رواية ماسة زيدان (أعز اعدائي) الفصل السادس عشر 16 بقلم ماسة ناصر
الحلقه السادسه عشر
بقلم / ماسه ناصر ( شروق الشمس)***********************************
تحجرت رحيل في مكانها ولم ترد الالتفات الي ان جاءها صوته شديد اللهجه : ابو مين ده اللي كان بيشرب الشربه بالخرطوم ؟!
التفتت له وقالت بسرعه : ابويا ابويا انا
ضحك وهو يحرك رأسه نفياً
ركضت سيرا اتجاهه فانحني وحملها
سيرا : رجعت ليه يا بابي
كرم : بابي نسي ملف مهم... هطلع اخده من اوضتي وامشي
همست صدفه بصوت خافت : بابي !!! ... الله ير....
ابتلعت الباقي من كلماتها عندما وجدته يرمقها وهي رافعاً احد حاجبيه يحثها علي المتابعه ... انزل سيرا الي الارض ثم قبلها
سيرا : متغلبيش الداده بتاعتك وخليكي كويسه
لوت رحيل فمها : الحب ولع في الدره
مما جعله يرفع نظره اليها وقد رمقها بشر لأول مره منذ ان تقابلا ... اخذت وقتها تتأمل ملامحه شعره الطويل الناعم الذي يصل الي كتفيه وجه الخالي من اي ندوب. ... اين ذلك الندبه التي كانت بوجهه!! ... صحيح بما انه اصبح غنيا ربما قام بعملية تجميل... اعتدل واستقام وكاد ان يذهب لولا انه وقف للحظه
كرم : ازي غفران ؟!
رحيل : غريبه يعني
كرم : ايه اللي غريب في اني اسأل عليه
مطت رحيل شفتيها قائله بلا اكتراث : اللي خلاك تسأل عن اللول ولنجويني وتأخدهم وتخليهم ولا البهاوات مخلكش تسأل عن غفران ... علي العموم هو كويس الحمد لله
كرم : علي فكره انا مسألتش علي حد اصلا ولا كنت عايز اشوف حد يفكرني بماضيا خالص... اللي سأل عنهم وجابهم ورد... انا علي طول بره اول مره ارجع مصر السنادي... وورد اللي كان بيقوم بشغل الشريكتين وانا باتبعه من هناك... وان كان في حد يستحق انه اسأل عليه هو غفران غير كده اي كان لأ
تركها وصعد فدلفا بعده اللول لنجويني.
اللول : سيرااااااب
سيرا بشر : اسمي سيرا
لنجويني : سيبك منه يا سرابي تعالي نلعب
تقدمت سيرا منه ثم دعست قدمه فاصطنع الالم
سيرا بصراخ : ايه سرابي دي
لنجويني : حاجه زي خرابي كده او شرابي مش متأكد
رفعت رحيل كفيها متوسله : بس بقي بس.... دماغي صدعت
هبط كرم بعد قليل
كرم : يلا يا بهاوات ياللي بتلعبوا انتوا ورانا شغل
اللول : سيبنا نعقد نلعب مع سيرا شويه
سارعت رحيل : لا لا خدهم معاك
انفلتت منه ابتسامه ساخره.. هل تملك الحق بأن تأمره... وعندما لاحظت نظراته المغتاظه
رحيل : اقصد لو سمحت خدهم معاك... منا مينفعش اقعد مع شابين لوحدي
نظر كرم الي اللول ولنجويني بحده : الحقوووني
جلست رحيل بصحبه سيرا
رحيل : بتحبي الكرتون
سيرا : ايه الكرتون ده
رحيل : الانيمي يعني
سيرا : اه
رحيل : مفهمتيش كرتون وفهمتي انيمي... خريجه لغات زي ابوكي
انهت جملتها وهي تتلفت حولها كاللص.... فحينما تقول اسمه يأتي علي الفور
**************************************
ظلت واقفه تهز قدمها بتوتر وهي تتوعد الي ذاك المهمل... فتحت زوجة عمها
فوزيه : اتفضلي يا بنتي... خير ؟! ... اكمنك جايه بدري يعني
صدفه : لو سمحتي يا طنظ ممكن تناديلي إيلام عايزاه في حاجه
دلفت فوزيه وأيقظت إيلام وتركتهما لكي توقظ إمام لكي يذهب الي عمله
فرك إيلام عينه ثم قال بنعاس : نعم يا صدفه... خير
صدفه : مين اللي ضربك كده
ضحك ضحكه ساخره : وانتي مالك ؟!
صدفه : إيلام انا لازم اعرف مين اللي ضربك
إيلام بهدوء :لا مش لازم علي فكره
تركها وذهب الي الشرفه فتتبعته
صدفه : إيلام متبقاش عنيد... انت مكنتش كده ايه اللي حصل
نظر ايلام الي الاسفل ثم لوح بيده كتحيه ... نظرت الي المكان الذي ينظر اليه فوجدت عامر ينتظر بالاسفل علي دراجته البخاريه وينظر اليها بملامح غير واضحه لا تنم علي شئ .... اضطرت اسفه ان تهبط فأشعل دراجته البخاريه مما جعلها تجلس خلفه وتحاوط خصره بذراعيها واستندت برأسها علي ظهره وظلت تنظر الي إيلام الذي ابتسم الابتسامه التي تستفزها حقاً وهو يلوح لها بلا اهتمام ليخبرها بأنه قد تخلص منها أخيراً ... وصلا الي المديريه فهبطا وقفا الاثنان مقابلين لبعضهما وضعت رأسها في الارض تشعر بالخجل فيوم أمس قد حذرها من الاهتمام بإيلام واليوم يجدها في منزله!! ... كادت ان تتحدث بأي عبارات اسف ولكنه سبقها
عامر : انا اسف
رفعت وجهها اليه بصدمه فتابع : كان لازم اثق فيكي اكتر من كده الحق عليا انا فانا اسف
شقت الابتسامه طريقها الي شفتيها كم اراحها اسفه هذا ولكن حقاً هل تستحق تلك الثقه ؟!
*************************************
وفي المساء... عاد الي الفيلا منهك القوي... كم هو مرهق الان!! ... دلف الي الفيلا وسمع اصوات ضحكات عاليه... ظل يقترب من مصدر الصوت فوجدا رحيل وسيرا جلستان تشاهدان شئ ما يبدو انه كوميدياً من ضحكاتهما... وسيرا تجلس في حضن رحيل ساكنه!! رفع شفاه العليا باستنكار لما يحدث... سيرا التي لا تطيق اي شخص سواه هو وورد الأن في احضان اكثر فتاه يكرهها.... لاحظت رحيل بعد فتره وجوده فتنحنح بحرج وكأنه قد فعل جُرم ما
نهضت رحيل من مكانها ووضعت سيرا علي الاريكه ثم اقتربت منه
رحيل : ممكن امشي ؟!
اومأ برأسه بالإيجاب... عادت مره اخري وقبلت سيرا التي قالت : رحيل متتاخريش بكره ماشي
ابتسمت رحيل وعبثت بشعرها : ماشي
التفتت تسير بإتجاهه وكادت ان تتخطاه فاوقفها صوته : انتي ممكن تروحي معانا.. احنا رايحين عندكوا.
لم تستوعب اي كلمه مما قالها فقالت : انتوا مين ورايحين عندنا اللي هو فين ؟!
كرم : انا وسيرا... رايحين الحاره عندكوا... رايحين نزور ناس غاليه علينا... فهنوصلك لطريقنا
رحيل : لا معلش انا متفقه مع معاذ يجي يأخدني.. شكرا
ثم تركته وغادرت
********************************
كانت جالسه في غرفتها تقلب صفحات أحدي المجلات حتي اعلن هاتفها عند وجود اتصال... نظرت الي شاشه الهاتف ثم قالت بدهشه : الرقم ده مش متسجل عندي يا تري مين!!
أجابت بتوجس : الو
اتاها صوت فتاه رفيق وهي تقول بلباقه : مع حضرتك كريستين سكرتيره ورد وفيق صاحب الشركه الكبري للتسوق حضرتك. كنتي مقدمه علي وظيفه واحنا قبلناكي
صبا : انا مقدمتش علي حاجه
كريستين : لا ازاي حضرتك اسمك موجود اهو... يمكن حد قدم بأسمك
صبا : يمكن
كريستين : علي العموم تقدري تبدأي الشغل بكره والعنوان هبعتهولك برساله
صبا : طب ممكن اعرف مين اللي قدم بإسمي لاني مقدمتش وانتي عارفه كده كويس
كريستين : تمام هو المفروض مقولكيش بس هي واحده اسمها ضحي
أغلقت كريستين الهاتف معها ثم اتصلت برحيل : ايوه يا رحيل انا قولتلها ان ضحي اللي مقدمالها زي ما قولتيلي
*************************************
وقف إمام باب منزل غفران ثم نظر الي تلك الصغيره التي تمسك بيده... لاحت ابتسامه علي شفتيه لانه اخيراً سيري الشخص الوحيد الذي يعتبره من عائلته... كم اشتاق اليه حقاً !!
طرق الباب وما هي الا لحظات حتي فتح غفران بملامحه الجميله... ظل غفران يدقق النظر به قليلاً وما ان تعرف اليه حتي ابتسم بادله كرم الابتسام بينما ترقرقت عيناه بالدموع... جذبه غفران الي حضنه وظل يبكي ... خرج كرم من حضنه بعد فتره ومسح دموعه بظاهر يده ثم قال : انت هتفضل تحب فيا كتير وهتنسي حفيدتك ولا ايه
نقل غفران نظره الي سيرا.. ثم جثي علي ركبتيه وحاوط وجهها بكفيه
غفران : مش شبهك يا كرم
كرم : اه شبه امها
غفران : بس ليها عيونك ونظراتك
كرم بمزاح : مهو ده اللي كان ناقص متأخدش حاجه مني خالص.
ثم وجه كلامه لسيرا : مش انتي يا ست سيرا بتسأليني دايماً فين جدك اهو جدك اهو
سيرا : انت جدو ؟!
اومأ غفران رأسه بالإيجاب بينما تنساب الدموع من عينيه
ظل يتحدثا كثيراً الي ان دلف إيلام الي منزل غفران... وبمجرد ان رأي إيلام كرم
إيلام : هجيلك بعدين يا جدي
غفران : رايح فين يا إيلام يابني مش تسلم علي صاحبك
إيلام بحنق : مبسلمش علي حد يا جدي... هجيلك بعدين
استدار ليغادر ولكن اوقفه صوت كرم : إيلام عايزك... تعالي نعقد علي القهوه ونتكلم
ثم وجه كلامه لغفران : خلي بالك من سيرا يا غفران
غفران : دي في عنيا... المهم متتخانقوش
جلسا في المقهي
كرم : تشرب ايه ؟!
إيلام بحنق : اشرب من دمك
كرم : قلبك ابيض بقي يا عم إيلام انت لسه فاكر من وقت لما رحيل هربت
إيلام بإغتياظ : اه تقوم تتصل بيا وتقولي لو مخيلتش صدفه تقولي فين رحيل هموتها جتك موته تشقلبك
رفع كرم حاجبه ثم هتف بخشونه : ما قولنا قلبك ابيض بقي... تطفح ايه ؟!
إيلام : سحلب
نادي كوم علي النادل : اتنين سحلب
جلب النادل كوب به سحلب والكوب الاخر به شاي... سارع إيلام بأخذ الكوب فاراد كرم ان ينزعه منه
كرم : هات السحلب
إيلام : بعينك
كرم : هاته انا اللي هدفع
إيلام : ما تدفع ولا تولع بجاز
كرم : هات مش كل مره تأخد انت السحلب هات
ارتشف إيلام من الكوب بتلذذ وهو يلاعب حاجبيه بمشاكسه : اعلي ما في خيلك اركبه
ضحك كل من كرم وايلام عندما تذكرا الموقف من 9 أعوام
اضاءت ساعه يد إيلام باللون الأحمر
نهض إيلام : انا مضطر امشي بقي ورايا مشوار سلام
عانقه كرم : هنتقابل تاني
إيلام بلا روح : لو لينا نصيب هنتقابل
************************************
وضع سماعات الاذن
إيلام : اوصفلي مكانه بالظبط كده
مايكل : هبعتلك اللوكيشن بتاعه
إيلام : عايز عربيه
مايكل : هبعتلك عربيه
إيلام : تمام
جاءت سياره الي إيلام.. هبط السائق منها ورحل و استقل إيلام مكانه .... اوقف السياره بعد مسافه طويله قطعها
مايكل : رأيته ؟!
إيلام : نعم
مايكل : تتبعه
كاد ان يذهب لولا انه وجد صدفه تستقل السياره بجانبه.. انتفض فجأه وصرخ : صدفه
كان في يد مايكل فنجان قهوه وعندما سمع صرخه إيلام اوقعها علي نفسه وهي ساخنه
إيلام : ايه اللي جابك هنا
صدفه : كويس انك هنا انا كنت براقب الراجل اللي هناك ده.وكنت محتاجه عربيه ودعيت ربنا فلاقيتك قدامي... امشي وراه بقي امشي وراه
إيلام : حاضر
تتبعه إيلام حتي وصلا الي منزل في الخلاء... خلعت حزام الامان وكادت ان تهبط
إيلام : راحه فين ؟!
صدفه : هقبض عليه
إيلام : هتلاقي في ناس معاه جوه
صدفه : متخافش انا قويه ؟!
هبطت من السياره واقتربت من المنزل فوجدت اضواء تتسلط عليها ليخبروها بهذه الطريقه انهم اكتشفوا أمرها... تجمع مجموعه من الرجال حولها وبدأ القتال ولأن الكثره تغلب الشجاعه انهزمت... جثت علي ركبتيها و الدماء تسيل من فمها.... جذبها رجل من الحاضرين من شعرها ... اضطر إيلام ان يهبط من السياره ثم ذهب اليها دفع الرجل الذي يجذبها من شعرها بعيداً عنها
مايكل : لا تفعل اياك وان تضربهم سيكشف امرك
إيلام : انتي كويسه
اومأت صدفه بنعم ... لم يستطيع إيلام ان يقاوم حتي لا يكشف أمره... وانتهي امره هو وصدفه في ثلاجه كبيره للحوم تغلق برقم سري.... بدءاً يرتجفا من شده البروده... خلعت صدفه سترتها ووضعتها علي إيلام.... نظر لها إيلام بلا استيعاب.... بينما همست صدفه بشفتين مترجفتين : علشان هتموت من البرد
كاد ان يخلعها ولكنها همست بإعياء : سيبها انا كويسه
تكورت علي نفسها وكأنها جنين في بطن امه وكل جسدها ينتفض طالباً استغاثه. ... شعر بشئ قد سقط علي كتفه وعندما نظر بجانب عينيه وجدها قد فقدت الوعي
إيلام : مايكل هل تسمعني اخرجني من هنا حالاً
لم يجد رد
صاح به إيلام : اخرجني من هنا هيا
وعندما لم يجد رد خلع سترتها من علي كتفه ووضعها علي كتفيها وهو يهمس بجنون : ستكونين بخير اقسم
ثم عاود الصياح : مايكل اخرجني من هنا ستموت ايها الحقير
فاتاه صوت مايكل اخيراً : ماذا... ماذا تقول
إيلام بحده : اين كنت ايها الغبي
مايكل : لقد كنت ابدل ملابسي ماذا حدث
إيلام : انا الان موضوع في ثلاجه لحوم لها ارقام سريه. ... لماذا قد تكون لثلاجه لحوم ارقام سريه ؟!
مايكل : ثواني واجيبك
اخترق مايكل اجهزتهم : اجابه علي سؤالك اخي في هذه اللحوم الكثير من المخدرات ... ثواني واخرجك من هنا
إيلام : هيا
تحولت شفاهاهم الي اللون الازرق بينما اصبحت انفاسه عباره عن بخار ماء
مايكل : لقد فتحت الباب ...
حملها إيلام بقدمين ضعفيتين وبمجرد ان خرجا وجد مجموعه من الرجال ولانها كانت فاقده الوعي استطاع ان يبرحهم ضرباً.... حملها الي السياره ثم سار بها بعيداً عن هذا المنزل الملعون
إيلام بقلق : جسدها كالثلج ماذا علي ان افعل.... هل لنا في منطقه قريبه منزل هنا
مايكل : نعم لنا .. سارسل لك الموقع
زاد إيلام من سرعته ثم القي عليها نظره جانبيه : هل كنتي تحبينه الي هذا الحد... الي الحد الذي يجعلك تضحي بنفسك لتنقذي حياته... غبيه
استيقطت بعد فتره فوجدت نفسها امام مدفأه و هناك كم هائل من الاغطيه عليها
وجدته جالس علي كرسي وعينيه متربصتين بها فنهضت بسرعه
صدفه : ايه اللي حصل ؟!
إيلام بجمود : كنتي هتموتي بسبب غبائك.
صدفه : خرجنا من هناك ازاي
إيلام : صعبنا علي واحد فخرجنا
نظرت صدفه حولها : بيت مين ده
إيلام : بيت واحد صاحبي كنتي بردانه وهتموتي مكنش قدامي حل غير اني اجيبك هنا
بدي كأنه انسان آلي مهمته الاجابه عن اسألتها بلا مشاعر وثبات
نهضت صدفه والارهاق بادي علي تقسيمات وجهها
صدفه : طب انا نمت قد ايه
إيلام : ساعتين
صدفه : انا اتأخرت لازما ارجع البيت
سبقته للخارج بينما هو يتبعها وقف قليلا يتأملها ثم رفع قبضته وضربها علي صدره عده مرات قائلا بدهشه : وووه.. ما بال هذا القلب قد ازدادت ضرباته ؟! ... وما بال هذا الشعور الأخرق الذي ينتابني لمجرد انها بخير...
ثم ضرب رأسه : عد الي رشدك ايها الغبي
***********************************