رواية الضحية الصغيرة الفصل الثامن عشر 18
روايه * الضحية الصغيرة *
*الفصل الثامن عشر*
مر شهر... عذاب... معاناة لنسيان تلك الحادثة.... ابتعدت قسمت... واستقرت... اسر وديالا..مازالوا مع جود في الاسكندرية..... جاءت طبيبة وجد النفسية استقرت هذا الشهر معهم... لتهيئة وجد المقابلة الصحفية...... وكذلك رهف وحنين معظم الوقت مع جودي... حتي لاتشعر بأي تغير
اما ذلك المالك.... يقترب منها بنظراته فقط.... علم بأمر عائلة زوج رهف..... بريدون املاكها هي وابنتها... سيقنعها... لقد وجد من خطفت قلبه.. وسيقنعها بالتأكيد بالزواج منها.. هو لا يهتم لاراء الناس بعكسها
انه اليوم المنشود.... بما لجود من مكانة.... حضرت اهم مذيعة في الشرق الاوسط... والجميع ينتظر هذا اللقاء.. هذا التبرير.... الاعداء يتربصون... البرصة... سوق الأعمال.. الكل....
ارتدت ملابسها... وجلست علي الفراش.. خائفة... قلقة... كل مشاعر التوتر تعتريها....
انهي ارتداء زيه الرسمي.... وجثى امامها... امسك يديها بكل حنية.... طبع قبلة علي كفها الايمن...... نظرت لعينيه.... تبثه خوفها...
اردف بحنان
-احنا اقوية... ومأذيناش حد... احنا الي اتأذينا وبس... هنحضر المقابلة دي... هتقعدي جنبي في حضني.... هنتكلم بكل صراحة... مش هنخبي... الي حصل بعيدا عن اسر... هو برئ.. كش لازم نجيب اسمه.... الي عايزة تجاوبيه جاوبيه.. والي مش عايزة تجاوبي عليه.. اضغطي على ايدي وبس... وانا هتصرف.... المقابلة هوا.. ومش متسجلة علشان ماحدش يقول اننا بنفبرك. ولا مونتاج... براحتك.. لو حسيتي مش قادرة هنهي كل حاجة وحالا...
تسربت احدى دمعاتها التي جاهدت في عدم هطولها
ازالها بكل رقة
-تؤ.... انتي قوية... لازم تظهري... لازم كله يعرف الحكاية... انتي الضحية.. وانتي المظلومة.. مش الجانية.... فاهمة.... تمشي وراسك مرفوعة.... اتفقنا..
اماءت له...
جذب يدها.. وهو يعدل من وضعية حجابها.. وسار للاسفل.. حيث يوجد استوديو كامل.. في بهو فيلته...
رحبت بهم المذيعة... وجلس هلي اريكة تسع لشخصين واجلسها بجانبه ويديه تحوط خصرها... ويده الاخرى تتمسك بيدها...
المذيعة تجلس أمامهم... وحولهم الكاميرات
وخلف هذة الكاميرات... يجلس والديها.. اسر... ديالا... رهف... مالك... والد ديالا....
اما حنين وجودي... في مكان مخصص للالعاب مع الحرس
ها قد بدء اللقاء... 3...2..1
همس في اذنها
-اهدي.. انا جنبك... بحبك
-السلام عليكم.... انهردا.. وفي اللحظة دي احنا في بيت رجل الاعمال الغني عن التعريف.. جود المالكي.. اسم بتتهز له أسواق اعمال وبورصات كتير.... حياته الشخصية كانت صندوق مقفول.. كل الي نعرفه عنها انه كان متجوز.. وزوجته توفت اثناء ولادة بنته جودي... ورجع اتجوز تاني زوجته الحالية وجد المالكي.... بس الفترة الاخيرة.. من شهر بالتحديد... ظهر فيديو علي كل المواقع..... واتحذف بعدها بساعات.. والان ليس له وجود... اكيد اثار الرأي العام... والمعروف عن جود المالكي.. مابيردش.. بيسيب الكلام كده.....بس حاليا.. احنا معنا رجل الاعمال المهم جود المالكي.. وزوجته وجد المالكي..... بنرحب بيكم جدا.. وانكوا اختارتوا برنامجنا للظهور والرد علي تساؤلات الناس
-اولا بنرحب بيكي في بيتنا.. وبنرحب بالناس الي شيفانا.... ومن البداية.. اسألي الي حضرتك عايزاه طالما مافيهوش تجريح
-اكيد... اول حاجة.. ليه... ليه جود المالكي قبل بعمل اللقاء ده.. والرد على الاسئلة.. مع ان ده عكس الي نعرفه...
-اي انتقاد لشغلي...... ماكنتش برد عليه... بس لما ييجي لبيتي.. ومراتي.. لازم ارد...
-ليه الرد اتأخر كده.. بعد الواقعة بشهر
-سؤال مهم.... اكيد واقعة صعبة.... فكان لازم مراتي تتعافى منها... علشان هي الاولى بالرد
-يعني حضرتك مابتنفيش اي حاجة
اعتدل في جلسته...
-اكيد صعب علي اي راجل الاعتراف بكدا... بس لأ.. لامتى هندفن راسنا زي النعام.. وننكر الحقائق... الفيديو كان حقيقة... ومراتي.. وجد المالكي تعرضت للحادثة البشعة دي... اغمض عينيه....
ثم فتحهم رادفا بقوة
-مراتي.. وجد المالكي تعرضت لابشع انواع الجرايم.. تعرضت للاغتصاب... صعب علي اي رجل شرقي اكيد يعترف بدا.... بس دي حاجة حصلت
ثم جذب يد وجد وقبل كفها
-دي حاجة ماتعيبش مراتي.... بالعكس.. هي الضحية.. وهي الي محتاجة الدعم.. هي ما اجرمتش....
وسط ذهول المذيعة التس سرعان ما تجاهلته بهمنية بحته
-احمم... اكيد طبعا.. اي انثى بتتعرض في الشارع العربي دلوقتي لمدايقات... تحرش... اغتصاب... وحاجات اكيد ابشع....بس في ظل المجتمعات بتاعتنا.. الست هي الي غلطانة.... بسبب لبس... بسبب اي حاجة تانية.. ماشية متأخر.. دا رأي الناس... الناس الي مش فاهمة لا في ادب.. ولادين.. ولا اي حاجة.....
-دا فكر رجعي.. ومتخلف... لازم نقف جنب الست... انت لو حد خد وظيفتك... حلمك... البنت الي نتحبها... بتحس انك انتهيت.. الدنيا مالهاش لازمة.... بمابلك بالبنت.. الي مشاعرها اساسا ضعيفة... تتعرض لحاجة زي دي... اهم حاجة عندها تتسلب بأبشع طريقة كدا... قبل ماندور علي مين غلطان.. لازم ندعم البنت دي الاول.. نفسيا.. جسديا.... بكل طريقة ممكنة.. وبعد كده نبتدي نحط المحاكم بتاعة الناس الفاضية الي موارهاش حاجة غير الخوض في اعراض الناس
-بحييك جدا على تفكيرك.... ممكن نتكلم مع المدام..
ضغط جود علي يد وجد التي نظرت لعينيه... استمدت منه القوة.... كلامه اعطاها الف ثقة.... تذكرت كل لحظة وقف بجانبها... ساعدها.. تحملها.... احبها...
-ممكن
كان هذا رد وجد الهادئ.. التي نظرت للمذيعة.. وهي تضغط علي يد جود...
-اول حاجة اكيد بنرحب بيكي للمرة التانية.... لو تقدري.. تقولي لنا تفاصيل الي حصل
-كنت في حفلة عادية... حفلة عيد ميلاد صاحبتي.... عادي... شربت عصير زي اي حد في عيد ميلاد... وبس... كان فيه مخدر... كنت حاسة بكل حاجة للأسف
ثم اغمضت عينيها... شدد جود من احتضان خصرها... وضغط على كفها داعما... غير عابئا بالكاميرات
فتحت عينيها.. مبتلعة ريقها بصعوبة
-كنت حاسة... بس مش قادرة اعمل اي حاجة....
-اكيد شعور صعب... اكيد... بس اتخطيتي الفترة دي ازاي
ابتسمت...
-جود... اكبر دعم ليا... تقبل مني كل حاجة.. تقبل تقلباتي.. انكساراتي... كل حاجة....
-اكيد بهنيكي علي زوجك... بس مش موجود زيه اليومين دول... المعظم بيسيب الست.... ولو ماسبهاش خوفا من كلام الناس دلوقتي.. شوية ويسيبها.. او يزهق من تقلباتها....
-دا مش راجل
تدخل جود في الحوار
-الي مايقفش جنب مراته في اصعب وجع في حياتها دا مش راجل.... الرجولة مش صوت عالي... وسرير.. دي فكرة ناس كتير.... الرجولة انك مع مراتك.. بنتك.. تديهم امان.. امان يحكولك... انك تبقى احن حد عليهم في لحظات ضعفهم.. انك تتقبل كل حاجة.. كل تقلب.. الست قوية جدا.. بس لما بتضعف وتنهار بتبقي محتاجة سند... مش جلاد
-احترامي ببزيد لحضرتك..... بس اكيد دلوقتي حالة مدام وجد احسن
-اكيد انا احسن... لما بكون عندي عيلة قوية... وزوج ماتخلاش عني.... مع انه عارف الي حصلي... وكمل معايا... وهو السبب اني قاعدة ومكملة.. هو الداعم ليا.. اكيد احسن
-اكيد فرحانين ليكي انك تجاوزتي المرحلة دي... وربنا مايحطش اي بنت في المواقف دي
-انشاء الله.... انا لما وافقت علي اللقاء... اكيد ما كنتش عايز ابرر.. ولا حاجة... بس حبيت الناس تعرف ان اي بنت بتواجه موقف زي ده... مش لازم تنكسف... انتي مش جاني... انتي ضحية.. لازم تقفي.. والي يبيعك بيعيه.. وال يقف جنبك في الموقف ده اوعي تتخلي عنه.... وحابب اقول حاجة... قررت اني هعمل مؤسسة هتديرها وجد.... للبنات والستات الي تعرضت لاي نوع من انواع التحرش... الاغتصاب.. اي حاجة ضرتها.. او سلبت منها أنوثتها حتي لو بلمسه...
الست هي المنشأ اللي بتربي... لو هي كويسة.. واعية ومثقفة... كل حاجة لعد كده بتتظبط...
-قرار بحييك عليه.. اكيد انا والمتابعين.... بنشكركم علي المقابلة دي.... استاذة وجد... لو حابة تقولي حاجة اخيرة نختم بيها
-انا كنت ضحية... زي بنات كتير... قومي.. واقفي.. انتي اقوى من اي حاجة في الكون.... ماتخليش حد يوقعك.... وعايزة اقول لجود.. انا بحبك جدا... انت كل حاجة في حياتي.. وبس..
وانتهى اللقاء بهذه الكلمات
بالطبع انتقلت الاخبار كالنار في الهشيم... لم يهتم بها جود... وام كانت بضعة الأسهم التي سقطت من شهر.. فقد ارتفعت.. واصبح جود نصير المرأة... ووجد حكاية... يقتدي بها الكل
انتهى اليوم.... واصر جود علي الكل بالذهاب.. وارسل اسر الي باريس لمتابعة العمل.. كما ذهب والدي وجد... واالان اصبح جود.. وجد.. جودي... لوحدهم
تجلس وجد.. وبحضنها جودي
-مامي
-نعم
-انتي ليه مش بتقعدي معايا كتيل
-خلاص يا جودي.. هقعد معاكي.. وهنلعب كتير جدا...
-بجد
-بجد... يلا.. نقوم نغير هدومنا... وننام.. واحكيلك حدوتة
-هييييه.. يلا
صعدت للاعلي مع جودي.. تحت انظار جود.. الذي ازيح عملا من علي صدره.... فاليوم لاول مرة يشعر بأن وجد قد تخطت كل هذة المعضلة تماما....
صعد الي غرفته.... اخذ حماما.. وجلس منتظرا وجد... دخلت الغرفة... وجدته يمد لها يده وهو جالس علي الفراش
ذهبت وتكورت في حضنه... قبل جبينها...
-انا مبسوط... لاول مرة احس انك اتعافيتي كليا...
-وانا كمان مبسوطة.. قدرت اواجه.. مش خايفة من حاجة.. وحاسة بأمان كبير...
ثم خرجت من حضنه وجثت فوقه...
-ايه في ايه قالها بتوجس... وهو يزيل شعرها الذي غطى وجهها
-انت مش هتخرج بعد كده من غيري
-ليه
-طلعت في التليفزيون.. وقلت كلام حلو... ودلوقتي بقيت الهيرو.. حلم كل ست.... انا غيرانة عليك
قالت كلمتها الاخيرة بخفوت وهب تندس في حضنه مرة أخرى
-يسلملي الغيران...
رفع ذقنها حتى تنظر في عينيه
-وانا بحبك.... وبس.. انتي وجودي دلوقتي حياتي.. فاهمة
-فاهمة
ثم اقتنص حقه من ثغرها... لقد ابتعد هذا الشهر عنها.. وان الاوان ان يشعر بقربها....
بعد وقت طويل... تتمسح في صدره كالقطة
-جود
-ممممم
-المؤسسة دي فكرتها حلوة
-المؤسسة من شهر العمال بيشتغلوا فيها.... وهتقعدي مع المنفذين ليها بكرة.. وقولي الي انتي عيزاه.. هتبقي باسمك...
-انا بحبك با جود.. انت كل حاجة بجد..
ضمها لحضنه اكثر
-وانا مش عايز غير الكلمة دي وبس
وناما في هدوء... وطمئنية.... بلا خوف.. بلا ارق.. فقط حب
قام مالك بتوصيل رهف.. وحنين... قام بحمل حنين التي غفت... وصعد الي شقتهم فتحت له رهف غرفة حنين.. سطحها علي الفراش.. طابعا قبلة علي جبينها.. وازال حزائها.... وخرج من الغرفة... وجد رهف تجلس علي احد الارائك.. فجلس امامها
-رهف.. احنا لامتى هنفضل كدا
-كدا ازاي
-انتي عاملة مش واخدة بالك.. وانا بجري وراكي.. لامتى
قامت واعطته ظهرها
-انا قلت لك قبل كدا يا مالك... انا مش موافقة
قام وادارها له... قربها منه بشدة
-ابعد... ابعد
-مش هبعد يا رهف.. مش هبعد.... انتي بتحبني.. بشوفها في عنيكي.. ليه مصرة علي البعد
بكل قوتها ابعدته عنها....
-قلت لك قبل كده.. اما ارملة.. معايا بنتي... واهل ابوها الله يرحمه.. والناس.. مش هينفع.. بطل تضغط علي اعصابي بقى
وجلست على الكوسي خلفها
جثى امامها.. وامسك يدها... يعد علي اصابعها
-اول مشكلة... بنتك... وبتموت فيا.. وانا بحبها جدا.. وانتي شايفة دا كويس... تاتي مشكلة اهل جوزك الله يرحمه... اضمن لك ان مافيش حد هيتعرضلك... ولا هيحاول ياخد بنتك.. شغلهم اهم... وانا اتفاهمت معاهم.... الناس وانك ارملة... يولعوا الناس... يولعوا... انا بحبك.. وهتجوزك... فاهمة
-انت... انت رحت لاهل جوزي.. انت مجنون.. حنين
-اهدي... واظهر ورقة.... اقري.. مضوا تنازل عن حضانة حنين لو اتجوزتي اه
اخذت الورقة تقرأها... مندهشة بشدة
-ايه دي.. ازاي...
-مش مهم... المهم ان ماحدش هياخد حنين مننا
-مافيش احنا... مافيش
قالتها ودموعها تغرق وجنتيها...
-ليه كده... ليه عايزة البعد
-انت مش فاهم.. هيقولو ايه... صحباتي بعدوا عني.. خافوا اسرق اجوازتهم... نظرة الناس ليا اختلفت.. فاهم... ولما اتجوز تاني.. هتجوزك يا مالك.. بعلاقلتك وكل دا.. الناس ما بترحمش
اقترب منها.. وامسك كتفيها..
-يولعوا.. قلت لك مليون مرة يولعوا.. انا جبت اخري معاكي... وهتجوزك.. وتجهزي يوم الخميس.. بعد تلات ايام... فيلتي جاهزة.. واوضة حنين هاخدها بكرة تختارها... فاهمة
قال كلمته الاخيرة بحدة
اجفلت بين يديه
سند جبينه علي جبينها هامسا
-حرام عليكي.... ليه كده.. بس.. انا حبيتك... وبتمنى قربك والله... عايز عيلة معاكي انتي... الارملة زيها زي باقي البشر.. ليها فرض تانية... ليه تقفلي قلبك ليه... انا بحبك.. وبحب حنين... وافقي... علشان خاطري وافقي....
انكمشت في حضنه.. وكان هذا خير جواب...
ابعدها يزيل دموعها...
-انا هنزل... علشان مش هينفع افضل اكتر من كده.. بكرة هاخدك انتي وحنين تنقوا الي انتوا عايزينه
اماءت له
قبل جبينها وكف يدها اليسري.... هامسا
-الخميس بس.. وهتبقي مراتي... وهتلبسي الخاتم الي هيقول لكل الناس انك ليا وبس...
وذهب تاركها.. في فرحتها... تحاول تهدئة قلبها..
قررت عدم الاهتمام بحديث الناس.. لن يستطيع احد ان يسعدهم جميعا.. همها ابنتها... وضمن لها انها لن تخرج من كنفها... لذا فهي ستأمنه علي حياتها وحياة ابنتها
... ايه رأيكوا في الرواية.... وخاصة الفصل دا...
التاسع عشر من هنا