رواية مين قال انتي عانس الفصل الثاني 2 بقلم اسو احمد

رواية مين قال انتي عانس الفصل الثاني 2 بقلم اسو احمد

الفصل الثاني

بعد مرور اسبوع ..

تقربت وتين من هاله جدا واصبحو اصدقاء ، لا بل اخوه وأكثر، ف وتين وجدت فى هاله الأمان الذي كانت تبحث عنه ولم تجده فى اقرب ما لديها ...

وقررت ان لا تخبر هاله انها غنيه ولم تدرس فى أكبر الجامعات ، بالعكس تماماً ... فهى تعرف عنها اسمها فقد و انها من الطبقه المتوسطه...

لم ترد وتين أن تخبرها لكى لا تتقرب إليها من أجل المال ، وقررت انها سوف تخبرها فى الوقت المناسب بعد أن تتأكد انها احبتها ك وتين الفقيره وليس ك وتين الغنيه..

اما عن هاله فهى احبت وتين لانها رأت نفس الشيئ الذي كانت تراه فى نفسها ، لا تعلم مشكلتها او سبب حزنها ولا تريد أن تعلم فقد تريد أن تساندها وتقف جوارها فهى كانت تحتاج نفس الشيئ ولكنها لم تجده ولا تريد أن تصبح وتين مثلها فى يوم من الأيام...

ومازالت جدتها مثلما هى حتى انها بدأت فى سكب الكره والحقد فى قلب اختها الصغيره وبالفعل نجحت فى ذالك ، ومازالت تلقي كلمتها الثقيله على قلب وتين..

**************

اشرقة شمس صباح يوم جديد على هذه الكسوله التى تابي النهوض ، لكن اشعت الشمس الذهبية كان لها رأي آخر..

تلملمت فى فراشها منزعجه من هذا الضوء واضعه يدها أمام عينيها ،لتبداء فى فتح عينها ببطء حتى تاقلمت مع هذا الاشعه..

جلست فى فراشها تفكر ماذا تفعل اليوم ،ولاسيم أن امها غير موجوده جوارها لكى تحميها من السم الذي يبخونه فى وجهها ..

تنهدت بعمق شديد وارجعت شعرها للوراء ناظره للصقف، تفكر كيف تتخطى كل هذه الأحمال الثقيله دفعه واحده ..

اتت إليها رساله لتفصلها عن تفكيرها السلبي ، اخذت الهاتف ونظرة اليه لترا انها رساله من هاله ..

ارتسمت على شفتيها ابتسامه عريضه فور أن قرأت اسمها فقط ، فتحت الرساله ..

هاله ..

العيوطه اخبارها ايه النهارده

ضحكت وكتبت ..

مش عارفه اقولك ايه ، بس للاسف بقيت احسن لما كلمتيها

أجابت هاله سريعاً ..

مكنتش حابه اصدمك بس انا فى الحقيقه اسمى بهجةة مش هاله

وتين ..

هبله هانم بتتكلم ، انا اول مره اشوف هبله بتتكلم

هاله ..

اهى الهبله دى احسن من البومه

بت يا بومه الهبله عزمه نفسها على الفطار النهارده على حسابك ، ومافيش اعتراض ااااه ده انا صرفه كل منديلى عليكى لحد دلوقتى

وتين ..

كان على عينى يا حبيبتى ، انا كنت لسه بفكر اكلمك اشحت منك ، قولت اهى بت ماتعرفنيش ناخد منها الفلوس ونختفى ، بس البعيده طلعت شحاته زيي ، فعلا المنحوس منحوس حتى لو جابوله فانوس

هاله..

وتين يا حبيبتى بصي مش عايزه اعرفك تانى

وتين ..

القلوب عندى بعضها يا اوختشي

وظل اموشاً النكد " " هذا هو سيد حديثهم حتى تنازلت هاله اخيرا وقررت انها سوف تدفع هى ولكن على سندوتشات فول وطعميه..

فى البدايه كانت وتين معارضه لانها لم يسبق لها ان تنولت سندوتشات من هذا النوع وأيضا فى الشارع وليس مطعم ، لكن يبقي اكل الشارع احسن من الجلوس فى هذا السجن

**********

استعدت وتين اخيرا ونزلت للاسفل لتقابل جدتها وعندما اتت لتذهب اوقفتها جدتها قائله ..

الجده ..

فطرتى يا حبيبتى كويس قبل ما تخرجى..

ابتسمت وتين لوهله ف لأول مره جدتها تكن معها لطيفه لهذا الحد ..

وتين ..

لا يا تيته انا هف....

قاطعتها جدتها ..

مش عليكى انتى ، انا بسال منه حبيبت قلب جدتها ..

كسر قلب وتين هذه المره فهى جرحتها ،فكان لها ان تقول انها لم تقصدها هى بكلامها بدلاً من أن ترد عليها رداً هكذا ليكسرها ..

منه بابتسامة..

لا يا تيته هبقي اجيب اى سندوتش اكله فى الطريق احسن اتأخرت اوى قبلت جدتها وودعتها وذهبت بسرعه..

جدتها ..

ربنا يحرصك يابنتى ويحفظ طريقك قادر يا كريم..

جائت لتذهب لترا وتين مازالت واقفه فى مكانها تنظر اليها..

جدتها ..

نعم ، فى حاجه!

وتين ..

ماااااااا مافيش

قالت كامتها وهرولت إلى الخارج بسرعه لتاخذ انفسها بصعوبه فقد ضاق صدرها من معاملت جدتها بهذا الشكل له..

وتين ..

اهدى اهدى اهدى يا وتين ، انتى المفروض تكونى اتعودتى على معاملتها ليكى اخذت نفس طويل ولكنها لم تتحمل لتجلس على السلم تبكى على حالها

" دائما أحاول إقناع نفسي اننى بخير هكذا وإن تكرر نفس الموقف لم اتاثر ، لكن كله كان كذب ، فانا تلك الورقه التى مع اول قطرة ماء تتمزق "

********

نهضت هاله من مكانها فزعه من منظر وتين ، فكانت وتين منهاره من البكاء ولم تجد احد سوها لتلجا اليه ..

ظلت هاله تهدء فى وتين إلى أن هدأت قليلا ، لم تحاول أن تعلم ماذا يحدث معها ليوصلها إلى هذه الحاله المزريه، فقد كان همها الوحيد أن تنسي ما حدث معاها لكى لا تتعب أكثر إذ تذكرته ..

هاله بمزاح..

قولى من الاول انك حبيتى حضنى بدل الدرامه الهندى ال داخله عليا بيها لتجد وتين بدأت تبتسم لتكمل هى ... قلبي بيقولى انك حطه عينه فى سندوتشي وبتعملى الحبتين دول علشان قلبي يحن عليكى ، بس لا يامامااا اكتر من خمسه جنيه مش دافعه ، ااااه انا بقولك اهو

ضحكت وتين ..

هههههههه خمسه جنيه ايه يا مقشفه ، و بعدين انا عارفه الشويتين ال بتعمليهم دول علشان اتكسف واقولك لا هدفع انا بس ده بعدك يا كبير ..

هاله ..

طب انتى تلاته جنيه وانا ادفع اتنين جنيه طب

مسحت وتين دموعها واعتدلت لها ..

ولا ربع جونى حتى يا ابو القرميط

هاله ..

عيله نتنه صحيح ، انا عارفه مستحملاكى على ايه !

وضعت وتين قدم فوق الاخره مقلده هاله يوم أمس..

علشان انا جمر وال يشوفنى يحبنى

احد المارين ..

طبعا يا جميل ، ده انتى احلى البنات وستهم كلهم كمان ..

وتين وهاله..

احترم نفسك ، وغور من هنا ياض بدل ما اخلى ليلتك ..

وتين ..

سوده

هاله ..

هباب

وتين ..

لا هى سوده مش هباب يا هاله ..

هاله ..

يا عبيطه افهمى هباب أسوأ من كلمت سوده

وتين بصدمه..

قولى والله

هاله ..

وال...

الشاب مقاطعاً ...

ماتقولو الاتنين سوا وتخلصو خلينى امشي ..

وتين ..

معاك حق والله ياكبتن..

هاله ..

واله انجر من هنا بدل ما اخلى ليلتك شبهك ..

وتين ..

لا حرام يا شيخه، ده كده الواد هيتعقد ..

هاله..

بت انتى اسكتى احسن اغوزك، وانت يا ابن ال *** انجر من هنا بدل ما اخلى ليلتك **** ******* ذهب الرجل لتعتدل هاله إلي وتين وتقول .. بت انتى عبيطه صح ، قولى انك عبيطه ماتتكسفيش ، هو اى حد يعاكسك بتشتميه بالطريقه دى

وتين ..

ااااه ليه ؟ ههههههههههه

هاله ..

لا لا لا ده انتى حالك مايتسكت عليها ولازم تاخديلك كام كورس فى كيفية الدفاع عن النفس إنما ايه معتبر ..

طربت وتين كف على كف ..

هو كمان التحرش ليه كورسات هههههههه ، ده احنا هنشوف ايام عسل والله هههههههه....

واااااااه صحيح ، اعملى حسابك ياختى انى مش هدفع ربع جنيه مخروم فى ام الكورسات دى ..

هاله ..

هو انا ليه حاسه انك منتنه رسمى

وتين ..

أحب اقولك اتاكدى هههههههه

نهضت هاله من مكانها لتجلب السندوتشات وهى تشتم فى وتين وتدعو لها فى داخلها أن يمنحها الله القوه على ما ابتلاها به...

************

بعد عدة دقائق اتت هاله ومعها السندوتشات وبعض المخلل ، لم يعجب وتين فى بدايت الامر ولكنها عندما نظرة إلى هاله قررت أن تعاود وتتزوقه مره اخره ربما تحبه ، وبالفعل احبته كثيرا حتى انها لم تكتفي باخد نصيبها كاملاً لا بل اخذت من نصيب هاله من اعتراضها فى بدايت الامر ولكنها فى النهايه تركته لها ..

نظرة وتين إلى هاله التى ملتهيه فى اكل السندوتش وهى تبتسم ، فكل يوم تتأكد ان الله قد جبر بخاطرها عندما بعث لها هاله فى ذالك اليوم ..

فى البدايه قلت انها يعمل من مرافقتى كما يفعل البعض ولكنها صدمتنى بمعملتها معى بهذا الشكل ..

وتين ..

هاله ....

ابتلعت هاله الاكل الذي فى فمها..

نعم

لو حاطه عينك على بقيت الشندوتش اهو قامة بوضعه كله فى فمها دفعه واحده

وتين ..

طفسه اعمل ايه ابتسمت لها هاله لتضحك وتين على منظرها وهى تحاول ابتلاعه لتكمل كلامها بس انا كنت هقول حاجه تانى غير كده...

شاورت لها هاله بيدها لكى تقول ، لتكمل وتين...

ليه ماسالتنيش عن ال حصل معايا ؟؟

شاورت لها بيدها بأن تنتظر قليلا حتى ابتلعت طعهمها وشربت بعض الماء ..

وتين مكرره ..

لييه هااا لييه؟؟

نظرة لها وابتسمت لتقول بعد ثوانى ..

" بعض الألم لا تترجم "

وتين ..

يعنى ايه !! مش فاهمه ؟

هاله ..

بصي يا وتين انا مايهمنيش ال زعلك اكتر منك ، وانتى لو كنتى عايزه تقوليلى كنتى قولتيلى بس انتى وقتها كنتي محتاجه ل ايد تطبطب عليكى وحضن تبكي فيه وتطلعى كل ال جواكى..

احياناً الإنسان بيبقي نفسه يدخل وضع " فضفضت الوضع الصامت " وده اكتر وضع بيحتاجه الإنسان لما يكون قلبه واجعه ..

بيبقي محتاج بس حضن يحسسه بالأمان وحد يواسيه من غير مايحتاج يتكلم ، بس مش اكتر ..

وتين ..

مر عليكى صح !؟

وقفه بسمتها وارتفعت دقات قلبها عندما سالتها وتين ، لم تستطع أن تصيب فقط سكتت حتى تجاوزت نفسها لكى لا تعلم وتين ..

هاله بارتباك ..

ههههههه خدينى انتى فى دوكه كده علشان ماحسبكيش على النص سندوتش ال خدتيه منى

وتين ..

ماحصلش

هاله ..

يعنى مش كفايه انك نتنه وحرميه ، طلعت كمان كداب يا ابو صلاح

ظلو يتناقرون هكذا لنصف ساعه تقريبا ولم يملو، وتين كانت تعلم انها تراوغ لكى لا تتحدث وتركتها ولم تضغط عليها فى تعلم شعورها الآن " ويبقي كلاً منهم تصارع فى العالم الخاص بها بسبب كلمه ينطقوها الناس دون أن يعلمو ما تأثيرها علينا "

..

دخلت شقتها تنادى على امها ، لكى تقص لها ما حدث معاها اليوم وكم أنها اسعدت وتين اليوم ...

هاله ..

مامااااا ، ياا مااامااا فينك ياقمر انتى ، راحت فين دى ؟ بدأ الخوف يتسرب إلى قلبها وهى تجري تبحث عنها فى كل غرفه ولاكن ولم تجده ..

فقد تبقت غرفه واحده لم تبحث عنها بها ، فهذه الغرفه لا تفتح ابدا بعدما توفى والدها ، اقتربت ببطء شديد وهى تقدم خطوه وتأخر خطوه ..

وصلت عند الباب لتجده مفتوح قليلا ، مدت يدها فى خوف ف هناك زكريات كثيره لا تريد أن تتذكرها ، اغمضت عينيها وهى تفتحه ونادت على امها ولاكن لا اجابه ..

فتحت عينيها ليقع نظرها عليها لتتجمد فى مكانها من هول المنظر لم تستوعب نفسها ال بعد دقائق ..

افاقت اخيرا واسرعت إليها وهى تبكى وتصرخ وتضرب على وجهها لكى تفيق ولكن لا جدوى ...

مدت يدها لكى ترا النبض وهى خائفه جدا من فقدانها هى الاخره ، ف هى كانت ملجئها الوحيد فى هذه الحياه ..

صرخت بأعلى صوتها عندما لمست يدها رقبتها ..

اجتمع الجيران كلهم عند الباب لكى يرو ماذا يحدث حتى لم يجدو فائده من طرق الباب ليكسروه ويقتحمو المنزل ..

بعد قليل اتاً الإسعاف سريعاً واخذتها للتأكد انها ماتت ، تاركى هذه الصغيره فى هذه الغرفه تبكى بصمت وهى تنظر حولها لتقول ..

هاله..

انت السبب ، انت السبب انت السبب فى كل ده ، انا بكرهكك بكرهكك

يتبع...

الثالث من هنا

تعديل المقال