رواية الطبيبة القاتلة الفصل الثالث 3 بقلم امل حمادة
الفصل الثالث من رواية "الطبيبة القاتلة"
جلست لميس بالمعمل تنتظر نتيجة التحليل ...حتي أتت الممرضه وأعطتها التحليل قائلة :
-مبروك ....positive
وقع التحليل من يد لميس ...وهي تنظر في صدمة ...غير مستوعبة حقا ...
شعرت بدوخه ...فجلست علي المقعد ..
العاملة :
-انتِ كويسة؟
أومأت لميس رأسها ...تشعر انها في كابوس ...
فنهضت وهي تسرع ...
ظلت تجري والدموع تسقط من عينيها ...حتي الناس ينظرون اليها ....
الي ان جلست ع مقعد في الشارع ....واضعه رأسها في الأرض ...
ظلت علي هذا الحال مايقرب من نصف ساعه ...مغيبة عن التفكير تماما ...
ارجعت خصلات شعرها للخلف بأصابعها ...كيف ستخبر والدها ...اصبح كل شئ أمامها مظلم ....
الي ان قررت ان تنهض وتعود الي منزلها ....وحينما وصلت ....كانت صامته تماما ...تحبس الدموع داخل عينيها ....
هتف الاب قائلا :
-كنتِ فين يابنتي ؟
لميس تحاول ان تظهر طبيعيه ...قائلة :
-كنت بجيب حاجة يابابا ...
الاب :
-طب انا هنزل اشتري شويه حاجات يابنتي وجاي ...خليكي جنب اختك ...
انتظرت لميس خروج والدها ...الي ان توجهت الي غرفة شقيقتها والنيران تشتعل بداخلها ...
قبضت علي شعرها بقوه قائلة بحرقة :
-ليه عملتي كده ...
تأوهت انجي وهي تصرخ قائله :
-ابعدي عني ...أوعي
لميس بصوت عال :
-انت حامل ياهانم ....عارفه يعني اي حامل ...
تفاجئت انجي الي ان وضعت يدها علي فمها ...وهي تحرك رأسها بالرفض ...قائلة :
-انتِ بتقولي اي ؟؟
لميس ببكاء وخيبة امل :
-حامل ...تحبي اقولك مبروك ...
وضعت انجي يدها علي بطنها قائلة :
-مش ممكن ...انا لازم اروحله ...
ألحقت بها لميس ...قائلة :
-انا هاجي معاكي ...
انجي :
-لا ...خليكي لازم اروح لوحدي ....
خرجت انجي وظلت لميس بمفردها .....حتي ان نبيل اتصل بها ...وهي من غضبها ...قامت بكسر الهاتف ..
.......وحدوا الله ......
في منزل سيف القاضي ...
اتي الليل ...وعاد سيف الي المنزل ...ليري زوجته نائمة ...ولكنه يرغب بها ...
تسحب ببطء حتي وصل الي الفراش وضع قبله علي خدها ...ثم نهض لكي يخلع ملابسه ...وعاد اليها مره اخري ...يقبل عنقها برفق حتي تستيقظ ....
استيقظت ونظرت اليه ...وهي تبعده عنها قائلة :
-في اي ؟
سيف بحب :
-وحشتيني ...ليه مش استنتيني لما اجي ...
هيام :
-تعبانه وعاوزه انام ...
سيف وهو يملس علي ذراعيها ...قائلة :
-حبيبتي مش نفسك في اخ لمالك ...
غضبت هيام من حديثه ...هي بداخلها لا ترغب به .
هيام :
-بعدين نبقي نفكر في الموضوع دا ...
سيف :
-اللي تشوفيه ....
نهض سيف من مجلسه ...يحزن بداخله من معاملته زوجته ...يريد ان يعرف سر تغيرها ...
اشعل سيجاره ...وفتح ازرار قميصه ...يشعر بالاختناق ..وتناول كأس من الخمر ...
ليفتح الفيس بوك ويري بعض الرسائل من بنات معجبين به ...
قام بالرد علي إحداهم ...قائلا :
-ازيك ...
لم تصدق الفتاه نفسها بانه قام بالرد عليها ...
-انا اسمي مايسه ...أتعرف بيك ...
سيف :
-سيف القاضي رجل أعمال ...
-مايسه :
-اؤمرني ...
سيف :
-ماتفتحي الكاميرا ....
......وحدوا الله ......
ذهبت انجي الي منزل حمزة ....حتي ان البواب لم يسمح لها بالدخول ...
جلست تنتظر امام الفيلا حتي اتي الليل ...وعاد حمزة ...ليراها نائمة في الشارع ...
نزل من السيارة علي الفور ....وحملها بين يديه ...قائلا وهو يصيح بالبواب :
-انت متخلف ...حسابك معايا بعدين ...
حملها وتوجه الي الداخل ...حتي وضعها علي الفراش ...وبدأ يوقظها ...
استيقظت انجي وهي تنظر اليه ....قائلة :
-اي دا ...هي الساعه كام ؟
حمزة وهو يخلع البليزر ...
-مالك ....انت وشك اصفر كده ليه ...انت ِ كويسة ؟
أردفت قائلة :
-كويس انك جيت ....انا في حاجة مهمه ولازم اقولهالك ....
حمزة :
-قولي ...
انجي :
-انا حامل ...
نظر لها حمزة نظرة تعجب ....قائلة بسخرية :
-انت اي ؟
انجي :
-يعني ماسمعتش ....
نهض من الفراش واقفا امام النافذة وهو يعقد ذراعيه ...قائلا :
-طب والمطلوب مني ؟
انجي بذهول :
-يعني اي المطلوب منك اي ....لازم تتجوزني ...
اقترب حمزة منها ....يرجع خصلات شعرها للخلف بسبابته ...قائلا بهمس :
-انا ماضمنش البيبي دا بتاعي ولا لا ....
انجي بغضب ورفعت يدها لكي تصفعه ...ولكنه امسك يديها بقوة ...كادت تنكسر ...وهي تتأوه ...
حمزة ببرود :
-كده عيب ....ازعل منك ....
بكت انجي بكاء مرير .....الي ان امسكت بيديه تقبلها بترجي ....قائلة :
-ابوس ايدك ....استرني ماتفضحنيش ...والله العظيم ماحد لمسني غيرك ....
حمزة :
-قدامك حل من الاتنين ....ياتيجي تعيشي معايا لحد ماتولدي وأتأكد فعلا البيبي دا ابني وساعتها هتجوزك ...يااما تسقطيه وفي النهاية مش هسيبك برضو ..
استمعت انجي لحديثه ....ولكنها لم تجيب عليه ...ونهضت لكي تتوجه الي بيتها ...
......اذكروا الله.......
كانت الأيام تمر محملة بالهموم علي البنتين ...وذلك لان لميس حزينة علي حال شقيقتها ....
وفي يوم دلفت لميس الي الغرفة ...لكي تضع الطعام الي انجي ...
انجي :
-مش جعانه ....
لميس :
-لازم تاكلي ...عشانك وعشان اللي في بطنك ..
وبالمناسبة ...حد جايب ليكي الظرف دا ....
أخذته انجي وفتحته ....لتجد به بعض من المال ...
ألقته بجانبها ....
لميس :
-انجي ....انتِ لازم تكلميه ويشوف حل في اسرع وقت ...بطنك هتكبر وكمان مينفعش نقعد هنا بعد اللي حصل دا ....انا هاجر شقه في مكان تاني ...
كان الاب واقفا في الخارج يستمع لحديثهم ...الي ان شعر بان قلبه يؤلمه ...فسقط مغشي عليه ...
سمعوا البنتين صوت بالخارج ...فخرجوا ليجدوا والدهم ...فاقد الوعي ...
انجي بصراخ :
-بابااا ...
أسرعت لميس تحاول ان تفيقه...وتنعش قلبه بكل الطرق ....ولكنه لا يستجيب ...
وضعت يدها علي رقبته لتسمع نبضات القلب ...ولكنها توقفت ...
ابتعدت لميس ...رافضه ...تصرخ قائلة :
-لا ..لااااااا ...بابا ....فوق يابابا عشان خاطري ماتسبناش ...
وظلت انجي تصرخ أيضا .....
........صلوا علي النبي.......
مر اكثر من شهرين ...وقد غادروا البنتين المنزل وانتقلوا الي مكان اخر ....
كانت لميس تعاني من كثرة الشغل ....حتي انها هلكت ....ولكن مضطرة ...
أتت الي المنزل ....ووجدت شقيقتها نائمة ...أيقظتها قائلة :
-احضرلك الاكل ....
انجي كانت متعبه كثيرة رغم انها لا تتحرك ....قائلة :
-مش قادرة اكل ...
وضعت لميس يدها علي جبينها لكي تري حرارتها ...
-شكلك تعبان ياانجي ...هو حمزة كلمك تاني ؟
انجي :
-لا ...
لميس :
-انا هحضر الاكل لازم تاكلي ....
وما ان خرجت ....حتي صرخت انجي ...فعادت لميس اليها قائلة :
-انجي ...مالك ؟
انجي :
-جالي نزيف ...
اتصلت لميس بالإسعاف علي الفور ...واخذوها الي المشفي ....
ظلت لميس تنتظر بالخارج ....الي ان خرج الطبيب قائلا :
-ادخلي ليها يالميس ...
لميس :
-طمني ياعلاء ...
علاء :
-ادخلي ليها ...
دلفت لميس الي اليها ...قائلة :
-انجي ...
بدأت انجي تتحدث بصوت متقطع ....قائلة :
-لميس ....انا اسفه ....انا مشيت ورا شيطاني ....كان كل حلمي أعيش في مستوي حلو
والبس زي البنات ...ويبقي معانا فلوس ...بس حسبتها غلط ...وبابا مات بسببي ...حتي انتِ زعلانه مني ....سامحيني ...
امسكت لميس يديها قائلة :
-ليه بتقولي كده ....انا مسمحاكي ياانجي ...
انجي:
-ماتسبيش حقي يالميس ....ارجوكي ...
لميس :
-يعني اي ....
لم تلحق انجي ان تجاوب عليها ....الي ان توفاها الله ...