رواية امراة لا تعرف المستحيل (لعبة الحياة ) الفصل الثاني 2 بقلم مروة عبدالجواد
لعبه الحياه ( امراه لاتعرف المستحيل )
البارت الثاني
وقفت نور تفرك يدها بالاخرى بخجل وهي تتلفت حولها في بدايه الطريق تبعد خصلات شعرها المتغنحه علي وجهها وسط الماره والشباب الذين يمرقونها باعينهم بهدف الاعجاب او التطفل ، وقفت لدقائق باانتظار حبيبها باسم .
دلف باسم بسيارته الهايونداي فضي اللون ، فرمقته وقد انتفض قلبها وتطلعت له بابتسامه ، فغمز لها بعبث هاتفا .
-- يلا ياحلوه .
اومأت راسها بالتاكيد ونهضت الي السياره هاتفه .
-- وحشتني اوي .
-- وانتي كمان ياكوكو ، تحبي نروح فين.
-- اي مكان.
التقط يدها وطبع قبله رقيقه عليها ، انتفض قلبها وجسدها خجلا ولكنها شعرت بسعاده غير طبيعيه ، تطلع لها بحب مصطنع .
-- ايه رايك نغير النهارده ونروح مكان بعيد عن عيون الناس ، علشان محدش يشوفك غيري ، اصل انتي وحشاااني اوي ونفسي اخبيكي عن عيون الناس
جزت علي شفتيها بخجل وتطلعت له .
-- ماشي بس ميكونش بعيد علشان متاخرش
-- قلبي بقي اللي بعشقه .
-- انت بجد بتحبني يا باسم .
-- بقالنا مع بعض شهرين اهو ولسه بتسالي بحبك ولا لا .
-- اصل انا لحد دلوقتي مش مسدقه نفسي .
ثم ابتلعت ريقها وبتردد ، علشان انا بنت البواب اللي بشتغل عندكو ، واهلك مش هيوافقوا عليا .
هز راسه نافيا وقاطعها في محاوله لاطمئنانها .
-- انا مليش دعوه بحد ، ثم تطلع لها .
انا بحبك انتي .. اهم حاجه عايز اللي احبها تسمع كلامي وتكون بتثق فيا.
وقع حديثه لها كالهواء الذي تستنشقه فهو حبها الطفولي وكلماته روت ظمأ قلبها كالزهره الدبلامه الذي نزل عليهاالمطر ليعيد لها حياتها هاتفه .
-- وانا والله بسمع الكلام وبثق فيك جدا.
تطلع لها وجذب يدها وهو يطبع عليها بعض القبلات الرقيقه ووجهه تجاه قلبه .
-- قلبي دا بيموت فيكي بيعشق عشق .
اطردت زفيرا مليئا بالراحه .
-- قلبك دا انا اللي بموت فيه .
ثم اردفت بخجل ، مش عايزاك تاخرني زي المره اللي فاتت .
رمقها برومانسيه .
-- حاضر ياقلب قلب باسم يانقطه ضعف باسم وروح وعشق باسم .
همست له .
-- بحبك اوي ياباسم مش مسدقه نفسي انك بتحبني لدرجادي ، انا مبسوطه اوي .
تطلع لها بتهكم .
-- حبيبي طول ما انتي معايا هعيشك في سعاده دايما هخليكي اسعد واحده في الدنيا بس اهم حاجه تسمعي كلامي بحبك .
هزت راسها بالتاكيد واردفت بابتسامه بحبك .
...........
جلس سيد علي اريكه خشبيه هو وزوجته امام الناصبه ، وبيد كل منهما كوب الشاي ، يدلف اليهما محمد.
-- انا رايح اصور شويه ورق .
تطلع له والده .
-- مش عايز فلوس .
-- لا يا بابا معايا كتر خيرك ياحج .
قطب حاجبيه بدعشه .
-- اومال يابني انت بتصرف منين ، دا انت مبتاخدش ايوتها فلوس مني ، اوعي تكون بتعمل حاجه غلط .
ابتسم ابنه له وهو يهز راسه نافيا .
-- ربنا يبعد عنا الغلط يابابا.
تناولت والدته رشفه من الشاي وتطلعت الي زوجها هاتفه .
-- غلط ايه ياسيد دا محمد ابني الادب والاحترام كله فيه ، ثم ابتسم وهي وتطلع الي ابنها واردفت ..
-- دا هو الوحيد في عيالي اللي عمره ماتعبني ودايما يطلع من الاوائل ، ربنا يراضيك يابني .
قاطعها زوجها .
-- يووه بلاش اطمن علي ابني ، بطمن يافاطنه بلاش يعني ، بصرف منين الواد من ساعت مادخل الكليه مبخدش ، مني ايوتها فلوس.
جذب محمد كرسي بلاستيك صغير ، وجلس عليه بجوار والده هاتف .
-- وانا هطمنك يابابا واقولك انا بجيب مصاريفي ازاي .
تطلع والده له واستمع بتمعن ، فاردف محمد .
-- دلوقتي في دكاتره عندنا في الكليه بتعمل كتب وبتبيعها في الكليه عندنا ، الكتاب بحوالي ٢٠٠ جنيه ، انا باخد بقي الكتاب دا من اي زميل ليا يكون اشتراه واصوره وبعدين اقعد عليه لحد ما اخلص قرايته وافهمه وبعدين الخصه واكتبه في ورق واروح اصوره وابيعه بقي لزمايلي اللي مبقدروش يشتروا الكتاب ، فبشتروا مني الملخص دا بقي بخمسين جنيه.
تطلعت له والدته بسعاده وفخر هاتفه .
-- ربنا يخليك للغلابه يابني ويعلي مراتبك .
ابتسم لها ابنها .
-- كلنا غلابه ياماما.
تطلع سيد الي زوجته وقلبه ينتفض بالقلق هاتفا .
-- غلابه ايه يافاطنه ، كده الدكتور بتاعه لو عرف باللي ابنك بعمله مش بعيد يسقطه ، دا بيقطع عليه في رزقه.
شهقت فاطمه ووضعت يدها علي صدرها هاتفه .
-- يالهوي يسقطه.
تطلع محمد له بابتسامه .
-- بقطع عليه ايه بس ياحج ، في زمايل كتير في دفعتي بشتروا الكتاب ؛ لان هو بياخد اسماء الناس اللي بشتروا الكتاب وبديهم عليها درجات ، انما بقي في ناس مش مقتدره بتشتري الملخص مني ، وبعدين انت عارف الكليه بتاعتي فيها كام طالب علشان الدكتور يسيبهم ويركز معايا انا .
هتفت والدته بتطفل .
-- كام يابني .
اردف ابنها .
-- فيها حوالي الفين طالب واكتر كمان.
-- ماشاء الله دا كله .. وانتوا بقي بتفهموا منه ازاي .
قاطعها زوجها بتمعن .
-- يعني لو باع الكتاب لالف وخمسميه طالب في متين جنيه يبقي كسب تلاتين الف جنيه.
محلقت زوجته عينيها هاتفه .
-- يالهوي ، تلاتين الف جنيه بحالهم من كتاب واحد .
قهقه محمد من الضحك ساخرا .
-- انت لحقت حسبتهم ياحج دا انا محسبتهمش.
رفع والده حاجبه بفخر مصطنع .
-- اومال ايه مش ببيع واشتري من صغري.
قاطعته فاطمه هاتفه .
-- يارب اشوفك دكتور يامحمد زي الدكتور اللي بكسب تلاتين الف
ضحك محمد بصوت شجون هاتفا .
-- دا في دكاتره بتبيع الكتب ب ٢٥٠ ج و ٣٠٠ ج كمان ، وبعدين انا لو بقيت دكتور تفتكري انا ممكن استغل الطلبه كده .
قاطعه والده بحنق هاتفا .
-- ما انت تبقي ناصح وتعمل الكتاب ب ٢٠٠ جنيه ، للناس اللي معاها فلوس تشتري واللي مش معاه تعمله ورق من اللي بتعمله دا ، وتكسب من الناحيتين.
اردف محمد هاتفا .
-- دا انت بقيت خبره يا حج .
تطلع له والده داعيا .
-- ربنا يعلي مراتبك يابني . وبتهكم ، وانت بقي بتبيع لكام واحد الورق اللي بتعمله دا.
قاطعه ابنه بتهكم .
-- انت هتحسبلي انا كمان ولا ايه ياحج.
-- لا انا بطمن عليك الفلوس يعني بتقضيك يابني.
-- الحمدلله يابابا ، نعمه وفضل من الله.
تطلعت له والدته .
-- لو احتجت فلوس يابني اطلب من ابوك مش تتكسف .
هز محمد راسه بالتاكيد هاتفا .
-- ربنا يخليكوا ليا ، انا همشي بقي علشان الحق اصور الورق واظبطه علشان الامتحانات .
لردف له والده .
-- ماشي يابني .
هتفت له والدته ..
-- روح ربنا ينجحك ويعلي مراتبك.
نهض محمد تسلمي ياست الكل ويبدا بالدلوف ، ومن الجه الاخرى دلف محمود اليهما هاتفا .
-- اذيك ياحج ، اذيك ياحجه.
تطلع له والده .
-- انت فين يابني كده ، غاطس علي طول .
مرر اطراف اصابعه علي خصلات شعره بهروب .
-- تحت النظر ياحج .
تطلعت له فاطمه هاتفا .
-- هتاخد مع الواد دا حق ولا باطل ، نايم طول النهار وسهران طول الليل .
اشار لها بيده هاتفا .
-- ماتقولي كلمه خير ياحجه .
ثم تطلع الي والده عايز فلوس .
قاطعته والدته .
-- فلوس لايه ان شاء الله ، انت مش خلصت امتحانات ، روح اشتغل وبطل سرمحه مع الصايعين صحابك .
اردف محمود هاتفا .
-- يعني بلاش اخرج مع صحابي واتفسح .
قاطعهما سيد .
-- سبيه ياام محمود ، عايز كام يامحمود .
اردفت فاطمه حديثها لزوجها .
هو ايه اللي سبيه مايروح يشتغل ويصرف علي نفسه ، بدل ماهو صايع كده.
قاطعها محمود هاتفا .
-- بلاش اتفسح ياما ، انتي مش شايفه الناس حواليكي عايشين ازاي وبصرفوا ازاي.
رمقته هاتفه .
-- ملناش دعوه بحد ، ربنا مدي لكل واحد رزقه .
تطلع محمود والده بتهكم .
-- ايه ياحج انت هتسمع كلامها ولا ايه.
اشار له والده بيده هاتفا .
-- براحه يابني امك خايفه عليك وعيزاك تبقي راجل ، ثم يمد يده في جيبه وخرج حفنه صغيره من النقود عشرات وخمسات واعطي ابنه عشرين جنيه .
التقط محمود النقود وهو يتطلع لها ساخرا .
- عشرين جنيه هتعمل ايه ، دي متجبش حاجه.
التقطهم والدته من يده وقاطعته هاتفه .
-- انت صح هاتهم بقي طالما بتتبطر علي النعمه .
هز محمود راسه نافيا .
-- خلاص ياحجه رضا . والتقطهم منها مره اخرى .
تطلعت له والدته هاتفه .
- اعمل حسابك بعد كده مفيش فلوس تروح تشتغل وتصرف علي نفسك احنا في اجازه .
هز راسه نافيا .
انا ماشي. عايزين حاجه .
تطلع له والده .
-- استني خد عشره جنيه اهي .
التقطها منه هاتفا .
-- تسلم ياكبير ، وبدا بالدلوف .
تطلع سيد الي زوجته باستياء .
-- الواحد مقصر مع العيال دي بس الايد قصيره هعمل اي ولسه كمان عايزين نجهز نور البت بقت علي وش جواز ، الا هي فين .
-- راحت لصحبتها تقعد معاها شويه ، اه والله ماعارفين هنعمل ايه في جهاز البت دي.
-- متولي البواب اللي في العماره اللي جمبنا كان بقولي حايب عريس لنور.
-- بجد ياسيد مين هو ، وبشتغل ايه.
-- واحد عنده محل عطاره بس مقتدر ومش عايزها الا بشنطه هدومها.
-- طيب ماحلو اهو اومال جهاز ايه اللي بتقول عليه.
-- لسه مش عارف تفاصيل ، هيجيلي يشرب الشاي معايا ونعرف ، ايه نظام العريس دا .
-- ربنا يسهلك امورك يابنتي وافرح بيكي قريب .
..........
في العياده ، تحديدا في غرف الكشف تجلس ريهام علي مكتبها ، وامامها السكرتيره عفاف .
ريهام : دخلي الحاله اللي عليها الدور.
عفاف : هي مش واحده يادكتوره دا راجل.
ريهام : راجل ومعاه مراته يعني .
عفاف : لا يادكتوره لوحده.
ريهام : بااستغراب ، ودا جاي يعمل ايه في عياده النسا.
عفاف : ماانا سالته قالي جاي علشان مراته.
ريهام : طيب خلاص دخليه .. في كام حاله لسه بره.
عفاف : سبع حالات زي ماحضرتك امرتي بعدد الحالات كل يوم ناخد عشرين حاله بس ،والي بيجي بحجزله لبكره.
ريهام : تمام.
تخرج عفاف الي الخارج فتنظر الي الشخص اتفضل يافندم.
يدخل المقدم امجد الي غرفه الكشف ، ويغلق الباب وراءه ، فتنظر له ريهام في دهشه .
ريهام : امجد.
امجد : يتقدم اليها ويمد يده ، اذيك ياريهام.
ريهام : تتلبك وتنظر الي يده ، انت ايه اللي جابك .
امجد : دي مقابله تقابليها ليا بعد السنين دي كلها دا حتي اول مره نبقي لوحدنا ، ويجلس علي الكرسي مش هتقوليلي اتفضل .
ريهام : امجد لو سمحت انا في الشغل ، وبعدين انت جاي ليه اصلا .
امجد : علشان مبترديش علي تلفوناتي.
ريهام : مفيش سبب علشان ارد عليك.
امجد : وحشتيني اوي ياريهام .
ريهام : امجد ، انا ست متجوزه وبحب جوزي .
امجد : مستحيل تكوني بتحبي حد غيري.
ريهام : ليه مستحيل انا عايشه معاه بقالي ١٩ سنه ومخلفه منه ، ليه محبوش بقي .
امجد: نظر في عينيها بشده علشان عنيكي بتقول غير كده في كل مره ببصلها.
ريهام : تتهرب بعينيها ، امجد ابعد عني وسبني في حالي ارجوك .
امجد : مش قادر ياريهام.. حاولت ومش قادر انساكي .
ريهام : لو سمحت انا ورايا شغل.
امجد : ماشي ياريهام وانا مش هعطلك بس ياريت اما اكلمك تردي علي اتصالاتي.
ريهام : مش هرد ياامجد ، وتضغط علي جرس السكرتاريه .
فدخلت عفاف.
-- نعم يادكتوره .
نظر لها امجد ثم اعاد النظر الي ريهام .
ريهام : دخلي الحاله اللي عليها الدور.
امجد : بضيق ، بقي كده ياريهام ، اوعي تكوني فاكره باافعالك دي اني هسيبك.
تقطب عفاف حاجبيها بتعجب.
ريهام : يلا ياعفاف مستنيه ايه ، نادت عفاف الحاله رقم ١٥ تدخل.
ريهام : لو سمحت ورايا شغل وتبدا عينيها بالرغرغه.
امجد : ماشي ياريهام بس لينا كلام تاني . ويبدا بالانصراف.
فتمسح ريهام بيدها الدمعه اللي نزلت علي وجنتها واخذت نفسا.
..........
في سياره باسم.
-- انا مقدرش اعيش من غيرك ياباسم انت اول حب في حياتي.
-- وانا كمان يا كوكو ، ثم يقف بالسياره امام عماره وينظر الي نور ، يلا ياقلبي.
-- تنظر حولها فتجد عماير ، يلا فين .
-- هنطلع نقعد في شقه واحد صاحبي علشان محدش يشوفنا ياقلبي.
-- بااستغراب ، يالهوي شقه ايه لوحدنا لا مينفعش .
-- قطب حاجبيه ، ليه يانور انتي مبتثقيش فيا ولا ايه.
-- بثق فيك طبعا ، بس ياباسم لوحدنا وفي شقه يعني .
-- طالما بتثقي فيا يبقي خلاص ياقلب باسم .
شعرت بالتوتر والانقباض وتتلفت حولها ، ........