رواية امراة لا تعرف المستحيل (لعبة الحياة ) كاملة بقلم مروة عبدالجواد
بارت الاول
بقلم / مروه عبد الجواد .انا نور السيد متولي عندي ١٨ سنه مخلصه تعليم متوسط وبشتغل مع ابويه.
ابويه السيد متولي بواب عماره كبيره او زي انتوا ما بتقولو برج ، هو برج قديم شويه مش زي بتاع اليومين دول ، ابويه فارش باترينه صغيره قصاد العماره ، او زي ما احنا بنقول نصبه ، فيها شويه كراتين شيبسي وبيبسي وجبن يعني حاجه تساعدنا شويه ، انا وامي بقي اللي مسؤلين عن النصبه دي اهو بنستنفع من سكان العماره بااي حاجه تساعدنا في مصاريف البيت
، اصل مصاريف البيت كتير اوي ومش علي قدي انا وبس لا دا لسه في محمد اصغر مني بسنه وفي تانيه كليه ومحمود كمان ، اصغر مني بتلات سنين وتعليمه متوسط واد اوير كده ومش هامه تعليم ولا غيره ، وامي حبيبه قلبي فاطمه اللي اتجوزت ابويا وبدات معاه من الصفر ، اه متستغربوش ما اهو من عيشه في اوضه في بيت ستي لشقه صغيره في برج يبقي دا بالنسبانا حاجه كبيره اوي ، هي مش شقه اوي برضوا انما اوضه وصاله ، انا وامي بنام في الاوضه ، وابويا واخواتي كل واحد علي كنبه
ابويا وامي تعبوا عليا انا واخواتي اوي علشان يعلمونا ويبقي معانا شهاده ، او اللي انا كنت فكراها شهاده ، هكحيلكوا حكايتي وانا كنت ايه وبقيت ايه ومين السبب في اللي هكون فيه ، نسيت اقولكوا حاجه مهمه ان الحب زي مابنزلك سابع ارض يقدر برضوا يكون سبب انه يطلع سابع سما بس مش بالحبيب لا بعزيمتك وارادتك انتي ... انتي وبس .
في برج مكون من عشر ادوار ، في شقه دور ارضي تعيش نور مع والدها السيد متولي ووالدتها فاطمه ويلقبها زوجها باام محمود ويعيش معهما ابناءهما نور ومحمد ومحمود .
يعيش ايضا في البرج في الدور الخامس والسادس وفي شقه دوبلكس صاحب العماره الحاج ابراهيم ابو الجنب ، وولده باسم ذات الخمس وعشرون عاما خريج كليه تجاره خاصه ، وزوجته نهال وابنتها ميار ذات الثمان عشر عاما في الصف الاخير بالثانويه العامه.
وايضا يسكن في الدور الثالث المهندس رافت سعيد ، وزوجته الدكتوره ريهام ومعها ابنتيهما منه التي تبلغ ثمان عشر عاما ، وجني التي تبلغ ثلاث اعوام.
اما الدور السابع يسكن صاحب محلات ملابس استاذ حسن وزوجته رشا وابنيه مازن ذات الثالث والعشرون ويامن ذات الخامس والعشرون وهما صديقان باسم.
وفي الدور الثاني شقه المقدم امجد البحراوي.
والباقي سكان العماره.
نور وهي بطله قصتنا ، بنت ذات ملامح بريئه فاتحه البشره عينيها عسلي كلون الشمس وقت شروقه ، وشعرها بني متسلسل وقصير بعض الشيء تقف نور بالبنطون الجينز والتيشرت التي اعطتهم لها مدام نهال زوجه صاحب العماره ، تقف علي نصبه محل والدها فهما اغلي واشيك ماعندها من ملابس رغم القطع الموجود اعلي التيشرت التي داوته فاطمه بالخياطه لابنتها ، اما البنطال فبه بقعه تكاد تكون غير مرئيه عن بعد.
تنتظر باسم فتي احلامها فتي جان طويل وعريض البنيه ، ويذهب الي الجيم ليقوي عضلاته ، فهو يعمل في محل هواتف نقاله ملك له، فهو فاشل في حياته يحب مداعبه البنات ومنهم نور التي وقع قلبها له .
اتي باسم الي ناصبه محل والد نور يرمقها بعينه .
-- ينظر لها باسم بابتسامه ، اذيك يانور .
-- نظرت له بحب ، الحمدلله ياباسم عامل ايه مشفتكش، وانت نازل .
-- اه اصل انا كنت بايت عند واحد صاحبي ولسه جاي .
-- طيب مردتش علي تلفونك ليه طول الليل بتصل عليك مبتردش.
-- قاطعها ،هستناكي النهارده في الكافيه ، فيرمق والده نور بطرف عينيه ويقول ناوليني علبه سجاير ويضع يده في جيبه ليخرج النقود .
فتلاحظ نور والدتها ، فتعطيه علبه السجائر ، اتفضل وتتناول منه النقود .
وقد اتت فاطمه من مدخل العماره تجاه نور .
-- شكرا يانور ثم ينظر لفاطمه اذيك ياطنط .
فاطمه : اذيك ياباسم بيه ، وتبدا بالجلوس علي الاريكه الخشبيه ، وتنظر له بطرف عينيها عندما ادار ظهره بخطوات سريعه تجاه مدخل العماره.
ثم تنظر الي نور .
-- مش ملاحظه يانور ان باسم رجليه خدت علي النصبه هنا .
-- بتردد وتلعثم ، ها .. اه .. مش عارفه ياماما ، اهو بشتري زيه زي اي زبون .
--ترفع حاجب وتشرد ، غريبه دا الاول مكنش ، بيجي ولا عمره نفعنا بجنيه ثم تنظر الي نور ، دا كمان مبشتريش مني ولا من ابوكي مبشتريش الا وانتي واقفه علي النصبه .
-- تتلفت بعينيها وبدات تتوتر ، مش عارفه ياماما بس دا باين عليه محترم.
تلوي فاطمه شفايفها بسخريه ، اومال مش محترم الواد دا صايع وبتاع بنات ، دا فاشل ابوه فاتحله محل تليفونات وكل مايخربها ويفلس ابوه يمونه تاني .
-- هزت كتفها ورفعت حاجبها بعدم اهتمامها ، ملناش دعوه بحد ياماما هنشيل ذنوب علي الفاضي .
-- انا بفطمك يانور وبرسيكي علي اللي فيها ، الاشكال ديه يابنتي مش بتاعت جواز ولا هما مننا ولا احنا منهم ، ويوم مابفكروا في الجواز بتجوزوا اللي شبهم .
-- قطبت حاجبيها بضيق ، تقصدی ايه ياماما وبعدين انا مالي اصلا.
-- طرد دت فاطمه زفيرا وكأن قلبها احس بشيء ما ، قائله بتهكم هو فعلا مش مالك ولا هيكون مالك بيه يانور ، ثم ترفع حاجبها فهماني يابنت بطني.
-- نظرت الي الارض وكانها تريد الارض ان تفتح فمها وتبتلعها .
يأتي سيد والد نور بالجلباب البلدي والعمه محملا كرتونتين مياه واخري شيبسي وقاروصتين سجائر علي كتفيه .
سلامو عليكو اتناولي مني يانور .
فاطمه : وعليكم من السلام .
نور : حمدلله علي السلامه يابابا كويس انك جبت السجاير اصل السجاير خلصت .
مدت نور يدها وبدات بحمل الكراتين ووضعها في الارض ، ويبدأ سيد بالجلوس وهو ينهج مقطتع النفس .
-- اومال يابنتي دي رزقتها احسن من اي مكسب تاني.
فاطمه : بس فلوسها حرام ياسيد ، ويا ما قلتلك معنتش تجيبها هنا تاني ، وانت مبتسمعش الكلام .
سيد : حرام ايه هو حشيش ولا مخدرات علشان يبقي حرام ، انتي بتتكلمي علي قدكي .
فاطمه : تضرب ظهر يدها اليمني علي بطن كفها اليسري ، الحلال بين والحرام بين انا سمعت الشيخ بقول كده في التليفزيون هو علشان انا متعلمتش يبقي جاهله ، لا دا انا متنوره وفاهمه ، والشيخ قال كل اللي يضر ويأذي صحه الانسان يبقي حرام ، علشان صحتنا دي امانه ربنا مدهالنا ، يعني لازم نحافط عليها ومنضرهاش.
بدات نور بتفريغ محتويات الكراتين ورصها في الفاترينه ، فتضحك .
-- ياماما دا انتي طلعتي بتتكلمي احسن من بتوع التليفزيون .
سيد موجها كلامه الي نور.
-- امكي كفرتنا علشان بنبيع علبتين سجاير نسترزج منهم ثم ينظر الي زوجته ياوليه دا رزج للعيال ، وبعدين احنا مالنا بياذي الناس ولا لا ، هو احنا اللي بنشرب السشاير.
تلوي فاطمه شفتيها بضيق .
-- اهو دا اللي بيجبنا ورا كل واحد يقول وانا مالي ونسيب الدنيا تخرب .
تقف وتلف طرحتها السمرا وتمسك طرف العبايه زرقاء اللون ، انا داخله اعمل اكل ثم تنظر الي نور ، خلصي وتعالي ساعديني يانور .
سيد : ينظر الي فاطمه ، خلصي بسرعه انا جعان .
نور : تنظر لوالدتها ماشي ياماما .
تبدأ فاطمه بالتحرك تجاه مدخل العماره .
سيد : ينظر الي نور ، امك علشان قعدت قدام التليفزيون شويه هتعمل شيخه علينا .
نور : امي خايفه علينا يابابا.
سيد: يعني انا يابت يانور هضرجوا .
نور : لا مقصدش ، انا خلصت اهو .
سيد : طيب يلا روحي ساعدي امكي ، ربنا يباركلي فيكي يانور .
نور : باابتسامه ، حاضر يابا.
.........
قي شقه المهندس رافت والدكتوره ريهام.
تفتح ريهام باب غرفه نومها علي رافت فإذ يتنفض والهاتف علي اذنه ، ففزع .
تقطب حاجبيها بااستغراب ، انت اتخضيت كده ليه.
-- مترددا ، مفيش، اصل اتخضيت من فتحه الباب مش قلتلك ابقي خبطي قبل ماتفتحي الباب .
-- رفعت حاجبيها ، اخبط قبل ماافتح باب اوضتي ودا ليه ان شاء الله ، ثم تدخل وتفتح خزانتها وتبدا بتحضير ملابس الخروج .
رافت : يأخذ نفس ، كنت نايم ياريهام وانتي خضتيني.
ريهام : تلتفت تجاهه ، مش ملاحظ انك بقيت تتخض كتير اليومين دول ، فتضع ملابسها علي السرير ، ثم اني دخلت لقيتك صاحي والموبايل علي ودنك ، يعني مش نايم زي مابتقول .
رافت : يدا بالنهوض من السرير ، كنت لسه صاحي وماسك التليفون ياريهام فيها حاجه دي.
ريهام : لا مفهاش يلا علشان انا جهزت الغدا خلينا نتغدي علشان الحق البس وانزل علي شغلي.
تدخل جنه علي والدها فيحتضنها وحشتيني ياجوجو .
جني : وانت كمان يابابي ، تعالي اوريك خدت ايه في الحضانه .
ريهام : مش دلوقتي ياجوجو نتغدي الاول وبعدين وري بابي اللي انتي خدتيه .
رأفت : ينظر الي ريهام بسخريه ، اه ياجوجو بعد الغدا لاحسن مامي تروح العياده من غير ما اتغدينا ونفضل جعانين لحد بالليل .
نظرت له بتهكم ولم تطرق له مسمعا وخرجت من الغرفه ، وهي وتنادي
-- منه.... يا منه يلا ياحببتي الغدا جاهز .
رأفت حمل جني يلا ياقلبي علشان نتغدا لمامي ومنه يخلصوا علي الاكل .
جنه : تضحك ، يلا بابي .
جلس جميعهم علي السفره لتناول الغداء .
ريهام : ها يامنه ناويه علي علمي ولا ادبي .
منه : لسه مقررتش ياماما بس انا مايله للعلمي حاسه اني هستوعبه اكتر ثم تضحك خصوصا انك انتي وبابا علمي .
رافت : والله يابنتي انا بفضل تختاري ادبي حتي تدخلي كليه خفيفه كده ومرحه علشان انتي بنت يبقي دمك خفيف وتسيبك من التعقيد دا.
نظرت ريهام الي رافت ، في حد بقول لبنته كده دا بدل ماتشجعها تبقي دكتور ولا مهندسه ، ثم انت شايفنا متعقدين في ايه.
منه : تبتسم ، بابا ميقصدش هو خايف عليا من اني اتعقد او اصتصعب المواد يا ماما.
رافت : لا اقصد يامنه ثم ينظر الي ريهام ، اه ياريهام تعقيد انتي مش شايفه حياتنا عامله ازاي انا في المكتب الهندسي الصبح وطول النهار في المواقع وانتي الصبح في المستشفي وبالليل في العياده ، هي دي العيشه اللي كنا بنتمناها ولا بنحلم بيها .
ريهام : هو احنا مش ، هنخلص من موضوع كل يوم دا يارافت ، مبقاش ورانا غيره .
جنه : هو كل يوم خناق.. خناق اوف.. انا زهقت فتتزحزح من علي قدم والدها وتمشي خطوتين ، ثم تلتفت وتنظر لهما وبصوت مرتفع.
-- انا داخله اوضتي اعمل الهوم ورك ومش عايزه اسمع صوت .
ريهام : تقف من علي الكرسي وتنظر الي رافت عاجبك كده ، ثم ذهب الي جنه تعالي ياجوجو ناكل وبعدين نعمل الهوم ورك .
هزت جني راسها نافيه عدم رغبتها بالجلوس معهم ، فاتي اليها رافت .
-- حبيبه بابي يلا ناكل سوا .
-- فتنظر له بطرف عينيها لا .
رافت : طيب لو جيتي كلتي هجبلك شوكلت .
جني : ابتسمت ثم تهز راسها بالموافقه ، بس بشرط من غير ماتتخانقوا .
فيبتسم كلا من ريهام ورافت ويبدا بالجلوس علي السفره.
منه : تعالي ياجوجو اقعدي جمبي .
جنه : ماشي يا منه .
رافت : ينظر الي ريهام جني خدت الدوا .
ريهام : تنظر الي جنه وهي امامها وبنظره عطف اه خدته .
منه : تبدا باطعام جنه ، عارفه لو خلصتي طبقك هنزل اجبلك كل الشوكلت اللي في السوبر ماركت .
جنه : تفتح فمها وتبدا بالتهام الطعام من منه .
بدات ريهام بالنهوض من مقعدها ، انا هلبس وانزل العياده خلي بالك من اختك يامنه .
منه : حاضر يامامي .
ذهبت ريهام بالدخول الي التواليت لغسل يديها ثم الي غرفتها لتبديل ملابسها .
رافت : ينظر الي منه ، شايفه عمايل مامتك دا بدل ماتقعد معانا طالعه تجري علي العياده .
منه وهي تطعم جني وتنظر الي والدها ، يابابا دا شغلها ثم ان ماما مبتقصرش ، معانا الصبح في المستشفي وبتوصل البيت الساعه 12 الضهر بتيجي تطبخ وتعملنا الاكل وتروق البيت وبنتغدا وهي بتلبس وتنزل بتروح العياده تلات ساعات وتيجي تغسل المواعين وتشوفنا عملنا ايه في دراستنا وبتاخد يومين اجازه في الاسبوع طول اليوم مبترتحش ولا دقيقه كتر خيرها بتتعب جدا .
رافت : اهو انا بقي عايز اريحها من التعب دا تقعد في البيت زي اي ست تخلي بالها من بيتها وعيالها ودوا جنه.
منه : متكبرش الموضوع يابابا ، ماما بتحب شغلها ومش عايزه تسيبه وبعدين ماما عمرها مانسيت ميعاد دوا جنه ولا قصرت معانا.
-- يقطب حاجبيه بضيق ، وبصوت خافت لكن قصرت معايا انا.
تخرج ريهام من غرفتها متجهه الي السفره وبابتسامه تقبل وجنتي رافت .
-- متزعلش ياحبيبي مش هتاخر عليك.
فينظر رافت اليها ببرود مبتسما ويهز راسه بالموافقه
-- ولا يهمك
ثم تتجه تجاه منه وجنه وتقبل وجنتيهما
-- خلوا بالكوا من بعض .
-- منه وجنه حاضر يا مامي .
.............
يدخل باسم من باب شقته فيجد نهال تجلس علي الاريكه وتضع المانكير علي اصابع قدمها ، فتنظر له وهي تضع المانكير .
--- لسه فاكر تيجي ما كنت تبات النهارده كمان بره.
-- يضع المفاتيح علي الترابيزه انا عايز انام محدش ، يصحيني ويتركها ويدخل تجاه غرفته.
تنظر له نهال بضيق .
-- هي دي لوكانده ابوك .
وتغلق علبه المانكير وتذهب وراء باسم وبصوت مرتفع .
-- انت كنت بايت فين امبارح يااستاذ ومعرفتنيش ليه انك هتبات بره.
يضع باسم ضهره علي السرير وينظر لها ببرود .
-- ولو عرفتي يعني هتعملي ايه.
تضع نهال يدها علي وسطها .
-- هعمل ايه ، ماشي ياباسم .
وبصوت مرتفع .
--يا ابراهيم .. ياابراهيم .. تعالا شوف ابنك اللي كل ليله والتانيه بيبات بره .
يااتي ابراهيم الي غرفه باسم موجها كلامه الي نهال
-- في ايه صوتك عالي ليه .
نهال : ابنك مش هامه حد وعملي البيت لوكانه وبايت بره ومنعرفش عنه حاجه.
ينظر ابراهيم الي باسم.
-- كنت فين ياباسم امبارح.
يعدل مجلسه ويجلس علي السرير .
-- كنت سهران عند واحد صاحبي يا بابا ، وقلت بدل مااجي بالليل ابات هناك واجي الصبح .
نهال : ومتصلتش ليه تعرفنا .
باسم : يرفع حاجبه ، التلفون فصل شحن.
نهال : فصل شحن ولا انت اللي قفلته .
ابراهيم : خلاص يانهال مش قالك فصل شحن روحي حطيلي الغدا .
ثم يذهب الي الريسبشن .
تنظر نهال الي باسم بضيق.
--صاحبك بردوا ولا صحبتك .
فرد جسده علي السرير ، دا انتي لو امي مش هتهتمي بيا اوي كده طيب ماتروحي تشوفي بنتك ام 55 في الميه في الثانويه العامه وتركزي معاها بدل ما انتي مركزه معايا اوي كده .
تنظر له نهال بتوعد .
ماشي ياباسم .
ثم تغلق الباب بشده وتخرج وتذهب الي غرفه ميار وتفتح الباب عليها فتجدها نائمه فتوكزها في جمبها اصحي يازفته .
تتمغط ميار علي السرير ببرود وتنظر لها وبتريقه.
-- ايه الصباح الحلو دا ياماما .
-- وحيات امك ، صاحيه العصر.
-- تضع الكوفرته جانبا ، احنا في اجازه عايزاني اصحي من بدري اعمل ايه .
-- اجازه ولا غير اجازه ، انتي مأنتخه ، وبعدين اجازه ايه دي وانتي جايبه 55 في الميه ودي هتدخلي بيها اي ان شاء الله .
-- تقترب من والدتها باابتسامه وتحتضنها ، ما دا بقي دورك ياست الحبايب .
-- تقطب حاجبيها مستغربه ، دور ايه.
-- تدلعي علي عمي الحج شويه وتخليه يفك الكيس ، ويدخلني كليه خاصه زي ابنه .
-- وهو هيوافق.
-- بقي لولا بحلاوتها وجمالها ودلعها مش هتقدر تطلع من الحج كام الف علشان خاطر بنتها ، اومال انتي متجوزاه لايه وانتي لسه صغيره وفي عز شبابك 45 سنه وهو كاسر الستين عجوز وكهنه .
-- بس انا سمعت ان الكليات دي مبتخدش الف ولا اتنين دي بتخشلها في الترم اربعين الف غير المصايف التانيه .
-- وهو هيسيب الفلوس لمين لابنه الصايع علشان يصرفهم علي البنات .
-- تضع يدها علي ذقنها وبتهكم ، اه معاكي حق يصرف ويطلع اومال هيسيب الفلوس دي لمين.
-- طيب يلا بقي يالولا ، شدي حيلك.
-- يلا يامضروبه الرقبه ياللي جيبالي الكلام وتجذبها من دبر البجامه الي خارج الغرفه.
-- يالهووي ، حاضر اهو طالعه متزقيش .
-- قال البت بتلعب في راسي قال.
تخرج ميار مسرعه بعيدا عن يد والدتها وتعدل ثيابها وتشاهد زوج امها ابراهيم فتذهب اليه وبتمسكن.
-- اذيك يا بابا ابراهيم وتمسك يده وتقبلها بااحترام
ابراهيم يجذب يده منها .
-- لسمح الله يابنتي.
نهال تنظر الي ابنتها وتبتسم .
-- بصوت منخقض اروبه يا ميار ثم بصوت عالي حطي الاكل ياهنادي .
ميار : انت زي ابويه يابابا ابراهيم دا لو بابا موجود مكنش رباني زي ما انت ربتني ولا صرف عليا وعلي تعليمي زيك .
تجلس نهال وتستمع لمكر بنتها باابتسامه .
تردف ميار كلامها ، دا ربنا هيجازيك كل خير عن اللي عملته معايا اللي زيك هيدخل الجنه علي طول ، عمرك ماخرت عني طلب ولا خلتي اتحوج لحد .
ابراهيم : وانتي زي بنتي ياميار انا ربنا معوضنيش ببنات لكن عوضني بيكي يابنتي .
ميار : يااا علي احلي كلمتين سمعتهم في حياتي كلها ، وانا بحبك اكتر من ابويا يابابا ابراهيم يلا الله يسهله مطرح ماهو .
ابراهيم : يضع يده في جيبه ويخرج خمسمائه جنيها خدي ياميار دا نقوط نجاحك.
ميار : والله كتير عليا يا بابا ثم تمد يدها وتاخذهم ربنا يخليك لينا ياسيد الكل ولا يحرمنا منك ابدا .
نهال : تمتمت ، البت المسهوكه لقطت الفلوس بكلمتين ازاي ، ثم تنظر الي ابراهيم ربنا يخليك لينا ياهيمتي ياقلبي ، بس كتير دا ياهيما .
ابراهيم : يبتسم مش كتير علي ميار.
نهال : بمكر : طيب وام ميار ملهاش نصيب .
ابراهيم : يقهقه وام ميار الخير كله ثم يضع يده في جيبه ويخرج النقود ويعطيها الف جنيها .
نهال : حبيبي ياهيما وتاخذ منه النقود .
تاتي هنادي الاكل علي السفره ياستي .
نهال: تقف وتجذب ابراهيم وتضع يدها في يده يلا ياحجوجتي ننتغدا.
هنادي : انادي علي باسم بيه .
نهال : لا هو نايم .
ابراهيم : روحي صحيه يمكن يكون جعان .
نهال : هو مش قال هينام .
ميار : تغمز لنهال ، يمكن ياكل ياماما .
نهال : طيب روحي ياهنادي نادي عليه .
هنادي : حاضر ياهانم.
ثم اردفت كلامها الي ابراهيم وهما يجلسان علي السفره محدش هيبوظ الواد دا الا دلعك فيه ياابراهيم .
ابراهيم : سبيه يدلع بكره يتجوز ويتحمل المسوءليه .
ميار : اه والله يا بابا ابراهيم معاك حق اهو يعيشله يومين حلوين قبل مايتجوز .
نهال : تنظر الي ميار بضيق ، يتجوز ايه وهو لسه عيل .
ابراهيم : دا راجل ومتخرج من الكليه وبقي يشتغل .
نهال : هو بصرف علي نفسه ياخي اما هيتجوز دا خاربها ان كان بنات ولا في المحل دا بدل ما يحمد ربنا انك فتحتله محل.
في غرفه باسم هنادي تقترب من باسم .
-- ياسي باسم.. ياسي باسم .
باسم : يفتح عينيه : ها .
هنادي : مش هتتغدا ياسي باسم .
جذب مرفق هنادي بقوه فالتصقت بصدره وهو ناءم ، هتغدا بيكي .
هنادي : حد يشوفنا ياسي باسم وتحاول ان تبتعد عنه .
فيجذبها بشده .
- وحشتيني ياملبن.
هنادي بدلع .
-- عيب ياسي باسم وتبتعد عنه .
باسم يضحك وانا بموت في العيب .
هنادي : انا هخرج ليستعوقوني .
باسم وانا هنام طالما مش هتغدي بيكي يانونا .
هنادي تضحك وتخرج من الغرفه .
في قسم شرطه الاسبيكيه .
الرائد امجد في مكتبه .
يلتقط هاتفه ويتصل برقم فلم يرد احد ، ثم يضع الهاتف امام عينيه بضيق ماشي ياريهام والله ماانا سايبك ، وبصوت عالي انت يازفت يا اللي بره.
يدخل العسكري اسعد .
نعم يا باشا.
امجد : عايز قهوه بسرعه.
فيدخل الراءد كريم :وينظر الي امجد اعصابك ياباشا ، ثم ينظر الي اسعد خليهم اتنين عناب يابني .
اسعد : حاضر معاليك .
كريم : وبعدين ياامجد مينفعش كده كل يوم علي النبره دي صحتك يا باشا.
يضع امجد الهاتف علي المكتب .
انا مش عارف بتعمل فينا ليه كده ، هتستفاد ايه من اللي بتعمله دا.
-- لا هتستفاد ياامجد ، عندها بيتها وجوزها وحياتها انت عايز منها ايه.
-- اه جوزها الصايع اللي مقضيها مع كل واحده شويا تسيبني انا علشان الحيوان دا .
-- لا هي مش سيبتك ياامجد انت قايلي ان والدها هو اللي رفضك علشان كنت لسه بتبتدي حياتك وهو برضوا اللي غصبها علي جوازها ، واهي اتجوزت وخلفت وبقي عندها بنتين زي ماانت قلتلي ، سيبك منها بقي واتجوز وشوف حياتك ، حرام عليك نفسك .
-- مش قادر.. مش قادر ياكريم اول ما عرفت انها جت من السفر بقالها ثلاث سنين وانا هتجنن مسكتش غير لما خدت شقه في نفس البيت اللي هي ساكنه فيه .
-- بالشكل دا عمرك ماهترتاح وهي مبسوطه ببيتها وجوزها وعيالها وانت عايش في سراب .
-- انا لما بشوفها في العماره بحس انها مش سعيده ، عينيها بتقول حاجات كتير اوي ، حاجات لا يفهمها ولا يحسها غير العاشق .
بقلم / مروه عبد الجواد