رواية ملاك الاسد الفصل الرابع 4 بقلم اسراء الزغبي
الفصل ٤
استيقظ فجرا وأحس بثقل خفيف على صدره فنظر لهذا الثقل فوجد ملاكه نائمة بسلام وقد احمر وجهها بسبب آثار نومها وهى تحتضنه بيديها الصغيرتين وقد أحاطته بقدميها الصغيرتين حول خصره فكان مشهدا رائع بها دفء وحنان
لا يعلم لما لوهلة تخيلها تحمل أطفاله منتظرة إيه من العمل
ودعا خالقه أن يحقق مراده سرعان ما أزالك الفكرة من رأسه مستغفرا ربه
ظل يتأملها لمدة ليست قصيرة حتى أذان الفجر فحاول أن يتحرك بخفة دون أن يوقظها ولكنها استيقظت
ظلت تتثاءب وتفرك عينيها ثم نظرت ٱلى أسد فابتسمت بشدة
همس: ثباح الخير يا أثدى
أسد: صباح النور يا ملاكى .... يلا بقى بما إنك صحيتى فلازم ناخد شاور عشان نبقى حلوين
همس: يعنى إيه ثاور
أسد : يعنى تستحمى يا حبيبتى
همس بحماسة: الله فى هنا نافورة
أسد: نافورة ليه؟!
همس ببراءة: أنا كنت بثتحمى فيها
أسد بغيرة شديدة وبدأ يضغط على خصر همس دون قصد: بتقلعى هدومك وتستحمى إزاي أدام الناس
همس بتألم: آه إنت بتوجعنى
أسد بعدما انتبه لنفسه خفف قبضته وقبل جبهتها: آسف ... آسف يا حبيبتى ... أوعدك مش هيحصل تانى
همس ببراءة ولطف: مثامحاك خلاث وأنا مث هزعل منك أبدا ....... وأنا مث بقلع هدومى أنا بثتحمى بيهم
وأخيراً أخرج أنفاسه براحة
أسد: طب تعالى بقى تاخدى شاور وتغيرى هدومك عشان هتتفرجى عليا وأنا بصلى
همس: بجد .... يلا أنا عايزة أتعلم إزاى أثلى ..... بث هو .... يعنى ....
الأسد بحنان: مالك يا حبيبتى متخافيش أو تترددى أبدا وإنتى معايا
همس: أصل أنا أتكثف إنك تثوفنى بثتحمى وأغير هتومى
انفجر أسد ضاحكا على ملاكه وكلامها المضحك ولكنه شعر بالفخر بأنها تحافظ على نفسها حتى أمامه
سرعان ما تحول لحزن
فهو متأكد أن كلامها غير سليم لوحدتها وعدم تواصلها مع الأشخاص
أسد فى سره: طب مين هيساعدها أكيد مش رجالة بس برضوا مش عايز ستات يشوفوها ؟!؟!
المهم مصلحتها
أسد : خلاص يا ملاكى خليكى هنا وأنا هنزل هنادى على خدامة تساعدك
همس: ماثى
حملها واضعا إياها على الفراش وهبط لأسفل
بعد مدة جاء مع خادمة
حملها حتى وصل بها للمرحاض قبل جبهتها ثم تركها
أسد فى الهاتف: ها لقيتوه
الرجل: أيوة يا باشا حظنا إن كاميرات المبانى عرفت تجيبه وجيبنا الفيديو
أسد: تبعتلى الفيديو ... وتروقه كويس وبعدين لبسه قضية مش أقل من خمس سنين سجن
الرجل: حاضر يا باشا .... والفيديو ثوانى ويبقى معاك
أسد: تمام
أغلق الخط وبعد ثوانى وصل له الفيديو فرأى ملاكه تقذف من السيارة وكأنها لا تسوى شيئا
ضغط على يده بشده ثم مسح الفيديو
أسد لنفسه: دا جزاء أى حد يفكر يمس ملاكى بسوء
بعد مدة خرجت الخادمة
الخدامة: أسد بيه همس ملهاش هدوم جديدة تلبسها
أسد: أولا متنطقيش اسمها قولى الهانم الصغيرة
... ثانيا امسكى ده
وأعطاها قميصا أبيضا له فأخذته الخادمة وألبست همس
خرجت همس مرتدية القميص وما إن نظر لها أسد حتى انفجر فى الضحك حتى كادت أن تنقطع أنفاسه
يا الله سأجن منها بالتأكيد!!! هذا ما فكر به أسد وهو يراها كالخيمة البيضاء ذات رأس صغير بالمنتصف
قميصه قد تحول إلى جلباب عليها
جزء ليس بالصغير منه على الأرض فأصبحت قدماها غير ظاهرة كيديها التى يغطيها نصف الكم والباقى على الأرض مثل أخيه فى الأسفل
نظرت الخادمة ببلاهة وهيام لأسد بالرغم من أن عمرها ضعف عمره!! لكن من لا يتمنى نظرة من أسد؟!
وكأن الله حقق لها أمنيتها فنظر لها أسد ولكنها نظرة قاتلة ؟!
خرجت مسرعة بارتباك من غرفته
رفعت همس ذراعيها لأعلى ليحملها
حملها بحنان وهدوء
همس بخجل سحره: إنت جعان يا أثدى؟!
أسد متصنعا الغباء فهو يعلم بجوعها ويريدها أن تقولها صريحة ولا تخجل منه: لأ
نظرت له همس بصدمة ثم قالت
همس: لأ إنت جعان ومكلتث يلا عثان آكل .. قثدى تاك.... ثم قطع كلامها صوت معدتها العالى الذى يصرخ ويعنفها فهذا ليس وقت خجل
ضحك أسد وسط خجل همس ثم قال بلطف
أسد: تعالى يا حبيبتى هصلى علطول وهننزل تاكلى كتير واقعدى هنا شوفينى بصلى إزاي وأنا هعلى صوتى
وبعد انتهائه من الصلاة انطلق بها لأسفل
______________________________
فى مكان آخر
ارتدت سمر ملابسها واستعدت للخروج
سمر: سلام يا مازن وخد دول فلوس يكفوك شهر بحاله
مازن بقرف ليس منها فقط بل من نفسه أيضا: تمام
بس خلينى أوصلك بعربيتى كدا كدا أنا نازل أشترى حاجات
سمر بتهكم وشماتة: قصدك العربية اللى جبتهالك.. على العموم أوكى يلا
خرج مازن وسمر ونزلت بعيدا عن القصر حتى لا يراها أحد
أثناء عودة مازن لشقته وجد مجموعة من الشباب تجرى خلف فتاة ما
مازن وهو يترجل من سيارته: إيه اللى بيحصل هنا
ما إن رأته الفتاة حتى ارتمت فى أحضانه
أحس مازن بشعور غريب عليه فأصبح قلبه ينبض بشدة وبدون وعى منه قرب أنفه ليشم عطرها يا الله إنها رائحة الياسمين
بينما الحال لم يختلف عندها فبالرغم من خوفها إلا أنها أحست بأمان ودفء غريب معه
خرج كل منهم من سكرته على أيدى انتشلتها من أحضانه
نظر بغضب لهؤلاء الثلاثة فعرف على الفور أنهم سكارى
مازن بهدوء مفتعل: سيبوها
أحد الشباب: طب مهى تكفينا كلنا يا برنس
مازن بغضب وغيرة لا يعرف سببها: ماشى يا روح أمك
وفجأة أصبح هذا الشاب على الأرض ينزف الدماء من وجهه
خاف الآخران ففرا بسرعة وهما يحملان صديقهم فاقد الوعى
الفتاة: شكرا بجد مش عارفة من غيرك كان ممكن يحصل إيه
مازن بعصبية وهو يمسكها من ذراعيها: مهو مفيش واحدة محترمة بتخرج الفجر من بيتها وماشية كمان فى شوارع زبالة
الفتاة بدموع: أنا آسفة بس المفروض إن حضرتك متحكمش من غير متعرف حاجة وعلى العموم شكرا تانى
وكادت أن تذهب ولكن منعها مازن محاولا أن يهدأ: خلاص يا ستى أنا اللى آسف بس خلينى أوصلك مينفعش أسيبك تمشى كده
الفتاة وقد اقتنعت بكلامه: ماشى
مازن بابتسامة وفرحة لأنها وثقت به: تعالى يلا
فى السيارة
مازن: بالمناسبة اسمى مازن وإنتى
الفتاة: ياسمين
يا الله كنت متيقن أن اسمها كرائحتها الزكية
مازن: طب إنتى فين بيتك وإيه اللى خرجك بالليل كده
ياسمين: أنا كنت بجيب دوا لماما وبيتى فى ............
مازن : أوكى بس حاولى متخرجيش تانى بالليل كده
هزت ياسمين رأسها موافقة وهى تستغرب حالها فهى كانت دائما الفتاة المتمردة حتى ولو كانت على خطأ ما بها الآن خاضعة له؟!
________________________________
فى قصر ضرغام
هبطت همس للأسفل محمولة كالعادة فوجدت مائدة بها كل ما كانت تراه سواء على الأوراق أو فى المطاعم أو التلفاز بالرغم من أنها لم تذقه يوما أو تعرف اسمه ولكن شكلهم كان كاف لوصفهم
أسد للخادمات: جهزتوا كل أنواع الأكلات اللى قولت عليها
ردت إحداهما: أيوة يا بيه وعملنا عصير ولبن لهم... قصدى الهانم الصغيرة
فهى علمت من صديقتها ما حدث ألا تنادى الطفلة باسمها
أسد برضا: تمام روحوا إنتوا ناموا والوقت اللى ضاع منكوا فى التحضير بالليل خدوا قده أجازه بكرة واللى مصحاش هو اللى يشتغل
الخادمات بسعادة: حاضر يا بيه
برغم عصبيته وبروده إلا أنه حكيم وعادل كمن هم فى الخمسين من عمرهم
نظر أسد لهمس فابتسم بشدة على مظهرها
عينيها متسعتان ويكاد يخرج منها قلوب موجهة للمائدة وفاتحة فمها للغاية
أسد وهو يقبل وجنتها : يا ربى على الجمال ده عايز أكلك
همس ببراءة: ماثى كلنى بث ثيبلى الأكل ده ليا لوحدى
ضحك أسد بشدة وقال: يا حبيبتى كل حاجة ليكى لوحدك
ثم تنهد وأضاف فى سره: حتى أنا
جلس أسد مع همس وهو يطعمها حتى شبعت
ثم أخذها لأعلى ليناموا فغدا يوم شاق لهما
_______________________________
فى منطقة شعبية
مازن : فين بيتك؟!
ياسمين: اللى هناك ده
ياسمين: أيوة هنا ... سلام
مازن: سلام
وظل يراقبها وهى تبتعد حتى دخلت منزلها فتنهد وتحرك لمنزله
دخلت ياسمين منزلها
أمها وتدعى ثريا: مين اللى كنتى راكبة معاه يا ياسمين
ياسمين : دا مازن يا ماما .... وحكت كل ما حدث
ثريا: ما أنا قولتلك نستنى بكرة تجيبى الدوا مسمعتيش كلامى..... بس يا حبيبتى مكنش ينفع يوصلك لحد البيت لو حد شافك هيطلع كلام وحش
ومينفعش تركبى معاه أساسا
ياسمين: خلاص آسفة يا ماما والله مفكرت فى كده وبعدين خدى بقى الدوا يلا عشان قلبك ميوجعكيش
ثريا: حاضر يا حبيبتى
_____________________________
فى الطريق إلى منزله رن هاتفه
مازن: ألو
المتصل:..............
مازن بصراخ والدموع فى عينيه : إييييييه أنا جاى حالا
ثم أغلق الهاتف وهو يسرع بالسيارة ويصرخ بشدة والدموع تنهمر على وجنتيه ثم صرخ فجأة
مازن: لاااااااااااااااا
_______________________________
فى مكان ما
الشاب: إنتى غبية بتسرقيلى ملفات ملهمش لازمة أنا عايز ملفات مهمة
الفتاة: وأنا ذنبى إيه؟ وبعدين إنت نفسك مش عارف تجيبهم أنا هعرف
الشاب: تسنيييييم إنتى نسيتى أنا مين ولا إيه تشوفى الملفات المهمة بيخبيها فين أنا بدور فى كل حتة مش لاقى حاجة
تسنيم: خلاص هحاول مع إنه بقى مش بيطيقنى أكتر بعد الجربوعة الصغيرة دى
الشاب: أما نشوف البيه هيعمل إيه تانى
_____________________________
فى قصر ضرغام
بغرفة سعيد وسمية
سعيد: بقولك إيه يا سمية متكلمى مع سمر مينفعش اللى بتعمله ده.... دى لسة راجعة البيت من شوية
سمية: سيبها تعيش حياتها البنت فى ثانوية ومضغوطة الله
سعيد: والله ساعات بحس إنى فعلا مليش إلا شريف اللى هيبقى سندى وسامر اللى شكلنا هنضيعه
سمية: إنت بتفرق بين شريف وسامر ليه ..... الواد سامر بيصعب عليا
سعيد: وهو فين سامر ... ابنك لسة بره لحد الآن .... والله خايف يطلع كلام أبويا صح وأنا اللى غلط
سمية بخوف أن يذهب كل ما تفعله هدر: إنت هتنسى معاملة أبوك ليك ولا إيه فاكر أما كان بيحب صلاح أكتر منك وبيحققله كل اللى هو عاوزه مع إنك الكبير
سعيد وقد أعماه الحقد مرة أخرى: ودى حاجة تتنسى معاكى حق يا سمية
سمية بخبث: يبقى تعقل بقى ونفكر إزاى نخلص من المشاكل مع إنى قولتلك حلها كذا مرة
سعيد: وأنا قولت مستحيل أنفذ اللى فى دماغك ده على جثتى
سمية بسرها: مهو شكله فعلا فى الآخر هيبقى على جثتك