رواية المتحول الوسيم الفصل السادس 6 بقلم سارة منصور
تمضي الايام على عهدتها لا شئ جديد .. حتى
جاء اليوم الذي يذهب فيه اسلام الى صيدلية أدم .
كان الاستقبال مثل ماتوقعه اسلام بالظبط ، فنظرات أدم المشتعلة بالضيق ماتزال تسكن عيناه ، نظرات تخبره أن يخرج قبل أن يطعنه ، لكنه فقط يبقي تحت حصن عمه ناجى ، الذي يمنع ادم من التكلم ...
ولا يختلف شعورهم عن بعض ،فالقلوب عند بعضها ،تقرأ من هم احبابها واعدائها ، فغالبا مايشعر اسلام بالحقد أتجاه أدم فهو مايزال فى السنه الثالثه فى الجامعة وقد تزوج ، وفتح له ابيه صيدلية طبية ضخمة... ويكفى ان والده ناجى يحبه ويحتضنه كلما يراه ...
دائما ماتأتى لبني الى زوجها ادم .. وطبيعتها فى أثارة غيرته لم تتوقف الى الان .. فكان اسلام ضحيتهما ، مجرد علكة تمضغها لبني بدرسها يمينا ويسارا ..
حتى تشعل عين أدم ..
تضايق اسلام بشدة وهو يرى نفسله مجرد لعبه فى يديها ، وأن مابه يكفى .. فأراد أن يجعلها تندم فذهب الى مكتب أدم وهتف
_ قول لمراتك تبعد عنى كل لما تشوفنى تتلزق فيا ، وأنا مش طايقها أساسا
لم يعرف أسلام أن تلك الكلمه خرجت الى أدم لتطعنه فى شرف زوجته ... فاقترب منه يمسكه من قميصه ولايفرق بينهم سوي النفس .. وينظر اليه .. يريد ان يحطم عظامه بالكامل ...
_ متضربني .. ياجبان ... اضرب ، بدل ماتروح تربي مراتك ...التيييت .....
رفع يده يوجه اليه لكمه بأقصي قوته ، ومن قوة دفعه ، سقط على الارض بعيدا على كرسيا تحطم بمجرد وقعه عليه ... فانكسرت يداه ...
حدث اسلام نفسه ...
_ مش مهم ايدي تتكسر المهم اللى بينهم هما يتكسر .. ربنا ينتقم منك يالبني أنت وامك نجوة الحرباية وابوك مش مكفيكم انكم السبب فى اللى حصل لامى ... وكمان عاوزة تكشحيني من الشغل ....أنا بقي اللى هوريك مين هيمشي ...
****
كلما يراه أدم ينتفض قلبه بالسم الغاضب ، يريد أن يبرحه ضربا حتى يكسر عظامه ، لكن والده يقف فى كل شئ ، لا يصدق أن أباه يقف فى صفه الى تلك الدرجة ... حتى أنه يريد أن يجعله يكمل دراسته ، ويجعله يمسك بعض مشاريعه ...
وقف أمامه يراقبه بضيق وهو يأخذ اموال الحساب ، حتى لمح صديقه رامي يأتى اليه فى الصيدلية ليشترى منه ... وبعد أن تكلموا كثيرا .
نظر رامي بدهشة الى اسلام فهتف به ..
_ أنت يا تيييت ... مش عارف أوصلك ... تبقي أنت هنا .... ليه يا أدم مقولتليش ...
كز ادم على أسنانه عندما تقابلت عيناه مع اسلام الذي ينظر اليه باستحقار ...
لكن رامي سحب اسلام الى الخارج.. وقال
_ أنت تيييت ياض .. كل الفترة دي متكلمنيش ... وأنا قاعد أدور عليك ....
_ يعن أنت مش عارف اللى أنا فيه ...
_ مامتك أخبارها ايه صحيح ..
_ لسة فى غيبوبة ..
_ ربنا يشفيها .. معليش ياحبيبي ... بكرة تبقي تمام ... شد حيلك أنت بس ... عشان لو شافتك بمنظرك دا هتتعب أكتر .
أنتبه أسلام الى كلمه حبيبي ..، فنظر اليه طويلا ... وصاد الصمت لحظات ...
فأردف رامي ...
_ بكره هاجى أفوت عليك ... عندى ليك مفاجأة .
_ مش هعرف ...
_ يييه عليك .. اسمع الكلام ...
قالها رامي وهو يهم بالانصراف الى سيارته ، وبقي اسلام ينظر اليه وهو يمشي من أمامه ويطلق بوق السيارة بطريقة مضحكه ، حتى أبتسم اسلام له ...فقابله أدم بضحكة من السيارة
جعلت قلبه يرتاح لدقائق ... حتى رأى يد فتاة تخرج من الشباك الاخر فانقلبت الابتسامه الى عبوس ..
****
فى اليوم التالى
ذهب اسلام مع رامي الى منزله بعد ألح عليه ، فكان يخشي من وجود سيف هناك، ولكن استسلم بإلحاح رامي ، ولأن فضوله ينهكه بالتفكير، أراد أن يعرف بأمر الفتاة التى كانت معه البارحة ...
دهش اسلام وهو ينظر الى هذا القصر الكبير ، ينظر يمينا ويسارا وأعلا وأسفل .. ويد رامي تسحبه الى غرفته ...
_ شوفوا مين هنا ....يااااه وحشتيني يااسلام .. قالها سيف وعلى وجهه ابتسامه ساخرة ...
تصلب اسلام كالرمح وهو يسمع هذا الصوت الممزوج بصوت الافعى .. الذي يخشاه، فالتفت له وهو يزدرد ريقه بصعوبة ...
فقال رامي بسخرية .
_ مش وقتك ياسيف ، روح كمل لعب مع البنات بتوعك دلوقتى .
_ لا بنات ايه دلوقتى ... وإسلام موجود ...
نظراته الخبيثة وعيناه التى تشع بالحقد ، تشعره أنه يعرف بأمره ..، بسره الذي يخفيه عن العالم . ...
_ رامي أنت جيبني هنا اتهزق . قالها اسلام بتماسك .
_ سيبك منه ياعم ...تعالا ....قالها رامي وهو يمسك بيد اسلام يدخله غرفته ويغلق الباب، فقد تضايق رامي من أخيه سيف وتصرفاته المحرجه .
نظر اسلام الى الغرفة بعجب فيوجد بها الكثير .. من الامور التى يتمناه الجميع ..
شاشه عرض كبيرة موضوعة على حائط الغرفة ، العاب الفديو فى كل مكان ..
قام رامي بفتح الشاشة الكبيرة ، وقام بتوصيل لعبه به FIFA تحت عينان اسلام المندهشه بعجب كبير ...
_ ايه دا FIFA 2019 جبتها ازاى أنا سامع أن صعب تبقي مع اى حد ...
_ مفيس صعب يلا، مع رامي الامام ..
ضحك اسلام بسخريه وقال
_ هختار برشلونه .. وانت الريال ..
_ لا ياحبيبي انت الريال ..
_ خلاص مش لاعب .
_ياساتر عليك .. خلاص ياعم انت برشلونه
_اوبا .. دا3D ... طول عمرك محظوظ ..
_شغل الأر دا مبحبوش ..
استمر اللعب بينهم ثلاث ساعات كامله ، وتنتهى اللعبه دائما بفوز اسلام ... حتى تضايق رامي منه ، وقام بلكمه فى صدره ..
فانقلبت قسمات اسلام الى الضيق، واحمر وجهه .. وقام من مجلسه والقى درع اللعبه على الارض .. وذهب الى الباب .. ليمشي ..
تابعه رامي .. وعلى وجهه السخرية ..
_ أنت قموصة يلا ، خلاص ياعم ... أنا اسف ...
قالها رامي وهو يمنع اسلام من الخروج من الغرفة ... ويمسكه بقوة من كامل جسده ...
أراد أسلام أن يخرج بسرعه حتى لا يري دموعه التى تعافر على الخروج ...
_ عشان خاطرى خلاص يااعم بقي ... . حقك عليا ..
فدفعه اسلام لكى يبتعد عنه .. وجلس وهو يكتم شهقاته ...التى ترجمها رامي على أنه بسبب ظروفه الصعبة .. وندم على فعلته .. التى لم يكن يقصد منها سوي المرح .. كما يفعل ذلك مع باقى أصدقائه .
_ رامي..... مين البنت اللى كانت معاك فى العربية امبارح ...
فى تلك اللحظه دخل أحد العاملين بالقصر ، يخبر رامي
_ يا رامى بيه ، أصحابك موجدين تحت فى الحديقه ...
_ ماشي ياعم حسين ، قولهم جاي اهو .
_ هتعرف كل حاجه ... لما ننزل ..
_ أصحابك مين ... أنا مش عاوز أشوف حد ..
_ يابني متقلقش .. عشان اقولك على المفاجأة .
ولأن اسلام يريد أشباع فضوله ، وافق على أن ينزل مع رامي ... فى الحديقه ...
****
هبت نسمات الرياح على أشجار الصفصاف تتراقص مع زهور الحديقه الملونة ،تحت ضوء القمر يتناغم مع أصوات ضحكات الشباب وهمسهم وهم يجلسون فى مقاعد ذهبية اللون وسط أشجار حديقه القصر .
_ هو لسة رامي مصاحب اسلام ، محدش قالى ليه يارجالة ان الواد دا جاى .. هتف بها أدم وعلى وجهه الغضب ..وهو يقوم من مجلسه ..
فقال أحدهم
_ أعد ياعم ملناش دعوة ، وبعدين أنته حاطه فى دماخك ليه ...أعد أعد ..
فأردف شابا أخر
_ شوف حتى لما شافك هو كمان مرداش يدخل ولف الجهه التانية ..
وأنا كمان مبقبلوش تحسه غريب كدا ،وحركات وشه مش عجباني ..
قال الاخر
_ فاكرين يارجاله لما كنا فى الثانوى ومسكنا فيه وسيف ضربه ، وقعد يعيط ، كنت حاسس ان بنت اللى بتعيط ... حتى حركات عنيه وهو بيتكلم بتخل جسمي يقشعر .
_ بنت ايه ياعم ، فى بنت طولها 180 ، دا شكل واحد أستغفر الله حركات عيال تيييت مدلعة مشفوش قطم ظهر الرجاله .
تعالات ضحكات الشباب الا أدم الذي كان يريد أن ينقض عليه ويذيقه من الضرب مايكفى لإخماد ناره .
_ماتيجي يابني ... قالها رامي وهو ينظر لاسلام برجاء
_ لا مش عاوز أعد مع الاشكال دى ..، أنت نسيت عملوا فيا ايه ..أخر مرة ...
_ دا أدم معاهم .. ابن عمك ...
_ دا أكتر واحد تيييت فيهم ...
_ طب خلاص خمس دقايق بس ... عشان بس اقول اللى عندى وهنمشي على طول ..
تنهد أسلام ، فرامي كثير الحاح عليه ، ولن يتوقف حتى ينفذ مابعقله ... وطريقته تزيد فضول اسلام أكثر ...
فدخل عليهم وهو ينظر الى كل شخص منهم باستحقار ..
فقال رامي معلنا أمامهم ..
_ يارجاله ..أنا عندى ليكم مفاجأة ...
لم يشعر أحد بدهشة ، الا عينان اسلام التى كانت مشتعله بالفضول ، وأذناه التى تترقب كل حرف يخرج..
_ طبعا أنتوا عرفين ، أن إمام بيه ممول نادى مركز البلد ... وزى ماانتوا شايفين ..أنا بحب الكرة قد أيه ...قررت أنى اكون مسؤل عن النادى .. وهو أعطانى الموافقة ...
... وطبعا أنا هرجع ألعب تاني ... وملقتش أحسن منكم تمثلوا فريق النادي ..
_ طب واللاعبين اللى فيه ..هتف بها أحدهم ..
_ هيفضلوا موجدين بس أحنا الاساس ...
هااه مين معايا ... إسلام ..؟
وافق الجميع على الدخول الا اثنان .. أحدهما يبدو عليه التررد والاخر غامض ..
هتف أدم ..
_ أنا دلوقتى متجوز وبشتغل ، ومش فاضي ، خرجونى منها ...
اردف رامي .. وهو يرى أسلام متردد ...
_ أنت كدا كدا .. معانا على فكرة ..
... تمام يارجاله ... معادنا بكرة ... الساعه 10
هتف أحدهم ..
_ هى دى المفاجأة ؟؟؟...، دا أنا قولت .. أن فى أحتفاليه جديدة ...
_ ما انت ناصح اهو يابرنس ...قالها رامي ويبدو علية السعاده
انتبه أسلام وقد نبض قلبه بجنون ... وهو ينظر الى رامي وعيناه جاحظة ..
_ انا هتجوز ... هتف بها رامي .. أمامهم ... وعيناه تتابع أسلام الذي كانت ألوان الدنيا يختفى بريقها من عيناه بل تلاشت .. وبقي غمامة تمطر بغزارة عليه بمفرده .
...يتبع ...