اخر الروايات

رواية السجينة وايدي العقاب الفصل الثالث 3 بقلم دينا عادل

رواية السجينة وايدي العقاب الفصل الثالث 3 بقلم دينا عادل

 انتهى من محادثته مع زوجته "سلمى" ،انتباه الشعور بالقلق بعد الشيء خاصة عندما خرج "يوسف" خارج المكتب حتى لا يجذب حواس "زين" انتظر لبرهة حتى عاد مجددًا وعلامات التوتر تظهر على وجهه ،اقترب منه زين وهو يستشعر خطبًا ما فتكلم على الفور في تلهف:

-أتكلم حصل إيه ؟!
صمت "يوسف" وهو يحاول استجماع الكلمات التي سيقولها له ،بينما قال "زين" بترقب مخيف:
-"مليكة" مالها ؟!
نظر له "يوسف" بحيرة وحزن لا يعرف كيف سيخبره ،فاستجمع نفسه وقال بسرعة:
-اهدى بس يا "زين" ،"سلمى" دخلت عليها الأوضة ولقيتها مغمى عليها ولقيت جنبها علبة دوا ،وهما دلوقتي في المستشفة بس هي بخير متقلقش !
جحظت عينيّ "زين" في فزع وهو غير مدرك لما وصل إليه عقل ابنته ،قال بأنفاس متقطعة:
-حاولت تنتحر !
كانت أعصابه فالتة تمامًا ،ركض سريعًا نحو خارج السجن يتبعه "يوسف" في قلق شديد وهو يحاول أن يهدئه!
ركب سريعًا سيارة الشرطة وسط نظرات الجميع له ،لم يبالي بأحد بل لم يكن ينظر لهم حتى أنه لم يلحظ "يوسف" الذي كان يلحقه بتعجل وهو يحاول التقاط أنفاسه:
-اهدى شوية يا "زين" والله هي بخير ولحقوها ، الدكتور طمن "سلمى" اهدى شوية !
نظر له بأعين حادة وهو يقول بصياح:
-دي بنتي يا بني آدم ، كانت هتروح مني ،اسكت خالص!
انطلق "زين" بسرعة كبيرة نحو المشفى وقدّر "يوسف" حالة صديقه فصمت ولم يتحدث !
.............................................................
طالت الصراخات المتواصلة من "عهد" إثر كابوس مزعج حلمت به ،لكنها كانت ترتعش خوفًا ، خاصة أن جسدها مازال ينفض أثر جلسات الكهرباء الفظيعة التي تلقتها منذ قليل ، التف الجميع حولها يحاولون تهدئتها ،حتى "نعمات" أشفقت على حالتها وشعرت أنها ليست مذنبة ، كان الجميع مرافقون لها ،اقتربت منها "زينب" وربتت عليها بهدوء ،لينفض جسدها فزعًا وهي تهتف ببكاء وصوت مرتعش:
ابعــــــــــدوا عني !!! ،محدش يلمسني خلاص كفاية تعبت خلاص !
أشفق الجميع على حالتها وازداد انهياراها حتى قلت أنفاسها وغابت عن الوعي ،فأخذت تولول "زينب":
-يالهـــــوي البت هتروح منّا !
ركضت سريعًا نحو الباب الملحق بالسجن وأخذت تصيح قائلة:
-يا اخوانا حد يلحقنا البت هتموت !
انتبه العسكري الواقف في طرقة السجن ثم تقدم من "زينب" وقال في ارتياب:
-في إيه يا ولية أنتِ بتصوتي كده ليه !
استنجدت به "زينب" قائلة بتلهف:
-الحقيني يا أخويا ،البت اغمى عليها وخايفين تكون ماتت حد يجي يشوف مالها !
شعر العسكري بالقلق وأنه على وشك الوقوع في مأزق وهو يقول:
-عملتوا ايه منكم لله هتودونا في داهية ،اما أروح أنده للست "سعاد" !
..........................................................
وصل المشفى سريعًا وأوقف السيارة بشكل عشوائي ،حتى أن أمن المشفى لم يفعلوا له شيئًا عندما شاهدوا زيه الشرطيّ لكنه قلقوا جميعًا من هجومه بهذه الطريقة أفسحوا له سريعًا ،فتوجه ناحية الاستقبال لكن "يوسف" أوقفه لاهثًا:
-استنى يابني ، أنا عارف هما فين تعالا
تحرك معه ولم ينطق بشيء وقلبه في حالة اضطراب شديدة ،حتى شاهد أخته واقفة تبكي ،فهرول إليها وهزها بعنف:
-بنتي كويسة ،حصل ايه وأمك كانت فين !
حاولت "سلمى" تهدئته وقالت وهي تجفف دموعها:
-اطمن هي كويسة والله ،وماما لما جيت قالتلي أنها في أوضتها ادخلي ليها هتفرح إنك جيتي مكنتش تعرف حاجة !
ابتعد عنها وهو يمسح على شعره في عصبية شديدة وهو يتحدث بخنقة:
-بنتي كانت هتروح مني ومفكرتش تطمن عليها ،كلكم مهملين!
خرج الطبيب من الغرفة التي ترقد بها "مليكة" حتى أسرع نحوه "زين" وقال بصوت عالاٍ:
-قولي بنتي مالها كويسة انطق بسرعة !
ابتلع الطبيب ريقه في توتر من هيئة ذلك الرجل وقال في هدوء:
-اطمن حضرتك بنتك بخير ،إحنا عملنا ليها غسيل معدة وهي دلوقتي تمام متقلقش ،لو اتأخرتم أكتر من كده كان الوضع هيكون خطير ليها ،حضرتك تقدر تشوفها عادي،بس هتفضل يوم هنا تحت الملاحظة ،بعدئذ نكم!
انصرف الطبيب بينها دلف "زين" نحو الغرفة فوجد حولها بعض الأسلاك والمحاليل ووجدها مستيقظة حتى انتبهت له وبدأت بالبكاء وهي تنطق بشغف:
بابي !
اقترب من تلك الطفلة ذات السبع سنوات غير مصدقًا أنها كانت في لحظة بين الحياة والموت ،جلس على الكرسي بجانبها وأمسك بيدها وتنهد باختناق وهو يقول:
-ليه ؟
نظرت له بدموع وأخفضت رأسها إلى أسفل وقالت بأسف:
أنا أسفة يا بابي أني عملت كده ،متزعلش مني!
مسح "زين" على شعرها بهدوء وقبّل رأسها وهو يخاطبها بهدوء:
مجاوبتيش على سؤالي ،ازاي وصلتي للتفكير ده !

تذكرت "مليكة" ما فعلته بنفسها ثم قالت ببساطة:
-كنت بتفرج على التليفزيون ونانا قامت تلبس وسابتني فشوفت في الفيلم البنت كانت عايزة تموت نفسها فأخدت من علبة كده مليان فيها دوا كتير أوي ،وكانت ماما وحشتني أوي يا بابي فقولت لو عملت زي البنت اللي في الفيلم هروح عند مامي وأموت زيها وأشوفها ،وأقولها تعالي عشان أنتِ وحشتيني
دُهش من حديثها وكيف فكرت بتلك الطريقة ،اقترب منها بتلهف وضمها إليه وهو يبكي:
-اوعي أسمعك بتقولي كده تاني يا لوكا ،بعيد الشر عنك أنتِ مش هتبعدي عني فاهمة ، وبعدين اللي أنتِ عملتيه ده غلط يا لوكا وحرام !
نظرت له باستفسار وقالت:
-يعني ماما كده برضه عملت حاجة غلط وحرام !
تنهد وهو يحاول أن يسهل عليها الموضوع وبدأ يفسر لها:
-لا يا قلبي ماما معملتش حاجة غلط ، بس اللي أنتِ عملتيه حرام عشان عملتيه بنفسك يعني مينفعش حد يموت نفسه بنفسه لازم ربنا هو اللي يعمل كده ،وماما ربنا خلاها تموت في الوقت ده بس معملتش كده بنفسها ،واللي بيعمل كده بنفسه بيروح النار وأنتِ مش حابة يحصلك كده صح !
أومأت برأسها ودفنت نفسها في حضن أبيها وقالت:
-مش هعمل كده تاني يا بابا لحد ما ربنا هو اللي يعمل كده ،بس أنتَ متعبدش عني كتير ،عشان أنتَ بتروح شغلك وبتسبني لوحدي كتير أوي!
التفت لها وقال في أسف:
-غصب عني يا "مليكة" عشان شغلي بياخد وقت كتير وبضطر إني أرجع متأخر شوية ،بعدين مش أنتِ بتحبي خالتو "سلمى" تجيلك هي "ورهف " وكمان دادة "عفاف" هتيجي كمان يومين مش أنتِ بتحبيهم !
أومأت برأسها في صمت وقالت بعد برهة:
-بابي أنا عايزة أنام شوية نعسانة !
أعدل "زين" من وضعيتها ودسرها جيدًا ثم قال بحنان:
-نامي يا حبيبتي وأنا جنبك هنا !
................................................
في الخارج كان النقاش بين "يوسف" وسلمى" دائر كالآتي ...
"سلمى" وهي تشعر بالقلق نحو أخيها قائلة:
-"زين" مش على بعضه وخايفة من ردة فعله مع ماما !
تنهد "يوسف" بضيق وقال:
-مامتك برضه كان لازم تاخد بالها أكتر من كده شوية "زين" مش هيسكتلها !
ثم قال وقد انتبه لأمر:
-"رهف" وديتها فين !
قالت "سلمى" مطمئنة:
-عم "مينا" لما شاف اللي حصل قالي خليها تلعب مع عيال ابني وبنتك ما بتصدق تطلع فوق تلعب معاهم !
أومأ برأسه ثم خرج "زين" ونظر نحو أخته وقال:
-روحي أنتِ يا "سلمى" مفيش داعي تكوني هنا !
أمسكت بيه بحنان وقالت بإصرار:
-مش هسيب لوكا يا "زين" دي بنتي التانية ،ارتاح أنتَ بس حبة وأنا هفضل معاها اليومين دول لحد ما دادة "عفاف" ترجع !
جلس "زين" على الكرسي ووضع يده على رأسه وقالت بشرود:
-أنا مبقتش عارف أعمل ايه خلاص ومبقتش طايق حياتي دي !
اقترب منه "يوسف" وهو يحاول أن يخفف عنه:
-"زين" أنت راجل قوي وده اختبار من ربنا عشان تاخد بالك من بنتك أكتر وتحاوط عليها ،متنساش كانت متعلقة ب"فريدة" ازاي ،أنتَ بس رتب أمورك عشان تمشي وأنتَ مطمن !
أثناء الحديث تلقت "سلمى" رنين هاتفها لتجدها والدتها فردت عليها بتردد وهي تنظر ل"زين":
-أيوة يا ماما !
انتبه "زين" نحو حديث "سلمى" وعلامات الغضب تظهر على وجهه فقام ودلف مجددًا نحو غرفة ابنته بعنف !
بينما قالت "سلمى" وهي تشعر أن هذا الأمر لن يمر بالساهل:
-لا يا ماما "زين" مش كويس بنته كانت هتروح منه ....لا متجيش إحنا شوية وجايين ...تمام مع السلامة !
أغلقت الهاتف وهي تدعو بأن تمر تلك الليلة على خير
.................................................................
نظرت "سعاد" نحو "عهد" وقامت بتفحصها جيدًا وقالت بقلق:
-شكلها عندها انهيار عصبي كبير ، أوووف جايبلنا المشاكل دايمًا !
اتجهت لتحضر طبيب السجن الذي أتى وأخدها نحو غرفة الكشف الملحقة بالسجن، وبعد برهة قال في جدية:
-حالتها صعبة عندها انهيار عصبي حاد وصدمات الكهربا اللي اخدتها أثرت عليها جامد ،لازم تفضل كام يوم هنا !
تأففت "سعاد" وقالت:
-ده البيه لو جي وعرف اللي حصل ده مش بيعد يطردنا !
قال الطبيب ببرود:
-والله لو طلعت من هنا يبقى أنتم أحرار ومش مسؤول لو حصلها حاجة !
.....................................................
في المساء عاد الجميع إلى المنزل واستقبلتهم "كريمة" بتلهف قائلة وهي تحمل "مليكة" من أيدي "سلمى":
-الحمدلله إنك بخير يا حبيبتي ، الحمدلله
أبعدها عنها "زين" وقال بجمود:
-من فضلك هخدها عشان تنام وترتاح !
شعرت "كريمة" بالحزن لدى تصرف ابنها بينما حاولت "سلمى" تخفيف الموقف وقالت:
اعذريه يا ماما وحاولي تتكلمي معاه بعدين !
أومأت برأسها في شرود وهي تفكر بأمر ما !
.............
بعدما مر الوقت سريعًا ذهب "زين" نحو غرفته ليأخذ حمامًا دافئًا يحاول أن يزيل عنه تعب اليوم وخرج ليجد والدته تجلس منظراها فلم ينظر لها وقال بنبرة ثابتة:
-خير !
توجهت نحوه "كريمة" وقالت بإصرار:
-اقعد عشان تسمعني !
نظر لها بحدة بالغة وقال :
-اسمعك في إيه ، هو أنتِ عندك حاجة تهتمي بيها غير نفسك ،سايبة بنتي لوحدها مفركتيش حتى تطمني عليها قبل ما تنزلي ، من فضلك سبيني لوحدي !
أخذت "كريمة" نفس عميق وقالت بلهجة آمرة:
-ولد اقعد واسمعني ،ومتنساش إني أمك !
جلس "زين" على الأريكة وهو يهز قدميه بعصبية بينما جلست "كريمة" على السرير وقالت بهدوء:
-أولًا أنا اطمنت على "مليكة" قبل ما أنزل وهي قالتلي أنها هتلعب في اللعبة بتاعتها عقبال ما "سلمى" تيجي وبعدين جالي تليفون وبعد ما خلصت جت أختك وكان لازم أنزل وقولتلها شوفي "مليكة" عشان مستيناكي من بدري واطمني عليها ، وانا نزلت علطول ومعرفتش حاجة بعدها ،يعني الغلط من بنتك !
ثم أكملت بنبرة موجعة:
-أنتَ ابني يا زين و"مليكة" حفيدتي وأنتم روحي وغصب عني إني مش معاكم دايمًا ، بس المركز ده بيقف عليه حياة ناس كل يوم وأنا بعمل ده عشان البيت ده ميقعش ، وحالك اتغير من ساعة حكاية "فريدة" مش معقول هتفضل طول عمرك كده يعني واديك شايف بنتك كان هيصحلها ايه !
أشار "زين" بيده وقال :
-يعني عايزاني أعمل ايه أكتر من اللي بعمله !
قالت"كريمة" على الفور:
-تتجوز !
بحلق "زين" ببلاهة وقال بصوت مريب:
-قولتي ايه ؟!!!
كررت دون أدنى مبالاة بردة فعله:
-أيوة تتجوز ده اللي أنتَ محتاجه دلوقتي ،بنتك مهما كنت بتحبها محتاجة لحنان الأم ورعاية أنتَ مش هتفهم فيها ،لازم تتجوز واحدة تعوضلك بنت عن أمها اللي راحت !
وقف "زين" مرة واحدة وهدرها بغضب قائلًا:
-مستحيل اللي بتقوليه ده مش هيحصل ،محدش هياخد مكان"فريدة" محدش وأنا هعرف اتعامل مع بنتي ازاي من غير ولا حد !
هزت "كريمة" رأسها بيأس وقالت وهي تدلف خارجًا:
-أنت حر يا "زين" بس فكر في بنتك شوية أنتَ لوحدك مش هتقدر خصوصًا بعد شغلك الجديد اللي نقلت فيه !
تركته في حالة لا يرثى لها هوى على سريره ونظر إلى السقف بشرود وهو يتذكر ذلك اليوم الذي فارقته حبيبة عمره الحياة
..................عودة بالماضي
نظرت إلى نفسها بالمرآه وهي تعدل من وضعية ملابسها بين خرج هو من المرحاض وهو يجفف شعره فنظرت له بابتسامة سحرته فحاوطها بذراعيه وقال وقد طبع قبلة على وجنتيها :
-متتأخريش برا كتير !
داعبت وجنتاه وقالت بدلال:
-متقلقش يا زيزو هلف كده على كام محل أنا وموكا تكون خلصت شغلك وجتلنا ننقي سوا حاجات حفلتها !
أومأ برأسه وقال بسخرية:
-والله ما هتخليكي ترتاحي أنا عارفها !
ضحكت عليه وقالت وهي تضيع يدها على خصرها :
-خليها تتدلع براحتها ، بنتك وتدلع زي ما هي عايزة !
اقترب منها أكثر وهو يداعبها قائلًا:
-وأنا قولت حادة يا "ديدا"
وما كاد أن يقترب منها حتى دلف "مليكة" سريعًا وقالت بعبوس:
-مش هننزل بقى ولا ايه !
تمتم "زين" ببعض الكلمات بغيظ شديد وقال :
-يا شيخة اتهدي شوية مالك مستعجلة ليه !
اقتربت منه "مليكة" وقالت بجدية:
-الله مش حفلتي ولا ايه !
طبعت "فريدة" قبلة على وجهه ابنتها وقالت:ك
-طبعًا يا روحي ،يلا عشان منتأخرش !
استقلت "فريدة" سيارة أجرى بعد أن أوصى "زين" السائق بهما ،قامت "فريدة" بتجول في كذا مكان وهي ترا ما تحتاجه من أشياء حتى شعرت بيده تكممها وسط صرخات ابنتها المتكررة!!!!!!!!!!!!!!!!
....................................................
بعتذر عن التأخير ،إن شاء الله بكرة فصل زيادة بس نتفاعل بقى

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close