رواية ورطة قلبي الفصل الثامن 8 بقلم سارة فتحي
فصل الثامن
ورطة قلبى
وقف يطالع نفسه أمام المرآة أرتعش قلبه عند تذكر ليلة أمس وقبلته ، لأول مرة ينساق وراء دقات قلبه ، كان يوهم نفسه أن معاملته معها من تأنيب
ضميره وندم على ما فعله معاها ، لكن عليه الأعتراف الان بأنها أصبحت تحتل حياته ويومه بعفويتها وجمال روحها ، تنهد بثقل ثم هز رأسه يميناً ويساراً
منذ متى يسمح إلى أحد يأخذ قرار عنه ؟
منذ متى يفعل المستحيل لأرضاء شخص ؟
نفض رأسه من تلك الأفكار وألتقط قنينة عطره ينثر منها على رقبته ثم ألقى نظر على هيئته يرتدى قميصاً أسود يبرز عضلات صدره و سروال من الجينز
فاليوم تخلى عن البدله لاجلها فهى سوف تذهب معه للعمل ، خرج من غرفته يقطع الردهه الفاصله بينهم
ثم طرق باب غرفتها ، فتحت الباب طالعته بأنبهار
من هيئته رمشت عدت مرات بأهدابها الكثيفه ثم همست :
-صباح الخير يا يعقوب
رمقها بنظرة عاشقة تبوح بالكثير لكن لم يأتى وقت الأعتراف بعد :
- صباح الخير قولت هاجى ألقيكى لسه نايمه ده أنا حتى مرضتش أنزل بدرى
هزت رأسها بخفه وهى تسحب حقيبتها من خلف الباب :
لا لا ده انا جاهزه من بدرى ومستنياك يلا بينا
*****************
فى الأسفل نزلوا الدرج سوياً يتبادلون الأحاديث متجهين صوب الباب للخروج ، لم ينتبهوا لعيون
تراقبهم بغل وشر ، لكن سمعوا صوت من الخلف اوقفهم
أستدار يعقوب وهى معه توسعت عيناها بأستنكار
قطبت مابين حاجبيه متسائلة فى نفسها عن سبب
حضوره فى ذلك الوقت المبكرا
شملهم ياسر بنظرة سوداء متصنع الابتسامة :
صباح الخير عامله أيه دالين ، أهلاً يا أبيه بعقوب
أقترب منه يعقوب وهو خلع نظارته وملامحه تزداد قسوة اسرعت دالين تمسك بكف يديه :
- تمام يا ياسر معلش مش فاضين احنا ماشيين
احمر وجه حرجاً وغضباً ثم اجابها ببرود وهو يربت على كتف لؤى :
-اه أتفضلواا .. أنا جاى اقعد مع لؤى شويه
بس ماشاء الله أنتوا لايقين على بعض اوى
تشنجت ملامح يعقوب وقست ملامحه اكثر ،ألتقط أذنيه همسها :
- عشان خاطرى يلا بينا بلاش اليوم يبوظ
سحب يدها بعنف خلفه متوجهاً صوب الباب دون أستئذان بينما هو تتطالع نحو لؤى يدعى البراءة وعدم الفهم ، حدجه لؤى بنظرات متفحصة فهو لا يعلم سبب حضوره بأستمرار يدور برأسه أفكار لكنه نفضها سريعاً
***************
فى مكتب يعقوب جلست تأكل بشفتيها وهى تراقب تلك التى تتمايل عليه ببراعة بحجة توقيع الأوراق ومراجعة الصفقات ، تتعمد الألتصاق به تحت نظرات
دالين النارية ، تقطم أظافرها بغيظ ، تنفث نيران من
أذنيها زفرت بحدة لتنبهم بوجودها أبتسم يعقوب بأبتسامة هادئة :
- تمام يا نسرين فى حاجه تانى
اجابته بنعومة وهى ترمقها بطرف عيناها :
- لا كده تمام يابوووص ، دقايق وقهوتك تبقى عندك
انهت كلماتها وانصرفت تحت نظرات دالين المشتعلة
ثم التفت إليه دالين سريعاً تهتف بحده مفرطه :
- ما كنت تأخدها على حجرك عشان تعرف تركز احسن
اه اه ولا أنا موجوده وده ميصحش بردو
أحتلت الصدمه ملامحه ليهتف بها بنبرة أرعبت خلايا
جسدها :
- دالين حسبى على كلامك ، أنتى أزاى تتكلمى معايا
بطريقة ديه
ترقرقت الدموع بعينيها وأبتلعت لعابها بصعوبة هامسه بصوت متحشرج :
- أنا عايزه أروح لو سمحت ممكن
أجابها بحنق :
- أحنا مش بنلعب هنا ده شغل وليه مواعيد مش لعب
مش جايب بيبى معايا أنا
للحظات من الصمت قاطعها طرقات على الباب ثم فتحت الباب وولجت تتمايل بنعومة أكثر
أشتعلت نيران الغيرة بدالين أكثر فأردات أن تلقنها درساً
وضعت أحدى قدميها
فى طريقها لتعرقل خطواتها فسقطت أرضاً وفوقها القهوة ، ضحكت دالين بخبث
وأسرعت فى مساعدتها تهتف :
- اسم لله عليكى ، قومى قومى ما هو مش كل ده كعب
بردو وانتى طول اليوم داخله خارجه على البوووص
كده لازم تقعى
أسرع يعقوب يمد يده لها دفعتها دالين بحدة ثم هتفت
بأبتسامة خبيثة :
- عنك يابوووص اساعدها أنا
هتف نسرين بغضب وهى ترمقها بنظرات ذات مغزى :
- على فكرة ديه أول مره اقع كده اما الكعب متعودة عليه
داخل يعقوب يتراقص فرحاً لكنه أرتسم الجديه :
- حصل خير يا نسرين ...أبعتى حد ينضف هنا ..وانتى ممكن تروحى مش معقول هتفضلى كده
هزت رأسها بالإيجاب وهمت بأنصراف إلا أن اوقفها صوت دالين :
- بعد كده لما يبقى فى حد فى المكتب عند البووص قاعد معاه أبقى أسألى يشرب أيه من باب الذوق
قبل أن ترد عليها قاطعها صوت يعقوب بحزم :
- أتفضلى أنتى يا نسرين دلوقتى
راقب يعقوب أنصرفها ثم دس يده فى جيب سرواله يقترب منها بخطوات ثابته فأرتدات بظهرها على الحائط خلفها فحاصرها بين ذراعيه وثبت مقلتيه عليها
هامساً بمكر:
-ايه اللى انتى عملتيه ده
أشارت بأناملها على صدرها تهتف ببراءة :
- أنا ؟!!
أنا مالى ده قضاء الله وقدره ، هى اللى لبسه كعب أد الهرم
دنى من أذنيها يهمس وانفاسه تلفح عنقها :
- انا حاسس بغيرة فى الموضوع أنتى بتغيرى عليا
زادت سرعت انفاسها و خفق قلبها بجنون وأحمرت وجنتيها حاولت جاهده ترسم الثبات فأجابتها بأنفاس متقطعه :
- أنا مش بغير من حد أصلاً على فكره خالث.. بعدين انا بتكلم فى أصول ذيك ..وكمان انت فاتح كل ديه فتح من القميص ليه فرحان بعضلاتك وبنات الشركة بتبص عليك أنت بتستعرض عضلاتك ووسامتك
قهقة يعقوب عالياً وهو مازال محاصرها :
- لا يا دالين باين أنك مش بتغيرى خالص
أبتسم لها بحنو ثم قبل جبينها بقبلة عميقة هامساً برقة:
- خلاص مش هفتح زارير القميص تانى مبسوطه
طأطأت رأسها بخجل ثم همست بخفوت :
- مبسوطه
*************
-"ماتقوم تفتح وتشوف الهدايا يا اياد أنت معندكش حب فضول ولا أيه ؟! "
تلك الجملة اردفها لؤى بحنق لأياد الذى لم يتركه ثوانى مع خطيبته
هز رأسها بنفى واجابه بتبرم :
- ميصحش لما تمشى انت بقى هتفرج
اتسعت عينيها من رد أخيها وحدجتها بنظرات غاضبه :
- أياد ايه قلة ذوق ديه ، أعتذر من لؤى بسرعة
رفعت عينيها للؤى برقة وهتفت بنبرة ناعمة :
- لؤى بليز متزعلش منه
تتلذذ لؤى بخروج حروف اسمه من بين شفتاها فأول مره تناديه به :
- أنتى قولتى أيه تانى كده ..لسانك كان بينقط عسل هو أنا اسمى حلو كده
عضت شفتيها بخجل هامسه بخفوت :
- لؤى ميصحش كده أنا بتكسف على فكرة
أبتلع لعابه بصعوبه وهو يهمس :
- أرحمى شفايفك ماكنش أسم ، أحسن اتهور أنا
انا كلمت بابا يكلم والدك عشان نكتب كتاب مش معقول
هيفضل أياد كده متكدر وسطنا عامل ذى فرد الأمن علينا كده
***********
مر أكثر من شهر وعلاقة يعقوب ودالين فى تقدم وهو
يكمل خطته مع الصحفى لكشف ذلك الشخص ، وهى تزداد فتعلقها به ، تجاهد لتثبت أنها جديره به وبثقته
كانت تجلس على الأريكه وتتطالع جميع صورهم معاً
على الهاتف بأبتسامة واسعه ، ولؤى يجلس فى الاريكة فى مقابلها يعمل بجد على الحاسوب ، صدح صوت الجرس همست احدى العاملات :
-لؤى بيه ده ياسر زميل حضرتك
تأفف لؤى بضجر :
- وبعدين بقى فى بنى أدم ده ..ده هيفضل ينط كل شوية
نهضت دالين مسرعه :
- لؤى أنا هطلع انا فوق عيش أنت بقى
هز رأسه بالإيجاب تأكيد على كلامها :
-هروح اشوف انا عايز أيه
توجه نحو الحديقة فطالعه بضيق :
- أوعى تقول وحشتك انا ملحقتش
ابتلع ياسر لعابه نتيجة احراجه لكنه اليوم عزم امره على تنفيذ أخر مخطط له :
ايه ياعم المعامله ديه مش كفايه معاملة اخوك
زفر لؤى بحدة ثم اجابه بغضب :
-ياسر مالكش دعوه بيعقوب ولا دالين خالص وياريت لما تشوفها بلاش تكلمها خصوصاً لو مع يعقوب
سيطر على ضيقه وانفعالاته ثم اجابه متصنع التفهم :
- طبعاً بس انا عايز التواليت ممكن ؟!
أشار له لؤى بيده نحوه وهو يصف له المكان ، توجه ياسر نحوه ولكن بداخله نوايا خبيثه راقب أنشغال لؤى بحاسوبه ، وتوجه خلسه للأعلى يبحث فى الغرف عنها
وأخيرا فتح أحدى الغرف وجدها تقف فى الشرفه توليه ظهرها فأقترب منها يحتضنها من الخلف ويدفن رأسه فى عنقها
فى هذه الاثناء عاد يعقوب وولج للداخل لم يجدها فأخذ يطوى الدرجات سريعاً ليصعد إليها أصبح ينجز عمله سريعاً ليعود إليها تعرف على حياه جديده معاها عشق التنزه فى المركبات النيليه معاها. هى فقط تحرر من قيوده لأجلها ، وعلم أن الحياه لم تقتصر فقط على العمل وأن الحياة تستحق أن يعيشها وهى أيضاً تغيرت
لأجله يسير فى الردهه بخطوات واسعه فتح باب غرفتها
اشتعلت عينيها ليهتف بغاضب عااارم
-داااااااليييييين