رواية قرار حازم الفصل السابع عشر 17
#انتصار حازم
استدارت رنا بسرعة ....وهرعت خارج السرايا....تركض بخطوات مستعجلة....هاربة من المشهد....ودموعها تتهاطل على وجنتيها بمرارة....وبقيت تسرع الخطى تلهث بانفاس متقطعة ....الى ان خرجت من البوابة و استقلت سيارتها ...منطلقة بتهور ....تقود بسرعة لفترة الى ان توقفت فجأة وهي تتنفس بارتجاف من بين شهقاتها الباكية....فتحولت ملامحها الى الحدة وبرقت عيناها بشراسة....ثم ترجلت من سيارتها واخذت تتلف حولها ونور البدر المشع مع مصابيح سيارتها ينير لها المكان الذي سبق ان قابلت فيه حازم ...وهتفت بحنق : ايها الكاذب القاسي المتحجر القلب....اين نحتك على تلك الشجرة!!....ايها القاسي .وبقيت تسير بخطى متعثرة ....وقد سبق لحازم ان جلبها الى المكان ...ولم تجد صعوبة في ايجاد تلك الشجرة القريبة من الطريق العام ....فحدقت نحوها بغضب ...واستمرت تقترب نحوها وذلك النحت يزداد وضوحا باغاظة لها كأنه يسخر منها....ثم توقفت مجددا....وقد تحول الغضب الى الحزن....تنظر الى النحت بحنين ...بأسى ...بينما زخات المطر بدأت تتهاطل رويدا فتتراقص الاوراق بارتجاف .....لكن لحظة لماذا لاتتساقط عليها الامطار!!!!
وتسمرت مكانها برهبة ....وهي تشعر بشيء يقف خلفها تماما....فالتفتت برعب ...لتصطدم بصدر صلب ....شاخصة ببصرها نحوها الاعلى فتواجهها عينان سوداء حادة فاتنة غاضبة معاتبة تعرفها جدا وكم اغوتها سابقا وكم أسرتها مرارا ...ثم همست بصدمة : انت!!!
اجابها حازم بحدة وهو يحدجها بصرامة : اجل انا ايتها العنيدة
حملقت رنا بغرابة وبعض البلاهة نحو حازم الذي يقف كالتمثال حاملا المظلة ليحميها من الامطار ....وشبح ابتسامة يعلو وجهه من ملامحها المصدومة ....الا ان دفعته رنا بغضب : ماذا تفعل هنا ياعريس؟!....هل تركت عروسك لتتجول في الحقول!!
أمسك حازم كفها بقبضته الثانية ...ثم هتف بمكر ....وملامح مصممة وهو يحدق اليها بشغف: انا عريسك انت فقط ايتها العنيدة ....لم اتزوج بعد ولن اتزوج سواك حمامتي
حاولت رنا سحب يدها لكن حازم شدد قبضته باصرار...فعادت تهتف بتهكم ساخط: لقد رايتكما معا وهي تردي نفس فستان الزفاف الذي اخترته لي ايها القاسي....لن تخدعني .
اجابها حازم بهدوء وهو ينظر اليها بعشق: فستان الزفاف من البداية لم يكن لك حبيبتي(😉)...اجل لقد اخترته ولكن لليلى لانه زفافها وليس لاجلك...انا لم اقل ابدا انه لك
بهتت رنا بصدمة ...ثم همست بخفوت وملامح مشدوهة: ماذا!!....ماذا تقصد ؟!....كيف ليس لي ولزفاف ليلى ؟!
عاد حازم يردد بصوت اجش ونبرة معاتبة مبطنة ....وهو يحيطها بنظراته الولهة: تقدم اليها عريس وسيسافر مباشرة بعد عقد القران بسبب عمله...لهذا عجلنا بالزفاف ولانها ابنة خالتي الوحيدة ووالدها متوف...فانا اعتبرها كأختي...وقد تكفلت بكل ماتحتاجه(الفصل 15حوار رباب مع حازم ياظالمني😉😂) ...كل شيء جهز بسرعة بسبب ضيق الوقت ...لهذا اخترت ثوب زفافها وعرضته عليك لتعطيني رايك ولكنك ظننته لك دون حتى ان تسأليني لانك تسيئين الظن بي على الدوام حبيبتي .
لكن رنا هتفت باصرار مجددا : وبطاقة الدعوة لقد كانت واضحة عقد قران السيد حازم و الانسة ليلى ....توقف عن خداعي .
اجابها حازم بهدوء...سعيدا بغيرتها: و....وليس على ....يفترض انك صحفية وتنتبهين للكلمات حبيبتي....عقد قراني وعقد قران ليلى
جحظت رنا بصدمة مجددا وهتفت باستغراب: كيف عقد قرانك !!
وهنا تقدم حازم نحوها...فتراجعت رنا الى الخلف ....وبقي يتقدم محدقا اليها بشغف وهو يحميها من قطرات المطر بالمظلة ....بينما يقبض بكفه يدها على صدره....الى ان اصطدمت رنا بجذع الشجرة تلك ....فتوقف حازم هو الاخر...وهمس بحنان : ارتدي السترة اولا ستصابين بالبرد
وخلع سترته ....ثم لفها عليها وسط نظرات رنا المتهزة
ثم اجابها بابتسامة ماكرة:: عقد قران ليلى وانا وكيلها لهذا كنت انزل الدرج معها بعد ان ان تم القران منذ ساعات لاسلمها الى عريسها لانه سيسافر ليلا وربما هما في المطار الان.
ثم عاد يهمس برخامة وملامح مصممة ونبرة متملكة: و عقد قراني عليك حبيبتي...سنتزوج الليلة ....اما حفل الزفاف سيكون بعد اسبوع ....ستختارين ثوب زفافك بنفسك....لم اكن لاختره لك يوما....لانني اريدك ان تختاري ثوب زفافك الذي ستزفين به لي كعروسي ....وكأنك تقرين باختيارك له بنفسك بقبولك بي طواعية وليس اكراها او اجبارا.
همست رنا باعتراض واه ونبرة ناعمة ...وقد لان غضبها وخل محله الارتياح وهي تحدق نحوه بهيام: من قال انني ساتزوجك سيد حازم!!....ومتأكد ايضا انني ساوافق وطبعت البطاقة على هذا الاساس ايضا!!
ابعد حازم كفه عن يدها وحاصرها به على جذع الشجرة فوق رأسها ....منزلا المظلة على الارض وبيده الاخرى عاد يحاصرها ايضا ....ثم همس بغرام متقد ونبرة مغوية : لقد عادت الحمامة الى قفصها بنفسها حمامتي....اتذكرين حديثنا في المكتبة ليلة خطوبتنا(الفصل السادس)
ثم صمت للحظات طويلة....ليضيف بنبرة تقطر عشقا وهو يأسرها بنظراته المغرمة الحادة:جربت معك الاجبار حتى تكوني لي لكنك انتفضت بعناد فاتن ....لهذا استسلمت وتركت لك القرار بان تكون لي حبيبتي....لقد تركت لك قفصي مفتوحا وانتظرت ان تعودي الي بإرادتك حمامتي....ليلتها في المكتبة تحدثنا انك ستعودين بدافع الحماية او الحب بنفسك دون اجبار....فهل تظنين انني سافلتك بعد ان دخلت قفصي برغبتك حمامتي!!.....لقد عدت ووجدتك في نفس المكان الذي التقينا فيه لاول مرة منذ اشهر وكأن القدر يثبت لكلينا اننا ننتمي لبعضنا حمامتي.
بقيت رنا تصغي اليه باستسلام هي الاخرى....تحدق اليه باعين تلمع دمعا عاشقا ....ملتزمة الصمت بانفاس رتيبة آمنة ....فهمس حازم برجاء : هل تقبلين الزواج بي رنا !!....الليلة سأمنحك حفلة خطوبة جديدة تكون عقدا لقراننا ....وتحصلين بها على حفلة خطوبتك برغبتك كما تمنيت ....ولكن اولا اريدك ان تجيبيني على سؤالي الثاني ....هل تحبينني ؟!!
رمشت رنا بخجل شديد....ثم طأطأت راسها قليلا لتعود وترفعه نحو حازم الذي ينتظر بلهفة جوابها....ثم رفعت كفها حيث خاتمه الاول و همست بعشق ونبرة خافتة بخجل : انا احبك حازم.
تصلب حازم بصدمة....لطالما قرأ حبها له في عينيها ....لكن سماعها تعترف بذلك وترتدي خاتمه اوقد نيران شغفه....فهتف بارتعاش وهو يحدجها بنظراته الملتهبة: ارجوك حبيبتي....دعينا نغادر فورا ونعقد قراننا والا سأصاب بنوبة لانني اريد ان اضمك بشدة ....دعينا نعقد قراننا وسأشرح لك كل شيء حبيبتي ارجوك...ثقي بي
ثم مد كفه نحوها وهتف بجدية: اعطني يدك برغبتك حبيبتي ....اريدك ان توافقي على ارتباطنا بارادتك هذه المرة.
ناولته رنا يدها مباشرة ودون تفكير ....وكما تلك الليلة منذ اشهر ...سلمته كفها وهي تشعر بطمأنينة نحوه وكأنه درع حمايتها ....فشابك حازم كفيهما معا ....ثم هتف بحماس وهو يقبض على يدها بتملك: لقد توقفت الامطار ...سنذهب مباشرة الى القاعة......ثم توجه بخطوات مستعجلة نحو الطريق ...وهناك توقف امام سيارتها وردد بمرح: سنصعد سيارتك حبيبتي....لن اتركها هنا بمفردها .
اجابته رنا بخجل: وماذا عن سيارتك
تناول منها حازم المفاتيح ....ثم فتح لها الباب الامامي واضاف بحماس ممازحا: سيقودها احد العمال الى القاعة حيث حفلة عقد قراننا ....لن يقود سيارتك رجل سواي حبيبتي.
ثم ربط لها حزام الامان....و قرص خدها بود ....ليتف هو الاخر ويصعد السيارة...ثم تناول هاتفه ....وهتف بعد قليل بسعادة ونبرة ماكرة: نحن على الطريق ....سنصل بعد ساعتين تقريبا عمي
اغلق احمد هاتفه مبتسما بسعادة ....فهتفت سعاد بحنق: انه المتآمر الثاني اليس كذلك زوجي الماكر؟!!.....لااصدق انك خدعتني كما كنت تفعل في السابق
قهقه احمد بتسلية ....ثم اجابها بمرح: لان ابنتك عنيدة مثلك زوجتي العنيدة ....فقط خدعة صغيرة سيجعلها ترضخ لقلبها .
في الجانب الاخر ...هتفت رنا بفضول ونبرة خافتة: كيف علمت انني ساذهب الى الحفلة حازم؟!!
اجابها حازم بسرور مع عتاب مبطن ...فيما عيناه تلمع بمكر : بفضل تهورك حبيبتي.....تهورك الذي اخاف عليك بسببه جعلني اتأكد انك ستذهبين الى الحفلة وقد كنت محقا ....فانت قدت سيارتك بسرعة مجنونة جاعلة قلبي يقفز من صدري كل لحظة وانا الاحقك دون ان تدركي كما فعلت في اليومين الماضيين وانا اجدك تقودين بسرعة نحو عملك.
صدمت رنا من كلامه ثم همست بصدمة: هل كنا تلاحقني في اليومين السابقين ...كيف لم الاحظ ذلك؟!!
اجابها حازم يواصل الشرح لها : لقد قابلت والدك في المكتب وطلبت منه ان يساعدني ...وجهزت لكل شيء....وصباح اليوم كنا انا وهو نعد لحفلة عقد قراننا لان اختيارك للسؤال اكد لي انك تحبينني وتحتاجين الى دفعة لكي تعترفي وتعودي الي حبيبتي....كان بامكانك ان تجيبي بالرفض على السؤال الثاني لكنك اجبت على الاول لانك تقرين ضمنيا بحبك لي وتعرضين فقط على مجموعة من النقاط سنناقشها بعد ان نعقد قراننا حبيبتي ....لهذا بعد ان تم عد قران ليلى في الثانية ظهرا توجهت الى منزلك وبقيت انتظر خروجك وفعلا غادرت مسرعة وانا الحق بك.
واضاف بلوعة : لقد اجبرتني على تعرضيك لذلك المشهد المؤلم حبيبتي....لقد تمزق قلبي وانا اراك تنظرين الي بحزن وتلتفتين مغادرة ...سبقتك الى السرايا بسيارتي حتى انني مررت بجانبك على الطريق لكنك لم تلحظيني بسبب سرعتك المفرطة....وراقبتك وانت تدخلين من شرفة غرفتي كل خطوة بطيئة منك كانت تحرق فؤادي عليك...ثم نزلت رفقة ليلى التي انتظرتني طويلا لانني تحججت بعمل مهم وغادرت فور توقيع عقد القران....الى ان رايتني وانا اتأبط ذراعها لانزلها نحو عريسها .....لاجدك تغادرين راكضة فلحقتك .....حتى توقفت عند نفس المكان الذي التقينا فيه سابقا.
ثم صمتا كلاهما....وكليهما يخفق قلبه بهدر عشقا للاخر...وحازم يقبض على كفها بحنان طوال الطريق ....فيما رنا ترتعش بحماس وحب تتذكر كيف كادت تختنق وهي تراه ينزل كزوج لغيرها ....تشكر في سرها والدها وحازم على هذه الدفعة التي نحت عنها غمامة عنادها .
قبل ان يصلا الى المكان المحدد....مر حازم على احد المحلات الفاخرة....وهمس لرنا بحماس ونبرة موحية: سننزل لتختاري فستان الحفلة.....انا اثق بك حبيبتي....الفندق غير بعيد من هنا حبيبتي
ثم ترجلا معا من السيارة.....واختارت رنا احد الفساتين وقد كان ناعما و محتشما باناقة ....بينما التزم حازم الصمت ولم يتدخل خاصة مع اعجابه ورضاه بالفستان .....وان كان يدعو في سره الا تختار اخر مكشوفا قليلا ...لكن ذوق رنا المشابه لخجلها جعلها تميل للفساتين والملابس المحتشمة .
بعد قليل.....كان حازم يصف السيارة امام احدى القاعات الفاخرة في احد الفنادق الشهيرة ....فهمس لرنا بسعادة: حبيبتي ....عائلتانا معا في الداخل....لقد اتفقنا اننا سننتقل بعد عقد قران ليلى الى هنا من اجل حفلتنا حبيبتي.... لم اخبر احدا بفسخ خطوبتنا ماعدا امي طبعا ولقد خشيت ان ينقلب الامر ولكن اكدت لها انك تحبينني وستعودين الي .... مصففة الشعر و المزينة تنتظرانك ....لقد جهزت لكل شيء....تحضري لحفلتنا حبيبتي ريثما اوقع مع والدك عقد قراننا ....ساسالك مجددا حبيبتي...هل توافقين على خطوبتنا وزواجنا هذه المرة ؟!
وانتظر اجابتها بتوتر....فابتسمت رنا بخجل وهمست برقة: اجل حازم موافقة .
فاضاف بمرح: واخيرا رضيت بي حبيبتي....سندخل لاحقا تلك المكتبة وانت السيدة حازم بعد ان وعدتك فيها وانت الانسة رنا
احمرت رنا خجلا....وشعت الابتسامة على وجهها....فتهلهلت اسارير حازم بسعادة عارمة ....وهو الاخر يجد طعم موافقتها الذ من السابق في خطبتهما الاولى المجبرة ....فملامحها السعيدة المحمرة بخجل لاتمت بصلة لملامحها العابسة الحانقة ليلتها .....ففك لها الحزام بلطف ...وقبل ان يغادرا السيارة...اخرج حازم علبة حمراء مخملية وفتحها ليطالعها خاتم الخطوبة الذي رمته ...ثم همس بوله: سالبسك اياه هذه المرة وانت راضية حبيبتي
اجابته رنا بعشق: لا...اريدك ان تلبسني هذا الخاتم امام الجميع ....خاتم حبي لك حازم.
وناولته الخاتم الثاني الذي تمنى دوما ان ترتديه لتثبت له حبها ...فتجاوزت ذلك بطلبها ان يلبسه لها هو...يكاد قلبه يقفز من صدره عشقا لها هذه الوديعة الشرسة التي عذبته طويلا لتمنحه في لحظات الان اجمل الاحاسيس واعنفها....فعا يهمس بارتعاش وهو يحرقها بنظراته المشعة:تفضلي رنتي...لقد حجزت لك غرفة في الطابق الاعلى ....ستجدين هناك المصففة و المزينة ....اريد ان تصبحي زوجتي في اقرب وقت لم اعد اطيق صبرا
وترجلا معا من سيارتها....لتصعد رنا مباشرة الى غرفتها وهناك وجدت والدتها تنتظرها ....فهمست لها بمرح وغضب مصطنع : والدك وخطيبك خدعانا ولكنني سأرد لهما ...لن اسكت على حقنا
ثم اضافت بحنان وهي تضمها: صغيرتي...اتمنى لك السعادة ...حازم رجل شهم لم يتخلى عنك بل تمسك بك لاخر لحظة وهذا يجعلني اطمئن عليك وانت معه .....هيا دعينا نجهزك وننزل لنحتفل بعقد قرانك حبيبتي
ابتسمت رنا بسعادة....ثم ارتدت فستانها ...لتقوم المزينة و المصففة بتجهيزها وقد طلبت رنا ان تكون الزينة خفيفة غير مبهرجة ليس فقط لانها تفضل ذلك ولكن ارضاء لحازم دون ان يطلب منها فقد منحها ثقته وهي ستستغلها جيدا....وعندما انتهيتا من تزيينها....التفتت الى والدتها ....فدمعت عينا سعاد بتأثر وهمست بانفعال عاطفي: ما اجملك صغيرتي...تبدين كالملاك ....انت خلابة الجمال ستقطعين انفاس حازم .
تم عقد القران في قاعة جانبية حيث اجتمع رجال العائلتين وهناك صافح حازم احمد وكلا الرجلين يشدد قبضته مع الاخر....احدهما يطمئن الاخر و الاخر يؤكد له ثقته وسعادته بكونه صهرا له....ثم تبادلا التهاني وهما يعانقان بعضهما بمودة ....وحازم يحسب الدقائق حتى ينتقل الى القاعة الاخرى الخاصة بالحفلة حيث يجتمع المدعوون من عائلتيهما....وقد حرص على دعوة فؤاد باعتباره صديقا له منذ ذلك اليوم....فحضر رفقة زوجته سمر يبتسمان بسعادة لهذا الثنائي .
تهادت تسير بخجل وسعادة عارمة....بفستانها العسلي الانيق ....وجهها مشع بفتنة ....تحدق نحو حازم فقط ....تريد ان تسرع الخطى نحوه لتكون له اخيرا.....والاخر ينتظرها واقفا متصلبا مبهرا بجمالها ....جمالها مختلف هذه المرة....جمالها وهي زوجته....جمالها وهي راضية...فخفق قلبه بجنون ....يريد للجميع ان يشهد ملكيتها له ....فهي من امتلكت وليس هو....هي من ملكت قلبه وسلبت لبه من اول لحظة رآها فيها.....هي من ملكت الخيار و القرار.....وياله من قرار....قرار بان تكون له....فكان قرارها اجمل من قراره بامتلاكها رغما عنها.
بضعة خطوات ....وتصل اليه...لكنه لم يعد يطيق صبرا....فاقترب هو ....بفخر ببهجة بعشق بظفر ....مبتسما بحماس بينما تبتسم رنا بخجل ....فهمست رباب بمرح: واخيرا ابتسمت العابسة ....والله انها اجمل وهي تبتسم .
افلتت من مريم ضحكة خافتة ...ثم اجابتها بتسلية: واخيرا رضيت عنها اختي!!
هتفت رباب بمشاكسة: حسنا لن انكر انني اردت ليلى لحازم لانه رجل شهم لقد تكفل بكل مصاريف زفافها كانه شقيق لها...وطالما اعتنى بمتطلباتنا بنخوة ...لهذا اردته زوجا لابنتي ....ولكن شاء القدر ان يعوضها الله بعريس جيد ....لهذا اردت لحازم زوجة تسعده وتبتسم وخطيبته تلك لم تبتسم في خطوبتهما ولكن الان اجل انا راضية لانني اريد سعادته وتلك المبتسمة التي تحدق اليه بسعادة ستسعده اختي
تناول حازم ذلك الخاتم بيد مصممة ...والبسه لرنا امام الجميع....فتعالت التصفيقات وصدحت الموسيقى ....ثم رفع كفها وقبله برفق وهو يأسرها بعيونه العاشقة ....لتقترب منه مريم وهي تحمل علبة كبيرة الحجم تحوى طاقم من الالماس كهدية لعقد القران.....وناولته لحازم ....الذي بدوره ناوله لرنا وهو يهمس برخامة :ارجو ان يعجبك حبيبتي .
اجابته رنا باعجاب : رائع حازم...انه رائع
ثم تهافتت عليهما التبريكات والتهاني من الجميع....وهما يضمان والديهما بسعادة ...ليقترب كريم منهما باحترام ويهتف بود نحو حازم : مبروك حازم...ارجو لكما السعادة .
صافحه حازم برسمية ولاتزال حرقة الغيرة تدغدغ قلبه ....ثم اجابه بجدية: شكرا لك .
ثم التفت كريم نحو رنا وهتف بلطف: مبروك رنا ....اتمنى لك السعادة .
اومأت رنا بمودة وبقيت تجاور حازم ثم همست بلطف: شكرا لك كريم.
فغادر ....ليجلسا اخيرا وكف حازم لاتترك يدها ....ثم همس بصوت اجش وهو يتلاعب بخاتمها باصبعه: هل انت سعيدة حبيبتي؟!
اجابته رنا برقة وملامح محرجة: اجل حازم....انا سعيدة....وانت هل انت سعيد!!
لمعت عيناه بمكر ...ثم همس بمرح: لا لست سعيد (يرد لها جوابها عندما خطبا تلك الليلة).
ثم اضاف برخامة عندما وجدها تقطب بحيرة: انا سعيدا للغاية حبيبتي ...كلمة سعيد لاتوفي شعوري الان حقه وانت زوجتي .
دام الحفل لساعتين....قضت رنا جلها برفقة حازم الذي رفض ان تبتعد عنه الا للضرورة او عندما تحرجه والدتها عن عمد وتبعدها عنه لتراقصها رفقة صديقاتها وقريباتها ....فتغيظ احمد زوجها وحازم عن عمد ....رغم ان القاعة قسمت جانب للرجال والاخر للنساء لكن ذلك لم يمنع الرجلين من الشعور بالغيرة ليبتسما بادراك نحو بعضهما .
لاحقا.....
هتف حازم برسمية: عمي...هل تسمح لي ان اصطحب رنا في جولة ....لن نتأخر ساعيدها الى المنزل بعد ساعة.
اجابه احمد بتفهم : انها زوجتك الان بني وانا اثق بك بني....تفضلا واعتني بها جدا
********************
في احد الابراج ....وفي اخر طابق...كان حازم يجلس رفقة رنا ....يتطلعان الى المدينة المنيرة ليلا ...تتوسط المكان طاولة زجاجية انيقة مرصوص عليها اشهى الاطباق بشمعدانات ذهبية مضاءة ....بينما تتناثر بتلات الورود الحمراء على ارضية الطابق الذي حجزه حازم لينفردا فيه معا ...غبدى المشهد خاطفا للانفاس بين عاشقين صامتين ...يستمتعان بكل لحظة تجمعهما معا.
بعد دقائق همس حازم بشرود وهو يقبض على كف رنا ويتطلع للمدينة من خلال زجاج الشرفة الواسعة: ساجيبك على اجوبتك على سؤالي الاول حبيبتي...لقد وافقت على تصرف زوج صديقتك ليس اعتراضا على عملها ولكن على عصيانها له بعد ان منعها من العمل في غيابه
همست رنا بحرج: اجل حازم ...اعلم لقد شرحت لي سمر الامر
ثم همس مجدد بنفس الشرود: اتذكرين بماذا اجبت خالتي ليلة خطوبتنا الاولى...عندما سألت كيف تعرفنا حبيبتي ؟!....لقد اجبتها انني رايتك في احد النوادي رفقة والديك واعجبت بك
ثم التفت اليها .....يحدق الى عدم استيعابها بحنان....ليضيف بهيام وهو يرمقها بشغف: لم اكذب في ذلك حبيبتي....انا فعلا رأيتك رفقة والديك في احد النوادي(😉)....سلبتي كياني وقلبي ما إن وقعت عيناي عليك ....تمنيتك زوجة لي في تلك اللحظة...بل وعزمت على ذلك ...بقيت اراقبك لساعة وانت تمازحين والديك فاشعر بالغيرة تحرق فؤادي لهذه العسلية الي أسرتني في لحظات....ولحقتكم الى منزلكم ....وبقيت اتعقبك ليومين وانت تغادرين الى عملك ....الى ان ذهبت الى تلك القرية ....فلحقت بك مجددا ومن صدف القدر ...تعرضت سيارتك للعطل قريبا من حقولي وكأن القدر يخبرني انك لي امرأة حياتي...ليلتها شعرت بالرعب و الغضب ...ماذا لو هاجمك احدهم ...ماذا لو تعرضت للسوء وانت بمفردك ليلا في مكان منعزل....لهذا حبيبتي اصريت بعدها ان امنعك عن القيادة خوفا عليك لا تسلطا مني....ورافقتك الى ذلك المؤتمر حماية لك من الطريق ومن اي شخص قد يعترضك بسوء
ثم اضاف بعتاب مشاكس: وانت اكدت لي مخاوفي تلك بقيادتك السريعة بعد شجارنا والليلة وانت تقودين الى مزرعتي حبيبتي.
بقيت رنا تنصت اليه بصدمة والدموع تتحجر في عينيها بتأثر....ليضيف حازم بنبرة متملكة محتد الملامح بغيرة: عندما صادفنا قريبك كريم تذكرت فقط انك كنت وحيدة ليلتها مصابة ومعرضة للهجوم ...بينما قريبك ذاك ينتحل صفة الخطيب بدون فائدة...لهذا اندفعت نحوه بغضب عليك كيف له ان يكون خطيبا لك ويتركك بمفردك ....لايستحقك طالما تتعرضين للاذية وهو غير موجود ولا مبال.....لهذا اصريت على خطبتك سريعا من والدك....لانك تستحقين رجلا يحميك حبيبتي
ثم اردف بمرح: والا كيف تضنين انني اقنعت والدك ...لقد اخبرته منذ البداية بكل شيء
وعاد يضيف بنفس التملك: اما جارك الطبيب ذاك...لقد كان يلاحقك بخطوة ولو توقفت لاصطدم بك ....لهذا ما ان تعثرت امسكك مباشرة....وانا ادرك نظرات الاعجاب رنا....لقد حدجني بغضب عندما ابعدته عنك....لهذا فرضت تملكي لك عليه معلنا انني خطيبك لابعده ولايوجد عاشق يتقاسم ملكية حبيبته مع غيره....لو كان ساعدك بنية بريئة لما اعترضت.
ليردد بعتاب : لقد قرأت سوء ظنك بخصوص فستان الزفاف الخاص بليلى عندما طلبت منك ان تقيميه ....رايت في عينيك رفضك لاي بادرة مني اقوم بها بعشق لابتسلط....ولكنك من البداية تفسرين كل تصرف لي على انه تسلط وانانية ولن الومك فجزء كبير من ذلك بسببي لانني اجتحتك بفيضان مشاعري الهائجة بشغف نحوك.....عندما اقفلت السيارة لاحضر الثوب....خشيت ان تتركيها عنادا وغضبا بسبب الثوب لانك تظنينه لك...ولن انكر انني اقفلتها خوفا عليك وانا لم اتأخر بل التقطت العلبة وهرعت نحوك بسرعة لتنفجري في وجهي ولكنني استحقيت ذلك (وغمزها بمرح)
اخذت دموع رنا تتسلل بحرارة على وجنتيها من تأثرها بتصريحات حازم ...ايعقل انه يحبها بهذا الشكل....انه يعشقها بمقدار خوفها وعنادها ورفضها له سابقا....فاقترب اليها حازم يمسح دموعها برقة ويهمس بغرام....يحدجها بنظرات لامعة متيمة : لقد قلت لك انني مرعوب منك حبيبتي....اريد ان اطمئن انك تحبينني وعندها ساطلق سراح رعبي وتملكي المتشبث بك.....لقد كنت انتظر ان اسمع منك اعترافك بحبك لي وبارتدائك ذلك الخاتم حتى تتحرر هواجسي من مخافة فقدانك بسبب رجل اخر ....عندما اعلم انك تحبينني لن اكترث باي منافس قد يحاول اخذك مني....اردت حبك لي حتى ارتاح من خوفي منك....لهذا لم اتحمل ان يقترب منك احد وانا لم اسمع منك حبك لي....بيديك نجاتي ونجاتك من اغلال خوفي ....بحبك لي يتحرر كلانا من رعبي .
همست رنا باتعاش من بين شهقاتها : انا...انا احبك حازم...احبك
ضمها حازم اليه بشدة واخذ يردد بغرام جارف: وانا اعشقك حبيبتي...اعشقك حمامتي.
استكانت رنا في صدره....كلاهما يتشبث بالاخر ويحدق الى الشرفة بصمت ....يستمعان الى صدى دقات قلبيهما ...
لاحقا.....صف حازم سيارته امام منزلها وهمس بخفوت ونظرات عاشقة: سانزل معك اريد ان احدد موعد زواجنا باسرع وقت سيكون بعد اسبوع
هتفت رنا باعتراض: ماذا!!!....غير كاف حازم....على الاقل شهران حبيبي
برق حازم بصدمة ثم اجابها باصرار: شهران مستحيل ....اصبحت اتشاءم من هذه المدة....اسبوعان فقط حمامتي لن استطيع الصبر لتصبحي في منزلي
اعترضت رنا بدلال: شهر حبيبي حازم....اريد ان اتمتع بفترة خطوبتنا واجهز لزفافي ....هل ستحرمني من هذه المتعة حزامي.
زفر حازم باستسلام لكنه عاد يصر : ثلاثة اسابيع حبيبتي ولن اضيف يوما اخر ...ارحميني حمامتي .
قهقهت رنا بسعادة وتسلية ....ثم هتفت بحماس: حسنا حبيبي اشكرك جدا....دعنا ننزل الان
اقترب منها حازم بعبث ونوايا تلمع في عينيه المحدقة الى شفتيها : الم تنسي شيئا مهما حبيبتي؟!!.
ولمس باصبعه شفاهها المرتعشة ...فهمست رنا بارتباك وملامح محرجة محمرة ...وهي تفك الحزام بسرعة هاربة منه بمرح: لا سيد حازم...هذا عقابك لانك خدعتني الليلة .
وترجلت من سيارته راكضة نحو منزلها ...فلحقها حازم يركض وراءها ويتوعدها بعبث: لن تهربي طويلا رنتي...وستدفعين كل ديونك.
********اتفق حازم مع والدي رنا على الثلاثة الاسابيع حول موعد الزفاف...لتتولى سعاد دور الحماة بتسلية: حسنا بني حازم ...ريثما يحل موعد الزفاف...يمنع عنك رؤية رنا ...لقد اتفقت معها انها ستأخذ اجازة لشهرين من الجريدة ......لهذا غدا ستضع لها طلب الاجازة وتشرح لمدير الجريدة وهو يحترمك طبعا ويقدر رنا وسيسعد بزواجكما ...طابت ليلتك بني...بلغ سلامي لوالدتك....نلتقي بعد ثلاثة اسابيع صهري.
وسحبت رنا معها نحو غرفتها....تاركة حازم يحدق بدهشة وقد اخرس لسانه من الصدمة....فهمس احمد ضاحكا بمرح: ضريبة خداع حماتك بني لاعليك.....الدور فيما بعد علي ....لقد خدعناهما ونستحق العقاب.
وهناك في غرفتها...اخذت رنا تقهقه بتسلية مع سعاد لمنظر حازم المصدوم....ثم همست والدتها مجددا بمشاكسة : لا يرى شيئا بعد ذلك المتآمر وانا التي كنت ادافع عنه ....والاخر زوجي ايضا سأردها له.
بعد ساعة....كانت سعاد تضع مجموعة من الوسائد كجدار عازل بينها وبين احمد وعندما لاحظت اعتراضه ...همست باغواء متعمدة مبتسمة بتحد: يمكنك ان تنام في غرفة الضيوف زوجي العزيز ....اختر ما يناسبك ....طابت ليلتك
واولته ظهرها ....فاندس احمد باحباط يعلم انها ستلجأ الى خطة بديلة اخرى ان اعترضها.....فابتسم بمرح لشقاوة زوجته التي تشعره دائما انهما تزوجا بالامس فقط
امسك حازم هاتفه ...واخذ يتصل برنا لمرات متتالية ...وعندما لم تجبه .....زفر باحباط ....ظنا منه انها نائمة بسبب الارهاق.....فارسل اليها رسالة نصية "نوما هنيئا حمامتي"
ووضع هاتفه جانبا ....يبتسم بسعادة عارمة....وبعد لحظات انتفض على رنين هاتفه ....فتناوله وفتح رسالة رنا بحماس وقلبه يدق بهدر:" طابت ليلتك صهري"
فجحظ عيناه بصدمة ...وبقي ينظر الى الرسالة ببلاهة للحظات ...ليدرك اخيرا ان حماته تواصل عقابه وتحتفظ بهاتف رنا ....فزفر باحباط ....مرتميا عاى فراشه بخيبة ...ثم ابتسم بوله وهمس بلهفة ونبرة ماكرة: تستحقين ان اتعذب شوقا لك حمامتي ....والدتك بهذا تجعلني احترق لانالك ....لهذا عليا ان اشكرها ....انها توقعك في مأزق (واخذ يقهقه بعبث).
❤❤❤❤❤❤
بعد ثلاثة اسابيع....طويلة جدا على حازم ....فسعاد شددت الحصار باصرار ...تمنعه من رؤية رنا او حتى الاتصال بها فهاتفها معها .....وعندما تخرجان للتسوق ترافقها كظلها وهي تلمح حازم خلفهما ....يحدق باشتياق نحو رنا ....رغم انه يتعد ان لايظهر ...لكن الام والابنة تدركان انه خلفهما في كل خطوة....فتبتسمان بتسلية وتواصلان تعذيبه .....وكان هذه الاسابيع الثلاثة كانت عقابه لتلك الاسابيع التي غضبت فيها رنا عندما خطبها عنوة سابقا.
ليلة الزفاف....زفاف اسطوري ...كما وعدها ....ووعد نفسه....وساعدته هي بثوب زفافها الرائع فبدت كالملكة في اعين الحاضرين واعينه العاشقة التي تلتهم تفاصيلها بشغف...ينتظرها بحلته السوداء كسواد عينيه الفاتنة....يقف بهيبة بفخر لفوزه بهذه الملكة....ينتظر ان يضعها والدها في يده ...فيحفظها في عينيه وبين اضلعه....ويعد احمد بنظراته الحادة بان يسعدها ويحميها ...ثم يقبض على كفها الناعم ويصعد معها عربة فخمة تليق بملكة ....يقودها حصانان ابيضان ....ويغادرا نحو القاعة الضخمة المزينة باجمل الورود والاضاءة المشعة....لتنفجر المفرقعات في السماء تنيرها بصخب ....وهو لايترك كفها ويلتزم الصمت ....فلاكلام يعبر عن ما يختلج في فؤاده الان....فقد يحدق اليها بشغف .....ثم يقودها نحو القاعة وسط تصفيقات المدعوين بعد ان انزلها من العربة الفخمة بلباقة كملكات العصور الماضية وهي ملكة زمانه.....ويسيران معا على السجاد الاحمر المفروش من لحظة لمست قدماها الارض وصولا الى حيث يجلسان في القاعة....وهناك ....اخيرا يملك اصبعها بخاتمه الثالث .....فهمس بعشق يتخلله المكر: الخاتم الثالث كحازم الثالث حبيبتي(وغمزها بمشاكسة)
ثم رفع كفها وقبلها برقة....وخاتم زواجها الماسي الباهض الثمن يتلألأ لكلمعان عينيها المغرمة بهذا الرجل ....ليفتتحا بعدها حلبة الرقص ....ويرقصا معا طويلا وانغام الموسيقى الساحرة تزيد من حرارة عشقهما لبعضهما ....ليتناوب حازم مع احمد وكلاهما يراقص رفيقة الاخر....وكلما التقت نظرات حازم بسعاد وهو يراقصها يكبت ضحكته بصعوبة من ملامحها الموحية بمكرها .
واستمرت الحفلة لساعتين ....عاشا خلاها اجمل اللحظات ....يمزحان ويتحديان بعضهما بنظراتهما الماكرة.....ليحتضنا بعض مجددا وهما يتمايلان على الموسيقى.....وكما فصلا القاعة في حفلة عقد القران كرر ذلك حازم في حفلة الزفاف جاعلا فتيات العائلة و الصديقات يمرحن ويتراقصن باريحية رفقة رنا التي هربت منه واخذت تراقص الفتيات بعند وهي تتحداها بعينيها ....فيتوعدها هو بشغف .....ثم يجذبها من بين الجميع....هاتفا بمرح وقد عيل صبره: حسنا اكملوا الحفلة عنا ايها السيدات.
ثم شبك يده بكفها .....وسط تصفيقات الحضور وعاد يسير معها على ذلك السجاد الاحمر وهذه المرة نحو سيارته المزينة باشرطة بيضاء حريرة يتوسط مقدمتها باقة ورود ضخمة باللون الابيض ايضا....وبعد ان ودعا الجميع....فتح لها الباب بلباقة رابطا لها الحزام بامان كالعادة.....ثم صعد هو الاخر متوجها بسرعة نحو منزله الذي سيمضيان ليلتهما الاولى فيه بمفردهما فمريم تعمدت ان تتركهما على راحتهما وقضت هذه الليلة عند شقيقتها رباب .
طوال الطريق...لم يتوقف حازم عن التغزل بجمال رنا ....يمطرها بعبارات العشق و الغرام .....يقبل كفها كل حين ...ويبقيه في قبضته ...ورنا لاتملك سوى الابتسام تكاد تنفجر وجنتاها من الاحمرار خجلا وعشقا وترقبا وخوفا عذريا ...الى ان وصلا ....فترجل من السيارة .....وعاد يفتح لها الباب....ويحملها فشهقت رنا واندست في حضنه تقهقه بسعادة....وحازم يسير بها بين ذراعيه على سجاد احمر اخر بينما تنطلق المفرقعات في السماء واينما مررت رنا نظرها تقابلها الوردو المتناثرة و الانارة المشعة....ثم ترفع راسها الى الاعلى مستمتعة بتلك المفرقعات النارية.
وصعد بها الدرج....درجة درجة على مهل يخشى عليها من اي حادث عرضي كابتا شوقه لها مقابل حمايتها... ولاتزال بتلات الورود متناثرة في كل مكان حتى وصلا الى طابقه الخاص المزين بفخامة استقبالا لعروسه....ثم اخيرا توقف امام باب غرفته....فدفعه بقدمه ببطىء....ثم دلف بهدوء....ورنا تلتزم الصمت بملامح حمراء قانية ودقات قلبها المتسارعة تخبره وتخبرها بانفعالها العذري ....فابتسم بحنان ثم انزلها بروية كانها قطعة زجاج حساس وهمس بخفوت اجش بينما يرفع ذقنها بيده ويحدق اليها بلهفة عاشقة : مبروك علي يا عروسي.....مبروك حبيبتي.
اجابته رنا بارتعاش : مب...مبروك
ابتسم حازم لاضطرابها بادراك يتخلله العبث ثم همس بهدوء: دعينا نصلي اولا حبيبتي حتى يبارك لنا الله زواجنا
بعد ربع ساعة تقريبا.....وبعد ان انتهيا من الصلاة ....استدار حازم نحو رنا ....وفجأة تغيرت ملامحه الى المكر وهو يحدق الى رنا بخطورة.... ثم همس بغموض:هل ستبقين باسدال الصلاة طوال الليل زوجتي
ارتبكت رنا بشدة ...ثم نزعت عنها الاسدال بيد مرتعشة وتعمدت البقاء بعيدة عنه....ثم فجأة تصلبت بصدمة وهي تجد حازم يخلع حزامه ببطىء ويحدجها بوعيد ...فهتفت برعب محمرة الملامح: ماذا.....ماذا تفعل!!
اقترب اليها حازم بخطوات متمهلة كنمر صياد سينقض على فريسته ....الى ان وصل امامها وهي تكاد تختنق بانفاسها المكبوتة من نظراته المتوعدة العابثة العميقة....ثم همس بخفوت مهلك قرب شفتيها: سأعاقبك على الاسابيع الثلاثة التي حرمتني منها
وقبل ان تعي مايقصده كان حازم يلف حزامه حول خصره ويجذبها نحوه كاتما شهقتها بين شفتيه في قبلة رقيقة ناعمة كنعومة شفتيها وهو يشد الحزام عليهما معا.....يربط كلهيما به...واستمرت قبلتها للحظات طويلة ....عاصفة برنا التي سلمت كل حصونها لهذا العاشق الشغوف بها ....تعيش معه اول قبلة وتدرك معه معنى ان تكون لرجل ...وكلما طالت القبلة التي عصفت بحازم الاخر....فارتخت قبضتاها وسقط الحزام ليليه بلحظات سقوط طرحتها ....ثم ابتعد عنها بانفاس لاهثة ....ليصدمها مجددا وهو يحملها بين ذراعيه ويتوجه بلهفة نحو السرير ....فهتفت رنا بارتعاش وانفاس شاهقة: ماذا تفعل حازم؟!
اجابها حازم بلوعة وقد احترق جسده وقلبه شوقا لها: احلق بك نحو عالمنا الخاص بنا وحدنا فقط حمامتي
ليعيشا اجمل اللحظات ...يعاملها برقة ....رغم شغفه المجنون به لكنه استسلم ضابطا جموحه يراعي خجلها وتوترها ....يبثها غرامه بكلمات رقيقة كل حين....متغزلا بحسنها ....محتويا خوفها العذري بمراعاته الحنونة...يغزوها برقة ...يمتلكها بمراعاة ....لتتوسد بعد وقت صدره وهو يضمها اليه بشدة مقبلا شعرها ووجنتيها بامتنان لانها كانت له فقط.
همس حازم بصوت رخيم وهو يضم رنا اليه بحنان : الا يحق لي ان اشعر بالعشق فقط لانني رجل!!...هل يجب ان اتركك لرجل اخر والا اتهم بالتملك!!...متى شارك العاشق حبيبته مع غيره!!.....هل انعت بالتسلط لانني اخاف عليك من نسمات الهواء!! ....هل اكون انانيا لانني اريدك معي لاسعدك كل لحظة!!!....هل اتهم بالتجبر لانني اريد ان ترتدي مااختاره لك بعشق فينتابني الفخر و الامتنان لك لانك تقبلين بي عاشقا لك !!....لاتصدقي رجلا يتباهى بتملكه لحبيبته....فهو السجين في مملكتها ....انت صاحبة القرار حبيبتي ...ويالها من سعادة وانت تقررين ان تكوني لي بقرارك وليس بقراري....انا الاسد الحبيس بين جناحيك حمامتي
ادمعت عينا رنا بتأثر وضمته لها بشدة ثم همست بارتعاش ونبرة عاشقة : احبك حازم...احبك جدا....سامحني حبيبي
قبل حازم شعرها بحنان....ثم صمت للحظات يتركها تضمه باعتذار...ثم احتلت ملامحه ابتسامة عابثة ....وهمس بلؤم: اخطئي كما تشائين حبيبتي.....سبق ان اخبرتك انني احبك عندما تخطئين ...لكي اعاقبك بطريقتي
ثم اعتلاها فجأة ....مبتسما بعبث...بينما انكمشت رنا تختبىء تحت الغطاء تقهقه بخجل مدركة لماهية عقابه...وعاقبها طوال الليل بشغف....بعشق وهي الاخرى تستقلل عقابه بعشق
بعد اربعة سنوات ......
هتف حازم بانفعال وعصبية يرج المشفى بصوته الجهوري الخشن وهو يحمل رنا بين ذراعيه التي تصرخ بالم : اين الطبيبة ....اريد طبيبة حالا....زوجتي تلد.
فرنا داهمتها الام المخاض فجأة....فحملها مسرعا بها نحو احدى المستشفيات الخاصة وهو يلتفت نحوها كل حين وهو يقود سيارته بجنون ويهتف بحنان: سنصل قريبا حبيبتي...تحملي حبيبتي ...انت قوية ....سنصل قريبا
هرعت الممرضات نحوه بسرعة يودون ابعاد رنا ووضعها على الحمالة لكن حازم رفض ذلك باصرار وهو يهدر بعصبية:اين الطبيبة ...اين هي!!
هتفت احدى الممرضة بمهنية متعودة على صراخ الازواج مع زوجاتهم عند الولادة: الطبيبة غير موجودة سيدي انها مسافرة...لكن لاتقلق الطبيب المناوب موجود
وامام صراخ رنا ...زفر حازم بغيظ ...يجز اسنانه بقهر ثم هتف هادرا بخشونة وهو يركض برنا: اين هو!! ....اين هو؟...زوجتي تتألم بشدة.
بعد ساعتين ....
همست رنا بحنان وملامح شاخبة مرهقة نحو حازم الذي يحدق الى الرضيعة بعشق: ما اجملها حبيبي ...اليس كذلك حازم
اجابها حازم بوله وهو لايحيد بنظراته عن الرضيعة: تشبهك حبيبتي ...انها رائعة ...انا سأختارالاسم هذه المرة...لقد سميت ابننا انت واطلقت عليه حازم ....لهذا انا ساسمي ملاكي هذه
همست رنا بمرح رغم تعبها: اذن ستسميها رنا
اجابها حازم بتملك : لا طبعا ....لن اسميها رنا واسمع زوجها يناديها باسمك عندما تكبر ....رنتي واحدة فقط ولن اشارك اسمها مع احد
قهقهت رنا بمرح لغيرته التي لم تتغير ....ثم همست بسعادة: وماذا ستسميها اذن زوجي الغيور؟
اجابها حازم بعشق محدقا الى الرضيعة: هديل ...ساسميها هديل نسبة لوالدتها حمامتي العسلية.
نحتاج في حياتنا هذه الى رجل حقيقي ...رجل يكون السند و الامان....رجل يتشبث باصرار ويحارب بتصميم...احيانا بل غالبا للاسف ننعت العاشق المتملك بالتسلط لانه يتشبث ....فقط يتشبث ....وكم نحتاج لرجل يتشبث في زماننا هذا .
❤❤النهاية❤❤