رواية البلورة الوردية الفصل العشرون 20
" ٢٠ " البلوره الورديه بقلم روزان مصطفي
دخل حمزة وهو موطي راسه تجنباً برضو وعشان حُرمة البيوت ؟ قعد على الكنبة ف قالتله مامة ريماس : تحب تشرب إيه ؟
بعقل كدا وبهدوء قالها وهو بيحرك فصوص السبحة بين صوابعه : إقعدي بس يا حاجة هنتكلم ، إقعدي ربنا يبارك لك
قعدت أم ريماس على الكنبه قصاده ف قال حمزة : إحنا إحترمنا رغبتكم في إنكم مش حابين تقعدوا معانا في البلد وقولتوا ملكوش رزق فيها ، ف جيتم هنا على مصر * القاهرة * وغيبتوا غيبتكم الطويلة لحد ما الحج أبو ريماس أصطفاه الله وإنتقلت روحه للسماء السابعة
أم ريماس : أيوة بس ما ..
حمزة بذوق : من فضلك يا حاجة سيبيني أكمل
حمزة بتكملة : ساعتها سيبنا أشغالنا وتولينا موضوع دفنه في البلد وسفرنا الجثمان وبنفسي شيلت الخشبه على كتفي
لكنت بنتك واللي هي تعتبر بنتنا تتجوز ومترفعوش سماعة الهاتف تبلغونا يبقى كدا إنتوا والعياذ بالله قاطعين صلة رحم ، دا حتى موت الحج عرفناه بالعافية يعني لا بتكلمونا عشان فرح ولا عشان حزن ، بقية الأهل نكروكم زي ما نكرتوهم لكن أنا حابب أكون همزة الوصل والخير بينكم ونرجع كل شيء زي ما كان زمان قبل ما تيجوا القاهرة ، وقولت لو هما نسيوا الأصول أفكرهم أنا
كانت أم ريماس ماسكة منديل في إيديها وبتمسح وشها من حبات العرق اللي غطت جبينها من التوتر وبعدين قالتله : تصدق وتؤمن بالله
هو بهدوء : لا إله إلا الله
والدة ريماس : إنتوا على طول في البال ، بس أنا يابني أتعافيت من عملية الكلى بقالي شهر ، جوز بنتي ربنا يرضى عنه سفرني برا أعملها وبالمرة قضى شهر العسل مع البت أهو شباب ينبسطوا سوا ، وكنا هنكلمكم
حمزة بمقاطعة لطيفة : بس يا حاجة محصلش إنكم كلمتونا ، نهائياً وقطعتوا علاقتكم بينا ، لو مفيهاش أساءة أستسمحك تغيري ملابسك ونروح لريماس في بيتها نباركلها ، أنا جايبلها مشبك من البلد من إيد مراتي هيعجبها أوي
مامة ريماس قالتله بصدمة : دلوقتي ؟
حمزة : ياريت يا حاجة عشان هرجع البلد بالليل وحابب أعمل الأصول وأزور بيتها
قامت والدة ريماس : خلاص يابني هكلمها أديها خبر وألبس لاحسن تخرج ولا حاجة وكمان تاخد ضيافتك من إيد العروسه هناك
دخلت أم ريماس للأوضة وخلعت الأسدال ومسكت التليفون وكملت بنتها
* في فيلا فريد وريماس
كانت ريماس قاعدة على الكرسي بدوخه وبتخلع حذاء رجليها ف لقت تليفونها بيرن ، خرجته من الشنطة وردت بتعب : أيوة يا ماما وحشتيني
والدتها : ريماس إنتي في البيت ؟
ريماس بقلق : أه لسه جاية من برا ، في حاجة ولا إيه؟
والدتها : طب يابنتي أنا كنت قاعدة لقيت جرس الباب بيخبط بفتح لقيت حمزة في وشي وإداني كلمتين قعدني زي العيلة قدامه
رجعت ريماس ضهرها لورا وبعدين قالت بعصبية غير مبررة : يعني إيه كلمتين ويعني إيه ييجي من البلد لحد عندك من غير ما يتصل ؟
والدتها : يابنتي إحنا غلطانين برضو قطعنا معاهم وحتى الفرح معزمناهمش
ريماس بملل وتعب : وبعدين ؟ عاوز إيه سي حمزة دا
والدتها : قال عاوز يجيلك يباركلك إنتي وفريد ف أنا هلبس وهجيبه وأجي جهزي حجات الضيافة بقى
قفلت ريماس مع والدتها ورمت التليفون ع السرير بملل وقالت بضيق : كنت نقصاك ياسي حمزة إنت كمان
كان فريد خرج من الحمام بعد ماخد شاور وهو بينشف شعره بص لريماس بإستغراب وقالها : حمزة مين ؟
ريما بتعب : قريبنا من العيلة جاي من البلد يزورنا ويبارك
نزل فريد الفوطة وقالها : ويا ترى كان بيحبك وجاي يرذل لما عرف إنك أتجوزتي وجو رد قلبي دا ؟
قامت ريماس وربعت إيديها وقالت : ها ؟ وإيه ممان حابب تضيفه ك تريقة عشان تحرق دمي ؟
رمى فريد الفوطة بغضب وقال : جاوبيني مبهزرش ! كان بيحبك ؟
ريماس بملل : لا إتطمن دا متجوز وبيحب مراته أوي مكانش في بيننا حاجة
إتنهد فريد ف بصت ريماس للبلورة حست بدوخة أكتر وحطت إيديها على راسها بعدين قالت بتعب : فريد
بصلها فريد وسندها من وسطها بإيديه وقال : إيه يا حبيبي حاسة بأيه ؟
فتحت ريماس عيونها وبصت لعيون فريد وقالت : أنا حاسة إننا برا الفيلا بنكون كويسين أوي وأول ما ندخل الفيلا بنتخانق
فريد بندم أنه زعقلها : أنا برضو حاسس كدا ، أنتي تعرفي أني بحبك وبتمنالك الرضا ترضي ، وكفاية عليا أبص لعيونك اللي بعشقها دي
بعدت ريماس عنه وقالت : تؤ مش وقته يا حبيبي الراجل جاي هو وماما في السكة
فريد بجد : طب ألبسي حاجة كويسة وطويلة عشان من بعد الجواز بقينا زي القمر كدا وأنا لو حد بس رفع عينه فيكي مش هرحمه
ريماس بضحكة : حمزة خريج أزهر ودرس فقه وقرآن وبعدين بيحب مراته متقلقش ، مع ذلك حاضر يا حبيبي
وصل الضيوف أخيراً وإستقبلهم فريد ، أول ما حمزة رفع عينه ودخل الفيلا حس بقبضة في قلبه ضايقته
لحد ما قعدوا وقدمت ريماس الضيافة
حمزة بإبتسامة : مُبارك جوازكم ، ربنا يسعدكم ويرزقكم بالذرية الصالحة
فريد براحة من ذوقه : اللهم أمين يا شيخنا
حمزة بنظرة غريبة : لو مفيهاش تدخل مني بس ماشاء الله بيتكم جميل ، دبحتوا شيء بأربع رجول ؟
ريماس : لسه والله أصلنا رجعنا من ألمانيا بقالنا شهر
حمزة : طب بتشغلي قرآن الصبح اول ما تصحي وتفتحي الشبابيك لنور ربنا ؟
القصد يجماعة إن لازم قرآن في البيت عشان تطرد العياذ بالله كل شيء سيء ، الرقية الشرعية وسورة البقرة دي بركة البيت ويااه لو تعلقوا آية الكرسي لإني من بداية دخولي حسيت بقبضة قلب وقولت لما نقعد انصحكم ك أخ
فريد بتأكيد : أنا وريماس برضو لما بندخل بنحس بخنقة وإننا عصبيين شوية ف ممكن يحصل بيننا خلاف بسيط
حمزة : لا حول ولا قوة ألا بالله ، يبقى زيارتي كانت رسالة من ربنا تشغلوا أيات قرآنية في المكان وهو ماشاء الله واسع تلاقيكم أخدتم عين من حد ما قال ماشاء الله لإن العين مذكورة بالقرآن او عشان مبتشغلوش قرآن البيت طاقته وحشه
ريماس : بإذن الله هنعمل كدا
حس حمزة بإنه مش تمام طول ماهو قاعد ف قال : لا حول ولا قوة ألا بالله ، طب تسمحولي أقرأ ليكم شوية قرآن في البيت قبل ما أمشي ؟
فريد بترحيب : لو مش هنتعبك معانا أكيد إتفضل
بدأ حمزة يقرأ آيات قرآنية وفضلوا يسمعوله وحسوا براحة
* في بيت سمر
صحيت من النوم شهقت بضيق وبدأت تعيط من غير سبب ، حست بخنقة شديدة
* في فيلا فريد وريماس
بعد ما قرالهم حمزة القرآن قالهم : ك نصيحة أخوية من قبل ما أسافر متدخلوش أي حد بيتكم ولو حصلكم زيارات الزواج المعروفة تكونوا مشغلين الرقية الشرعية في البيت هتمنع عنكم أي سوء
سافر حمزة ورجعت والدة ريماس لبيتها ، وقعد فريد مع مراته بسعادة شوية لإنهم حسوا براحة من بعد ما صوت القرآن إنتشر في الفيلا
* عن سمر
كانت لابسه تباية سودا ومغطيه وشها بوشاح لحد ما دخلت عند الست اللي عملت عندها السحر الإسود على البلورة
أول ما دخلت إتهجمت عليها وقالتلها : بقالي شهررر مستنية أسمع طلاقهم أو أسمع أي مصيبه عنهم وإنتي خدتي الفلوس في كرشك وسيباني بموت من العذاب وأنا بتخيلهم سوا ، زودي مفعول السحر أنا عاوزة أخلص منها نهائي مش عاوزة أسمع إسمها في حياتي تاني إنتي فاهمة ؟
أتعدلت الست وبعدت إيد سمر بعنف عنها وقالت : لو عملتي كدا تاني هعفرتك ، هتدفعي كام عشان أخلي السحر يعمل مفعول سريع ؟
خرجت سمر من هدومها كومة فلوس ورمتها للست وبعدين قعدت وهي بتعيط وقالت : خدي دول وإتصرفي ، أنا مبعرفش أنام ! عاوزة الحب بينهم يتبخر
بدأت الست تعقد خيوط في بعض ، وسمر بتبصلها بأمل
عند ريماس وفريد *
قامت ريماس من نومها بتشهق وبتترعش ف فتح فريد الأباجورة وبصلها : مالك يا حبيبتي ؟
ريماس برعب وهي بتحط إيديها على بطنها : شوفت حلم وحش أوي ، أوي يا فريد
حضنها وباس راسها وقالها : إقرأي آية الكرسي زي ما الشيخ حمزة نصحنا
قرتها وهي مغمضة عينها ف نبضات قلبها هديت شوية ف قال فريد : أعصابك شكلها تعبانة هاخدك بكرا ناكل برا وأهو تغيري جو
مسك راسها ورفعها ناحيته شافها مرعوبة شوية وعماله ترمش بعينها ف قال : سبحان من خلقك ، الناس بتحتفظ في بيوتها بلوحات عالمية ومنحوتات ويفضلوا يتأملوها بالساعات وأنا عندي الأجمل من كل دا
حاوطت ريماس رقبته بإيديها وقالتله : لما كنا في ألمانيا إدتني وعد ، إنك مش هتسمح لحاجة تفرقنا ومش هتتخلى عني أبداً تحت أي ظرف
فريد وهو بيقربلها شوية شوية : حصل
ريماس بتكمل بخوف : وإنك مش هتحافظ عليا وعلى البيبي اللي جاي في الطريق
فريد بإبتسامة حلوة : لو زي القمر كدا وبعيون حلوة هعمل دا أكيد
ريماس : تؤ فريد مبهزرش
فريد بصلها وقال : لما وعدتك إني أتجوزك وفيت بوعدي ولا لا رغم كل الظروف ؟
ريماس : وفيت يا حبيبي
فريد بثقة : عمري ما إديت حد وعد وخلفت بوعدي معاه وإنتي مش أي حد ، إنتي أهم ست في حياتي يا أصغر وأجمل مامي شوفتها في حياتي
ميل على رقبتها وباس رقبتها ف ضحكت هي وغارت وبعدين البلورة إشتغلت لدرجة إن العروستين جوا البلورة من كتر ما اشتغلت بعنف أنفصلوا عن بعض وبقى كل واحد فيهم يلف لوحده بعيد عن التاني
ريماس بصويت : فريد إلحق !!!!
إتعدل فريد وحب يقوم ف مسكت دراعه وقالت بعياط وخوف : متقومش من جمبي ، متروحش ناحيتها لوحدك
فريد باس إيديها وقال : خايفة عليا ؟ هشوف بس حصل فيها إيه متخافيش
قام فريد ومسك اابلورة بص جواها ، الغريب إن زرار تشغيل البلورة كان على ال off ، والعروستين نصهم سايح ومفترقين عن بعض بعد ما كانوا حاضنين بعض وبيرقصوا
والثلج بهتان مبيلمعش ولا بيتحرك !!