رواية مين قال انتي عانس كاملة بقلم اسو احمد
الفصل الأول
كان الظلام هو سيد المكان ، ظلت تهرب منه ولكن لكما هربت منه ازداد أكثر فا أكثر حتى ... حتى اصبح المكان باكمله كتله سوداء تماماً ...
صرخت لطلب النجده ولكن حتى صوتها لا يخرج ابدا ، حاولت مراراً وتكراراً ولاكن دون فائده ، حتى وجدت نور ينبعث من أمامها لترقض دون تردد اليه..
ماذا يحدث معى يا الله ؟ و كيف وصلت إلى هنا ! ما هذا المكان الذي انا فيه الآن؟!
صرخت مراراً وتكراراً ولكن مازال صوتها لا يخرج ،بكت كثير حتى لمحت أحدهم يقف على بعد مسافه منها..
التفتت إليها المرأه مبتسمه لتنطق وتين ..
امى.. امى .. امى ..
انا هنا تعالى الي ، مهلاً انتظري لا ترحلى وتتركينى وحيده ؟؟ هم سيئون يا امى ولم يتركونى وشانى..
اختفت امها واختفا معها هذا الضوء الذي يشع طريقها..
جلست ضاممه قدميها إليها تبكى فى صمت ، تسال نفسها ..
لماذا كل هذا يحدث لي ؟ لماذا كل هذا التعب ؟ لماذا تركتنى هى الاخره فليس لى احد سوها...
" اصبحت تلك الفتاه التى تملك كل شيئ ولا تملك شيئ ، تلك التى تملك قصور وليس لها مئوه ، اصبحت تلك اليتيمه التى تمتلك اهل ليسو باهلا لها " ..
ماتخافيش انا هنا
رفعت وجهها لتجد رجل عيناه حمراء ولديه شعر طويل واظافر قبيحه خافت وتراجعت للوراء لتجد ليتقدم منها قائلا ..
تعالى
وتين ..
انت مين ؟ وعايز منى ايه ؟ ابعد عنى
قال بابتسامه مرعبه..
اناااا انااا جحيمك ياوتين
ظل يقترب منها وهى تتراجع للوراء حتى امسك بيدها وهو يضحك بصوته وهى تصرخ لااااااااا مستحيل ، لاااااااالااااااااااااااا وضع يده على فمها يمنعها من التنفس وهى تحاول ان تبعده عنها ولاكن دون جدوه ، فقوته تفوق قوها ....عاااااااااااااااااااا...
افاقت وتين اخيرا وجبينها يتصبب عرقاً ..
ظلت تأخذ انفاسها بصعوبه حتى هدأت قليلا بعد أن تاكده انهو كابوس ليس إلا ...
نهضت من مكانها لتشرب بعد الماء لكى تريح اعصابها قليلا ولكن كانت زجاجة الماء فارغه ، أخذه الزجاجه وخرجت من غرفتها ولتنزل إلى الأسفل لتجلب غيرها لكن اوقفها صوت اختها وهى تقول ..
- يا تيته ده عاشر عريس يجيلى وترفضوه علشان ست هانم ال نايمه ولا على بالها فوق دى ، انا زنبي ايه انها عانس ، ولا عايزانى ابقي زيها واهو يبقو اتنين عوانس فى البيت ..
جدتها ..
منه اسكتى خالص ، ايه الكلام الوحش إللى بتقوليه ده ؟ عانس ايه وبتاع ايه ؟ انتى هتقارنى نفسك باختك العانس دى ده انتى الف واحد يتمناكى يابنتى وكل يوم والتانى العرسان جيالك كد كده بس انتى لسه صغيره يابنتى واول ماتتمى ال 19 سنه هجوزك على طول بس انتى انتبهى لدرستك وماتشليش هم الجوز ، آخر العرسان على قفه مين يشيل ..
ربتط جدتها على كتفها قائله ..
ماتخافيش يابنتى طول ما جدتك هنا مافيش حاجه اسمها هتعنسي، امك غلطتها مره مع اختك الكبيره لحد ماعنست اهى بس انا جيب هنا ومش همشي ولا يهدالى بال غير لما اشوفك فى بيت عدلك يابنتى ..
نهضت منه وقبلت يد جدتها ..
ربنا يخليكى ليا يا تيته يا سكر انتى ومايحرمنى منك ابدا يارب ..
اخذتها جدتها فى أحضانها وهى تمسد على شعرها بحنان بالغ ..
ويخليكى ليا يا بت الغالى ..
ظلت هى واقفه فى مكانها فقد كلامهم عنها وعن عنوستها الذي يتردد فى اذنيها ..
" انا زنبي ايه انها عانس ، ولا عايزانى ابقي زيها واهو يبقو اتنين عوانس فى البيت ، امك غلطتها مره مع اختك الكبيره لحد ماعنست ..
انتى هتقارنى نفسك باختك العانس ، انا زنبي ايه انها عانس ، عااااااااااااانس عااااااااااانس
ظل كلامهم يتردد فى اذنها جلست على الأرض واضعه يدها على اذنيها لتخرج تلك الأصوات من رأسها ولكن كانت كلمة " عانس " تتردد فى رأسها
حتى افاقت على يد تلمس كتفها لتنزل يدها من على اذنيها وتفتح عينيها لتعرف صاحبت اليد من رائحتها ..
إدارة وجهها مبتسمه عكس مبداخلها لتنطق والدتها قائله ..
وتين مالك يا حبيبتى ، قاعده كده ليه على السلم ؟ انتى كويسه؟..
ظلت وتين محافظه على ابتسامتها ..
انا كويس وزى الفل كمان انتى عامله ايه دلوقتى ؟ جهزتى شنطك ولا اروح اجهزهالك ؟
امها ..
سيبك من شنطى انا جهزتهم خلاص ، قوليلى كنتى قاعده وحده ايدك على ودانك كده ليه ؟ انتى كويسه ياحبيبتى؟ او فى حد زعلك ، قولى ماتخابيش عليا ..
نهضت وتين قائله بمرح..
ازاى هبقي كويسه والجميل مسافر وسيبنى لوحدى ، هااا
امها ..
احنا فيها اهو جهزى شنطك وتعالى معايا ، اهو منه تغيري جو بدل حبستك فى قوضتك دى
وتين ..
طب ما تقولى من الاول انك بتحبينى بدل الف والدوران ده ، بس ان جيتى للشهاده انا اتحب الصراحه ،تباً لتواضعى هههههههههه ...
حضنتها امها بقوه بين زراعيها..
طبعا بحبك وبموت فيكى كمان ، هو انا عندى كام وتين يعنى علشان احبها هااا ؟ شدت وتين على حضنها وهى تود أن تصرخ بها قائله " لا تتركينى وسط هذه الذئاب وترحلى، لكنها لا تستطيع أن تفعل ذالك فصحة امها اهم من كل شيئ " بكت بصمت لكى لا تشعر بها والدتها ولكن امها كانت تعلم بكل هذه الصراعات التى داخل ابنتها ولكنها لا تقدر على شيئ ، فيديها مقيدتان ولا تستطيع أن تفعل اى شيئ ...
وتين بداخلها..
هيوحشنى حضنك الدافئ ده اول ، كان بودى ماخلكيش تبعدى عنى بس ماقدرش اشوفك كل يوم وانتى بتتالمى من التعب وخايفه احسن تنامى ماتقوميش تانى ..
شدت وتين بيدها أكسر خوفاً عليها ولا فرقها لها ، فهو كانت السبب الوحيد لجعلها سعيده ..
امها بداخلها..
حاسه بيكى يا بنتى بس غصب عنى ، انا لو عليا مكنتش سبتك مع اخواتك وجدتك لوحدك ، عارفه انك تعبانه بسببهم وسبب كلامهم ليكى بس انا مش فى ايدى حاجه اعملها ، انا بس كل إللى بطلبه منك يارب تحفظلى بنتى فى غيابي ولو خدتنى عندك ماتسبهاش لوحدها يااارب، يااارب بترجاك احفظلى بنتى انا ماليش غيرها ، انا مش عايزه حاجه من الدنيا غير انها تبقي بخير يااااارب يااارب
مسحت كل منهم اخيراً دموعها لكى لا يحزنو بعضهم البعض..
اخرجتها امها من حضنها واضعه يدها على خديها ، قائله بحنان بالغ..
كل يوم هكلمك كأنى معاكى هنا بالظبط ولو حصل حاجه يا وتين قوليلي يا حبيبتى وانا هتصرف ..
ماتخافيش انا جنبك ديما لو احتاجتى لاى حاجه ماتتردديش وقوليلى على طول ، ماشي يا روحى..
وضعت وتين يديها على كفيها بحنان...
حاضر ياماما ، انتى بس اتعافي بسرعه ياستى وارجعيلى كويسه وانا مش عايزه من الدنيا دى اى حاجه تانيه ..
وبعدين يا ست ماما انتى حبيتى وقفت السلم ولا ايه ، لا يا اوختشي انا اخاف على سمعتى ، يرضيكى الناس تقول واقفه مع قمر على السلم ، لو انتى يرضيكى انا بصراحه يرضينى برضه هههه
ضربتها امها ضربه خفيفه على كتفها ..
طب يلا قدامى يا ام لسان ونص
وتين ..
ان ماكنتيش تحلفي بس
امها...
انجري يابت قدامى ، انتى نسيتى الشبشب ولا ايه ؟
وتين ..
بتحبنى اول الست دى ههههه
امها ..
طب تعالى هنا يا بنت ال....
رقضت وتين بسرعه البرق إلى غرفتها ، تلحقها خلفها امها وهى تضحك على لماضة بنتها ، ، فهى تحب كل تفصيله بها وتخاف عليها من نفسها ..
يكفى ما عشته فى السنين التى مضت وكلام الناس التى لم تستطع أن تحميها منه حتى الآن..
***************
" امنيه سعيد ياسين ..
المرأه تبلغ من العمر ال 29 عاماً ، توفى زوجها منذ عشرين عاماً فى حادث سير " فى يوم عيد ميلاد وتين الحاد عشر كان الجو مليء بالامطار والرياح إلقويه واصفر والدها على أن يحضر قالب الحلوه بنفسه ، وعندما كان عائدا كان لا يستطيع الرايه بوضوح من كثرة الأمطار ليصتدم بشاحنه كبيره ويمت قبل وصوله للمستشفى " ام حنونه جدا على اولادها ولكن عندما مات زوجها جات امه وزرعت الحقد والكره فى قلوب الأخوه وجعلتنى انا وابنتى من ضحياها ...
باقي الشخصيات هنتعرف عليها فى الفصول الجايه ..
*****************
بعد عدت ساعات فتحت وتين عينيها بتكاسل رافضه النهوض من مكانها ولكن هذه الرائحه الزكيه منعتها من النوم مره اخره ..
قامت وهى تتبع الرائحه لترا امها تضع الاوملت على طاولة الطعام وقد صنعته مثلما تحب وتين ..
امها بابتسامه..
اغسلى ايدك ووشك وتعالى على ما اجيب باقي الفطار
وتين ..
سيدى يا سيدى على الدلع والشهيصه دى على الصبح كده ، وحشتنا اكلاتك ياشيف ماما
امها ..
طب يلا يا لمضه اغسلى ايدك وتعالى قبل ما الفطار مايبرد وكمان انا كمان شويه و لازم امشي والا كده هتاخر على الطياره
وتين ..
بصي فريره وهتلقينى هنا يا ست الكل يا عسل انتى
امها..
الناس بتاعت بطنها هههههههه
وتين ..
علطول قفشانى كده ، بس هنعديها يا عاسوليه علشان الفطار الملوكى ده وكمان علشان هتسبينا ، انا عارفه مين غيرك هيعملى مفاجأه كل يوم كده ، هييييييه بس يلا كله علشان عيونك يا جميل انت ..
كانت تذهب وتين وهى تتحدث إلى المرحاض ولم تصمت إلا بعد وقت طويل ...
ابتسمت امها عليها بحزن ..
ربنا يسعدك يابنتى ويزيح عنك كل إللى تاعبك ويريح بالك ديما يارب ... طلقت تنهيده طويله وذهبت تكمل طعام الفطور وهى تعلم أن وتين الآن تبكى فى المرحاض مثل عادتها لكى لا تراها امها ولكن هى تعلم ذالك فكانت تتالم كلما بكت هى ولكن ليس بوسعها شيئ غير أن تدعو الله لها ، فهو ملجئها الوحيد ...
************
واخيرا اقلعت الطائله من أراضي مصر الحبيبه ، أخذه معها أكثر الأشياء سعاده على الإطلاق، تاركه خلفها قلب بلا حياه ، جسد بلا روح ..
ظلت وتين تهدء فى اختها " منه " وتطمئنها انها معها لن تتركها ابدا سوف ترجع امنا الينا سريعا وهو بكامل صحتها وسوف نتخطا اى شيئ معاً ..
منه تعالى هنا ..
كان هذا صوت حدتها تنادى عليها حده لتضيف قائله ..
منه سؤوله منى حد ما مها رجع وايكى يا وتين اشوفك قريبه منها ، فاهمه ..
منه ..
بس يا تيته..
قاطعتها جدتها بغضب..
لو عايزه تفضلى معاها خليكى ، بس سعتها ماتجيش تبكيلى وتقوليلي عنست ليه ، فاهمه ..
منه ..
بس..
قاطعتها وتين ..
منه خلاص روحى عند تيته وخليكى معاها يا حبيبتى لتضيف همس لو احتاجتينى تعاليلي من وراها ماشي ..
نظرت منه لها قليلا لتبتسم لها وتين لتذهب هى عند جدتها وتركب معها السياره ويرحلو..
نظرت وتين حولها والى نفسها لتبتسم بوجع وتخطار أن تاخذها سيرا لعلها ترتاح قليلا ..
ظلت تمشي وهى تنظر للكبلز من حولها والى الأب كيف يعامل ابنته بحنان متذكره والدها وماذا كان يفعل من أجل أن تضحك لتذهب وتجلس على كرنيش النيل ناظره للسماء وهى تتذكر كل ما حدث معاها...
فلاش بك ..
بابا بابا اخيرا جيت ..
حملها والدها واخذها فى احضانه مقبلا ايها قائلا بمرح..
انا اول ما عرفت انك عايزانى سبت كل إللى ورايا وجيت
انزلها والدها اخيرا لتقول هى بزعل مصطنع ..
برضه زعلانه منك ، هه
_ امممم وانا ماقدرش على زعل اميرتى الصغيره ، وعلشان كده جبتلها معايا وانا جاي شكولاته كبيره جدا اهى
أخذه الشكولاته من والدها وهى تقفز فى فرح وتدور حوله حتى تزحلقت ووقعت على الأرض جارحه قدمها..
هرول إليها والدها سريعا وحملها من على الأرض مطمئنا ايها حتى عقم لها جرحها..
وادينا خلصنا خلاص اهو يا ست ، حسيتى باي حاجه..
وتين..
لا يا بابتى انت عملت زى البطل ال بيجى فى التلفزيون ده وينقذ الاميره ويعلمها جرحها بسرعه كبيره من غير ما تحس بوجع ، انت من انهارده بقيت بطلى خلاص يا بابتى ..
والدها ..
ههههه طب يحس كده يبقي انتى هتبقي اميرتى إللى بحبها صح
وتين ..
ممممممم، استنى افكر نظر لها والدها بدهشه لتضحك وتقول بصوت عالى ، خلاص انت بقيت اميري ال بحبه اوى هههههه
والدها ..
يحس كده ، اميرتى تحب تروح فين يا ترا..
وتين ..
الملاهييييييي
حملها والدها على كتفه وامسك يدها ، تماسكى جيدا أيتها الاميره فا الطائره أوشكت على الإقلاع الآن..
ظل يرفض بها وهى تضحك وتصرخ بسعاده بالغه ..
فقد كم كانت سعيده جدا فى هذا الوقت ، لكن لا احد يختار قدره...
بك...
خدى مسحى دموعك ياقمر ، مافيش حاجه تستاهل الله..
فتحت وتين عينيها ترا صاحب ذا الصوت ، ترا فتاه رقيقت المظهر لها جمال خاص ، والذي زادها جمالاً هذه البشره القمحويه الهادئه، فقد ضافت لها بريق خاص ..
الفتاه ابتسامه ..
للدرجه دى توهتى فى جمالى ههههههه
وتين ..
هااااا
الفتاه ..
ايه ايه بس ، خدى خدى اخذت وتين هنا المنديل مسحت ه دموعها
جلست الفتاه جانبها تضحك على تصرفاتها ..
وتين ..
شكرا
الفتاه ..
العفو يا جميله، بس اعترفي بسرعه انك حبتينى ، هو ان جيتى للحق انا صراحه اتحب ههههه
وتين ..
تباً تواضعك يا شيخه ههههه
الفتاه ..
ايوه كده ضحكة يا شيخه فكك من النكد ده ده محدش واخد منها حاجه والله
اطلقت وتين تنهيده طويله ..
فعلا معاكى حق ، محدش واخد منها حاجه بس.. بس انا خدت منها كتير اوى..
الفتاه ..
بتقولى ايه ؟
مدت وتين يدها لتقول بمرح مدايه مايحوم بداخلها ..
انا وتين
صفحتها الفتاه بمحبه..
اتشرفت بيكى ، هاله
وتين ..
اسمك جميل زيك
هاله ..
اعتبر ه مدح لا اعجاب
وتين ..
الاتنين هههه
وضعت هاله رجل على رجل قالت بغرور مصتنع..
لو سمعتى ماتكلمنيش تانى تقمصت الغرور خلاص
بعد قليلا نظرو إلى بعضهم ضحكو كثيرا ، حتى عدا الكثير من الوقت على تواجدهم معاً حتى هذا الوقت دون ن يشعرو لتعود ل واحده لى بيتها اخيرا وقد اخذت كل وحده رقم الاخره كر يبقو لى تواصل معاً ...
ومن هنا هتبداء قصة حكايتنا مع البطله وتين ..
تابعوا الحلقات القادمه ..