اخر الروايات

رواية غفران الفصل الثاني 2 بقلم نسمة مالك

رواية غفران الفصل الثاني 2 بقلم نسمة مالك  

 بارت ال2..

غفران..
✍️نسمه مالك✍️..

"غفران"..
علي وشك اكتشاف فتاه غامضه تمتلك أنوثة طاغية، ولكنها بعقل طفله متهورة ستفقده صوابه ومن ثم ستسلب منه نبض قلبه وأنفاسه بعفويتها وشقاوتها وجمالها البرئ..

.. بمنزل غفران..
يحتضن زوجته بكل قوته ويربت علي ظهرها بحنان بالغ لعلها تكف عن بكائها الهستيري..

ابتعدت عنه شهد بنفور وتحدثت بضيق قائله..
"خلاص يا غفران انا كويسه روح انت علشان متتأخرش علي شغلك"..

تنهد غفران بتعب وتحدث بنفاذ صبر قائلاً..
"لا يا شهد انتي مش كويسه ابدا، قوليلي مالك، وايه سبب عياطك المستمر دا"..

اقترب منها واحتضن وجهها بين كفيه ونظر لعيونها بابتسامه حانية وتابع بهمس.
"انتي كنتي متجاوبه معايا حالاً، بعدتي عن حضني فجأة ليه بس"..

نظرت له بشرود ودموعها تنهمر علي وجنتيها دون توقف، وتمتمت محدثه نفسها..
" ايوه انت عندك حق انا مش كويسه خالص ومش هبقي كويسه ابداً طول ما انت اللي جوزي يا غفران"..

تعالت شهقاتها دون أرادتها ليسرع غفران بأحتضانها مرة اخري بلهفه قائلا..
" مين اللي زعلك اوي كده يا ام مالك"..

لثم عنقها بعمق وتابع بمزاح..
"قوليلي وانا اقبضلك عليه وارميه في الحبس"..
داعب أنفها مكملاً" حتي لو غفران ذات نفسه"..

يحاول هو احتوائها بكافة الطرق، يتفهم شعورها ويبرر حزنها الدائم بأنها كانت دوماً تتمني أن تحي معه قصة عشق ملتهبه كشقيقتها وشقيقه..

ولكن أراد القدر ان يتزوجا زواجاً تقليدياً، وبرغم هذا لم يقصر غفران بحقها يوماً، ويبذل قصاري جهده ليري ابتسامتها قليلة الظهور..

ولكنها لم تكتفي بما ملكت يديها، وتنظر بعين حاقدة لرزق غيرها، بل وتتمناه بستماته ان يكون لها بيوماً من الأيام..

انتبهت من شرودها علي قبلات متفرقة بجانب شفاتيها وهمس غفران بأنفاس ساخنه تلفح بشرتها..
"سرحانه في ايه وانتي جوه حضني؟"..

طريقته الخاصة معها، وأسلوبه الساحر يجعل ضميرها ينهرها ويشعرها بذنب قاتل..

بل يظهرها انها امرأة خائنه، تخون زوجها بأفكارها التي هيئها لها شيطانها..
صكت شهد علي أسنانها بعنف ورمقته بنظره حارقه وبغضب تحدثت..
"غفران أرجوك روح شغلك وسبني لوحدي دلوقتي"..

نهت جملتها وأسرعت بالركض مبتعده عن حضنه المحاوطها بأمان لداخل حمام الغرفة غالقه الباب خلفها وجلست ارضاً تتابع بكائها بصمت..

حرك غفران رأسه بيأس من تصرفات زوجته الذي اعتاد عليها منذ زوجهم، وهندم ثيابه أمام المرأه ومشط شعره الغزير،

نثر عطره ذو الرائحه الفواحة وسار لخارج الغرفه بوجهه يظهر عليه الضيق من بكاء زوجته طيلة الوقت تخبره به انها لن ولم تكن سعيده معه يوماً. .

ولكنه حسم أمره من أجل صغيريه سيفعل كل ما بوسعه ليبدل بكائها الحزين لفرحة دائمه..
غافلاً عن ما يخبئه له القدر..

لمح والدته تجلس برفقة صغيريه فاقترب عليها وقبل جبهتها وكلتا يدها قائلاً..
"انا رايح شغلي يا امي، ادعيلي"..

ربتت فاتن علي وجنتيه بحنان وبحب شديد دعت له..
"ربنا يحفظك ويحميك وترجعلنا بألف سلامه يا غفران يا ابن فاتن"..
اكملت بسرها بدموع ترقرقت بعيونها..
"ويفرحك مع اللي تستاهل قلبك حتي لو مكنتش شهد"..

أمن غفران علي دعائها وقبل صغيريه وسار نحو الخارج متجه نحو سيارته، لينتبه لرنين هاتفه برقم قائده فاسرع بالرد عليه قائلاً..
" صباح الخير يا معالي الباشا"..

اتاه صوت عماد الصارم..
"صباح النور يا حضرة المقدم"..صمت لوهله وتابع بأسف..
" متجيش علي المديريه يا غفران"..

قال غفران بقلق..
"خير يا فندم، حاجه حصلت؟!"..

اجابه عماد بتنهيده..
"صدر قرار بتعينك قائد حرس لسيادة الوزير عزت البحيري"..

ظهرت ابتسامة علي وجه غفران وبود تحدث..
"ودا اللي مسبب الزعل اللي سامعه في صوت معاليك؟"..

زفر عماد بضيق وبغضب تحدث..
" غفران الوزير دا معرض للاغتيال، مستهدف هو وعايلته كل لحظه،واللي عايزين يغتالوه قدرو يقتلو مراته وولاده الاتنين، ومفضلش غيره هو وبنته الوحيده، وكونه ان هو اللي يطلبك بالأسم يبقي اكيد وصله انك من اكفأ ظباط الحراسه واحنا مش مستغنين عنك، فلو عايزني ادخل و؟..

قطع حديثه غفران بحترام..
"عماد باشا، اسمحلي انا مقدر خوف معاليك عليا، بس كون ان سيادة الوزير يطلبني لحراسته بنفسه فأعذرني مش هقدر ارفض طلبه، خصتاً انه كان أستاذي في كلية الشرطه"..

قال عماد بتنهيده حزينه..
"معني كلامك دا اني هقفل معاك وتروح علي فيلا عزت البحيري حالاً، غفران يا ابني مفكرتش في ولادك ووالدتك لو لقدر الله جرالك حاجه من الخدمه مع الوزير دا؟ "..

اتسعت ابتسامة غفران وبشجاعه وشهامه تحدثت..
" لو جرالي حاجه فأمي بإذن الله هتكون ام الشهيد، واولادي اولاد الشهيد غفران المصري يا فندم"..

قال عماد بيأس..
" حيث كده يبقي تتحرك حالاً علي عنوان الوزير اللي هبعتهولك والقوة بتاعتك هتقبلك في السكه"..

غفران..
"علم وينفذ يا فندم"..
اغلق هاتفه وانتظر لحظات لتأتيه رساله بخط سيره لعمله الجديد، قرائها بتمعن واستقل سيارته وقاد متجه نحو نقله جديده ستقلب حياته رأساً علي عقب..
............................................
بفيلا عزت البحيري..

"عهد"..
تجلس داخل غرفتها ممسكه بهاتفها تتحدث مع صديقتها الوحيده قائله..
"واحشتيني يا هاله، طمنيني عليكي وعلي جوزك عامل ايه دلوقتي"..

اجابتها هاله بحب صادق..
"يا حبيبتي يا عهد".. نظرت لزوجها الغارق بغيبوبته بعيون ترقرقت بالعبرات وتابعت..
"انتي الوحيده اللي بتسأل علينا، ولا اهلي ولا اهل علي بيعبرونا برنه حتي"..

ضحكت ساخرة واكملت بغصه مريره..
" بيخافو اطلب منهم فلوس رغم اني عمري ما طلبت من حد فيهم قرش واحد"..

تنهدت عهد بحزن وتحدثت ببكاء..
"وانتي صحبتي الوحيده يا هاله بعد ما كل اصحابي بعدو عني وخافو علي نفسهم ليغتالوني وهما معايا ولا حاجه"..

شهقت هاله بعنف وبستغراب تحدثت..
"اما اندال صحيح، بقي انتي حد يعرفك ويعرف طيبتك وحنيتك وقلبك اللي زي الدهب ويبعد عنك يا عهد"..

عهد بفرحة طفوليه..
"ايوه عندك حق انا قلبي دهب يا لولو انتي مش بتكذبي"..

اكدت هاله علي حديثها..
" والماظ كمان يا حبيبتي ولا تعيطي وتزعلي نفسك ابدا، واللي يزعلك قوليلي عليه وانا اعلقهولك من عرقوبه"..

تعالت ضحكات عهد وبعدم فهم تحدثت..
" حلوه اوي عرقوبه دي يا لولو عجبتي اوي"..
استمعت لبوق سيارات عاليه فتابعت بحماس..
" هاله انا هفقل دلوقتي علشان الحرس الجديد جه، وهلبس واجيلك علي طول"..

قالت هاله بفرحه..
" اخيراً اقتنعتي بخوف باباكي عليكي وهتيجي مع الحرس يا عهد"..

ضحكت عهد وتحدثت بشقاوه..
" اقتنعت ايه بس يابنتي، بابا قعدلي قدام باب اوضتي بنفسه علشان معرفش أهرب من الحرس، انا بقي هستغل انشغاله مع الحرس الجديد واهرب واجيلك من غيرهم"..

قالت هاله بلهفه..
"بلاش يا عهد يا حبيبتي علشان خاطري، انا خايفه عليكي"..

اخذت عهد نفس عميق وبتمني تحدثت..
"يارب يغتالوني علشان اموت واروح لماما واخواتي يا هاله، ادعيلي من قلبك اموت شهيده بدل ما اموت منتحره"..

بكت هاله بنحيب وبغضب مصطنع تحدثت..
" بعد الشر عليكي يا بت، ان شاء الله اللي يكرهك واللي يتمني اذيتك هو اللي يروح للي خلقه"..

ركضت عهد نحو شرفة غرفتها وتحدثت علي عجل قائله..
" غفران وصل يا لولو يله اقفلي علشان هنط من علي السور واجيلك"..

ظهرت الدهشه علي وجه هاله وبفضول قالت..
"مين غفران دا يا عهوده؟ "..

قالت عهد بضحكه شريره..
" دا رئيس الحرس الجديد اللي هطلع عينه واعلقه من عربوقه"..

ضحكت هاله بعلو صوتها وبصعوبه قالت من بين ضحكاتها..
" اسمها عرقوبه يا عهوده"..

زمت عهد شفاتيها وعادت الكلمه بسرها اكثر من مره وبحماس قالت..
"يله اقفلي علشان الحق اعلق الحرس من عرقوبه"..

قالت هاله برجاء..
" خلي بالك من نفسك ياعهد بالله عليكي، وانا هستناكي وهعملك الكشري المشطشط اللي بتحبيه"..

تهاللت أسارير عهد وبحماس تحدثت..
" الله وزودي الدقه يا لولو وانا مش هتاخر عليكي"..
نهت جملتها وأستعدت جيدا لتقفز من فوق سور شرفتها كعادتها ولكن هذه المره ستتفاجئ بما سيحدث..

"غفران"..
يسير لداخل الفيلا خلفه قوته الخاصه، ليقابله عزت البحيري بوجه يظهر عليه الذعر ويتحدث برجاء قائلاً..
"غفران يا أبني الحق بنتي الوحيده"..

أسرع غفران نحوه واحتضنه بحب أبوي فهو كان معلمه ومرشده للصواب طيلة فترة دراسته وبقلق تحدث..
"اهدي يا سيادة الوزير وفهمني مالها بنت سيادتك؟"..

بعيون ترقرقت بالعبرات نطق عزت أسم أبنته الذي زلزل كيان غفران دون معرفة السبب..
" عهد يا غفران، عهد بنتي بتجري ورا الموت، عايزه تموت وتروح لمامتها واخواتها وتسبني لوحدي"..
بكي بنحيب وتابع بتوسل.. "الحقها يا غفران انت الوحيد اللي بعتبرك زي ابني ومش هأمن عليها مع حد غيرك"..

قال غفران بابتسامة مطمئنه..
"اطمن معاليك انا أفديكم بعمري"..

ربت عزت علي كتفه وبثقه تحدث..
" انا عارف ومتأكد منك علشان كده طلبتك بالأسم يا غفران"..
ظهر الاحراج فجأة علي وجه عزت وأمسك هاتفه ورفع امام اعين غفران..

لتتسع عيناه بدهشه حين لمح فيديو لفتاه معلقه من خلف ثيابها بسور احدي الغرف، وتركل بكلتا يدها وقدميها بالهواء لعلها تسقط ارضاً، غافله عن المسافه الكبيرة بينها وبين الأرض وانها اذا سقطت سيتكسر عظامها لا محاله..

وجه نظره لعزت الباكي الذي اوشك علي فقدان وعيه من شدة خوفه علي وحيدته وبصعوبه همس..
"الحقها يا غفران قبل ما تقع"..

بمهارة ودقه عاليه استطاع غفران تحديد غرفة عهد، خلع نظارته ومعطفه، وبسرعة الفهد ركض نحو الحديقه المطله علي شرفة غرفتها..

لحظة وصوله كانت بنفس لحظه انقطاع ثيابها، لتصرخ برعب حين سقطت وادركت بعد المسافه بينها وبين الارض..

اغمضت عيونها وشبه ابتسامه ظهرت علي ملامحها حين ظنت انها ستلقي حتفها وتذهب لعائلتها اخيراً..

ولكن يد قويه استلقتها لداخل حضن دافئ،يد تحاوط خصرها بحمايه، ويد اخري اسفل ركبتيها، وقلب ينبض بعنف تشعر هي بسرعة نبضاته علي جسدها جعلها تفتح عيونها ببطء لتلتقي باعين غفران شديدة السواد والجمال التي تتأملها بغضب وانفاس متهدجه..

ابتسمت له عهد بشقاوه وبأعجاب تحدثت وهي تحرك كلتا قدميها بطفوله..
"اممممم دلوقتي بس عرفت ليه بابي بيشكر فيك اوي"..

تمعنت النظر لعيناه وبستمتاع نطقت أسمه من بين شفاتيها..
"يا غفراااان"..
نطقها لأسمه بصوتها الناعم الذي راقه كثيرا جعل قلبه ينقبض بنبضه جديده عليه كلياً..

انتهي البارت..
اتمني تفاعل قوي يشجع علي كتابة البارت الجديد يا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close