أخر الاخبار

رواية المتحول الوسيم الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة منصور

رواية المتحول الوسيم الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة منصور

 الفصل الرابع عشر

إبتسم وهو يرى نظراتها له المتحفظة ، التى تجيد قراءة عيناه الخبيثة وتلاعبه بالحروف .ظهرت منه ضحكة خفيفة ساخرة وهو يقول
_ مالك بتبصيلي كدا .
أنت أخر واحد ممكن أبصلك يا مخنث .
انتبهت له بنظراتها المتفاجاة تنتظر كل كلمة تخرج من شفتاه السميكة ، تريد أن تفك شفرة عيناه وما بها من نوايا ، تعلم أنه سيد الخبث يتلوى كالأفعى عندما يريد شيئًا .
فاردف رامي بعيون جدية
_ تيجي تشرح ليا المواد لو أنا نجحت مش هطلب منك اى فلوس .
لم تتوقع ابدا صدور تلك الكلمات من رامي ، خاصةً أنه شخص غير محب لدراسة ، فكثير ماكان يهرب من الفصول الدراسية ،ولا يذهب الى الدروس الخاصة ، فبدأ الشك يجول داخل عقلها بتساؤلات غامضة .
فقالت ..له وهى ترفع حاجبا وتنزل الأخر بغرور .
_ هفكر .
_ بكرة الساعة أتنين ، هستناك فى كافية الجامعة .
عضت شفتاها بضيق ، فدائما مايضعها أمام الأمر الواقع بدون شروط.فردت عليه معترضة .
_ نعم ، دا معاد محاضرة .
_ لو مجتش فى المعاد دا ، هاروح لعمك أطلب الفلوس .
_ خلاص .. خلاص . بكرة الساعة أتنين ، بس بشرط
... متقوليش مُخنث دي تاني ولا متحول ، انا مش كدا .. . انا كنت فى الماضي خُنثي ، لكن دلوقتى ياسمين ،و مش هسمحلك تكلمنى بصيغة المذكر ، أنت فاهم .
_ وهى تفرق إيه ..
_ تفرق كتير
رد عليها رامي
_ خلاص يامهندسة ياسمين . قال حروف إسمها بطريقة تعطى لكل حرف حقه من السخرية .
فنظرت اليه باستحقار وذهبت فى طريقها تحت نظراته المتفحصة الجريئة .
***
كان يشعر بالضيق من تصرفاتها العدوانية معه ، وخاصة ً بعد أختفاء بعض بزلاته الانيقة ، لكن زاد أكثر عند ملاحظته لإختفاء ساعته الذهبية التى أحضرتها له أمه فى أول وأخر لقاء جمعهما ، وكان يحتفظ بها يلثم رائحتها كل ليلة .
لم يعد يحتمل ماتفعله به وقد انعدم الامان بينهما ، فقد كان يخفى ما مر به طويلا بسبب صغر سنها ودخولها الى عش الزوجية فى سن صغير ، لكن نضجت الان ، ولم تتغير برغم صبره عليها .
فأنتظرها فى غرفتهما يمشي بغضب ، وعندما ودخلت عليه وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة .. هتف بغيظ
_ مش ملاحظة أنك زودتيها حبتين يالبني ، طب مش خايفه من أنى أعرف أنك ..(تنهيدة ) ..
_ بتكلمنى كدا ليه ياأدم ، وبعدين متتكلمش بالألغاز ، خليك واضح وصريح .
أطلق زفرة طويلة ، وقال بغضب .
_ يعني مش عارفة أنا بتكلم عن إيه .. قالها وهو يلقي بجانبها صندوقا فارغا الخاص بساعته الرقمية .
لمح نظراتها المترددة وتشتت كلماتها المبهمة فأردف .
_ لو كنت طلبتي منى فلوس مكنتش أتاخرت عنك ، وأنت عارفة كدا كويس لييه تسرقي ، لييه ،وكمان تتهمي البت اليتيمة الغلبانة ، أنت ليه بتعملى كدا .
وقفت لبني وقد أنقلبت قسماتها للغضب وتهتف به
_ يتيمة وغلابة ...!!! قولى بقي الحرباية ضحكت عليك بكلمتين ، وجاي تطلعهم عليا ، أنت عمرك ماهتتغير يا أدم ، هتفصل حطيتني بدور المتهم ، فى حين أنك مش عاوز تعترف أنك اللى غلطان .
_ غلطان !!
.. ليه دايما شايفه أن مشاكلنا فيها غلط وصح ، مشكلتك يالبني أنك دايما بتحكمي ، ونسيتي أن الغلط فينا إحنا الاتنين ، وكان غلطى أنا الأكبر ، بداية من سكوتى عليك وصبري انى اسيبك طول اليوم عند أهلك بعيده عنى ومترجعيش غير بليل ، وأجى أوجهك تقولى أهلى وأهلى ... طب وأنا مليش نسيب فى اى حاجة سيباني لوحدى .. أكل لوحدى ، أكلم نفسي .
تعرفي ...أنت الخسارنة ... أنا أدتلك فرص كتير ، وأنت استغلتيني .
خل أهلك بقي ينفعوك ، وخليك قاعده فى حجر أمك . وأقسم بالله الساعة لو مرجعتش وهدومى ، مش هبلغ فيك صحيح ، بس هبلغ فى اهلك .
ومن ناحية الفلوس إشبعي بيها .
جحظت عين لبني بخوف وهى ترى أن أدم كشف أمرها وان عيناه لم تعد تنظر اليها ، بل فقدت بريقها الذي كان ينير لها فى الماضي ، ... ، فقالت
_ يعني ايه كلامك دا .. عاوز تطلقنى ياأدم .. بعد كل دا ..
فرد أدم مقاطعا ..
_ أنا بقي عاوز أعرف( كل دا ) اللى بتقولى عليه هو ايه ،(زفرة )
أنت أنتهيتي بالنسبة ليا . وقلبي معدش شايفك انا طول عمرى عشت بعيد عن أمى ، عمرها محضنتنى ، كان نفسى حضن زوجتي يعوضني ، لكن الدفى اللى أنتظرته منك ملقتوش ، أنت كنت بعيده عنى يالبني فى أشد وقت أحتياجي ليك، ، كنت أرجع من الشغل بدرى واستني تقوليلي عملت إيه فى الشغل إحكيلي زى ما أى زوجة بتقول لجوزها مكنتش بلاقيك .
وجعتيني يوم ماشوفتك بتفتشي ورايا وفى هدومى ، كنت بسأل نفسي أنا قصرت معاك فى ايه .
كل حاجه قدامك ، مش ناقصك حاجة...
كانت لبني تنصت الى كلماته ، وتتذكر كلمات والدتها لها بأنه سيأتى يوم ويتغير كأى رجل وينظر الى غيرها ، فأخبرت نفسها ( كان عندك حق ياماما ) .
فاقتربت من أدم تعانقه وبقلبها شعلة غضب وهى تقول ..
_ أنا اسفة ياأدم سامحني ياحبيبي ، غصب عني ، أنا لسه صغيرة وكنت بتعلم لسه ، وأنت عارف ، أرجوك سامحني مش هقدر أعيش بعيد عنك ، وأنا معتش هقرب من فلوسك تاني ، أنا غلطت ، وهعوضك عن كل حاجة .
رفع ادم عيناه فى عينها وهو ينتهد وقال بجديه
_ ماشي يالبني هعطيك فرصة ، بس ترجعي كل الفلوس وكل حاجه أخذتيها ، وتعتذرى لياسمين ..
_ إيييه ؟؟؟ مستحيل ، أعتذي للحقيرة دي ..
فقال أدم مقاطعا .. وهو يزيح يدها عن وجهه ..
_ لو عاوزة يالبني حياتنا تمشي فى السليم تسمعي كلامي اللى هقولك عليه بالحرف ، متخليش امك تلعب فى دماخك ، ياسمين هتكون زوجتى قريب ، يعني درتك.
تنسي تروحي لأمك خالص غير مرة واحده فى الاسبوع ساعة وهاجي أخدك .
هتفضلي قاعدة قدامى فى البيت ، اوضتك هنا وهى أوضته ياسمين هناك ، ولو صدر منك أى حاجه معجبتنيش أعرفى أنك هتندمي.
كانت لبني تنصت إليه بعدم تصديق ، وقد شل لسانها عن الحركة ، وبقت عيناها جاحظة وقدمها تنساب لأسفل، حتى وقعت جالسة على فراشها وهو يخرج من الغرفة .
***
وفى اليوم التالى ..
بعد أنتهاء المحاضرة الأولى ، ذهبت ياسمين الى الكافية الخاص بالجامعة كما أخبرها رامي ، وفى الطريق إليه قابلت سيف ينظر اليها مبتسما بمرح .
فتوردت وجنتها واقبلت عيناها ترمش من كثرة الخجل ، فاقترب منها وقال مبتسما ..
_ تعرفي أستنيتك كتير ياياسمين زعلت جدا ، مجتيش ليه .
تنهدت ياسمين وهى تتذكر ماحدث فى ذلك اليوم ، ومن ثم مالت رأسها يمينا ويسارا تنفض تلك الذكريات ..
فاردف سيف
_ بتعملى كدا ليه ، ...شكلك لطيف أووى .
بصي أنا مش هأجل الحاجة المهمة اللى قولتلك عليها .
وما إن خرج حرفا من ثغر ياسمين قال سيف مقاطعا
_ مش هقبل اى أعذار أو حجج... تعالي ..
أمسك سيف بيد ياسمين ، وقام بأخذها الى سيارته ، وهى فقط تبتسم له ، وعقلها يخبرها ، بأن تتحدث معه بخصوص الرسائل .
نظرت ياسمين الى الطريق تظهر له أنها تراقب الطريق وهى فى السيارة ، حتى تخفى سخونة وجنتيها ، التى تفضح خجلها الزائد . وتنفض كلمات يرسلها لها قلبها بأن سيف عاشقًا الى حد الجنون ويعطيها دليلا برسائل الحب التى تصل اليها .
وقفت السيارة فجأة لتخرج ياسمين من شرودها وتتابع سيف وهو يخرج من سيارته مسرعا ويفتح لها الباب ، خرجت لترى أنها أمام مبني كبير مصمم بالزجاج الشفاف واللون البينك ،يضم كافة أحتياجات المرأة ومسجل عليه لافتة الماركة المطبوعة على كل ملابسها وهداياها .
فرانت اليه بغرابة وقالت
_ لا .. لا ... كدا كتير
_ هو ايه اللى لا ... وكتير ايه ..بصي مسمعش صوتك خالص دلوقتى ، خلينى أوريك المفاجأة ، ونصيحة خل اليوم يعدى على خير .
أبتلعت ريقها بصعوبة وهى تنظر الي يديه الممسكة بساعدها .. وتسحبها الى الداخل .
أقتربت العاملات الخاصة بالمبني من سيف وهو يشير الى قطع من الملابس بأنه يريدها ، ولم يترك محلا الا وقد أشترى منه الكثير ، ولم يترك شيئا الا وقد أتى به اليها ، حتى وصل الى مستحضرات التجميل .
و أمسك السلة الكبيرة وأقبل يعبء بداخلها الكريمات ، البرفانات ، وكافة مستحضرات التجميل )
وعند الانتهاء وقف أمامها ينظر اليها باعجاب ، وهو يقول
_ أنا النهاردة الجني الخاص بيك كل أمنتياتك مجابة ، ها يااميرة ياسمين تطلبي ايه ،
بصي السكوت بتاعك دا مش هينفع ، لو عاوزة تروحي البيت بدرى يبقي لازم تتكلمى ... ولا اقولك أنا عرفت خلاص ..
قام سيف بسحب ياسمين بسعادة ، وهى لا تعرف ماذا تقول .. وتشعر بشعور غريب داخلها ينعش صدرها ... وهى تراقب وجهه الوسيم ..
فى تلك اللحظة علا صوت الهاتف باتصال ..
جحظت عيناها وهى ترى رقم أدم يتصل وتنظر الى الساعة لترى أنها تأخرت كثيرا ، طلبت من سيف أن ينتظر قليلا وابتعدت خطوتان ، وقلبها ينبض بعنف .
تنحنحت وهى تجيب ..ليخرج صوته المرتفع
_ أنتِ فين ...
_ أنا ... انا ...روحت .. البيت .
_ لوحدك!! أنا مش قولتلك متمشيش ل.... ( تنهيدة ) ... ماشي أقفلي دلوقتى أنا جاى ..
ذهبت مسرعة الى سيف تخبره بأنها تريد أن تذهب الي المنزل وأنها تأخرت كثيرا ، لكن سيف أعترض بشدة ، وسحبها الى المحل الخاص بالاكسسوارات، ومر الوقت سريعا ولم تشعر بالوقت الذي مر ...
وعند ذهبهما الى الخارج ، بقت تنظر اليه نظرات خاطفة
وتخبر نفسها أنه شخص طيب للغاية .
وقعت عيناها وهى تمشي بجانب سيف على المحل الخاص بالشيلان ، شالا يشبه شال والدتها ، فاقتربت تنظر الي المحل عن قرب ، لتجحظ عيناها برعب وهى ترى أدم يقف مع العاملة ويشير الى بعض الشيلان ..
صار الرعب داخلها وابتعدت خطوات كثيرا وهى تمسك بيد سيف الذي كان يراقب عينها وهى تراقب الأشياء حتى تسرب اليه شعورا جميلا أحب مذاقة .... .
_ أنا ..أتأخرت أأووى ، لازم اروح ....
_ طب استني هوصلك ... أهدى كدا مالك .
_ مفييش بس ..
_ خلاص ماشي ،،تعالي ... الحاجات هتوصلك بكرة .. بس العنوان اللى أعطتيه ليا .. دا مش بيت الأستاذ ناجى ...
أأه صح أنت بنت عم أدم ... خلاص تماما ..
قام سيف بتوصيل ياسمين ، وطلبت منه أنا يقف مبتعدا عن المنزل بعدة خطوات .
وقالت وهى تجلس بجانبه فى السيارة .
_ شكرا ياسيف على كل حاجة ، أنت ساعدتني جامد .
_ مساعدة ... بجد ؟؟؟ لو بتعتبرى الحاجات البسيطة دي مساعدة ، فدا مش نيتي خالص .
_ نيتك .... اللى هى ايه ...؟
_ هتعرفي قريب .. بس عاوزك تعرفي ......
....أنك أجمل بنت شافتها عنيا طول حياتي .
_ بس ياسيف أنا ...
لم تستطع ياسمين أن تخبره بحقيقة ماتشعر بيه أمامه فهى تراه صديقا عزيزا، ولأنها تشعر بالخجل أكتفت بقول .
_ سيف ، أتمنى متتعبش نفسك وتبعتلي الصناديق دى تاني ..
_ صناديق ايه ؟... تقصدي الحاجات اللى هتجيلك ..بصي .
_ قالت ياسمين مقاطعة .
_ انا هقبل الحاجت دي وبعد كدا ، مش هقدر أخدها فياريت بلاش ..
تابع سيف وهج عيناها الزرقاء ، فأغمض عيناه بحركة ظهرت لها كموافقة على كلامها ولم تعلم أنه ضائع بالتشتت أمام سحرها الخلاب .
****
_ هاه أكيد أدم كان هناك بيشترى للبني الحرمية طرحة .. قالتها ياسمين بغضب وهى تنام بغرفتها .. وتكز على أسنانها وهى تفكر كيف تأخذ من لبني المال ، حتى دار النوم داخل عيناها بغباره ...
وفى الصباح الباكر ..
أختارت أن تأتى اليها الحاجات فى ميعاد ، لا يكون به أحد بالمنزل وتكون هالة معها فقط ، وقامت بإخبار العم عبده بأن تلك الاشياء تخص هالة صديقتها .
وبالفعل قامت هالة بأخذ بعض الاشياء معها وهى ذاهبة .
وعند الذهاب الى الجامعة فى اليوم التالي ،رأت رامي ينتظرها فى مقعدها الدائم ، طوال المحاضرة يمهس اليها بكلمات متقطعة تصل اليها بوضوح ، ويعطي اليها ورقة بها عدة طيات ،فرانت الى يده لتراها فارغة من خاتم زواجه الماسي .
وبعد المحاضرة تنهدت وهى تقرأ المكتوب بها ، لترى عنوانا وانها يجب أن تذهب اليه الان .
ركبت سيارة أجرة لتصل الى العنوان ، لتراه واقفا فى الاسفل المبني ينتظرها ..
_ أنت مجنون عاوز تدخلنى شقة .. أذكرلك فيها أنت فاكر أنى معرفش نيتك السودة .
_ قولتلك قبل كدا أنك أخر واحد ممكن ابصلك ...
تابع رامي نظراتها الغاضبة ، فقال مصححًا لكلامه ..
_ مش قصدي حاجه يامهندسة ، وبعيدين دى مش شقة دا كافيه مفتوح على السطح .
زفرت ياسمين بقوة وهى تنظر الى المبني ولمحت لافتة الكافية ... وقالت .
_ خلينا نخلص أنا لازم أروح بعد شوية ..
وبعد أن صعدت ياسمين الى سطح ذلك المبني ، رأت أن الكافيه يملك منظرا خلابا من ارتفاعه الشاهق ورائحة رياحه العطرة التى تشرح الصدور ،ومنظر الشمس الغائبة تحت السحب الخفيفة .
ذكرت ياسمين القواعد الخاص بالمادة المتيسرة له ، وكلما تشرح لا ينتبه الى إشارة يدها ، فقط ينظر ا الى عيناها الناعمة تحت ضوء الشمس البرتقالية .
فقام من مجلسه الذي هو أمامها ، وجلس بقربها .. متحججا ...
_ عشان أفهم أنت بتقولى ايه ..كملى كملى ..
فتنهدت ياسمين .. تريد ان تنتهى من شرح المادة له ، خاصة أن الامتحان على الابواب .
فقال رامي مقاطعا لها وهو يضع يده على وجنتيه
_ بتعملى شنبك بإيه ..... ولا حلاقة .
زفرت ياسمين بقوة منه ومن جراءته ، وما إن جاءت لتسبه لفظيا ، رأت أن عيناه متسلطة على شفتاها ،فشعرت بالتوتر ..وقامت باخراج مرآة صغيرة من حقيبتها ..تنظر الى وجهها .
_ مش مفروض أنك بنت بقي تعملى زي الستات بلاش الحلاقة عشان الزرع نبت قبل أوانه ...
فقالت ياسمين بدون وعى
_ مستحيل ...
عضت على شفتيها بسبب هروب الكلمة من فمها . فذهبت الى الحمام وعلى وجهها العبوس ...
وعندما عادت اليه ..
لم يتوقف رامي عن الضحك وهو يشير الي شفتاها ،
_ روحتي حلقتيه هاهاها .. مش قادر بجد ، مضحكتش كدا من زمان يا اسلام ...
أحم أحم أقصد ياسمين ..
لم تعيره ياسمين أى أنتباه وأقبلت تتحدث عن المادة والأرقام وتقوم بعرض الاسئلة عليه وتنتظر إجابته بالرقم الناتج ، فظل صامت يتفقد عيناها .
فاجابت هى بالرقم الناتج .. فقال مقاطعا
_دا رقم .... بتاعتك صح ؟ هو السلكون دا عبارة عن ايه ، بيبقي طبيعي ..؟
_ مشفتش فى بجاحتك وقلة أدبك ياأخى .. أنا بجد عاوزة أعرف أنت دخلت هندسة أزاى ..
أقترب منها وهو يتنهد ويخرج أنفاسه الساخنة فى وجهها ، لتبتعد عنه قليلا وملامحها بالكامل تطلق السباب له .. الذي أجاد فهمه على الفور ..
_ أبويا اللى حكم عليا ان ادخلها ، أنا كان نفسي أدخل فنون جميلة ، تعرف انى مدخلتش امتحان الثانوى اصلا .
شعرت ياسمين بالشفقة عليه وقد تذكرت كلماته بشأن والده ، وعلى شدته معه فقالت بسخرية
_ تستاهل .. أحسن ..
_ ياسمين ..
هتف بها رامي لتنظر اليه ياسمين متفاجأة بأنه نطق اسمها لأول مرة بتلك الطريقة الرطبة ..
فأردف رامي
_ فاكرة لما شدتيني من قدام العربية ... فاكرة ...
... بقولك .....
ماتجبي بوسة ، عاوز اعرف هحس بايه أنك بنت فعلا ولا ولد أنا عندى فضول .
همس بها بالقرب من أذناها ...لتقف بغضب ، وتقول
_ أنت هتفضل تييييت كدا طول عمرك .. مش هتتغير بقي .
أرحم نفسك .
قالتها ومن ثم خرجت من أمامه مسرعة وعيناه تنظر اليها بغرابة ..
***
طلّ القمر بدرًا برياح الخريف التى تعشقها أنفها ، جلست فى شرفتها تتابع النجوم ، وتترك الرياح تحتضن وجنتيها الحمراء ترطبها بنسماتها .
سمعت هتاف العم عبده وهو يشير اليها من فناء المنزل ، لترى أن الساعي أتى اليها بصندوق ، لكن أقل حجما .من المرات السابقة .
ذهبت اليه مسرعة ، واقبلت تتفقد محتوي هذ الصندوق وهى تحدث نفسها
_ أنا مش قولت ياسيف متجبليش حاجة ... انا بدات أحس انى تقيله عليك ..
فتحت الصندوق وهى تمرر يدها داخله لترى زهور حمراء ، تترك اثر بالحمرة على يدها كلما تلمسها ..
وتملك رائحة لعطر تعرفه جيدا ..
_ لو مكنش بس عليه العطر دا ...
جحظت عيناها وهى تنظر الي ذلك الشال الشيفون الابيض المخطط بلون الاسود ، فقد كان بيد ادم عندما رأته وهو واقفا داخل هذا المحل .
( يعني يوم ماتجبلي ياسيف طرحة ، تبقي شبه اللى فى ايد التيييت أفففف مكنتش عاوزة افتكرهم ) .
قالتها وهى تتنهد .. ومن ثم أدخلت يدها بعمق داخل الصندوق لترى جوابا وعلبة حمراء صغيرة ..
دخلت الى شرفتها وفتحت الجواب وبدأت تقرأ كل حرف حتى توقفت شفتاها عن التحدث ،وأخذ القلب مهمة سرد باقى الكلمات
( الا يمكنك أن تعطيني حبك وتمحي دموعى وتعطيني الحنان ، لا تجعلنى أراه صعب المنال ، وارجوك لا تتركني بحيرتي غرقان ، رغم كل شئ أحببتك من أعماق قلبي والوجدان .
أحبت أن أكون أسيرك الوحيد أغزو قلبك الولهان ، حقا ...
عشقت عبير أنفاسك وعلقت فى غابات الشتان ، أنقذني وأشفق على حبي الذي بات تائه فى الاركان .
ضمنى وأكسو ضلوعى ، وتصدق علي.. فحبي لك غلبان ، ولن يغني إلا بعطفك وأنت بقربي ، فأنت الذهب وقلبك المرجان .
وما فى اليد حيلة فقلبي جائع ، يلح بطل المزيد فكن منان
ضمنى ..
ضمنى ..
ولا تعتق حبي أبدا حتى أكون سجين لديك ، فلا حرية ولا حياة بدونك ....)
شعرت بقلبها ينبض بجنون كأنه يوافق على كل حرف مكتوب ، يتمني لو تلك الكلمات تكون له حقا .. حتى لو بقي الكاتب مجهولا .. فمذاق الكلمات تفيح داخل قلبها بمشاعر صاحبها .
وما إن اقبلت تكمل قراءة الرسالة ، وقعت عيناها على العلبة الحمراء الصغيرة ،فاستيقظ فضولها و قامت بفتحها مسرعة ، لترى سلسة ذهبية تحمل قلبًا مستديرًا بشكل راقي يسحر العين ، حاولت أن تفتح القلب ، لكن لم تعرف ، فارتدتها وذهبت الى المرآة حتى تراها ...
هنا سمعت صوت طرق الباب ، فذهبت تفتح الباب وهى تزفر بشدة عندما وصل اليها صوت أدم .
_ نعم ...!!
هتفت بها ياسمين وهى تفتح الباب وتجعله مواربا وتنظر اليه ..
فقام أدم بسحبها من يدها .. وينظر اليها عن قرب ... متفحصا ..
فلانت ملامحه وهو يري جمال السلسلة التى تطوق رقبتها البيضاء الناعمة وتعطي بريقها الذهبي مع لون عيناها الزاهى.
قام بسحبها بداخل صدره يعانقها بحرارة واصوات نبضه تردد داخل أذناها ... تحت أنفاسها المتفاجئة ...
_ تتجوزيني ...
...... يتبع ....

الخامس عشر من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close