رواية كانت مجرد مكالمة كاملة بقلم فريد عبداللي
الساعة السابعة والنصف صباحا وبعدما تناول فطور الصباح خرج من منزله متوجها إلى الشركة وتعتبر اكبر الشركات للصناعات الكهرومنزلية في البلاد.تقوم بتصنيع و تصدير أحدث الاجهزة والمنتوجات المنزلية، وكانت ملك والده ولكنه هو من يديرها .كان يوما شاقا مملوءا بالمواعيد والطلبيات من العملاء.
وبعد الزوال اراد ان يخرج لتقويت نفسه وأخذ قسط من الراحة، توجه بسيارته يبحث عن مطعم ليسد رقمه فسرعان ما لمحه في آخر الشارع. دخل إليه وجلس في آخر الطاولة، منتظرا وبعد لحظة سارع إليه النادل وقام بخدمته وتقديم ما كان يشتهي. وحين كان لاهيا بطعامه لفت انتباهه شابة جميلة المظهر وحسناء الوجه كانت تقدم الطعام في طاولة اخرى، كان مطعم جميلا وربما مشهورا في ذلك الشارع . استسرق النظر اليها كان متواصلا غير منقطعا في نظراته وفي ادق شيء على تفاصيل وجهها، كان يراقب كل حركاتها ومستمتعا ببسماتها .
اكمل الفتى ما جاء من أجله ولعله أخذ قسطا من الوقت ارتاح فيه قليلا .
تقدم لدفع مقابل ما تناول كانت شابة أخرى هي التي تقوم بعملية المخالصة. وبعد ذلك عاد الى ادراجه ، خرج متجها إلى عمله لانه يعلم بانه يوما شاقا ويعلم كذلك بان العملاء في انتظاره .في المساء عند رجوعه إلى البيت مر على ذلك المطعم بالصدفة لمح تلك الفتاة كانت واقفة على كرسي تلمع في زجاج نوافذ المطعم فركن سيارته على جنب احس في قلبه كانه ملاك نزل على الارض ، او كانها لؤلؤة معلقة وبريقها يسطع من الزجاج اعجب بها كثيرا. وفي يوم جديد كان متوجها إلى عمله وكله نشاط تارة تجده في مكتبه وتارة أخرى ينزل حيث المصنع يقوم بمراقبة عملية التصنيع. وترى كل العمال يلتفون من حوله تقديرا واحتراما له وكل واحد منهم كان يتمنى أن يمر عليه ويزوره في مصلحته.
كان الفتى يلتفت اليهم و يراعي شؤونهم ويساعدههم في أدنى شيء سواء داخل الشركة او خارجها، السبب الذي جعل كل الموظفين يكنون له الإحترام والتقدير ويعتبرونه بمثابة ابنهم لشدة تواضعه والاحترام والرأفة بهم .
وفي بعض الأحيان يكون مسافرا لاسابيع لاقتناء مواد الخام من اجل عملية التصنيع والانتاج. في المساء تلقى مكالمة من والده يطلب منه الحضور عنده وعندما تقدم له دق باب المكتب ودخل
هو : مساء الخير ابي.
الوالد : اهلا شاهد ، تعال لننظرا في الطلبيات.
تناقش الوالد مع ابنه شاهد على ما واجب فعله . لانه كان يتهيأ للسفر الى خارج البلاد لجلب السلعة الخام. عاد شاهد لمكتبه لضبط بعض وثائق السفرية.
في الصباح الغد سافر والده باكرا كان الفتى وفي حدود الساعة السابعة صباحا في مكتبه يطلع على بعض الملفات وتارة تجده في الورشة . وفي منتصف النهار خطر على باله الذهاب إلى ذلك المطعم الجميل والذي زاد من جماله بسمات تلك الفتاة النادلة.
وحين وصوله لم يجد متسعا من المكان مقابل باب المحل فركن سيارته في مكان آخر وحين دخوله جلس في المكان نفسه وكان يتمنى أن تخدمه هي . كان يتصفح هاتفه وبعد لحظات سمع اهلا بك سيدي فهز راسه وتفجأ بابتسامة جميلة شعر حينها بارتياح وكانه شبع من نظرتها وارتوى بإبتسامتها وكانه نسي ما جاء من اجله وطلب ما اراد.كان شاهد يتناول الطعام وعيناه على النادلة تمكن من معرفة اسمها لان زميلتها كانت تنادي عليها باسم وفاء.
عاد الفتى الى عمله فرحا كان يحس بنبضات قلبه تتسارع حين يراود خياله تلك البسمات وذاك الوجه الجميل الطفولي وحين وصوله الى مكتبه دخلت عليه السكرتيرة وقالت له: هل كنت في المطعم رد عليها وما ادراك بذلك.
قالت له لقد اتصلوا بي ويقولون بأنك نسيت هاتفك هناك فوق الطاولة . اندهش شاهد لذلك ولكن في داخله كان فرحا فهذه حجة للرجوع إلى المطعم و رؤية الفتاة من جديد.
فعندما اتصل بهم سمع صوتا على الهاتف راق في اذنه .فقال لها سوف أحضر مساءا لأخذ هاتفي فردت عليه يمكنك ذلك وفي اي وقت.بقي الفتى في مكتبه يتطلع على الوثائق والملفات الخاصة بالعملاء وفجأة دخلت عليه السكرتيرة من دون ان تدق الباب مرتبكة وقالت له بأن اباك اتصل بي وقد أصيب ب نوبة قلبية فزع شاهد لذلك واستدع السائق وسارعا الى المطار للحاق بأبيه .
كان يوم شاقا من اوله .تمكن شاهد من السفر و طار حيث ابيه وحين وصوله كانت ظلمة غروب الشمس وتوجه نحو المشفى الذي يمكث فيه وحين دخوله وجد الأطباء من حوله ففزع لذلك.
بقى الفتى في صالة الانتظار يراقب دخول وخروج الاطباء مما زاد من قلقه وكان يسأل على وضعيته من طبيب الى اخر .
بعد مرور ثلاث ساعات استقرت حالة الوالد وبات احسن من قبل مما بعث الاطمئنان في قلبه.
بقي الفتى رفقة ابيه يلازمه في كل شيء مر على ذلك اسبوع كاملا وفي وقت الفراغ كان يذهب للممونين بدل من والده بغية اقتناء مواد الخام .
رجوعا إلى الجهة الأخرى حيث المطعم اين نبض قلبه في ارجائه كانت النادلة تنتظر في صاحب الهاتف ولكنه لم ياتي، عاودت الاتصال برقم هاتف الشركة لعله يحضر اليها لأخذ هاتفه. فعلمت بأنه مسافر.لم تعرف الفتاه من يكون هذا الشاب، تركته عندها تنتظر قدومه . رجع الفتى من رحلة العلاج هو وابيه وكان متشوقا لرؤيتها بحجة استرجاع هاتفه.
وفي صباح جديد مر على المطعم ودخل فوجد الفتاة تعمل على تنظيف وترتيب الطاولات وقال
شاهد : صباح الخير
وفاء : صباح الخير سيدي انا اسفة لا يوجد طعام في هذه الساعة المبكرة
شاهد : عذرا يا آنسة ما جئت للطعام ولكن نسيت عندكم هاتفي
وفاء : اه.... انا اسفة جدا سيدي ظننتك اتيت لشيء آخر فعذرا.
شاهد : لا عليك لابأس في ذلك.
وفاء : لقد انتظرتك كثيرا ولم تاتي.
اراد شاهد ان يجس نبضها وقال
وماذا تقصدين بذلك.
وفاء : وهي تبتسم هاتفك جميل وكذلك تأخرت في اقتناءه فقمت بببعه.
شاهد : حلال عليك اذا.
سطعت نظرات من عيونها وهبت بسمات من شفاتيها مما جعله يتاثر ويرتبك في الكلام. وقالت لحظة واحدة ساحضره لك. فانا امزح معك فقط.وناولته الهاتف من حقيبة يدها.
شكرها الفتى كثيرا ومشى
في حال سبيله. رجع إلى عمله وعقله مشدود اليها كان يتصفح الملفات في مكتبه وكانه خيل له صورتها على اوراق الملف. وحين يمسك هاتفه كان يشم رائحتها فيه .بات الفتى مولع بها ولم يقدر على مصارحتها بذلك خوفا ان تصده او ربما يكون لديها فارس احلامها يتربع على عرش قلبها واكتفى بالزيارات لتناول الغداء وقلبه محروق و مشدود الى ذلك الملاك .
ترقبوا أحداث الجزء الثاني في امان الله.