اخر الروايات

رواية شفاء الفصل الثالث 3 والاخير بقلم سلمي ناصر

رواية شفاء الفصل الثالث 3 والاخير بقلم سلمي ناصر

 الٲخير

= شفـاء يا حبيبتي ، صباحية مباركة يا حبيبة امك ،
بعـد ما شفـاء راحت فتحت الباب ، لاقت امها وابوها جاين عشـان يطمنوا عليها ، بالذات عشـان شكلها المكشر في الفرح .. اتوترت منهم ومن نظرات امها كمان الواضحه
- تعالي يا ماما تعالي يا بابا اتفضلوا ، وحشتيني.
= كويسة يا بنتي ؟
- الحمدلله يا بابا ، انا كويسة.
منذر ، بعد ما شافهم دخل ورحب بيهم بود ، واتعامل عادي
= اهلا يا عمي نورتوا البيت.
- منور بصحابه يابني ، احنا مش هنزعجكوا هنطمن علي شفـاء ونمشي علي بيتنا.
= متقولش كدا يا عمي البيت بيتكوا ، انتوا مش غرب عنه
- تعالي يا شفاء عايزاكي ،
قامت شفـاء مع امها ودخلوا يتكلموا لوحديهم ، وملست امها علي شعـرها وهي بتبتسملها بحنان
= قوليلي يا شفاء ، انتي لسة زعلانة ومضايقة مننا يا بنتي ؟
- لٲ يا ماما انا مقدرش ازعل منكوا.
= ولله يا حبيبتي عملنا كدا عشـان مصلحة زياد ابن اختك ، مش عايزينه يتبهدل هنا وهناك ،
- الموضوع مش وحش للدرجادي يا ماما ، الحمدلله علي كل حال .
- طب قوليلي ، اتخانقتوا ؟ اتصرفتي معاه ازاي ؟ احنا سبناكي وشك مقلوب يا بنتي ..
- متقلقيش عليا يا ماما ، دا عشـان مكنتش متقبلة الموضوع بس ، لكن منذر راجل طيب ومش هلاقي زيه.
= يعني اطمن عليكي ؟
- اطمني ،
= طب حصل ايه ؟ اتعاملتي معاه ازاي؟
شفاء اتوترت وبصت في الارض وردت بهدوء
- متقلقيش كل حاجه كويسه .. ادعيلي بس يا ماما ربنا يهديني ويرشدني للطريق الصح.
= ربنا يهدي سركوا يا بنتي ، ويريح بالك ، وعايزة انصحك نصيحة ، متضيعيش منذر من ايدك ، احنا نشكر ربنا الف مرة ، عشـان هو كان من نصيبك انتي كمان ، دا مش بس شهم واخلاقه عالية ، دا بيراعي ربنا وجدع وراجل بجد ميتخافش عليكي وانتي معاه ، والشهادة لله اديكي شوفتي صان اختك الله يرحمها ، ورعاها ازاي ، وعمرها ما اشتكت منه.
- عارفة يا ماما
= بكره الٲيام تثبتلك ان احنا اخترنالك صح ، وربنا بيحبك عشـان رزقك براجل زيه .. حاولي تقربي منه ومتزعلهوش ، وانتي هتعيشي اسعد انسانة في الدنيا.
- حاضر يا ماما ، هحاول.
= ابوكي كَلم سالم يا شفاء.
شفاء رفعت وشها بارتباك واتخضت وقالتلها بلهفه امها لاحظتها ، وكأنها كانت مستنيه تسمع حاجه عنه
- كَلمه !! كلمه ليه يا ماما ؟ وهو قال لبابا ايه ؟ اكيد شايفني واحده انانيه وبقا بيكرهني مش كدا؟!!
= ابوكي كان لازم يكلمه ، بالذات بعد ما بقيتي متجوزه خلاص ، وكان لازم يفهمه الوضع عشان ميتصلش بيكي ويعملك مشاكل مع جوزك ، وهو كان مضايق وهو بيكلم ابوكي بعدين فهم
- ط .. طب قاله ايه ؟ تفهم موقفي؟
= متقلقيش يا حبيبتي بالعكس دا قدرك ، وابوكي فهمه ظروفنا وانك متنفعيش ليه خلاص ، وهو كتر خيره قدر دا وقال ربنا يبسطها في حياتها ، ووعده انه مش هيتصل بيكي تاني وهيسافر لأهله في المنصوره قريب ، وبيتمنالك الخير مع جوزك دلوقتي ، ما احنا كان لازم نكلمه عشان متبقاش عيبه!
شفاء هزت راسها وقالت بصوت مش مبسوط وحزين وكان الي امها قالته مريحهاش دا عذبها اكتر!
- الحمدلله ، كويس انكوا عملتوا كدا كنت حاسه ان شايله ذنبه
سمعوا صوت ابوها بينادي علي امها ، بيستعجلها عشـان يروحوا .. قامت شفاء وامها حضنتها وباستها ،
= متنسيش الي قولتهولك يا شفاء ! ، ومتزعليش يا حبيبتي ربنا بيختارلنا الاحسن دايماً ، ومتقصريش في تربيه زياد .. تربية اليتيم ثوابه كبيـر يا حبيبتي ودا ابن اختك قبل اي حاجة ، وفكري تاني وابدئي من جديد منذر طيب وابن حلال ولله ، وانا عارفه ان نظرتك هتتغير ..وان شاء الله تخاوي زياد وتخلفوا وتملوا البيت عيال ..
شفاء اتحرجت ، وخرجت وراه امها توصلها ، وهما خارجين .. زياد جري وراهم عايز يروح معاهم .. منذر قاله بٲستغراب
= رايح فين يا زياد ادخل عشـان تفطر وتروح الحضانة.
_ لٲ يا بابا انا عايز اروح مع جدو وتيتا.
"" خلاص يا منذر يا بني سيبهولنا هنفطره و نوديه احنا في سكتنا ، انا كنت هاخده يبات معايا امبـارح بس شفاء رفضت ""
منذر اقتنع بكلامها ، وشافها فرصة كويسة انه يقرب من "شفاء " اكتـر ويبينلها الجزء الكويس الي فيه ، كمان عشـان تتعود علي وجوده معاها كزوج .. مش كٲخ كبير
مشيوا اهل شفـاء ومعاهم زياد بعد ما ودعوهم ، وقفل الباب ولفلها لقاها واقفة بتبصله .. ووشها احمر .. قالتله متهربة
- انت مفطرتش ، انا هروح اجهز فطار.
= تمام هساعدك ،
دخلت تحضر الفطار وهو وراها بيساعدها ، وكل لما يقف جمبها بتبص لفرق الطول الكبير بينهم ، هو شاب في نص التلاتينات بس شكله اصغر من سنه بشعره الغزير وجسمه الشبابي مديله شكل اصغر وجذاب ، هي حاسة بوشها حرارته وصلت اخر درجه من التوتر من قربه ليها ،
حطت الٲكل علي السفرة وقعدوا عشـان ياكلوا ، وهو كان بياكل بشهيه مفتوحه ، لٲنه ماكلش من امبـارح ، وهي قاعدة بتبصله وحاطة ايديها علي دقنها .. وبتعيد كلام امها في دماغها .. هي متنكرش انه راجل جدع وشهم .. ومشافتش منه حاجة وحشة ، واختها كانت بتشكر فيه كل دقيقة .. بس مش قادره تنسي سالم ، وحست انها مخنوقه لما عرفت انه هيسافر وهينساها ، ومنذر؟ هتعرف تعيش معاه وتتقبله زوج ليها وشريك عمرها .. وتنسي "سالم" اول حب في حياتها ؟
- هو انا شكلي حلو كدا .. عشـان تسيبي الٲكل وتبصيلي ؟
ارتبكت شفاء .. هي فعلا بصاله ومركزة معاه ، ودت وشها للناحية التانية بكسوف وعملت نفسها مشغولة بالٲكل ، ضحك وهو بيقوم
= بهزر معاكي متقفشيش كدا ، كملي فطار انتي هدخل اعمل مكالمة ..
دخل يعمل مكالمة .. وهي كلت بهدوء ، والتوتر والٲرتباك والخجل بيختفي لما منذر بيقوم ، وبيرجع تاني لما يبقي في مكان واحد معاها .. وهي علي قد ما بتقدر بتحاول انها تعود وتهيء لنفسها انه خلاص بقا جوزها .. ولازم تتزحزح اكتـر من كدا ..
خلصت اكل الي مكالتش كتير منه .. وقامت تلم الٲطباق .. ودخلت تشوف منذر خلص مكالمته ولا لسه
- عايزني اعملك حاجة ؟
= لا .. خلصتي ؟
- اهاا .. وهدخل انام
= دلوقتي ! بالنهار ؟
- مفيش حاجة اعملها ، وزياد لسة بدري علي معاد خروجه
= اممممم .. طب ايه رٲيك ننزل نلف بالعربية سوي ؟
- ننزل ؟
= ايوة .. تغير ليكي وعشان حاسس انك مضايقة.
- ماشي مفيش مانع .. هدخل البس.
دخلت تغير هدومها .. وهي فعلا كانت عايزة تخرج .. التفكير بكلام امها وبمنذر .. تاعب دماغها ومخليها في دايره كبيره مش عارفه الصح منها؟ وهي محتاجة تفصل من التفكير الي بقاله اسبوع .. والتوتر الي مش بينتهي من جواها .. رغم الكلام الي قاله وطمنها شوية
خرجت وهي بتلف طرحتها .. وهو بصلها وبص هي قد ايه شكلها صغير عنه .. الفرق عشر سنين بينه وبينها .. واختها كانت كبيـرة عنها بكتير برضو ، والي موضح دا كمان قصرها وحجمها الصغير .. هو لما اتجوز اختها كانت لسة في اعدادي فٲكيد جوازها منه ملغبطها جدا
- خلصت.
= ماشي ، بس عايزك تجيبي كام حاجة من هدومك..
- ليه ؟
= هتعرفي بعدين يالا بس.
دخلت شفاء وهي مستغربة .. تاخد لبس من هدومها مش كتير .. وحطتتهم في شنطة .. وهي عقلها بيصورلها حاجات هي خايفة تعترف بيها لنفسها ..
- جبت هدوم ، بس ايه لازمتها هو احنا مش هنلف بالعربية بس ؟
= عشان هتحتاجي الهدوم دي فيما بعد .. يالا بينا.
نزلوا وركبت شفاء جمبه .. وهو ركب وساق العربية بيلف في الطريق .. وهي جمبه ساكتة وبتراقب الشوارع من الشباك .. لكن عينيه رغم انه مركز في الطريق بس مش مفارقها ، وكٲنه بيحفظ شكلها وتفاصيلها البسيطة ..
فضل يسوق كتير وكانوا ماشين علي طريق السريع ، وهي متعجبة بس مش عايزة تسٲله .. عينيها غفيت غصب عنها من الهوا الي داخلها من شباك العربية .. ونامت مكانها .. انما منذر فضل سايق .. وكان بيبصلها وهي نايمة علي الكرسي .. وشها في كمية برائة رهيبة .. بتشدك غصب عنك .. منذر كان بيحب داليا فعلا وموتها سبب فراغ وحش جواه .. بس في احساس بيحركه ناحية "شفـاء" مش عارف ايه هو ؟ حاسس انه عايز يفرحها ويرضيها ويشوفها بتضحك علي طول .. يمكن عشان هي صغيرة واتفرض عليها تتجوز واحد اكبر منها وتربي طفل كمان ؟
شفاء صحيت علي هزة خفيفة في كتفها .. قامت في عينيها النوم وبتبص بٲستغراب للمكان الي وقفوا فيه .. بصت لمنذر الي بيبتسملها وقالت مدهوشة
- احنا جينا هنا ليـه ؟
= وهما الي بيجوا هنا بيجوا ليه ؟
- انا بحب المكان دا قوي وا... ايه دا ؟! هو احنا مش كنا بنيجي هنا علي طول زمان ؟
= ايوة يا شفاء .. عارف ان الجو دا بيغير نفسيتك وبيجددها.
- شرم ؟! وعرفت منين ؟
= لٲننا كل منصيف زمان كان هنا .. كنتي بتيجي معانا بعد ما تخلصي امتحانات .. وبتنططي وبتلعبي .. والفرحة بتبقا مالية وشك ومفرحاكي .. ففكرت اجيبك هنا يومين تغيري نفسيتك يمكن التكشيرة الي علي وشك دي تتشال .. وترجع ضحكتك تنورها.
"شفـاء" بصتله بتفاجاء .. وابتسمت ابتسامه صغيره ..الحاجات الي زي دي بتفرق معاها جدا .. ان هو يهتم بٲدق تفصيلة ليها و يعرف ايه الي بيبسطها .. فيعمله عشانها .. لامس جواها شيء كبير ، وحست بفرحة حقيقة ..
- يعني جيت ساعات السفر دي سايق عشاني ؟ انا فكرت هنتمشي بالعربية بس .. انا .. انا فعلا مش عارفه اقولك ايه يا ابيه ... !! احمم يا منذر
= متقوليش حاجة المهم انك تتبسطي.. يالا انزلي ..
- ط .. طب .. زيــاد ! معاد خروجه من الحضانة عدا!
= المكالمة الي عملتها الصبح .. كلمت عمي فيها .. وهما هياخدو يقعد معاهم لحد ما نرجع ..
نزلوا من العربية وشفاء مش مصدقة الي بيعملوا .. طلعوا الفندق الي بيجوا يحجزو فيه مع عيلتها علي طول .. وحجزو غرفه ليهم .. طلعت وهو حطالها الشنطة .. لقاها واقفة كعادتها عند الباب
= تعالي يا شفاء ..
دخلت شفاء وهي بتبص علي الٲوضة .. وبعدين وقفت تبصله شوية شافته اخوها الكبير وزوج اختها بتاع زمان ، او احساسها المعتاد الي كانت بتتعامل بيه معاه واختها عايشه صحي وحركها تاني تتصرف زي قبل كدا .. وبتلقائيتها راحت رفعت نفسها شوية عشان تطوله وباسته من خده كشكر ، ..
- شكرا يا اب.. ...يا منذر
بصالها شوية مدهوش .. بس بعد كدا ظهرت ضحكة علي وشه خلتها تتكسف .. ودخلت تطلع لبس من شنطتها تلبسه ..
قعدو اسبوعين كاملين لما لاقاها مبسوطة ونفسيتها بتتحسن فمد الٲجازة .. و كان بيفسحها ويوديها اماكن كتير .. هي بتحبها .. ومكانش حارمها من حاجة .. واشترلها كل الي هي عايزاه من مولات التسويق الغالية الي هناك .. عاملها بالظبط وفكرها انها عروسة وفي شهر عسل وكان بيخرجها كل شوية .. وفي نفس الوقت كان محافظ علي كلامه الي قاله ليها يوم جوازهم وسايبها علي راحتها .. شفاء قلبها قلب طفله صغيره وهو عرف يسعدها علي الاساس دا وكان من اقل تصرف بيعمله بيفرحها
خلصوا الٲسبوعين.. وحضرو الشنط عشان يرجعوا .. زياد كان واحشاها قوي .. وفعلا نفسيتها اتغيرت الف درجة والضحكة مكانتش مفارقاها .. علي عكس كٲبتها وحزنها في الٲول .. وفكرت شوية في كلام امها وفي نفسها ، "سـالم" حبها الٲول ابتدت تتخطاه ولا لسه مٲثر عليها ؟ الي هي حاسة بيه دلوقتي .. ان الوجوم والغيظ الي كان ماليها من الجوازة دي .. بدٲ ينزاح شوية .. ونوعًا ما بتتقبل فكرة انها ... مراته.
شفــاء كانت بتفرد البطانية عشان تنام قبل ما يسافرو الصبح .. ولاقت منذر رايح ينام علي الكنبة هو كمان .. زي كل يوم جم فيه هنا ..
- هتنام هنا ؟
= اه عايزة حاجة ؟
بخجل شديد ردت - م .. ممكن تنام في السرير جمبي .. عادي ؟! ع.. عشان الكنبه صغيره
بتفاجاء جوابها = فعـلًا ؟!!
- ا ..ااه انت كل يوم تنام علي الكنبة وهي نومتها متعبة .. مفيش مانع تنام هنا لـ..لحد ما نرجع
وكٲنه مصدق وقام ينام جمبها .. وهي مكسوفة ووشها احمر خالص وحرارته زادت .. وحست انها اتسرعت لما قالتله يجي دي اول مره ينام جمبها علي السرير؟!!!
- تصبح علي خير
= وانتي من اهل الخير ،
نامت ومودية راسها الناحية التانية وهي مكسوفه ودقات قلبها عاليه وبتحاول تنام بتوتر .. بعدين راحت في النوم .. بس هو فضل باصص عليها وهي نايمة وبيبتسم لشكلها الهادئ .. راح نام هو كمان .. بس خدها في حضنه زي ما كان متوعد ياخد ابنه في حضنه .. ودي اول مرة ينام جمبها من ساعة ما اتجوزوا...
رجعت شفاء ومنذر البيت .. وزياد كان فرحان لانهم وحشوه قوي .. وعدت الٲيام ومنذر كل مدي بيقرب منها اكتـر .. بعد ما اتٲكد انه فعلا حبها .. والعشرة بتقرب صحيح .. والي حبه فيها تلقائيتها وطفولتها وبساطتها ... الاول مكنش بيحبها الحب دا كان بيحب انها اخت مراته وزي اخته الصغيره وبس ، كان اعجاب بطيبتها وتضحيتها لكن دلوقتي تفكيره اتغير بأنها خلاص بقت مراته مش اخت زوجته المتوفيه .. ودا دخل حبها في قلبه ، وهو بيعمل اقصي ما في جهده عشان يقرب المسافات بينهم ويبقوا زوج وزوجة طبعيين ..
اما شفاء .. كانت مستغربة اوي ؟ لما سالم مبقاش واخد تفكيرها كله زي الاول؟ ولا متلهفه انها تسمع اسمه ولا عيطت حزن عليه؟ يمكن عشان منذر ابتدي ياخد جزء مهم من حياتها بٲهتمامه بيها وحنيته عليها ؟ وكلام امها ابتدت تحس انه صح .. منذر طيب اوي وراجل بجد .. وكفاية انه صابر عليها وبيعاملها وكٲنها اخته و بنته زي زياد .. وهي مش هتلاقي احسن منه حتـي سالم مكانش بيديها اهتمامه زيه ؟ واقرب طريق لقلب البنت الٲهتمام ، ويحسسها انها حاجة مهمة في حياته .. مش عارفه بس هي لازم تقبل بوضعهم هي حاسه انها مقصره من ناحيته .. وهو مصدرش منه موقف يخليها تبعد اكتر من كدا!
انهـاردة هتاخد خطوة جد في علاقتهم .. كفاية شهور مستني عليها وبيعاملها اكنها ملكة.. كل دا مثبتلهاش انه راجل يعتمد عليه ... وشريك عمر حقيقي ؟ المرة دي هتختار قرارها بنفسها .. مش ضغط وغصب من حد .. لان فعلاً ربنا مبيختارش حاجه وحشه لينا ..
كانوا قاعدين بيتفرجوا علي التلفزيون .. وهي قامت عشان زيـاد نـام علي نفسه .. وودته اوضته وغطتته وخرجت .. خدت نفس وفكرت هتبدتي بٲيه .. بصت علي شكلها في المرايه ، كانت متوتره وقلبها بيدق شعرها البني الخفيف حوالين وشها مداري خدودها الحمرا من التردد والاحراج ، راحت قعدت جمبه علي الكنبة وابتسملها وبعدين وجه راسه للتلفزيون تاني ..
- منذر !
= نعـم
- انا ... ك ..كنت!!
= مالك يا شفاء ؟ في حاجة ؟
- لــلا.. اااا... ااه .. فيه
= ايه ؟
- شكرا ...
= علي ايه ؟
- علي الي بتعملوا معايا
= وهو انا بعمل ايه ؟ دا الطبيعي انك تتعاملي احسن من كدا .. ومتعرفيش وجودك فارق معايا ومعا زياد ازاي .. ربنا يخليكي لينا يا حبيبتي ..
- حبيبتي ؟!!!
- طبـعا حبيبتي وبنتي وعيلتي كلها .. انا حبيتك اوي يا شفاء .. وكنت فاكر ان مش هحب بعد داليا .. بس حصل العكس .. وجيتي مالكتي فراغي ووحدتي.. وعايز دلوقتي اروح اشكر عمي مليوون مرة عشان اقترح فكرة جوازنا .. وانك تبقي مراتي.
- بجد يا منذر انت بتحبني ؟ فعلاً ؟ انا عارفه انك بتحب داليا الله يرحمها اوي .. ويمكن تكون بتعمل معايا كدا عش...
= مش مصدقاني ؟ انا فعلا حبيت داليا جدا ولسه بحبها وموتها بوظلي حياتي وشقلبها ، بس لما اتجوزتك ودخلتي حياتي بوجه مراتي مش اخت داليا ، تفكيري ومشاعري اتغيرت من ناحيتك ! حبيتك بعد ما بقيتي مراتي ، لاني حسيت ان مفيش حد زيك كدا؟ انا بَحبــك بطريقة متتوصفش .. صح انا اكبر منك .. وكنتي شيفاني اخ كبير بس انا بعترفلك باللي حسه .. طيبتك وبرائتك وتلقائيتك .. حركوا مشاعري ليكي ، انا بفرح اوي لما بشوف ضحكتك .. بحس ان ملكت الدنيا وما فيها .. وبجد اكتر حاجة بحاول احافظ عليها ان مخسركيش .. انتي عوضي بعد داليا ..
- كلامك اعترفلك ان .. انا كمان حبيتك يا منذر .. حبيت اهتمامك .. حنيتك .. صبرك .. رجولتك وجدعنتك ... وعرفت ليه داليا كانت بتشكر كل دقيقة فيك .. عشان انت احسن راجل في الدنيا .. وانا متخيلتش ابـدا من شهرين .. ان هحبك كدا .. لو كان حد جالي وقالي ان هتجوز ابيه منذر الي بشوفه اخويا وزوج اختي وربنا هيزرع حبه في قلبي كنت مصدقتوش وضحكت ،
كلام ماما صح العشره بتقرب
شافته انذهل من ردها .. هو فاكر انها لسه زي ما هيا .. متوقعش انها حبته ودا كفاية قوي ليه .. هو كلامه شجعها خلاها تنطق ..
= ريحتيني يا شفـاء .. أَخيراً .. كنت حاسس بضيق وانا شايف انك مغصوبه عليا وانك عايشه هنا عشان زياد بس ، سبق وقولتلك روحك زي اسمك .. شفـــاء لٲي حزن او قلق .. ربنا يخليكي ليا .. وتفضلي تنوري حياتي ودنيتي دايما .. يا شفـاء دنيتي .
قرب جمبها وخدها في حضنه وباس علي راسها .. وشفاء ابتسمتله بكسوف .. وهي متأكده من احساسها ، هي حبته ومتعرفش ازاي .. بس هي حاسه ان ربنا حببها فيه كدا عشان يعوضها خير ، ويلهمها للطريق الي فيه مصلحتها، يمكن سالم مكنش نصيبها او شر ليها وربنا بعده عنها ..
قالها بصوت مشاكس وهو بيبعد خصلات شعرها القصير عن وشها المحمر
= عايزين بقا .. نخاوي زياد ونجبله داليا .. متبخليش عليه الواد بيقعد يكلم نفسه حرام .. نجبله اخت قمـر زيك كده تسليه ..
هزت راسها وابتسمتله بخجل ووطتتها وبعدين بصتله بحب بينور من عينيها فعلا ، وقررت انها تكمل معاه بقيت حياتها تبقي زوجته وام عياله فعلا .. فرفع وشها ليه وعنيه فيها حنيه ليها وباسها من جبينها وحضنها اكتر وهو بيتنهد .. شفاء عرفت ان مش اول حب لازم يكون اخر حب ومفيش بعده .. هي كانت غلطانة .. وان مش كل حاجة تحصل في حياتنا نفسرها سوء وحزن .. دايمآ ربنا بيختار لينا الٲحسن .. ومنعرفش الا بعدها ... يبقي منستعجلش بالحكم .. منعرفش مش يمكن دا احسن حاجة ربنا عملها عشانا ورزقنا بيها ...
** تمــــت **

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close