رواية طليقي ولكن الفصل الخامس 5 بقلم سامية صابر
الفصل الخامِس/ انت جميل _ طليقِي ولكِن..
_انت جميل هكذا بقلبك وروحك واخلاقك .. لا يهم اى شيء آخر بك ، أنتَ لست مُعاق، اختارك الله لتكون مُميز لحِكمتهُ فقط ، أنت جميل_
___
وقع الهاتف من يديها أيضاً وترنحت في وقفتها من الصدمة كادت تفقد وعيها، امسكها فهد يسندها قائلا بقلق
=حصل ايه حصل إيه يا رميم...
ابتعدت عنهُ بضيق قائلة بتوهانْ
=نور خطفوها.. خطفوها..
=ازاى خطفوها .. مين خطفها...
=معرفش معرفش.. لازم ارجع مصر لازم ارجع ضرورى...
تركتهُ وركضت دون ان تستمع لندائه لها حاولت ايقاف تاكسي ولكن لا يوجد، اقترب منها قائلا
=تعالى انا هوصلك ..
=لا مش عايزة، روح لمراتك وسيبني في حالى يا فهد
=مينفعش يا رميم اخلصي اركبي يلا خلينا نمشي حياة نور اهم من كلامى انا وانتِ ..
اضطرت للدلوف الى السيارة بخوف وقلق وركب معها فهد الذي قاد بأقصى سُرعة، بالطبع وصولهم الى القاهرة سيتستغرق وقت لكنهُ مُتضطر على الاسراع ..
___
جلس عزيز على مكتبهُ بهدوء يعمل بتركيز حتي دلف اليهِ صديقهم الثالث أنس وهو يعمل معهم فى نفس الشركة ولكن كان في اجازة طويلة ،دلف اليهِ وعانقهُ بحرارة ثُم جلس فقال عزيز
=والله وليك وحشة يا واد يا نسنوس...
=وانت وحشتني يا عزيز ..
=عزيز! لا انت مش بخير أبدًا فين الدلع والحنية، مالك مكشر كده ليه ده حتى انت كُنت رايح موعد غرامي اومال لو رايح جنازة بقا.. خير ياصاحبي ولا هى الستات بتجيب النكد...
صمت أنس بقهر في داخله ثُم قال بتنهيدة طويلة عميقة
=مش أول ولا اخر واحدة يحصل معاها كده... كُنت عارف انها اول ما تشوفني هتعمل اللى عملته ده ... من حقها مش بلومها، بس انا من حقي أتحب، من حقي حد يفهمنى، ما اختارتش أكون مُعاق يا عزيز...
قالها وهربت دمعه صغيرة من عينيهِ، هو لا يمتلك احد الأرجُل، هُناك واحدة ليست موجودة ويوجد بدالها ساق صناعية ، كُلما تحدث مع فتاة عبر السوشيل ميديا وقابلها تبتعد عنهُ بعدها ...
فقال عزيز بتنهيدة
=انت يا أنس كويس ميعبكش حاجة ، اللى يعيبك اخلاقك وانت اخلاقك كويسة وزي الفُل، الفكرة انك بلاش ترتبط بحد من خلال السوشيل ميديا عادى حب وش لوش، واللى تقبلك بعيبك كده اهلاً وسهلاً واللى مش عايزة مع السلامة ومتزعلش نفسك .. وان لزم الامر انا موجود..
=اه يا رنبو..
قهقه كلاهما فقال عزيز
=ايوة كده اضحك ،يلا قوم خلينا نخرُج ناكُل وننبسط، بلا نكد ولا نيلة مالهم السناجل..
سحب صاحبهُ خلفه يمشيان معاً الى الاسفل ، تحيةً وسلامة على صديقك طبطب على جروحك وسنادك وقت الشدة .. تذكر ،أنت لست ناقص أو بك عيب يجعلك تخجل ،الله اخذ منك شيءٍ وميزك.. انا حكمة ربنا في امر لا يعلمهُ الا انت .. ومَن لم يتقبلك هكذا ف لا يتقبل، الاهم تقبُلك لنفسك وحُبك لها..
قدِس نفسك ؛ انت تستاهل الحُب وبشدة...
___
=زي ما قولتلى عملت بالظبط ،قولتله اني شوفتها بتتخطف ووقتها رن على رميم وقالها على طول ...
=إسمها رميم هانم.. متنطقش اسمها بدون القاب ...
=احم حاضر يا باشا .. بس انت خلتنى اعمل كده ليه ما هى ممكن تعرف انك انت اللى خطفت البنت ؟
=مش هتعرف خالص.. انا هبان وكإنى انقذت نور منك وانت اللى خاطفها ، واوصلها لحد البيت ،ونور متعرفنيش اصلاً انا قعدت قُدامك بماسك، وانت هتدخُل دلوقتى لانى هحاول أنقذها منك انا واثق انها فى الطريق للقاهرة...
=وانت بتعمل ده كُله ليه...
=علشان اعرف أوصلها مش اكثر.. علشان اخليها تحبنى، اقصى حاجة عندى تحس بيا وتنسى طليقها فهد الزفت ده ، يلا اعمل اللى قولتلك عليه اخلص...
هز رأسه وركض يلبس الماسك واستعد للدخول الى نور ،في حين كانت تجلس نور بخوف تضُم نفسها إليها وهي تبكى ولا تعلم اى شيء ..
دلف اليها هذا الرجُل فقلقت بعض الشيء ونظرت لهُ بخوف شديد، حاول الاقتراب منها وإيذائها، لتُسارِع هى بين يديهِ وكم تود الصراخ ولكن لا صوت لها .. فُقدان النُطق شيء مُؤلم، لذالك ف دومًا احمد ربك انك قادر على ان تتحدث أو تفعل اى شيء ؤ ف ماتراه عاديًا بالنسبة لغيرك مُستحيلاً ومؤلماً ...
دلف اليها الاخر وهو يحمل سلاماً قائلا
=سيب البنت ..
=مش هسيبها .. انت مين اطلع برا...
جارت مشاجرة عنيفة بينهم، انتهت بإغماء الخاطف واقترب الاخر منها قائلا
=انتِ كويسة يا آنسة..؟ متخافيش انتِ هتبقى بخير...
هزت رأسها بخوف وقلق فك عنها القيود وساعدها على النهوض قائلا
=متقلقيش انتِ دلوقتى في امان، انا انقذتك منه المهم دلوقتى تعرفى تدينى عنوان بيتك علشان اوصلك ؟
هزت رأسها بهدوء وهي تشعُر بالريبة حوله وانهُ بهِ شيء غريب ولكن لا تعلم ماذا ،ولكنها ارتاحت كونها تخلصت من هذا العبء، امسكها وخرجوا من المكان بإكمله ،ودلف بها الى السيارة وانطلق بها الى المكان الذى كتبته على الهاتف ..
___
=أسرع شوية يا فهد ارجوك...
قالتها رميم وهي متوترة على وشك الجنون فقال ليُهدئها
=اهدى بس يا رميم.. ان شاء الله هتبقى كويسة فاضل فينا بتاع ساعة وشوية اهو خير ان شاء الله .. حاولى تتصلى بأبوكى يتصرف عُقبال ما تروحى...
=مش هقوله حاجة، لو كان بيهتم بينا مقدار ذرة كان زمانها عايشة معاه في امان دلوقتى لكنه مهتم بشغلهُ مراته الجديدة وغيره خليه معاهم وخلينا فى حالنا نعتمد على نفسنا.. وبعدين انت بتتكلم معايا ليه ها ليه... متتكلمش معايا خالص لحد ما نوصل وكُل واحد فى حاله فاهم...
رمقها بحيرة واستغراب قائلا
=هرمونات...
على مر الزمان لا أحد يستطيع تفسير المرأة هي مسألة مُعقدة ليس لها حل ،ولكنها تصبح اجمل والطف بالحُب والاهتمام والحنية ،التى ان فقدتهم من اعز الاشخاص على قلبها وكأنها فقدت العالم بأسرِه ...
بعد مرور الكثير من الوقت وصل بها فهد الى منزلها الاساسي وهبطت بسرعة لتدلف للداخل حيث مُسعد وبواب العمارة، قالت بقلق شديد
=حصل ايه يا مُسعد .. ازاى اتخطفت ؟
كاد ان يتحدث لولا ظهور نور التى ركضت نحو شقيقتها تحتضنها وهي ترتجف، عانقتها رميم بلهفة وهي تضُمها اليها قائلة
=حبيبتي يا نور.. أهدي يا حبيبتي .. أهدي شش انتِ هنا فى امان اهدى بس انتِ كويسة دمتقلقيش ...
ظلت تربُط على كتفها ثُم رفعت رأسها الى الذى يُحدق بها قالت بتساؤل
=مين حضرتك ..؟
=احم.. انا فاروق انا إللى انقذت اختك من اللى خطفوها..
=ازاى معلش ممكن حضرتك توضحلى حصل إيه...
=انا حضرتك كُنت عارف الشخص ده بيخطف بنات وبيأذيهم، وبلغت عنه وانا هناك شوفت اختك وانقذتها والشرطة قبضت عليهم والمحضر مفتوح وحقها هييجى...
قال فهد بإختصار
=شُكرًا لحضرتك جداً...
قالت رميم وهي ممنونة منه
=شُكراً ليك يا فندم جداً.
=العفو انا عملت واجبى.. مع السلامة..
امد يديهِ يُصافحها، ف امدت يديها بهدوء تصافحهُ، شعر فهد حينها بنار غريبة تعتري قلبهُ لا يعرفها ولا يفهم معناها كُل ما فى الامر لا يحق لها السلام أو مُلامسة اي رجُل على وجه الأرض...
ابعد يديها بقسوة وصافحهُ قائلا بتأكيد
=جوز رميم هانم...
قالت رميم مُصححة كلامهُ