رواية غرام الوتين (دمية في يد غجري 2 ) الفصل الثالث 3 بقلم سمسم
التفاعل يا حلوين احسن الطم
غرام الوتين
(دمية في يد غجري 2 )
البارت الثالث
ظلت تدور حول نفسها كالمجنونة فأين ذهب رائد تملك الخوف منه ظل يركض فى كل مكان لعله يراه ينادى بأعلى صوته
ثائر:" راااائد حبيبى انت فين رائد"
وتين بخوف شديد:" رائد حبيبى يلا تعال انت فين"
انهارت بالكامل صارت تبكى بشدة يهتز جسدها من اثر بكاءها وشهقاتها
وتين بدموع غزيرة:" ثائر ابنى فين انا عايزة ابنى يا رااااااائد"
ظل يلتفت حوله ولا يعرف أى طريق يسلك ليجد ابنه فالمكان متسع ومخيف فهو يخشى على طفله فالمكان موحش بالنسبة لطفل صغير
ثائر بصوت عالى " راااااااااائد انت فين "
سيطر الخوف عليه حاول تمالك أعصابه فهو يخشى ان يكون أصابه مكروه فهو حتى يرفض التفكير فى هذا الأمر فلو حدث شئ لصغيره فهو وزوجته لن يتحملوا ذلك .خوف يتعاظم بداخله وساوس شيطانية فى رأسه احتمالات بشعة يهيئها له عقله فصارت الافكار تتزاحم وتتكاثر فى رأسه ولكنه حاول السيطرة على أعصابه فيكفى فقط ان يرى انهيار زوجته
ثائر:" اهدى يا وتين دلوقتى هنلاقيه"
ظل يركض من مكان لاخر رفع بصره لمح صغيره يجلس بجوار رجل مسن خالط المشيب رأسه تكسى التجاعيد وجهه ينظر لرائد بابتسامة يمد يده له بثمرة من التفاح اخذها الصغير منه بابتسامة اقترب منهم بلهفة تتبعه وتين تسبقها روحها قبل قدميها
ثائر:" رائد ايه اللى انت عملته ده ازاى تسيب اخواتك وتمشى"
وتين بلهفة:" حبيبى انت كويس "
اخذته فى أحضانها لا تعطيه اى فرصة للكلام ففرحتها بعودته اليها اكبر من ان توصف
رائد:" انا اسف يا بابا"
نظر الصغير لابيه بخوف فهو رأى على ملامح وجهه الغضب من صنيعه
ثائر بغضب:" اسف! انا وماما كنا هنتجنن علشانك وانت قاعد هنا وانت ازاى تسيب العربية واخواتك انا مش قايلك متخرجش من العربية انت ما بتسمعش الكلام ليه"
هدر بصوته العميق اثار فى قلب صغيره الخوف ولكنه فعل ذلك بسبب ذلك الخوف الذى تملك من فؤاده، خفض رائد رأسه ينظر إلى الأرض يتحدث بنبرة تحمل أسفا ً على ما فعله
رائد:" انا لما نزلت من العربية كنت خايف فعمو ده خدنى قعدنى جمبه يا بابا وانا آسف مش هعمل كده تانى"
نظر ثائر للرجل بامتنان قام بسحب بعض الاوراق النقدية من جيبه يريد ان يعطيها له جزاء له على حفاظه على صغيره
ثائر:" انا متشكر جدا انك اخدت بالك منه اتفضل دى حاجة بسيطة"
ابتسم الرجل ابتسامة خفيفة ربت على يد ثائر ينظر اليه برفض قاطع ان يأخذ منه المال
الرجل:" خلى فلوسك معاك يا ابنى انا مش محتاج فلوس انا معايا الحمد لله"
وتين:" متأخذناش لو كنا ضيقناك بس احنا متشكرين على انك اخدت بالك من ابننا"
الرجل:" ربنا يباركلك فيه خلى بالك منه وخلى عينيك عليه"
ثائر:" بس انت قاعد هنا ليه لو عايز تروح اى مكان انا ممكن اوصلك اتفضل"
الرجل بابتسامة:" تشكر بس انا عايش هنا"
وتين بتعجب:" عايش فى المقابر"
ابتسم الرجل ابتسامة خفيفة تحمل وجعاً فمن يراه يكاد يجزم ان ذلك الرجل لم يرى يوما سعيدا بحياته
الرجل:" متستغربيش يا بنتى انتوا اكيد مفكرين ان انا ممكن اكون واحد شحات او حانوتى او الكلام ده بس انا مش كده"
ثائر:" متأخذينش فى السؤال طالما انت مش كده قاعد هنا ليه بتعمل ايه فى مكان زى ده"
الرجل بحزن:" قاعد جمب ابنى"
نظرت وتين حول الرجل لترى ابنه ولكنها لم تجد احد سواه فى هذا المكان
وتين:" هو فين ابنك ده انا مش شايفة حد غيرك هنا"
الرجل:" ابنى هنا فى المكان ده"
اشار الرجل الى احد القبور سالت دموعه عندما تذكره ابنه الراحل شعر ثائر ووتين بالشفقة عليه
ثائر:" الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته"
الرجل:" اللهم امين يارب العالمين"
وتين:" بس ابنك مات ازاى"
الرجل:" ابنى كان ظابط فى يوم طلع مأمورية رجعلى شهيد مكنش ليا فى الدنيا غيره بعد ما امه ماتت شفته بيكبر يوم ورا يوم لحد ما ربنا اراد يختاره ويستشهد وانا من يوم ما مات وانا عايش هنا علشان احس انه جمبى لأن مكنش ليا غيره فى الدنيا فدفنته وفضلت قاعد هنا لحد ما ربنا يأذن واروحله"
تذكر ثائر حزنه ايضا على أخيه رؤوف عندما رحل عن هذا العالم وكأن تلك المهنة أصبحت اول طريق للفراق
وتين:" الله يرحمه ويصبرك"
الرجل:" تسلمى يا بنتى"
ثائر:" طب انت محتاج اى حاجة اؤمر لو محتاج اى حاجة انا اجبهالك"
الرجل:" الأمر لله خدوا بالكم من ابنكم مع السلامة"
بعد ان اردف كلماته ذهب الرجل معلنا بذلك انتهاء الحوار بينهم ظلت نظرات ثائر تتبعه فخطواته تثقلها الهموم التى يحملها فى قلبه من فراق ابنه الراحل
ثائر:" يلا يا وتين وانت يا رائد اياك تعمل اللى عملته ده تانى"
رائد:" اسف يا بابا"
سحب صغيره من احدى يديه واليد الاخرى يقبض بها على يد زوجته وصلوا الى السيارة قام ثائر بقيادة السيارة متجه الى القاهرة فهو فى طريقه للعودة الى منزله ومازال حديث هذا الرجل يرن فى أذنه يثخن جراحه التى كانت بدأت ان تندمل ولكن عاد إليه الآن شعور القهر الذى شعر به عندما رحل اخيه عن هذا العالم وفاءاً لمهنته تلك المهنة التى بات ثائر يبغضها
بقلم سماح نجيب"سمسم"
دلفت الى غرفتها وجدت ابنتها تجلس امام المرآة تضع كافة مساحيق التجميل على وجهها تشبه المهرجين شهقت عاليا من منظر وجه تلك الصغيرة التى غيرته بمختلف الالوان
مريم بشهقة:" هاااااا ايه ده يا جورى بتعملى ايه ومبهدلة وشك ليه كده"
جورى:" بحط مكياج يا مامى"
مريم:" مكياج ايه ده انتى بهدلتى وشك خالص يا جورى كويس كده يعنى"
جورى:" مامى انا بحط مكياج علشان ابقى حلوة علشان رؤوف هييجى النهاردة ويشوفنى حلوة"
رفعت مريم حاجبيها من تفكير تلك الصغيرة التى تفعل ذلك لجذب انتباه رؤوف
مريم:" صلاة النبى أحسن هو انتى بسلامتك بترسمى على رؤوف"
نظرت اليها الصغيرة بعدم فهم لكلام والداتها فسألتها بطفولية
جورى:" يعنى ايه برسم يا مامى"
مريم بتلعثم:" بترسمى يعنى يعنى ...."
فماذا تقول لها ؟ فهى لاتجد ما تقوله لم ينقذها سوى دلوف زوجها الذى تعجب بدوره من منظر وجه طفلته
رمزى:" يا ساتر يارب ايه ده يا جورى ايه اللى بهدل وشك الحلو ده"
مريم:" الانسة بتحط مكياج علشان رؤوف لما يرجع يشوفها حلوة إيه رأيك يا رمزى"
نظر اليها رمزى بدهشة وفغر فاه بعدم فهم لعقلية تلك الصغيرة
رمزى:" حلاوتها ام حسن هى بنتى بتصطاد عريس من دلوقتى يا خبتى القوية يا انا ياما"
عقدت الصغيرة ذراعيها تزم شفتيها بغضب تنظر اليهم باستياء
جورى:" بابى انا بحب رؤوف وهنتجوز "
لطم رمزى احدى وجنتيه وربما وصل الآن الى اخر نقطة فى بحر استيعابه لما يقال له
رمزى:" يا حزنى ياانا ياما دا انتوا كده هتجبلولى جلطة اه مش قادر "
مريم:" بعد الشر عليك يا حبيبي"
رمزى:" شوفتى بنتك بتقول ايه يا مريم"
جورى:" مليش دعوة انا بحب رؤوف انا مالى بقى"
بدأت الصغيرة بالبكاء وهى مازالت تزم شفتيها بغضب شديد فهى لديها العزم والتصميم على رأيها فمن يراها يجزم بأن تلك الصغيرة واعية لما تقول وتفعل
مريم:" حبيبتى انتى لسه صغيرة وعيب الكلام اللى بتقوليه ده"
جورى:" لاء انا مش صغيرة انا كبرت انا عندى 6 سنين"
رمزى:" انعم واكرم يا حبيبتى ايه الفخر اللى انتى فيه ده ولا كأن عندك 26 سنة بصى يا جورى يا حبيبة بابا رؤوف وجوانا ورائد كلهم زى اخواتك "
جورى:" انا بحب رؤوف وجوانا بتلعب معايا ورائد بيرخم علينا"
رمزى بمزاح:" ماهو طالع رخم زى ابوه"
نظرت اليه مريم تلكزه فى كتفه تردف بنبرة صوت عالية نسبياً
مريم:" رمززززى"
رمزى:" فى ايه يا حبيبتى انتى كمان مالك"
مريم:" اللى انت بتتكلم عنهم دول يبقوا عمى وابنه واخد بالك"
رمزى:" طب ما انا عارف هو انا قولت حاجة غلط رائد فعلا طالع غجرى ورخم زى عمك سبحان الله فولة وانقسمت نصين كأن ثائر اتولد من اول وجديد"
مريم:" بس بقى هزعل والله"
رمزى:" يا نهار ابيض الجميل يزعل لاء انا مقدرش على كده انتى عارفة ان انا بهزر هو انا ليا صاحب واخ غير ثائر دا انا معرفش اعيش من غير ما ارخم وانكد عليه"
مريم:" ايوة كده اظبط"
رمزى:" روحى اغسلى لجورى وشها وهى زى ما تكون هتقدم فقرة فى السيرك كده"
مريم:" ماشى وبالليل هروح اشوف عمو ووتين والاولاد علشان وحشونى"
رمزى:" اكيد طبعا هنروح دا انا بقالى كام يوم مطولتش لسانى على ثائر وحشنى الخناق معاه عايز اتخانق فيس تو فيس خناق التليفون ملوش طعم "
ابتسمت على كلام زوجها اخذت صغيرتها تدلف الى الحمام تقوم بغسل وجهها ومن داخلها تتمنى حقا ان يأتى اليوم وتكبر جورى وترى ابنتها ترتبط برؤوف فهى تحبه بشده فهو يحمل ليس اسم والدها فقط ولكن يحمل أيضا بعض صفاته
منذ ان وصل الى المنزل وهو جالس متجهم الوجه يضع قبضة يده اسفل ذقنه وكأنه يفكر فى شئ حتى انه لم ينتبه على دلوف زوجته التى اصابها التعجب من رؤيته على هذا الوضع لم ينتبه لها الا عندما جلست بجواره و نادت باسمه
وتين:" ثائر مالك فى ايه وقاعد ليه كده"
ثائر بهدوء:" مفيش حاجة"
وتين بقلق:" لاء بجد فى ايه قولى"
ثائر بتنهيدة:" رائد خوفنى عليه يا وتين تصرفاته زادت عن الحد اوى"
وتين:" هو فعلا شقى اوى بس طفل هنعمل ايه"
ثائر:" لما حسيت ان ضاع مننا كنت هموت يا وتين"
وتين:" بعد الشر عليك يا قلب وتين"
ثائر:" انا مليش غيركم فى الدنيا لو حد فيكم حصله حاجة انا مش هستحمل كده"
وتين:'' ربنا يباركلنا فيك يا حبيبى ويهديه قوم خدلك شاور علشان شوية ومريم ورمزى هييجوا علشان نتعشى مع بعض"
ولكن عوضا عن ان يقوم من مكانه مال بجسده اليها يضع رأسه على كتفها قامت باحاطة كتفه تشدد من لف ذراعها حوله قام بلف ذراعيه حول خصرها يحبسها بين ذراعيه فهو اليوم شعر بالخوف بسبب ذلك الصغير فهو لم يكن يضع الخوف بحسبانه ابدا ولكن منذ ان تزوج وانجب اطفالا وهو يخاف عليهم بشدة فهم جواهره الغالية التى يخشى عليها من ان يفقد أحدها ضغط عليها بدون قصد منه لم يشعر بما يفعل الا عندما سمع صوت انينها الخافت
وتين:" حبيبى انت قربت تكسرلى عضمى"
انتبه على كلامها خفف من لف ذراعيه حولها ولكنها علمت انه لم يفعل ذلك الا بسبب شعوره بالانزعاج فهى تعلمه جيداً
ثائر:" معلش يا وتينى"
وتين بحب:" انا عارفة انك مضايق وانك خفت عليه بس الحمد لله عدت على خير"
ثائر:" ايه رأيك اجبلهم حرس"
وتين:" وتجبلهم حرس ليه يعنى يا حبيبى"
ثائر:" علشان ياخدوا بالهم من الاولاد وانا مش موجود"
وتين:" حبيبى انا مقدرة خوفك بس مش لدرجة تجيب حرس يعنى الحارس هو الله"
ثائر:" ونعم بالله بس انا بخاف عليكم يا وتين"
وتين:" متخافش يا حبيبى طول ما ربنا معانا وعايشين فى حمايتك احنا كويسين"
لم يدرى الا وهو يقترب منها يعانقها بقوة حتى كاد ان يزهق أنفاسها فذلك الخوف اللعين الذى اصبح يسيطير عليه يصور له اشياء شنيعة وغريبة من الممكن ان تحدث لهم حاول ضبط نفسه فهو لا يريدها ان تخشاه بسبب تلك القسوة التى غلفت عناقه سحب نفسه بعيدا يريدها ان تلتقط انفاسها التى كانت على وشك الانتهاء ... ظلت تتنفس بقوة محاولة تعويض نقص الهواء فى رئتيها بسبب ذلك العناق الذى كان على وشك ان ينهى انفاسها فهذه اول مرة يعانقها بهذا الشكل كأنه يريد تنفيث ما به من غضب وخوف فيها ..رأى علامات التعجب التى ارتسمت على وجهها والتى دلت عليها ايضا عقدة حاجبيها وكأنها تسأله لماذا فعلت ذلك؟ حاول الهروب من عينيها المتسألتين قام باخذ ملابس نظيفة له وذهب الى الحمام لعل الماء الدافئ يساعده على الاسترخاء .
سمعت صوت جرس الباب قامت بفتح الباب لتلك المرأة التى نظرت اليها من رأسها الى اخمص قدميها وهى تلوى احدى شفتيها باشمئزاز فهى دائماً ما تفعل ذلك عندما تأتى لتاخذ حفيدها ليقضى معها بعض الوقت فهى جدته لامه
هيام بتحفظ:" اهلا بحضرتك اتفضلى نورتى"
دلفت تلك المرأة تجيل بنظرها فى الشقة لترى اذا كانت اشترت اغراضا جديدة ام لا فهى تفعل ذلك دائما عند حضورها الى هذا المنزل
زينات من غير نفس"دا نورك فادى جاهز علشان نمشى"
هيام:" ثوانى انادى عليه"
ذهبت هيام الى غرفة فادى تخبره بمجئ جدته لاخذه جلست زينات نظرت الى الصورة المعلقة على الجدار كانت صورة ابنتها الراحلة وهى تحمل فادى والتى اصرت هيام على الاحتفاظ بها من اجل فادى وعلاء
زينات:" شوفتى يا حبيبتى روحتى وهو ما صدق وراح اتجوز ونسيكى خلاص"
كانت تخاطب الصورة لم تنتبه الى هيام التى سمعت كلامها ولكنها تغافلت عن ذكر أى شئ مما قالته تحاول ان تظهر بمظهر عادى ابتسمت ابتسامة خفيفة لفادى واعطته الحقيبة الصغيرة التى تحوى بداخلها بعض من الملابس ليستعملها اثناء اقامته فى بيت جدته فهو فى يوم العطلة الأسبوعية يذهب للمبيت فى بيت جدته
هيام:" حبيبى الشنطة اهى فيها هدوم وتليفونك واللعب اللى بتحبها"
فادى بابتسامة:" ماشى يا ماما"
زمت زينات شفتيها بغضب تشنجت اعصابها من لفظ ذلك الصغير ومناداته لتلك المرأة بكلمة " ماما"
زينات:" مش يلا يا فادى"
فادى:" ثوانى يا تيتة هبوس اخواتى رهف ورفيف"
زينات بنفاذ صبر:" خلص بقى يا فادى"
قَبل فادى شقيقتيه وقَبل ايضا هيام على وجنتها قامت زينات بسحب يده بغضب حتى شعر فادى بالالم فى كف يده الرقيق خرجت من المنزل وهى كبركان على وشك الانفجار
فادى:" تيتة ايدى وجعتنى"
زينات:" امشى وانت ساكت"
تألم الصغير فى صمت فهو لا يريد الذهاب ولكنه يريد رؤية جده الحنون فلولا ذلك ما كان ذهب معها ابدا وصلوا الى المنزل استقبله جده بحفاوة كبيرة فرح الصغير بشدة
سعد:" فادى حبيبى وحشتنى اوى"
فادى:'' وانت كمان يا جدو وحشتنى اوى جبتلى لعبة ايه المرة دى"
سعد:" تعال يا حبيبى اوريهالك وانتى يا زينات حضريلنا الاكل زمان فادى جعان"
زينات بسخرية:" هى مرات ابوك مأكلتكش يا فادى"
فادى:" مرات ابويا! هى اسمها ماما"
زينات بغضب:" امك ماتت دى مش امك دى مرات ابوك"
سعد:" زينات اسكتى وروحى حضرى الأكل ومش عايز اسمع كلمة تانية مفهوم"
امتعضت من كلام زوجها نظرت اليه بغضب عارم ولكنها ذهبت الى المطبخ بدون ان تتفوه بكلمة اخرى بينما ذهب زوجها مع الصغير ليريه لعبته الجديدة
كانت تسير على غير هدى لا تعلم حقا الى اين هى ذاهبة فهى منذ اكثر من ساعة تتجول فى الشوارع تريد تعويض سنوات حرمانها من التجول فى تلك الاماكن ولكنها كانت غير منتبه الى ذلك الرجل الذى يتبعها منذ بعض الوقت يتحين الفرصة المناسبة ليسطو على حقيبتها ليأخذها منها وبالفعل اقترب منها على حين غفلة وقام بسحب حقيبتها يطلق ساقيه للريح لجمت الصدمة لسانها لم تعى ما يحدث حتى انها لم تصرخ طلبا للمساعدة فاقت من حالتها قليلا نطقت كلمة واحدة
نورين:" حرااامى حرااامى"
ولكنه كأنه شبح او طيف واختفى من المكان ولم يتبقى له أثرا ً كانت على وشك البكاء فحقيبتها تحوى اوراق شخصية مهمة ارتأت انه من الافضل ان تذهب لمركز الشرطة لتخبرهم عن اختطاف احد اللصوص لحقيبتها وصلت الى مركز الشرطة وجدت احد العساكر اقتربت منه تسأله عن احد يساعدها
نورين:" لو سمحت عايزة اقدم محضر سرقة"
العسكرى:" ادخلى جوا هتلاقى حضرة الظابط وهو هيعملك بلاغ"
نورين:" شكرا"
ذهبت نورين الى حيث دلها طرقت الباب سمعت صوت احد يأذن لها بالدخول دلفت الى الداخل وجدت احد الضباط منهمكا فى عمله رفع بصره اليها اخذ بمنظرها الفاتن فمن تكون تلك الفتاة
أيمن:" ايوة مين حضرتك"
نورين:" حضرتك ف واحد حرامى سرق شنطتى ودى فيها كل اوراقى الشخصية"
أيمن:" اتفضلى حضرتك ارتاحى واحكيلى اللى حصل بالظبط"
أخبرته نورين بكل ما حدث معها ولكنه لم ينتبه على اى شئ سوى هذا الوجه الجميل فهو لم يسمع معظم ما تفوهت به ولكنه رسم ملامح الجدية على وجهه
أيمن:" تمام تقدرى تقوليلى مواصفات الحرامى ده"
نورين:" هو كان طويل ورفيع "
أيمن بمزاح:" وهو انا هقبض على كل الطوال والرفيعين اللى فى البلد علشان تعرفيه"
نورين بامتعاض:" هو حضرتك بتتريق عليا "
أيمن:" مش قصدى بس لازم يكون فى حاجة مميزة علشان اعرف اجيبه"
نورين بتفكير:" على ما اظن لما التفت وشفت وشه كان فى جرح كبير فى خده الشمال"
أيمن:" تمام انا هعملك المحضر وان شاء الله شنطتك ترجعلك اعمل المحضر باسم مين"
نورين:" نورين فريد المصرى"
أيمن:" والعنوان"
نورين:" فيلا الدكتور فريد المصرى بالمعادى"
أيمن:" هو باباكى دكتور فريد المصرى صاحب مستشفى الأمل"
نورين:" ايوة هو حضرتك تعرفه"
أيمن:" على ما اظن لان مرة روحت المستشفى دى"
نورين:" تمام حضرتك ممكن شنطتى ترجع امتى"
أيمن:" ان شاء الله قريب بس سبيلى نمرة تليفونك علشان اكلمك لما اوصل للحرامى"
نورين:" اوك ممكن ورقة اكتب فيها الرقم"
أيمن:" ايوة طبعا اتفضلى"
اخذت منه الورقة دونت بها رقم هاتفها وكل هذا وهو يتابع حركة يديها التى كانت تزيح شعرها تجعله خلف اذنها.عندما رفعت وجهها لاحظت انه يتأملها ولكنه تدارك نفسه
نورين:" اتفضل النمرة اهى"
أيمن:" تمام هرن عليكى فى اقرب وقت"
نورين:" ان شاء الله عن اذنك"
أيمن:" اتفضلى"
خرجت من الباب ظل يتأمل الورقة التى يحملها بين اصابعه بابتسامة جلية مرسومة على شفتيه منذ ان رأى تلك الجميلة
دلف الى المنزل يحدث جلبة كالعادة عندما يحضر ابتسم ثائر عندما سمع صوته فهو لا يتغير أبدا
رمزى:" انا جييت حمد الله على السلامة يا غجرى وحشتك صح قول قول متتكسفش"
ثائر بابتسامة:" والله ما كنت عايز اشوف شكلك"
رمزى بمزاح:" قليل الادب انت يا ثائر ازيك يا وتين"
وتين:" الحمد لله اخباركم ايه وحشتينى يا مريم"
مريم:" وانتى كمان يا وتين وحشتينى اوى اوى"
اقتربت منها تحتضنها بقوة ثم اقتربت من عمها ايضا تحتضنه بابتسامة
مريم:" حمد الله على السلامة يا عمو"
ثائر:" الله يسلمك يا حبيبة عمو"
رمزى بمزاح:" فين العشا يا وتين انا على لحم بطنى من امبارح "
مريم:" والله وصينية المكرونة بالباشميل اللى انت ضاربها من شوية دى ايه"
رمزى:" ايه ده انتى شوفتينى يا مريم وانا باكلها فى المطبخ"
مريم:" ايوة طبعا"
رمزى بهيام:" اصل الاكل من ايدك يا مريومتى ليه لذة تانية ببقى نفسى اكلك معاه يا حلوة انتى"
احمرت وجنتيها بشدة من اطراءه لها هكذا علنا امام الحاضرين ضيق ثائر ما بين عينيه من صراحة رمزى التى تجعل ابنه اخيه تشعر بالخجل
ثائر:" ما تحترم نفسك ياض انت وبطل التناحة بتاعتك دى"
رمزى:" مراتى يا عم الحاج والله مراتى اجبلك مصحف احلفلك عليه"
ثائر:" عارف انها مراتك يا متخلف بس انت بتخليها تتكسف احترم نفسك شوية يا بجح"
رمزى بطريقة كوميدية:" بس يا بابا"
لم يسعه سوى الابتسام على تصرفات صديقه المقرب التى لايمل منها بل بالعكس فهو يحب مشاكسته دائماً فهو الوحيد القادر على ان يمزح معه بهذه الطريقة التى لا يقبلها ثائر من اى احد مهما بلغت درجة معرفته به
ثائر: " تعال يلا يا طفس علشان ناكل"
اجتمعوا حول المائدة يتناولون الطعام يبتسمون على احد المواقف المضحكة يتشاكس الصغار فيما بينهم بابتسامة ايضا رأى رمزى ابنته جورى تطعم رؤوف حرك شفتيه يميناً ويسارا يهمس لمريم
رمزى:" شوفى بنتك يا مريم دى بتأكل رؤوف فى بوقه يا مريم"
سمعت مريم كلامه قهقهت عاليا انتبه على ذلك ثائر ووتين ينظرون اليها لمعرفه على ماذا تضحك
وتين:" بتضحكى على ايه يا مريم"
رمزى:" بقولك ايه يا ثائر ما تلم ابنك"
ثائر:" ابنى مين فيهم"
رمزى:" ابنك رؤوف يا اخويا"
ثائر بمكر:" هو الواد عمل حاجة ما بنتك اللى بتأكله فى بوقه"
رمزى:" يعنى انت شايف وعامل عبيط"
ثائر:" ايه عامل عبيط دى ما تحترم نفسك"
وتين بابتسامة:" علشان كده بتضحكى يا مريم"
مريم:" هههه اه رمزى غيران"
وتين:" يعنى انت هتلاقى عريس احسن من ابنى يعنى"
رمزى:" وده كلام انا الاقى برضه احسن من ابن الغجرى حبيبى"
ثائر بهدوء:" حيوااان"
رمزى:" على فكرة عايز اتكلم معاك شوية بخصوص الشغل"
ثائر:" لما نخلص اكل ندخل المكتب نتكلم"
بعد ان انتهوا من تناول الطعام ذهبت مريم والأطفال الى الحديقة بينما دلف رمزى وثائر الى غرفة المكتب ليتحدثوا بشأن بعض الاعمال الخاصة بالشركة
تجلس فى غرفتها وذكرى تلك الليلة لاتبارح تفكيرها ابدا فلماذا تتذكره دائما وابدا فتلك المعاملة الصلدة التى تعامل بها معها كفيلة بأن تجعلها تزيحه من عقلها ولكن قلبها السخيف يرفض ذلك . دلفت والداتها الى الغرفة وجدتها سارحة فى افكارها ولم تنتبه على دلوفها
فردوس:" مالك يا رقية بتفكرى فى ايه"
رقية:" ها ولا حاجة يا ماما انا مش بفكر فى حاجة"
فردوس:" امال مالك سرحانة ليه كده"
رقية:" مفيش حاجة كنت عيزانى فى حاجة يا ماما"
ابتسمت فردوس جلست بجوارها على الفراش تربت على يدها تريد اخبارها بنبأ سار
فردوس:" خير يا حبيبتى كان فى عريس متقدملك وهيجى علشان تشوفيه"
اعتدلت فى جلستها باهتمام فهى لا تريد ان تتزوج على الاقل ليس الآن فهى يجب اولا ان تبرأ من هذا الحب التى نعتته صديقتها المقربة آية بأنه حب لمن لا يستحق
رقية:" انا قولت يا ماما مش عايزة اتجوز دلوقتى"
فردوس:" ليه يا حبيبتى بتقولى كده"
رقية:" علشان لسه عايزة احقق طموحى الاول فى مهنتى"
فردوس:" ما انتى الحمد لله اتخرجتى ودلوقتى عندك صيدلية وكل حاجة تمام ناقص ايه تانى"
رقية:" ناقص حاجات كتير يا ماما"
فردوس:" حبيبتى كل ام بتتمنى تشوف اليوم اللى بنتها تكبر فيه وتبقى عروسة وتفرح بيها"
رقية:'' لسه ربنا ما ارادش يا ماما"
فردوس:" حبيبتى هى هتبقى مقابلة عادية هتشفيه وهيشوفك والباقى بقى على الله دا هو بسم الله ماشاء الله مهندس واهله ناس كويسين أوى وكمان عنده شغله الخاص وانا اعرف مامته وهى اللى كلمتنى فى الموضوع وقولت "
رقية:" ربنا يسهل يا ماما"
فردوس:" رقية ده تقريبا خامس عريس اقولك عليه الفترة دى وترفضى فقوليلى فى ايه بالظبط انتى فى حد معينك فى دماغك انا مامتك قوليلى يا حبيبتى"
ازدرت رقية ريقها بتوتر فلو هى صارحت والداتها باسم هذا الشخص فلربما ستصاب بالذهول فهى تعلم ان والدتها لاتحبذ تصرفات وافعال يحيى
رقية:" مفيش حد يا ماما ليه بتقولى كده انا بس عايزة اخد وقتى فى التفكير تصبحى على خير"
تمددت على الفراش بعد خروج والداتها من الغرفة تحاول ان تعيد ترتيب تلك الافكار التى تبعثرت بداخل رأسها تدخلها فى متاهة كبيرة لا تعرف كيف تنفذ منها قبل ان تشعر بالضياع أو تغرق اكثر فى هذا الحب البائس
عادت الى مصر اليوم تتفقد حقائبها لتخرج الصورة التى تحملها معها منذ سنوات طوال ظلت تبحث كثيرا عن تلك الصورة فهى جعلت غرفتها رأسا على عقب حتى تجدها ولكن لا تجد لها أثرا هدرت بصوت غاضب تنادى على الخادمة
سلاف بصوت عالى:" كررررررريمة"
هرولت الخادمة المسكينة اليها سريعاً فهى تعلمها جيدا عندما تنتابها حالات الغضب ابتلعت ريقها تتحدث بخوف جلى
كريمة بخوف:" ااايوة يا سلاف هانم اؤمرى"
سلاف:" كان فى صورة فى شنطة من الشنط دى لما جيت هنا على مصر راحت فين الصورة دى"
كريمة:" صورة ايه حضرتك"
سلاف بغضب:" مش شغلك هى فين الصورة"
كريمة:" طب اعرف هى صورة ايه علشان اعرف بتدورى على ايه"
سلاف:" كان صورة لشاب"
كريمة بحذر:" طب كانت في اى شنطة"
تفاقم غضبها وازدات حدة صوتها انفعالا فليس هذا وقت تلك السخافات
سلاف:" انتى هتحققى معايا شوفى الصورة فين والا مش هيحصلك طيب"
كريمة بخوف:" حاضر حاضر"
ظلت تدور حول نفسها لا تعرف من اين تبدأ البحث ظلت تبحث داخل مختلف الحقائب التى جلبتها سلاف معها حتى عثرت عليها اخيرا فى احد الجيوب السرية لاحدى الحقائب فرحت الخادمة فربما ستهدأ الآن فهى حتى لم ترى الصورة جيدا فهى تريدها ان تكف عن غضبها
كريمة:" هى الصورة دى يا سلاف هانم"
اخذتها من يدها بلهفة وكأنها لا تريد ان يلمس احد غيرها تلك الصورة وكأنها قطعة ثمينة تخشى عليها ان تلمسها يد
سلاف:" ايوة هى دى امشى اطلعى برا"
ركضت الخادمة الى الخارج وكانها اخذت اذن بالعفو تنفست الصعداء من اهتياج تلك المرأة التى تصبح شديدة الخطورة عندما تنتابها احدى حالات الغضب تمتمت كريمة بارتياح
:" الحمد لله يا ساتر يارب عليها لسه واصلة مصر وربت ليا الخفيف بصوتها العالى دى على كده هتروشنى ايه اللى خلانى اشتغل عندها بس يلا ربنا يستر"
امسكت سلاف الصورة بين احدى يديها ويدها الاخرى تمسح على تلك الصورة كأنها تريد لمسه هو وليست الصورة فاقت من حالتها عندنا سمعت صوت رنين الهاتف ابتسمت وقامت بفتح هاتفها
سلاف بابتسامة:" اهلا عمار اخبارك ايه وحشتنى اوى على فكرة انا وصلت مصر النهاردة"
عمار:" حمد الله على سلامتك يا حبيبتى انا تمام الحمد لله كنت عايز اتكلم معاكى شوية يا سلاف"
سلاف:" تعال النهاردة نتعشى سوا ونتكلم يا عمار وياريت لو هتتكلم عن الموضوع اللى فى دماغى يبقى بلاش احسن علشان مش عايزة وجع دماغ ماشى"
عمار:" يعنى انتى عرفتى اللى فى دماغى يعنى يا سلاف"
سلاف:" عيب لو معرفتش انت بتفكر فى ايه يا عمار وهو موضوع واحد اللى بنتكلم فيه"
عمار:" على العموم انا عايز اكلمك بخصوص النشروع اللى هتعمليه هنا فى مصر وكلمتينى عنه"
سلاف:" اذا كان كده ماشى هستناك على العشا متتأخرش علشان انا مشتاقة اوى اشوفك"
عمار:" اوك سلام دلوقتى"
سلاف:" مع السلامة يا حبيبي"
انهت مكالمتها وعادت لتتأمل الصورة مرة اخرى بابتسامة حنين الى تلك الايام الراحلة التى تتمنى العودة إليها الآن وتعود فيها تلك الطفلة البريئة وليست تلك المرأة التى لم تعد كما كانت سابقا وكأن براءتها غادرتها الى غير رجعة اصبحت تشبه الالات العملية متناسية جانب مهم فى حياتها وهى كونها... إمرأة
لاحظت زوجته انه شاردا ولكنها لا تعلم لماذا هل بسبب شجاره اليومى مع ابنه بسبب تأخره فى الرجوع الى المنزل وبسبب عودته دائما وهو فى حالة سُكر شديد ولا يرى ما أمامه
نانى :" مالك يا زاهر فى ايه قاعد ليه كده زى ما يكون مات حد"
زاهر:" الواد يحيى ده هيجننى بعمايله يا نانى مبقتش عارف اعمل ايه معاه خلاص تعبت"
نانى:" انت اتخانقت معاه تانى ولا ايه"
زاهر:" هو احنا بنعمل حاجة غير الخناق وهو مبيسمعش الكلام ابدا مش هيسكت اللى لما يضيع نفسه ويضيعنى معاه مش كفايه المصايب اللى هو بيعملها"
عادت لتصفف شعرها أمام المرآة تنظر الى انعكاس صورته بشئ من اللامبالاة
نانى:" ابنك كبير وهو مسئول عن نفسه انت هتوجع دماغك ليه"
نظر اليها بغضب فماذا تقول فهو ابنه الأوحد فلابد ان يهمه أمره وان يخاف على مستقبله وان يخشى عليه من الضياع فى ذلك الدرب المحفوف بالفضائح
زاهر:" انتى بتقولى ايه ده ابنى الوحيد ولازم اخاف عليه"
نانى:"وابنك دماغه ناشفة ومبيسمعش كلام لحد"
زاهر:" لاء لازم يسمع انا رايحله اوضته"
خرج من غرفته قاصدا غرفة ابنه فتح الباب بدون الطرق عليه كان جالسا على الفراش بيده احدى السجائر الملفوفة بنوع من أنواع المخدرات يكسى الدخان وجهه
زاهر بغضب:" وكمان بتشرب حشيش"
يحيى باستهزاء :'' لاء ده بانجو مش حلو بس ايه مزااااج"
اقترب منه ينزع السيجارة من بين اصابعه يصفعه على وجهه نظر اليه يحيى بجمود وكأنه لم يتأثر بتلك الصفعة التى تلقاها للتو ولكن من داخله يريد البكاء يريد الصراخ يريد الانهيار فروحه باتت تطلب منه الخلاص من تلك البؤرة الموبؤة التى وضعها بها ولكن ملامح الجمود هى الظاهرة على وجهه
يحيى:" خلصت يا بابا ولا لسه"
زاهر بغيظ:" انت ايه بقيت جبلة مبتحيش انت اااايه"
شعر بانفعال شديد فضربات قلبه زادت من اثر الاجهاد فهو سيودى به الى حتفه قريبا .دلفت نانى وهى ترتدى تلك المنامة التى لا يصح ان تظهر بها امام احد غير زوجها ولكنها امرأة لا تخجل ابدا مما تفعله
نانى بدلع:" ايه يا زاهر ياحبيبى صوتك عالى ليه كده اهدى علشان صحتك وانت يا يحيى اسمع كلامك باباك بقى مش كل شوية تتعب باباك بالشكل ده انت مش خايف على صحته اهدى يا حبيبى انت الدكتور محذرك من العصبية غلط على صحتك"
نظر اليها يحيى بسخرية من ذلك الخوف الزائف الذى تظهره فى نبرة صوتها فهو يعلم جيداً انها تريد الخلاص من ابيه اليوم قبل الغد
يحيى:" لو خلصتوا تمثلية كل يوم ياريت تسبونى علشان عايز انام تصبحوا على خير "
عندما اراد الذهاب الى فراشه جذبه والده من ذراعه يجعله وجها لوجه معه
زاهر:" انت حالك مش هينصلح الا لما تتجوز يا يحيى ولازم تتجوز حتى لو غصب عنك وده اخر كلام عندى هتتجوز ورجلك فوق رقبتك والا هرميك فى الشارع وشوف هتصرف على نفسك منين لما اطردك من البيت والشركة وكمان هحرمك من الميراث عقلك فى راسك تعرف خلاصك يا تتجوز يا تغور وتسيب البيت ده ومش عايز اشوف وشك قولت ايه "
يحيى:" ماشى يا زاهر بيه أنا.........
..........
يتبع!!!!!!!