثباتات دى شغلكم انتم ،انتم اللى تقدروا تثبتوا ده او العكس
حنين : انا قبل وقت الحادثة بخمس دقايق كانت حنين بتكلمنى من فون عبدالله
رءووف : ايوة ،ده حقيقى ،كنا وقتها فى العربية ،واعتقد ان تليفون عبدالله انتو لسه متحفظين عليه
هشام : عموما انا اسف على الازعاح واتمنى ان مدام حنين ماتكونش اتضايقت منى ،بس ياريت لو افتكرتى اى حاجة تبلغينى بيها فورا
لتومئ حنين رأسها بموافقة وترك لهم هشام ارقام هاتفه واتجه الى الخارح بمرافقة رءووف حتى تركه عند باب سيارته ولكن هشام سال رءووف : انا لغاية دلوقتى مش عارف اقعد مع والدك ولا والدتك ، ومش حابب اعمللهم استدعاء رسمى فى الظروف دى ،فياريت اول ماحالتهم تسمح انى اتكلم معاهم من غير مايبقى فيها ضغط على اعصابهم تبلغنى
رءووف بشكر : انا ممنون جدا لتقديرك للظروف ،وحاضر. ..ان شاء الله قريب جدا هبلغ حضرتك بمعاد تقابلهم فيه
لينصرف هشام ويعود رءووف لغرفة المكتب ليجد حنين تجلس مرة اخرى بمكانه المفضل ليقترب ويجلس بالقرب منها ليجدها تلتفت اليه متسعة العينين وهى تسأله برعب : تفتكر عمى ممكن يبقى له ايد فى اللى حصل ده
رءووف : ما اعتقدش ان عمك بالجبروت ده ياحنين ،دول كانوا تلات عربيات حوالينا والرصاص نازل علينا زى الرز ،الا اذا عمك ده زعيم عصابة واحنا مانعرفش
حنين : طب ايه الكلام اللى قاله عن الورث ده
رءووف : هو بس عاوز يوصللك اننا كلنا فى دايرة الاتهام من غير استثناء حتى انتى ،وبعدين هو ماجابش سيرة عمك اصلا ،وغالبا مايعرفش عنه حاجة
حنين بوجل : بما انى فى بيتك فانا لازم اصارحك بحاجة مهمة جدا
رءووف بانتباه : خير
حنين: البحث بتاع حليمة …..معايا
ليعتدل رءووف بجلسته ناظرا اليه باستفسار : معاكى ازاى
حنين : معايا ،قالتلى على مكانه لما كلمتنى يوم الحادثة
رءووف بفضول : بس انا كنت سامع المكالمة كلها ،ماجابتش سيرة البحث نهائى
حنين : واحنا صغيرين ….لما كنا بنحب نخبى حاحة من بابا وماما كنا بنخبيها فى البوت بتاعى ، لما بلبس الجهاز بتاع رجلى بلبسه على شكل جزمة بوت بتوصل لفوق ركبتى،فكنا بنخبى اللى احنا عاوزينه فى اى بوت من البوتات بتاعتى ،وحليمة فكرتنى بالموضوع ده وهى بتكلمنى ، ولما حصلت الحادثة وافتكرت مكالمتها ،فهمت انها كانت عاوزة توصللى رسالة معينة ،وفعلا ….لما جيت طلبت انام فى اوضتها ،واول حاجة عملتها انى دورت فى البوتات بتاعتها لحد مالقيت الفلاشة اللى عليها البحث كله
رءووف : كنت فاكرك اخترتى اوضيتها عشان تبكى على حاجتها وعلى ذكرياتكم سوا
حنين : احنا مالناش ذكريات هنا ،كل ذكرياتنا فى بيتنا فى امريكا
رءووف : طب وناوية على ايه
حنين : ناوية اسجل البحث باسمها هنا فى مصر
رءووف بصدمة : انتى اتجننتى ،تبقى انتى كمان بتحفرى قبرك بايدك ،انتى ماتعلمتيش من اللى حصل
حنين : ده انت بنفسك قلتهالى
رءووف بتعجب : هى ابه دى
فيها : ان ده نصيب ، ان لكل اجل كتاب
رءووف : بس برضة لازم ناخد عظة من اللى حصل ،ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة
حنين باعتراض: بعنى هنسيبهم يغلبونا كلنا كده
رءووف : سيبينى افكر ممكن نعمل ايه وهبلغك
حنين : طب على الاقل بحثها يطلع للنور
رءووف : تقصدى ايه
حنين : خد انت البحث وطبقه عندك هنا ،انت اكيد هتفهمه لانه مجالك
رءووف : انا وحليمة الله يرحمها كنا اتفقنا فعلا اننا نطبق البحث على عنبر من العنابر ،بس مالحقناش ،يادوب اشتريتلها الحاجات اللى طلبتها ،لكن ماركبتهاش
لتمد حنين يدها الى عنقها وتخرج دلاية معلق بها الفلاشة لتفصلها عن الدلاية وتعطبها لرءووف قائلة : طالما حليمة وثقت فيك انا كمان واثقة فيك اتفضل
ليمد رءووف يده الى حنين لتضع بها الفلاشة وهى تتمتم بشئ لم يسمعه رءووف ليسألها بفضول ،: انتى بتقولى ايه
حنين بخجل : بحصنك من كل سؤ وشر
ليضحك رءووف بشدة قائلا : يابنتى انتى عاوزة اللى يحصنك
حنين بخجل : يوضع سره فى اضعف خلقه
رءووف مترددا : كنت عاوز اسالك على حاجة بس ماتتضايقيش منى
حنين : اتفضل
رءووف : انتى ليه صغيرة كده ،اللى يشوفك لايمكن يديكى عمرك الحقيقى انتى كبيرك خمستاشر سنة وابقى كارمك كمان
حنين : انا طالعة لماما ،هى كمان كانت كده ….حتى رجلها
رءووف بذهول : معقولة
حنين وهى تنظر للخارج : بابا لما اتعرف عليها لاول مرة برضة افتكرها طفلة لكن اتفاجئ انها زميلته فى الجامعة ،وقعوا فى حب بعض وقبل انه يفضل فى تركيا عشان مايحرمهاش من امها ،لكن لما ماتت وحليمة تعبت قرر انه يسيب تركيا لما لقى ان اهلها هيعملوا معاه مشاكل على ميراثها فسابلهم الجمل بما حمل وخدنا وسيبنالهم البلد باللى فيها
رءووف بمرح : بس الموضوع ده اكيد بيعمللك مشاكل كتير
حنين بابتسامة : وبرضة بيخرجنى من مشاكل كتير
رءووف : ازاى بقى
حنين : يعنى مثلا مرة كنت فى سوبر ماركيت وغصب عنى وقعت استاند كامل مليان شيكولاته ولما جه المسئول وكان هيعنفنى فكرنى طفلة قام سكت وخصوصا لما لقانى واقفة خايفة ومكسوفة من اللى حصل وبدل مايزعقلى ،لقيته بيقوللى انتى هنا مع مين
ليضحك رءووف ضحكا شديدا لم يضحكه منذ وفاة شقيقه ليتفاجئ بدخول نور الدين وهو يستطلع مايضحك ابنه هكذا ليتفاجئ بجلوسه مع حنين وهى تبتسم بهدوء
نور الدين : السلام عليكم
ليردوا السلام بينما نهضت حنين وهى تحيى نور الدين وتقبل يده ليربت على رأسها بحنان قائلا : ازيك يابنتى ...عاملة ابه ...اعذرينى انى مش بسأل عنك كتير
حنين بشفقة : ولا يهمك يابابا ، انا عائلة حضرتك ، ربنا يقويك
نور الدين: الا هو انتى واختك اتعلمتوا لغتنا فين وانتى بتقولى عمركم ماجيتوا مصر
حنين : بابا الله يرحمه كان دايما وسط الجالية المصرية ،اللى كل ستاتهم كانوا امهات لينا الحقيقة
نور الدين: الله يرحمه ويرحم ابنى واختك ،وانتى قررتى ايه يابنتى ،لازم ترجعى تعيشى وسطنا وسيبك من امريكا دى
حنين : انا لسه ماخلصتش دراستى يا بابا ،كان المفروض انى فى اخر سنة ،بس الله اعلم هترسى على ايه
رءووف : على فكرة احنا ممكن نراسل الجامعة بتاعتك وتكملى السنة دى هنا بدل ماتضيع عليكى ،فكرى وقوليلى
حنين بحماس : تفتكر ممكن
رءووف : كل شئ ممكن ، وخصوصا ان فى ناس شغلتها تخلص الاجراءات دى وانتى فى مكانك
فكرى و ردى عليا ووقت ماتقولى اه نبدأ الاجراءات فورا
حنين : طب وحاجتى هناك وبيتى وفلوسى وهدومى وكل حاجة
رءووف: كل حاجة ليها صرفة ،لكن الاول لازم تكونى واخدة القرار عن اقتناع تام و دارسة لكل الجوانب عشان ماترجعيش تقولى استعجلت
نور الدين : انا اتمنى انك تفضلى فى حضننا العمر كله يابنتى ،ماتتصوريش احنا حبناكى انتى والمرحومة قد ابه ،وانتى دلوقتى من العيلة وشايلة اسمنا ،لكن مصلحتك اولا ،فلازم تفكرى كويس زى ماقاللك رءووف ،واحنا معاكى فى كل خطوة هتخطيها
ليأتى رءووف اتصال من اسطبل الخيل تخبره بان هناك ولادة متعثرة لفرسة اصيلة ليتاهب للذهاب من فوره بعد ان ابلغ البيطرى الذى وجده بالفعل يحاول مساعدة الفرسة
حنين : ممكن اجى معاك
رءووف : هيبقى تعب عليكى
نور الدين : خدها معاك يابنى ،من ساعة ماجت مافارقتش البيت
رءووف : زى ماتحبى ...تعالى