أخر الاخبار

رواية المتحول الوسيم الفصل الثامن 8 بقلم سارة منصور

رواية المتحول الوسيم الفصل الثامن 8 بقلم سارة منصور


 الفصل الثامن

اغمضت العينان الزرقاء الناعمة ، تحت تأثير البنج الطبي ، لياخذها الى بحيرة الذكريات الخاصة بعالمها الصغير الذي تأسس بخيوط الوجع منذ الصغر حتى سنوات الشباب .
يعيد ترميم هيكله الهش الضعيف ، بهيكل اعطتها لها الايام البائسة ، بعروق الدموع ، تسدل لها درعا حديدي لعيناها التى لن تنظر للأسفل بعد الان .
مر أسبوعا كاملا بعد نجاح عملية التصحيح الجسدي وإزالة الاعضاء الذائدة .
نائمة على ظهرها تتألم قليلا ، لكن عقلها يفكر ولايتوقف أبدا .
قلبها ينبض بالحماس ، لكن ، كيف ستواجهه عمها ناجى والجميع .
ماذا سيحدث ؟ هل سيفرحون لأجلها ، أم يطعنونها بنظرات تخشاها الى حد الموت .
الشئ الوحيد الذي يجعلها تتنفس الصعداء براحة ، هو كلام والدتها . التى تزورها كثيرا فى الاحلام .
دخل الطبيب عليها بابتسامة ، وهو يقول .
_ ها أخبار الأنسة ياسمين ايه ..
_ قولت لحضرتك يادكتور (زهرة الياسمين )
_ ماشي ياستي ، ها ،جيبلك معايا مفاجاة ،
التصريح من الازهر أهو ، زى ماوعدتك بالضبط .
_ شكرا يادكتور ..
_ العفو ، يابنتي ، بصي ياسمين أنا عجبني الثقة دى أتمنى ألقيها مرسومة على وشك على طول .
..... وأضاف الطبيب كلمته وهو يقوم بالاطمئنان على جسدها بعد أن دخلت الى عمليات التجميل.
_ لو فى يوم حسيتي بالضغط و حبيتي تفضفضي مع حد ، فأنا أرشحلك الدكتور لبيب ..
وانا بشجعك أنك تروحى فى البداية تجنبا لاى ضغط .
قالها وهو يعطيها الكرت الخاص بعنوان هذا الطبيب النفسي .
ترددت ياسمين قليلا وأقبلت تنظر اليه طويلا ، ثم بسطت يدها اليه تأخذ العنوان . وتقول
_ حاضر.
قام الطبيب يربط على كتفيها ، مشجعا إياها، فهو يشعر بالشفقة بعد أن وجد شهادة الوفاة الخاصة بوالدها ووالدتها معها .
فأسرع بأن يحصل على تصريح خاص من الازهر الشريف لها بتقديم حالتها لهم والحصول على الختم المثبت .
_ ها ... ساكته ليه ، أحنا بقينا تمام أوى أهو ، بس ناقص حاجه واحدة .
شعرت ياسمين بالخوف ، ورفعت رأسها تنظر الي الطبيب بعد أن كانت شاردة فى تصريح الازهر .
فأردف الطبيب ..
_ أنك تضحكي ...
فابتسمت ياسمين بألم ، وقالت وقد تجمعت الدموع فى عيناها .
_ حاضر .
يعلم الطبيب كمية الحزن الخاص بها ، وان كانت صامته الى ان عيناها بها الكثير والكثير من الكلمات .. التى تنذف وجعا .
_ قدامى قد أيه وأخرج ، يادكتور .
_ مستعجلة أوى على الخروج ، لسة قدامك بالضبط عشرين يوم وتخرجي بقي ومعدناش نشوفك تانى .
****
وتمضي الايام ولا تفارق المرآة ، تنظر الى غرتها التى نمت حتى غطت عيناها ،تبلل شعرها وتطرحه الى الوراء ، و تخرج من الغرفة الخاصة بالعناية الصحية ، وتجلس فى الحديقة الصغيرة الخاصة بالمشفي ، ينظر اليها الجميع .
لا تعلم كيف يروها ، تريد أن تسأل أحدهم ،وتخبره بما يرى فيها .
فما تزال لا تعرف من هى .
وجاء اليوم الموعود ، الذي أنتظرته كثيرا ، وبنفس الوقت ترجوا أن يتأخر قليلا ، فهى ليست مستعدة بعد .
أرتدت ملابسها التى أتت بها الى هنا ، لم تتغير كثيرا وان كانت معالم الانوثة ظهرت ، الا أن ملابسها الواسعة تدارى القليل .
طوال الطريق تنظر الى المارة ، والمارة ينظرون اليها .
شعور غريب احتل كيانها ، جعلها تضم يدها الى صدرها ، حتى تخفى نفسها عنهم .
نطق قلبها بكلمة (خائفة ) جعل جسدها بالكامل يرتعش لتنتفض مسرعة من أمام الناس ، وأوقفت سيارة اجرة. وعيناها لا تتوقف عن سكب الدموع .
عقلها يحدثها بالهرب حتى تنجو ، فصاحت ببكاء ووضعت يدها على عيناها ، حتى لا ينظر اليها احد أو ترى احد منهم .
صدم السائق من فعلها وأوقف السيارة وقال .
_ مالك يا أنسة فيه حاجه ..أنت كويسة
تلك الكلمة مرت على أذناها ، فرفعت رأسها اليه تنظر بغرابة والدموع تغرق وجهها .
فصمتت قليلا، شفتاها فقط ترتعش ، لكن عيناها لم تتوقف عن التحدث .
(انت شيفني بنت ) ( أرجوك رد عليا )
تحركت السيارة مرة أخرى ، وجفت دموعها عن وجهها وعندما لمحت محل تجاريا خاص بالملابس ، أخبرت السائق أن يقف .
ونزلت مسرعة اليه ، وقفت أمام الجزء الخاص بالرجال ، والجزء الخاص بالنساء .
تنظر اليهم بألم طويلا ، لاتزال .. لا تزال لا تعرف ، هذا الشعور يقتلها ..
دخلت الى المحل الخاص بالرجال بعد أستسلامها الذى ذبح فوئدها .
قامت بسحب الجواكت الجينز الواسعه ...
_ حضرتك بتدور على على حاجة معينه ، قالها هذا الشاب البائع لتلتفت اليه بطولها ، وتقول
_ اااه دا ..
صدم الشاب عند رؤيتها ... فقال ..بتوتر
_ أحم احم .. اسف ، لو بتدورى مثلا على حاجه .
ثم صمت قليلا وعيناه تبحث فى يدها على خاتم فلم يرى .
فاردف ..
_ لحبيبك ... ممكن تشوفى الجزء دا ، فيه استيلات تجنن ..
اتسعت حدقة عيناها وهى تراه يتحدث معها كفتاة .
فلمح الشاب فى عيناها دموع .. فقال ..
_ حد يبقي معاه القمر دا ويزعله .
.... وأردف متمتم
... عيل مابيقدرش النعمة ....
أحم أحم ..
كانت ياسمين تنظر اليه بغرابة ، وفجأة أبتسمت ، واطلقت ضحكة ... عفوية ، لا تعرف كيف خرجت منها ... فقال الشاب بعد أن رأى ضحكتها ..
_ هيييح أنت أزاى حلوة كدا .. ، لا بجد كدا كتير .
_ أنت .....فعلا ، شايفني ...بنت .
دهش الشاب من طريقه كلامها ، لكن لم يلتفت الى ذلك وحاول ان يغازلها قليلا ..
_ وست البنات كمان ..
كان الشاب ينظر اليها باعجاب ، وعندما قالت هذه الكلمة ، لم يعرف أن من أمامه أنتظرت تلك الكلمة شهرا كاملا ، بل عمرا ، وعندما مرت الكلمة على أذناها ، تسبب فى بركان فى مشاعرها المعقودة ، التى تنفجر بعدة احاسيس (( خوف ، رهبة ، سعادة )
ابتسمت له أكثر ، حتى تساقطت الدموع من عيناها بغزارة ، ودخلت فى دوامة بكاء .. متواصل .
قال الشاب ..
_ أنت زعلتى بجد أنا أسف ، طب خدى الوردة دى ومتعيطيش ..
كيف لأنسان أن يبكي ويضحك فى نفس الوقت
وكيف لعين تبكي بدموع الفرحة ، والالم فى نفس الوقت .. اهذا مايحدث معها الان ...!!!
_ انا كويسة .. قالتها وهى تمسح دموعها . وقد تحول وجهها الى الاحمر .
_ فراولة .. والله فراولة ..
قالها هذا الشاب وهو يعطي لها باقى المال بعد أن حاسبت على الملابس التى أخذتها .
وبعد أن صعدت الى السيارة ، كانت تنظر الى الوردة التى قدمها لها هذا الشاب البائع ، ولا تتوقف عن الضحك بصوت مرتفع ... طوال الطريق ،وعينها لم تتوقف عن سكب الدموع .
علم السائق أنها أمرأة مجنونة ، وقد عرفت من نظرته الخائفة منها .
وعقلها يحدثها، وما المانع من الجنون ، أن كان يقدم لها الضحك ، الذي لم يأتى اليها يوما .
****
وبعد عدة ساعات وصلت الى وجهتها فى بيت عمها .
أحان وقت المواجهة ?.؟
كلها تسأولات داخلها كالبرق والرعد فى قلبها.
أرتدت جاكت جينز واسعا ، ودخلت الى بيت عمها ناجى الضخم ، اخبرت البواب وقام بفتح البوابة الخاص بها ، لاتعرف هذا البرود الذي أحتل كيانها ، ألم تكن تأكل فى شفتيها طوال شهر كامل عندما تفكر فى أخبار عمها ، أم أن كلام هذا الشاب أعطاها قوة .
وعندما دخلت وجدت عمها يقف أمامها ، ويشير اليها بأن تذهب وراءه .
_ أنت ازاى تعمل كدا يااسلام تمشي من البيت شهر كامل من غير ماتقولى ، ولا أنت عشان أمك وابوك ماتوا يبقي معندكش حد ، وتعمل اللى عوزه .طول ما أنت هنا تحترم راجل البيت . أنت هنا طفل ، وأنا ابوك ...
أنت فاهم .
لم يعرف العم أن بكلامه هذا قد جعلها تطمئن ، بأن هناك من كان ينتظرها .
لمح العم الدموع فى عينها فاقترب وربط على كتفها ، وقال
_ يااسلام ياحبيبي أنا خايف عليك ، وأنا بصراحه ، بضعف ، معرفش أنا فى جو العصبية وكدا ، فقولى ياحبيبي أنت كنت فين .
ابتسم اسلام وهو يرى لهجه عمه الشرسة تتحول الى حنان .
_ يا عمى .كنت بدور على نفسي الضايعة من سنين .
_ ولقيتها ...؟
_ الحمد الله ، المشكله مش فى كدا ، المشكلة فى أن حضرتك هتتقبلها ، ولا لاء ..
_ بس يااسلام ياحبيبي أنا معاك فى مصلحتك أنت وبس .
فى تلك اللحظة ، دخل ادم ، لينظر اليه بغضب ، وهو يصيح فيه بعد أن اقترب منه وأمسكه من لياقة معطفه الجينز .
_فين الفلوس اللى سرقتها ...
صاح العم ناجى فى ابنه وقال وهو يبعده عنها .
_ أنت لسة برضه ، قولتك اسلام مايسرقش ابدا ، اجرى شوف أنت ضيعتهم فين .
_ أنت دايما معاه وفى صفه ..هو حرامي ، وسرقهم .. لازم يمشي من البيت .
كانت تنظر اليه ، ولا تعلم بما يقول . ولما يهاجمها .. ولما فى ذلك الوقت بالتحديد ..
هل تهاجمها الحياة مرة أخرى ..
_ مسرقتش حاجه بجد ياعمي ،أنا معرفش هو بيتكلم عن ايه .
فهتف أدم به
_ لا سرقتهم أومال هربت ليه .
_ مهربتش ... مهربتش .
صاح العم فى ولده
_ لو مطلعتش فى شقتك دلوقتى ، لا انت أبني ولا أعرفك .. يلا ... امشي .
وبعد أن تأكد العم من ذهاب أدم ، التفت اليها وقال
....أهدى يااسلام ياحبيبي. .. أطلع ارتاح .. فى أوضتك ...
_ أنا محتاج أتكلم معاك .
_ وأنا ياحبيبي كمان .. بليل نتكلم ... ارتاح بس دلوقتى .
تنهدت وهى تقصد غرفتها ، وتفكر فى كلام أدم وتمتم
_ دى خطتك الجديدة يالبني ، أنت وامك.
.... هو أنا فيا حيل ليكم كمان .... صبرني يارب .
ومن ثم تسألت كيف لهذا الشاب والسائق أن يروا أنها فتاة ، ولم ينتبه عمها الى أى شئ .
فتنهدت أكثر .. ودخلت غرفتها ، وقامت بألقاء محتوياتها فوق الفراش .
****
مر أسبوع كامل ، كلما تذهب الى عمها لتتحدث معه ، تجد نفسها تتحدث فى موضوع أخر ، وتبكي على جُبنها .
الشئ الذي تخشاه هو خسارة عمها .
تخشي ان يكون أعتقاده مثل والدها ، ويقف ضدها بأنها اختارت أن تكون أنثي .
هى لا تريد خسارته ، فقد أعتادت على حنانه ، والتحدث معها فى الليل ، لن تتحمل أبدا أن تخسره .
_ يارب أنا مش عارفه أعمل أيه ، ساعدني .
قالتها وهى تشعر بالالم ، وترتدي ملابسها لكى تغادر فلا تستطيع أن تبقي محبوسة فى البيت أكثر من ذلك .
أختارت أن تذهب لرامي ، فلا تعرف غيره .
فتذكرت أنه قد تزوج ، فزفرت بشدة ، وقالت بضيق
_ يعني كان لازم يارامي تتجوز دلوقتى ؟؟ أفف .
ياترى مين اللى وقعت فيه أكيد حظها وحش ، مع بتاع البنات دا .
تلاشي ضوء الشمس من السماء ، ليأخذ القمر مهمته بضوءه الهادي ..
خطت على الطريق تحت ضوء القمر ، وتنظر الى القصور فى الحى الخاص بالاثرياء .
_ ايه الرصيف النضيف دا ، مفيش ولا طوبة أحط غيلى فيها ...
تمتمت بها ياسمين لترى حجر صغير ، فأسرعت اليه وقامت بركله عاليا بقوة ... ليطير الى وجهه هذا الشاب . الذي يتابعها على بعد خطوتان .
أطلق صيحة مؤلمة ، حتى جرى الرعب داخلها ، واستعدت للهروب ، لكن ...
_ سيف ...؟
_ ياتيييييييت ، أنت قاصدها ... والله ماهسيبك ...
_ مكنتش أقصد .. والله ... قالتها وهى تهرب بسرعه .
فتذكرت أيام الثانوي ، عندما قام بضربها أمام زملاءه وجعلها تبكي .. فتوقفت فجأة ..
وهى تنظر اليه بغضب . حتى أستمر طولا .. وهو فقط ينظر اليه والى شجاعته التى لايرى بها الخوف مثل كل مرة يقابله ، شعر أن به شئ مختلف .. هذه المرة ..
_ ايه الشجاعة دى يلا .. واقف قدامى ومش خايف....
قالها سيف وهو يضع يده على عيناه التى تورمت من الحجر ...
وفجأة ... أرتفعت قدمها لتركل مؤخرته بقوة ، ليصرخ .. ويهتف بالوعيد ... له ... وهو يسقط على ركبته يأن من الالم ، حتى افترش على الارض .
_أول خطوة فى حياتي أعملها صح وراضية عنها .
قالتها ياسمين وهى تهرول الى داخل القصر ..
وبعد أن أنتظرت رامي الذي أتى لها مسرعا .. وهو يقول
_ أنت عيل ... تييتتت .. مجيتش الفرح .. يا ....تيييت
_ هبقي احكيلك ، بس تعالى دلوقتى عشان سيف ...
فقال رامي مقاطعا ..
_ لا تعال ما اعرفك على مراتي ..
_ هممم ، خليها مرة تانية ..
قام رامي بسحبه بقوة الى داخل غرفة الجلوس ، وذهب الى زوجته ..
وبعد مرور دقائق .. كانت ياسمين تنتظر وقدماها تنتفض من التوتر ... خوفا من عودة سيف ...
_ اسلام .. هتف بها رامي وهو ينزل من السلم الكبير ويمسك بيد زوجته ..
التفت اسلام وهو جالسا فى غرفه الجلوس ينظر اليهم ، فبقي ينظر طويلا صامتا ، شئ ما غاص داخل قلبه بمرارة ، ألمته أكثر وهو يراهما ثنائى جميل . مثل أبطال المسلسلات .
ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تنظر اليها عن قرب ، فهى تمتلك من الجمال ماعلا وزاد .
تشبه الاميرات ... فابتسمت لها ياسمين ، وقلبها ينذف وجعا .. ولا تعرف لما .
لكن ،لم تحب زوجته .. أبدا .
وبعد أن سلم كل منهما على الاخر .
وصعدت الزوجة الى غرفتها الزوجية ...
وبقت ياسمين مع رامي ... فى غرفه الجلوس ، وتتذكر أنها كانت تدخل غرفته وتلعب معه العاب الفديو ، والان مكانها فى غرفه الجلوس .
_ قاعد ساكت ليه .
_ عادي
_ شوفت مراتى حلوة أزاى ..تعرف أنت تجيب واحده زيها .
انتبهت اليه رافعه رأسها بعد ان كانت تنظر الى الجانب الاخر وهو يقول هذه الكلمه ، فتسرب الالم داخل عروقها حتى نزلت دمعة من عيناها ، فحاولت مسحها بسرعه قبل أن يراها .
أخبرها قلبها عن بعض الاشياء ، التى أرادت أن تكذبها.
بل لم تسطع البوح بها .
لكن الان لما باح بمكنونه ، فلن يكون امامها سوي طريق يفتح جرحا جديد .
وهل بقي مكان لم يجرح به ..
تنهدت وهى تستمع الى كلامه عن طيبه زوجته ، وسماحتها . وأنه لم يجد أبدا مثلها .
ابتلعت ريقها بصعوبة ، وهى تحاول كتم دموعها الحزينة.
وبعد عدة دقائق
طلب رامي أن يذهبو الى الخارج ، لكى يخرجوا ، فقد أخبره أنه لم يخرج من المنزل منذ شهر كامل من غرفته حتى يبقي مع زوجته الحبيبة .
كزت على أسنانها وهى تراه يتحدث بتلك الطريقه ، وفى النهايه وافقت .
وذهبو الى مكان يعم بالشباب والبنات الخاص بالاثرياء .
شعر رامي أن الجميع ينظر اليه بغرابه ،حتى ظهر له انهم ينظرون الى اسلام ، فقد كان اسلام يضم يده الى صدره ، ويظهر عليه التوتر ...
_ ايه يابني انت عامل كدا ليه ماتفك ايدك ..
وأعد كويس ...
_ رامي أنت مش شايف فيا حاجه اتغيرت .
_ طولت شوية ياعني .... خلاص ياعم أنت هتزلنى ، عشان أطول منى بثلاثه سنتي .
_ أنت تافه أوووى ، لا أقصد حاجه تانيه ..
_ ممممم ، طلعلك بنچات شوية... بتشيل كام .
أنا بشيل ... 50 .. قالها رامي وهو يقوم بعرض بعضلات صدره يحركها يمينا ويسارا ..
شعرت ياسمين بالحرج فضمت يدها الى صدرها بسرعه .. وتنحنحت وهى تقول بتوتر ...
_ اللى يشوف الثقه وانت بتتكلم يقول ٥٠٠
شعر رامي بشعور غريب وهو يتابع اسلام يضحك بتلك الطريقه ...
فلمحت ياسمين انه ينظر اليها .. فبقت تنظر اليه الاخرى ... حتى رأت عيناه تجرى على شئ أخر ...
فالتفت تنظر الى الذي ينظر اليه بشرود
لتجد فتيات ...!!!
صدمت وهى تراه يهتف لهم ...
_ اقسم بالله عسل ، اية الحلاوة دي .... قالها رامي بعد ان مرت الفتيات بجانبه ، وهن ينظر اليه باعجاب .
فأردف لاسلام
_ هاااح ، ايه يابني الحريم دا ...
جحظت عيناها بصدمة وهى تراه ينظر الي الفتيات ، ويقوم بالصفير لهم ... فتناقض تصرفاته فى عقلها ..فانقلب وجهها الى العبوس أيخبرها أنه يحب زوجته ثم يقوم بمعاكسه الفتيات ... لم تشعر بيدها وهى تقوم بصفعه على رقبته بقوة ...
حتى صدم رامي من فعلتها .. فصاح
_ اسلام ياتييييت ...
****
كان الضيق ينهش داخله بالغضب ، يعلم أنه سرق أمواله ، التى كان يخفيها فى غرفته ، ولايعلم أحد عنها سوي زوجته ..
ولا يوجد أحد فى البيت سواه ، هل سرقها لانه قام بتعنيفه لكى لا يأخد مال من والده ...
كل تلك الاسئله تحوط عقله ، ولا تجعله يهدأ حتى ينتقم منه ، وايضا لكى يختفى هذا الشعور ايضا الذي يعذبه ..
فدخل الى غرفه اسلام ، يبحث فيها عن المال ، فلا بد من وجوده ، وبعد أن قام بتفتيش كل شئ .
نظر تحت الفراش ... فانحنى جالسا على ركبتيه ، ليري حقيبة سوداء كبيرة ،فقام بفتحها ، ليجد الكثير من المال داخلها ... وأوراق تحمل رأئحة المشفي ... ففتح ورقة منهم .. وقرأها. بغرابة
( ينص الازهر الشريف
بعد أن رأى التقرير الطبي والنفسي الخاص بالمدعو إسلام أكرم ....
أنه خنثي ، تميل الى الاناث ،وقد تم تصحح جسدها ، حتى تكون أنثي كاملة .. بأسم زهرة الياسمين .. تطبق عليها كافة حقوق الانثي . من أمور حياتها الدينية ، والحياتية .)
قرأ الورقه أكثر من عشرن مرة ، ولم يستوعب بعد ... عيناه جاحظة من الصدمة .
وشريط حياته يعيده الى الطفولة ، أن اسلام طوال فترة حياته مبتعدا عنهم ، الا عند سن الخامسة عشر أراد عمه ناجى أن يقربه منهم ..
يتذكر وجهه عن قرب
جسده الضعيف ،
عيناه ، شفتاه ، بشرته ...
كل شئ ... يميل الى الاناث .. كيف له الا يعرف ...
حاول أن يقف على قدميه التى ترتعش ، لكنها مالت على الارض .
فى تلك اللحظة ، دخلت ياسمين الى غرفتها ، ولم تراه ، ولم ترى غرفتها بشكل جيد ، أنها ليست مرتبة .
فقط تقف أمام المرآة ، وتنزع ثيابها ... وتهتف بضيق ...
_ ... طول عمره .. بتاع بنات ، صدعنى ساعة كاملة عن مراته ، وفى الاخر .. يعاكس بنات ... هو الخيانه بالسهولة كدا ...
يارب مراتك تعرف يارامي ...انك تيييت
نظرت الى المرآة والى ذلك الرباط الذي تحيطه حول صدرها حتى تخفيه . تنهدت
وعندما بدأت فى خلع الرباط ،لتلتقط عيناها وهجا منعكسا فى المرآه
فالتفتت بزعر وقلبها يخفق بجنون ، لترى تلك العينان البرية تراقبها بصدمة من وراء اريكتها..
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close