اخر الروايات

رواية السجينة وايدي العقاب الفصل الرابع عشر 14 بقلم دينا عادل

رواية السجينة وايدي العقاب الفصل الرابع عشر 14 بقلم دينا عادل

 الفصل الرابع عشر*


_شعر بنشوة كبيرة وهو يسمع ذلك الخبر غير مصدقًا وقف سريعًا وابتسم بلهفة وهو يمسك بذراع "يوسف"
-بتتكلم بجد ؟!
هز "يوسف" رأسه بالإيجاب وهو مبتسم قائلًا:
-زي ما بقولك ،التحريات عرفت طريقها في حي هناك بسينا
ارتاح قلبه أخيرًا وقال وهو ينطلق إلى الخارج:
-مفيش وقت نضيعه جبت كل المعلومات ؟
-أيوة أخدنا كل حاجة هي ساكنة هناك مع ناس واضح أنهم عطفوا عليها
شعر بالأسى حيال ذلك وهو يتذكر معانتها تأهب للدخول إلى الخارج وأشار ل"يوسف" كي يتبعه قائلًا:
-مش هستنى وقت أكتر يالا دلوقتي ومتقولش لحد حاجة مش عارفين لسه حالتها إيه أنا هبقى أقولهم لما أجبيها !
أومأ برأسه ثم بعث برسالة ل"سلمى" يخبرها أنه سيذهب مع أخيها في مهمة طارئة ستستغرق بعض الوقت ،وانطلق مع صديقه لكي يأتوا ب"بسنت" التي غابت سنوات مميتة !
........................
قاد "يوسف" السيارة الخاصة ب"زين" بعد أن قال له ذلك فهو يشعر بتوتر ويداه ترتعش !
أسند برأسه على الكرسي وهو يتابع تذكره الأليم عندما دلف نحو غرفته !
............عودة بالماضي !
..
صُدِم "زين" عندما وجد أخته ملقاه على الأرض فاقدة للوعي وملابسها ممزقة لا تستر شيئًا وبها خدوشًا متفرقة في جميع أنحاء جسدها والدماء تسيل منها !
كان هذا المشهد مشينًا عنيفًا للغاية كفيل بنزل الصاعقة على رأس "زين" !
هوى أرضًا وهو مصدومًا لم تستطع قدماه أن تحمله أكثر وهو ينظر لها نظرات زائغة ولا يستطيع الحراك !.
في داخل غرفة "مليكة" قلقت "فريدة" على زوجها نيمت ابنتها الصغيرة وأغلقت عليها الباب وهي تشعر بوجود خطب كبير !
وجدت باب الغرفة مفتوحًا ولم يحدث منه أي صوت فركضت مسرعة قائلة بتلهف :
-"زين" حصل إيه عند...!
بترت كلامتها فور ذهولها من منظر "بسنت" الفاضح فشهقت بصدمة كبير:
-يالهوي "بسنت" !!!!
نظرت نحو زوجها فوجدته على تلك الحالة هوت إلى مستواه وأخذت تهزه بهدوء وهي ترتعد لأجله قائلة:
-"زين" فوق أبوس إيدك لازم نلحق البنت بسرعة شوف فيها نبض ولا لاء اتحرك !
نظر لها بأعين ضائعة والدموع تمتلئ في مقلتيه ثم وقف بصعوبة بمساعدة "فريدة" وتقدم نحو أخته وحس نبضها فوجده ينبض حملها سريعًا بينما أوقفته "فريدة" وقالت مستنكرة :
-هتاخدها بالمنظر ده استنى اجبلك حاجة تغطيها بيه !
أسرعت وأحضرت معطف كبير كي يغطي جسدها بالكامل بينما اتجه بها "زين" نحو الخارج وهو في عدم وعيه أشار لها "زين" بعينه كي تبقى هنا فامتثلت ثم قالت بقلق:
-طمني يا "زين" !
خرج بسرعة ووضعها في سيارته وانطلق بأقصى سرعة نحو المشفى وهو يهتف من بين دموعه:
-هجبلك حقك والله هجيبه بس متموتيش بطريقة دي !.
وبعد برهة قليلة وصل إلى المشفى وترجل منها سريعًا ،وحملها بخفة ونادى بكل صوته نحو إسعافات المشفى:
-حد يلحقني بسرعة بتنزف !
أتى بعض الممرضات ووضعوها على الترولي وجروها سريعًا نحو الداخل ويلحقهم "زين" بينما قالت إحدى الممرضات:
-اندهي الدكتور "رأفت" بسرعة !
امتثلت سريعًا بينما دلفت "بسنت" نحو غرفة العمليات وأتى الطبيب "رأفت" مهرولًا ووقف "زين" يضع يده على رأسه ويبكي بغزارة لا يدري ماذا يفعل !
..............................................
عند منزل "فريدة" ،،،
كانت "فريدة" خائفة بشدة وأخذت تحمد الله كثيرًا ان ابنتها ظلت بخير كانت متوترة بشدة من أن يحدث شيئًا آخر وقررت أن تنتظر قليلًا وتتصل ب"زين" حتى يطمئنها !
...............
خرج الطبيب بعد نصف ساعة فركض نحوه "زين" وهو يعلم ما سيتلقى الآن فقال الطبيب بانزعاج:
-أنا عايز أعرف مين الحيوان اللي عمل كده لازم نفتح محضر بخصوص ده !
صرخ به "زين" وهو يمسكه بعنف وقال:
-طمني عليها دلوقتي يا بني آدم ،وبعدين متخفش أنا أبقى مقدم فانجز قولي هي حالتها إيه !
بلع "رأفت" ريقه خاصة عندما أخرج "زين" البطاقة والكارنيه الخاص به فحاول الطبيب التحدث وقال بنبرة آسفة:
-بعتذر لحضرتك ،بس هي اتعرضت للاعتداء عنيف ودخلت في صدمة عصبية أحنا وقفنا النزيف بس لازم استعدي دكتور النسا عشان تطمنا أكتر بخصوص وضعها بعد كده ،عطنيها حقنة مهدئة ولو كنت اتأخرت شوية كمان كان ممكن لا قدر الله منلحقهاش هيتوقف دلوقتي الأمر على الجانب النفسي لأن اللي حصلها مش سهل تعديه ويفضل حضرتك تتصرف بسرعة عشان دي جريمة بشعة !
استأذن الطبيب ليدعوا طبيبة النساء والتوليد ،بينما جلس "زين" على الكرسي الملحق وهو يشعر بالاختناق كيف سيواجه الأمر بعدما حصل لشقيقته الصغرى وكيف سيتقبل ذلك والدته وأخته
أتت الطبيبة ودلفت مسرعة دون الانتباه إلى "زين" وبعد برهة خرجت منكسة رأسها فوقف "زين" وقال لها:
-من فضلك طمنيني عليها !
نظرت له بشيء من الحزن وقالت متسائلة:
-حضرتك تقربلها إيه الأول ؟
-أخوها
قالها بخفوت قلق فتابعت الطبيبة بكل أسف:
-للأسف بعد النزيف والوحشية اللي اتعرضتلها حصلها نزيف في الرحم واحتمال بعيد أنها تحمل وتخلف!
ما كل تلك الصدمات التي يتلقاها في غمضة عين أصبحت أخته مغتصبة ولن تستطيع أن تعود إلى حياتها الطبيعة وحتى لن تنجب أولادًا كيف ذلك تنهد بثقل ولم يتحدث بشيء !
....................
قلقت "فريدة" كثيرًا فاتصلت به على الفور فرد عليها بعد مدة قائلًا بنبرة منكسرة:
-أنتم كويسن ؟
-إحنا تمام يا حبيبي بس طمني على "بسنت" مش قادرة هموت من القلق !.
تنهد وهي تسمع صوته الباكي:
-مش قادرة أتكلم اتصلي ب"يوسف" وخليه يجيلي وأنا بعتلكم حراسة متخفوش!
أغلق معها سريعًا دون التحدث بأكثر من ذلك وهو يفكر من بين عقله الذي بات في كسرة لن تعود !
..............عودة
-يا بني بنده عليك روحت فين !
قالها "يوسف" بنبرة عالية فأفاق "زين" من شروده وقال بانتباه:
-معلش كنت سرحان ،في حاجة ؟
ابتسم له "يوسف" بصفو وقال:
-حالتك دي متنفعش اهدى وخليك متفائل اللي مريته بيه مش سهل لازم تجهز نفسك لكل الاحتمالات !
تنهد "زين" ولم يتحدث بل نظر نحو زجاج السيارة بشرود تام وهو قلق من الخطوة القادمة !
.................................................
خرج "محمود" منزعجًا بعدما فشل في الحصول على معلومات التي تخص "عهد" وقال بحزم:
أكيد هترجع الحارة هستناها وهناك وهشوفها مش هسيبك يا "عهد"
انطلق عائدًا نحو الحارة وهو يأمل بوجودها هناك !
............................................................
تمددت في المغطس حتى تريح جسدها كانت بحاجة لهذا الشيء كثيرًا حتى تريح أفكارها ،جلست به قرابة الساعة ثم خرجت ولفت جسدها بالمنشفة وخرجت وهي تجفف شعرها ثم جلست على السرير تشرد بحديثه وقال بخنقة:
-فاكرة نفسك ممكن تحبي وتتحبي وتعيشي عادي عمرك وحياتك !
تنهدت بتعب وهي تشرد به وبملامحه وقالت بسخرية:
-لاء ويوم ما أفكر أحب أختار مين ؟ ،أكتر واحد مش هيحب حد ولا هيفكر في واحدة قتلت قبل كده !
ثم نكست رأسها وقالت بتفكير:
-بس اشمعنا أنا ما في كتير أحسن مني ولا عشان مفيش بنت ممكن تقبل بحاجة زي دي وهو فكر عشان ساعدته وقال أهي خدمة إنسانية !
سالت دموعها فتعجبت ومسحتها سريعًا وقالت وهي تهز رأسها بعنف:
-بعيط ليه أنا المفروض مفكرش فيه عرضه مناسب وهو أكيد هيدافع عني مع كل المشاكل دي ، بس كفاية عليا يعرف إني كويسة مش عايزة اكتر من كده
تنهدت بضيف ووقفت واتجهت نحو الخزانة عازمة لقرارها !
.......................................
في السيارة !
نظر "يوسف" إلى "زين " الشارد وقرر أن يحدثه الآن في أمر هام وقال:
-كنت عاوز أتكلم معاك شوية!
وجه "زين" نظره نحو "يوسف" وأشار له كي يتحدث فتنحنح "يوسف" وقال بهدوء:
-مش خايف لما تتجوز البنت دي تكون خطر عليكم وعلى بنتك متنساش اللي عملته !
نظر له بتهكم وأشاح بوجه بعيدًا وقال:
-هو أنا أهبل عشان مفكرش في حاجة زي دي !
ابتسم بإحراج فأكمل "زين" وقال:
-البنت دي كويسة ونضيفة من كلامي معاها وسألت عنها كمان قبل ما تدخل السجن وعرفت إن كلامها صح وإنها كانت شايلة المسؤولية كلها عليها وهي معملتش حاجة غلط هي خلصتنا من واحد مقدرتش أنا عليه ووجوده بيدمر الناس !
كانت يتحدث بألم بينما قال وهو يبتسم:
-وجودها في حياتي هيفرق مع بنتي وهي بريئة مش زي ما أنت فاكرها بس حياتها أجبرتها على كده فخليني زي ما أنا مقتنع متقلقش !
تفهم "يوسف" لكنه مازال قلقًا ولن يدعي تلك الفتاة تأخذ راحتها في تلك الجيزة يجب أن يراقبها باستمرار !
...............................................
-يلا يا "لوكا" عشان تاكلي !
قالتها "سلمى" وهي تضع الطعام على السفرة بينما خرجت "مليكة" من غرفتها وقالت باعتراض:
-لما بابي يجي هبقى آكل معاه !
ابتسمت لها بهدوء وقالت وهي تربت على شعرها:
-بابي هيتأخر يا قلبي عنده شغل مهم كلي دلوقتي وبعدين لما يرجع تاكلي معاه تاني يلا
عقدت ملامحها بضيق وقالت بتذمر:
-كل شوية شغل شغل ،أنا مش عايزة آكل خالص !
وركضت نحو غرفتها وصفعت الباب بقوة
بينما اندهشت من فعلتها "سلمى" واكتسى وجهها الحزن وقالت:
-امتى هينصلح حالك بس !
-هتفضل كده طول عمرها طول ما أخوكي في حالته دي !
قالتها "كريمة" وهي تجلس على السفرة بضيق بينما قالت "سلمى بقلة حيلة:
-ما ده شغله يا أمي وهو هيعمل ايه ولما بيكون معاها مش بيتأخر عليها البنت لازم تعرف تتعامل أكتر !
ارتشفت "كريمة" من الشوربة وقالت بانزعاج:
-مش كفاية البنت عايزة لواحدة زي أمها تاخد بالها منها لا أنا أو أنتِ عارفين نتعامل معاها أخوكي لازم يتجوز !
سأمت "سلمى" من ذلك الحوار وقالت:
-يوو يا ماما دي آخر حاجة "زين" هيعملها !
ثم شردت بحزن وقالت:
-لو كانت "بسنت" موجودة كانت "مليكة" هتستجبلها كانت بتحبها أوي !
تغيرت ملامح "كريمة" وشردت ولم تقل شيئًا !
...............................................
وصل "زين" و"يوسف" إلى الحي التي تقتن به "بسنت" ترجلا من السيارة وتقدم "زين" بتوتر بينما شجعه "يوسف" حتى توقف أمام أحد رجال القهوة وقال:
-بقولك يا حج متعرفش فين بيت عم "فتح الله"
تفرس به ذلك الرجل بينما أخرج "يوسف" الكارنيه الخاص به بهدوء وقال:
-مقدم "يوسف" معاك !
ابتسم الرجل بتوتر وقال بهدوء :
-اتفضل يا باشا من هنا !
أرشده الرجل إلى الطريق وتقدم معه "زين" بصمت حتى وصل إلى أحد العمارات وقال الرجل:
-الدور التالت يا باشا !
أومأ برأسه وشكره وأشار "زين" لكي يتقدم أولًا نظر إلى المبنى بتفحص وتنهد ودلف داخلًا
.....
ضغط "زين" على جرس الباب المتهالك حتى فتح له رجل مسن ونظر له بتفرس وقال بقلق:
نعم يابني ؟
شرد "زين" فتابع "يوسف" وهو يهز كتف "زين" لويقظه من شروده وقال:
-معاك المقدم "يوسف" و"زين" عرفنا إن "بسنت" موجودة هنا وده اخوها فجايين عشان ناخدها !
ابتسم الرجل بهدوء وأشار بيده وقال بترحاب:
-يا مراحب اتفضلوا
دلف "زين" بعصوبة وسأله بنبضات مضطربة:
-هي فين ؟
-طب اقعد يابني ريحلك حبة وآآآ
-شكرًا من فضلك وديني ليها
قالها "زين" بجدية بينما تفرس به "فتح الله" وتنهد وقال :
-اتفضل يا بني بس على مهلك هي حالتها أصل آآ
-عارف كل ده !
صمت الرجل بإحراج ومن ثم أوصله إلى غرفة ما وفتحها بهدوء وقال:
-في حد عايز يشوفك يا بنتي يمكن تعرفيه متخفيش !
دلف "زين" نحو الغرفة ووجدها كما هي راقدة على السرير صامتة فهتف بارتعاش:
-"بسنت" ..!!!
تقابلت الأعين في نظرة طويلة مختلفة تمامًا عن الأخرى و.,..........................!!!
يتبع
...........

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close