رواية قرار حازم الفصل الثالث عشر 13
الالفة ....هي ذلك الدفء الذي يتسلل الينا مع الحبيب الغريب عنا....تجعلنا نحلق معه دون تحفظات...فنطلق العنان لانفسنا ونرتمي في احضان ولي الالفة "الحب" .
صباح اليوم التالي....على غير العادة او بالاحرى بحماس اكبر...قفزت رنا من فراشها ما ان استيقظت ....وبعد بعض الوقت هاهي تقف امام مرآتها بابهى حلة وتهمس بعشق يتدفق من عينيها اللامعة: احبه....اجل انا احبه.
لتبتسم فجأة بمكر غامض ....كانها تستعد لخوض لعبة ....ثم تناولت حقيبتها وغادرت غرفتها راكضة نحو الاسفل وهناك وجدت والديها يتناولان الافطار....فشاركتهما بسعادة ملفتة انتباههما لها معا....ثم قبلتهما وغادرت مسرعة قبل ان توقفها سعاد التي لحقتها الى الباب وتهتف بحنان : الخطوبة هي اجمل فترة تعيشينها صغيرتي...فتمتعي خلالها.
ثم غمزتها بتسلية....بينما تومىء رنا بخجل ...ثم ارتمت في حضن والدتها وهمست برقة: انا سعيدة جدا امي .
ابتسمت سعاد بادراك ...واضافت بتفهم : استشيري قلبك وسيرشدك للسعادة صغيرتي.
ثم قبلتها بود ...لتنطلق رنا بخطوات متعجلة نحو مصدر هذه السعادة...بينما عادت سعاد الى زوجها ....الذي هتف بمكر: هل هكذا كنت تبتسمين وتقفزين عندما كنت انتظرك خارجا ايام خطوبتنا زوجتي؟!!
جلست سعاد بجانبه ....ثم اجابته بدلال: ولاازال زوجي الحبيب.
فعاد احمد يردد بغضب مصطنع: مع انك كنت تقابلينني بوجه عابس ونظرات حانقة.
قهقهت سعاد بمرح وهي تسترجع تلك الذكريات عن خطوبتها مع زوجها....ثم همست بحب بينما تقترب اليه محدقة الى عينيه وابتسمت بهيام : ساعوضك حبيبي...سابقى ابتسم امامك طوال حياتنا معا.
فاجابها احمد مبتسما بعبث: لايكفيني حبيبتي....يجب ان تعوضيني اكثر ....لقد عبست طوال فترة خطوبتنا لسنة كاملة.
عادت سعاد تهمس بدلال وهي تغمزه بتسلية: وانا جاهزة لاعوضك حبيبي.
***************
وهناك خارج المنزل....وجدت رنا حازم ينتظرها كالعادة امام سيارته....بحلته الجذابة و نظراته الاسرة السوداء...التي تكتسحها بتملك شغوف....تتابع ارتفاع زاوية شفتيه بابتسامة جانبية ماكرة جديدة اصبحت تذيبها بعد ان كانت تغيظها في الاسابيع السابقة.
اقترب حازم اليها بخطوات متمهلة كفهد صياد لايحتاج للركض للامساك بفريسته فهو الفريسة وقد وقع في شباكها قبلها....يمرر عينيه الثاقبة عليها صعودا ونزولا بتلكأ مرهق لاعصابها بشعور منعش لانوثتها بشكل غريب وجديد عليها ....تبدو ثابتة ولكن قلبها يكاد يفر من صدرها نحو هذا الاسمر المغوي السجان لقلبها الساكن بين ضلوعها هي....فما اخطر السجان البعيد عنا!!!
ومن خلال عينيها العسلية...التقط حازم بتركيز شديد...اهتزاز حدقاتها الذي يعلن وقوعها مثله في فخ الحب...فابتسم ببطىء واستمر يقترب اليها ....الى ان توقف تماما امامها لايفصله عنها سوى خطوة واحدة مقصودة ....وهمس بعذوبة مهلكة: يالحظي السعيد حمامتي....يشرق يومي مرتين ...شمس الكون ...وشمسي رنتي ....صباح النور حبيبتي.
ثم اضاف بغيرة واضحة ونبرة متملكة ...يعاتبها بنظراته الحادة : لكنها متوهجة جدا بشكل ملفت... ولا اريدها ان تنير الا لي شمسي.
ابتسمت رنا بتسلية وغيرته تثير سعادتها ...فاجابته باستفزاز مشاكسة له: لا تكن انانيا خطيبي .
فقطع حازم تلك الخطوة الفاصلة بينهما....واندفع نحوها يكاد يلامسها لولا بضعة سنتيمترات تفرقهما ....وهتف بخشونة متملكة ...يعتصرها بعينيه المتأججة بحمرة الغيرة الصارخة من حدقتيه السوداء :جدا... اناني جدا ...بل ظالم و متجبر....اود ان احجبك خلف غيومي فلاتظهرين لاحد سواي شمسي.
لاتدري من اين تسلل لها ذلك الشعور بالشفقة نحوه....فحدقت اليه رنا بحنان كانها تطمئنه وهمست بنعومة عاشقة تبثه حرارتها : وانا لا اريد ان اظهر لسواك حازم.
غير قادر على كبح جماح جنونه بها ....لم يسعه حازم الا ان يقبض على كفها الصغير بتملك ضاغطا عليه بشدة ...يعتصر يدها بدل خصرها ....ثم همس بأمر متوسل: سنذهب اليوم الى عملك بسيارتي رنتي .
عيناه ونبرته تدلانها على مشاعره نحوها...فتكشف لها خبايا قلبه ....لتشعر بنفسها آسرة لا مأسورة....تكبله بعشقها بعد ان كان يستحوذ على قرارتها ....شيء من الغرور الانثوي ممزوج بحنان العاشقة المتفهمة لتملك حبيبها لها....جعلها تبتسم بطاعة متحكمة به....وهي تتذكر وتطبق كلام والدتها عن استمتاعها بهذه الفترة المميزة....فأجابت برقة : يسرني ذلك خطيبي.
قابضا على كفها ....توجه حازم نحو سيارته مبتسما بحماس ....ثم فتح لها الباب الامامي بلباقة ....يربط لها حزام الامان باهتمام....ليصعد هو الاخر وانطلق الى جريدتها ...يمسك بكفها بيده طوال الطريق....يتلاعب باصبعه بخاتم خطوبتها ...ثم يمرر اصبعه الى اصبعها الاوسط الخالي فيعبس مقطبا حاجبيه ...غافلا عن رنا التي تبتسم بمكر مدركة لسبب عبوسه ...وبقي يحدق الى يدها واصبعها الاوسط تحديدا....فابتسمت رنا بمكر وهمست برقة : ماذا هناك حازم؟!!....عن ماذا تبحث؟!
لكن حازم لم يجبها بل استدار بوجهه نحوها وحدجها بنظرات متوعدة وهو يبتسم بخطورة ثم عاد يقود سيارته محتفظا بكفها بقبضته.
وبعد نصف ساعة ....كان حازم يصف السيارة....ليفاجىء رنا باغلاق النوافذ والابواب.... فأضحت سجينته داخل سيارته....ثم التفتت اليه باستغراب يشوبه الارتباك وهمست بتلعثم: مم...ماذا!!...ماذا هناك حازم؟!!
الا ان حازم لم يجبها ...بل التزم الصمت المريب ...واقترب اليها جاعلا رنا تتراجع الى الخلف حتى اصطدمت بالنافذة وانكمشت هناك تنظر اليه باعين جاحظة رامشة بارتجاف ....تستنشق انفاسها بهدر ....فابتسم حازم بخطورة مدركا ومتسليا بارتباكها واستمر يقترب اليها حتى حشرها بينه وبين الباب....و همس بتهديد عابث : متى سترتدين الخاتم الثاني حبيبتي؟!
ازدرت رنا ريقها بصعوبة ...تشعر بحلقها جاف يمنعها من التكلم ...ثم اجابته بتوتر :حاز....حازم....دعني اخرج....سأت...سأتأخر عن عملي .
لكن حازم احتفظ بابتسامته اللعوب الماكرة ...وعاد يقترب مجددا يغزو تلك السنتمترات الفاصلة بينهما ....ثم رفع يدها اليسرى برقة وقربها الى شفاهه هامسا برقة خطرة:أريدك ان ترتديه حبيبتي....أريد أن ارى حبك لي في اصبعك الصغير العنيد هذا.
ثم أضاف متوعدا بعبث: وإلا ....
موقظا شياطين عنادها او متعمدا ذلك ...عبست رنا بحنق وهتفت بتوتر : وإلا ماذا سيد متسلط!!!....ستمنعني من الخروج من السيارة كما فعلت سابقا !!
قهقه حازم بتسلية ...جاعلا رنا تغتاظ بشدة وترتبك بشكل اشد من ضحكته الفاتنة ....ثم اجابها بصوت خافت مغوي وهو يقرب يدها الى شفاهه اكثر : لا حبيبتي ...بل سأعاقب اصبعك كلما وجدته خاليا من الخاتم كالان مثلا.
ودون ان يترك لها الوقت لتفسر تهديده العابث....شهقت رنا بصدمة وهي تجد حازم يمرر اصبعها الاوسط برقة شديدة خطيرة على ذقنه يخزه بشعيرات لحيته حتى احمر قليلا ...ثم همس بوعيد يكلم اصبعها المحمر : هذا ماستناله لعنادك ...كلما وجدتك خال من الخاتم سألبسك هذا الاحمرار.
اخذت رنا تتنفس باضطراب ...تشعر بالحرارة تكتسح جسدها ...وهي تراقب حازم يواصل تمرير اصبعها على ذقنه النامية ....فحاولت سحب يدها الا انه شدد من قبضته عليها ...ثم رفع عينيه المشاكسة الماكرة نحوها يغمزها بوعيد ...وابتعد عنها اخيرا يعيد لها يدها بعد ان تركها بتمهل ...هامسا برقة : يوما موفقا حبيبتي.
وترجل من سيارته مبتسما بظفر بعد ان نجح في ارباكها ومنظرها المحمر منذ قليل يبهج غروره الذكوري لتأثيره عليها ...ثم التفت نحوها فاتحا لها الباب...ليعود وينحني فاكا لها الحزام ببطىء متعمد ....يضرب صفحة وجهها بانفاسه الحارة ثم يحدق اليها مرددا بخفوت مثير :سأمر بك لاحقا لتناول الغذاء حمامتي.
وجذبها بلطف يخرجها من السيارة ....متوجها معها الى مدخل الجريدة ....وما إن ولجت حتى عادت رنا تستدير نحوه تجده لايزال واقفا يحدق نحوها ....فابتسمت له برقة سرعان ماتحولت الى ضحكة خافتة وحازم يشير لها بالدخول بملامح آمرة مقطبا بفكاهة ....فاومأت بطاعة متسلية واختفت من امامه.....ليلتفت هو الاخر ويعود الى سيارته بملامح مبتهجة .
وهناك في مكتبها ....بعد ساعتين....شردت رنا مبتسمة بسعادة وهي تحدق الى يدها وتلامس خاتم خطبتها بلطف ....ثم تبتسم بخجل محمرة الملامح وهي تتذكر حركة حازم بذقنه على اصبعها الاوسط...فتنغمس في تلك اللحظات بحالمية بالاضافة الى ذكرياتها غير البعيدة من تحليق وملاهي ...ليقطع شرودها هذا ولوج سمر الى المكتب حاملة بعض الملفات...فحدقت الى رنا السارحة بهيام وهتفت بتهكم: ااه رنا....كنت مثلك هكذا ايام خطبتي...تمتعي عزيزتي بهذه الفترة لانك ستواجهين العكس عندما تتزوجان.
رمشت رنا باستفاقة ....ونظرت الى سمر بجمود ....يخالجها شعوران متناقضان....نفس الكلمة ولكن بمعنى مختلف فوالدتها الاخرى نصحتها بالتمتع بخطبتها فخالجها احساس بالدفء ....يعاكس البرود الذي ينتابها الان من نبرة وايحاء سمر المحذر ....رغم ذلك الشعور الجميل الجديد الذي اصبحت تعيشه مع حازم الا ان هناك دائما بعض النخزات المحذرة داخلها....الا انها التزمت الصمت وعادت الى الملفات امامها تكتب بعض الملاحظات بذلك القلم الذهبي هدية حازم ....وهنا ابتسمت مجددا ولمعان القلم يبثها الثقة في وعد حازم باسعادها .
وتوالت الايام بينهما ....على نفس المنوال...يوصلها حازم بسيارته الى عملها ثم يدعوها للغذاء .....ليكون اتصال الليل اخر محطاتهما اليومية ....وقد تعمدت رنا ان تترك حازم يوصلها الى الجريدة يوميا بسيارته .
وفي احد الليالي اثناء اتصاله بها هتف حازم فجأة : حمامتي!!
فاجابته رنا باستفهام: نعم ؟!
فعاد حازم يردد بخفوت: حبيبتي!!
لتجيبه رنا بدلال مبتسمة بمرح: نننننععععمم.
فزفر حازم بتنهد طويل واضاف بصوت اجش : اااه منك ....رنتي!!
فقهقهت رنا بمرح وهتفت بتسلية: ماذا هناك سيد حازم؟!
فأجابها حازم بمكر:دلليني رنتي
ثم اضاف بعبث: اريدك ان تدللينني باسم خاص كما افعل انا معك ايتها البخيلة ...لم اترك اسم دلال لم اتغنى به لك ....وانت تنادينني بسيد حازم ....وان اشفقت علي تنادينني بحازم فقط رنتي .
صمتت رنا تعض شفتيها بانفعال ...مبتسمة بخجل ثم همست بخفوت مرتجف: تري....دني ان ادللك !!
فأجابها حازم برجاء مضحك: اجل...طبعا ....مؤكد ....دلليني حبيبتي.
فاضافت رنا بدلال ...تكتم ضحكتها بصعوبة: وماذا ان لم يعجبك اسم الدلال الخاص بك ؟!
هدر حازم بحماس: طبعا سيعجبني حبيبتي ....هيا اسمعيني انا انتظرك حمامتي.
زفرت رنا انفاسها بانفعال....فيما تلمع عيناها بعشق ورددت بمشاكسة ونبرة متلعثمة متسلية: حز....حزامي.
ثم انفجرت بالضحك من صمت حازم ومعنى الاسم يرن في رأسها بمرح ....بينما رمش الاخر بعدم استيعاب ليشاركها الضحك وكلاهما يقهق بتسلية ....ثم هدأ كلاهما ...فبادر حازم بالكلام بنبرة متوعدة خافتة وابتسامة لعوب :اعجبني جدا حمامتي....سأكون حزامك واتمسك بك جدا حتى اخنق انفاسك واختنق معك حبيبتي .
وعادا معا للصمت...رنا تكاد تختنق بانفاسها المكتومة من ايحاءات تهديده الجريء .....وحازم ينصت الى صمتها بمرح متوعدا لها ....لتقوم بالفرار من هذا المأزق الحميمي وتهتف بجدية : بالمناسبة ....غدا لن اذهب للجريدة .
هتف حازم بخشونة :هل تركت العمل هناك !!!....هل تعرضت لمشكل ما؟!!.....لاعليك حبيبتي لا تحزني سأوفر لك كل ماتحتاجينه .
قاطعته رنا هاتفة بجدية: لا لم اترك العمل في الجريدة .
فعاد حازم يهدر باهتمام شديد وقد احتدت ملامحه : لماذا اذن حبيبتي؟!!...هل حصل شيء ما ضايقك!! ....اخبريني حالا رنا؟! .
همست رنا برقة:اهدء حازم....لم يحصل شيء...فقط نحن مدعوون لحفل زفاف ابنة خالي وسنبيت هناك يومين .
هدر حازم بخشونة: مستحيييل...يومان كاملان رنا....لن تذهبي انا امنعك .
ابتسمت رنا بمرح واجابته بتحدي مستفز: حقا!!!.....بصفتك من حزامي!!
عاد حازم يزمجر بتملك ونبرة حادة: بصفتي حزامك ايتها المتمردة سأوريك....بصفتي خطيبك وحبيبك وزوجك ...بصفتي عاشقك الذي يغار بجنون وانت بعيدة عنه ليومين كااااااملين ....لن تذهبي رنا وهذا نهائيييي.
ثم اضاف بنبرة خشنة هادرا بعنف: وطبعا ذلك الكريم سيكون هناك فهو قريبك .
اجابته رنا بهدوء: وما شأن كريم الان ياحازم!!....ونعم سيكون هناك لانه فرد من العائلة .
صمت حازم لايسمع منه الا انفاسها العاصفة ...ثم هتف فجأة بنبرة حادة : لماذا ارتبطت به ؟!
اجابته رنا باستفزاز متعمد متسلية بغيرته: تقصد كريم!!
هدر حازم بغيرة: اقصد قريييبك ....لماذا ارتبطت به ؟
حمحمت رنا تجلي حنجرتها بمرح....ثم همست بمشاكسة : كريم قريبي....لانه هادىء الطباع ومتفهم لكل افكاري بل و يشاركني اغلبها...و لاتنسى انه قريبي ولقد تربينا سويا يعني اننا معتادان على بعضنا ....كما انه مرح و....
قاطعها حازم بزمجرة حادة : لم اطلب منك ان تعددي لي مزاياه رنا .
ثم اضاف بغصة وحرقة : هل ....هل شعرت بشيء نحوه!!
هتفت رنا بسرعة وبصدق : لا....اقسم لك انا اعتبرته شخصا مناسبا سيكون ارتباطي به موفقا لاننا متوافقين ولامشاكل بيننا او خلافات فكرية .
ثم اضافت برقة ونبرة مرتعشة وهي تشدد قبضتها على الجوال: انا لم احبه يوما ....اقسم لك حازم.
وصمتت تبثه مشاعرها المكبوتة ....وقد وصله حبها له رغم عدم افصاحها للان....ولكن يكفيه حاليا هذا الصمت العاشق منها....فهمس حازم بلوعة ونبرة مغوية رخيمة: يومان مدة طويلة رنتي ....لن استطيع التحمل من دونك كل هذا الوقت ...هذا يعني انني ساحرم منك نهاية الاسبوع اليوم الوحيد الذي تكونين فيه معي ولي وحدي .
همست رنا بنبرة خافتة رقيقة جدا : ولكنه زفاف احدى قريباتي وجميع فتيات العائلة ستكون هناك ثم أنهما يومان فقط يعني ليست بالمدة الطويلة حازم...حتى والدي ترك امي تذهب قبل الزفاف بيوم.
فهدر حازم بتملك: بل طويلة جداااا ....سأقلك الى حفل الزفاف لاداعي لان تذهبي قبلا .
فعادت رنا تجيبه بعتاب ناعم متعمد: وابقى في المنزل بمفردي ليوم كامل والجميع يستمتع هناك الا انا حبيسة المنزل مع والدي ....فهو سيلحقنا يوم الزفاف ويسافر مباشرة لانه مرتبط بعمل مهم.
زفر حازم بسخط ثم اجابها بحنق: ستحضرين الحفل وهذا الاهم...سأقلك في اليوم الثاني وهكذا ستستمتعين كالباقيات .
همست رنا رنا بدلال ونبرة ناعمة ماكرة: حزامي...ايرضيك ان احرم من الاستمتاع والجميع هناك يستمتع .
تنهد حازم بانفاس غاضبة ثم هتف بحدة ونبرة آمرة متملكة :حسنا رنا ....ولكن اياك واياك ان اتصل بك في اي وقت ولاتجيبي ستجدينني امامك ....لا كلام مع اي شاب سواء قريب او غريب.....سترافقين والدتك طوال الوقت....اياك ان تخفي خاتم خطوبتك اظهريه للعلن بوضوح ....اياك ان ترقصي او تتمايلي او تغني ....اياك ان تضحكي او تبتسمي التزمي بالملامح الجامدة.
اجابت رنا بهدوء وهي مبتسمة بتسلية : هل انتهيت ام هناك المزيد من الاوامر خطيبي المتسلط.
هتف حازم بتهكم : يمكنك ان تتخلصي من كل هذه الاوامر بعدم ذهابك حبيبتي.
همست رنا برقة متعمدة: لا سأذهب وسألتزم بكل ماطلبته لانني خطيبة مطيعة حزامي.
هدر حازم بلوعة: تريدين قتلي ايتها الناعمة الماكرة...لاتذهبي رنتي ارجوك.....سأقلك يوم الزفاف أعدك.
قهقهت رنا بمرح وعادت تجيبه بدلال: خطيبي الحازم لايتراجع عن قراره ....لقد وافقت على اليومين حزامي.
زفر حازم باستسلام ثم هتف بلوعة: ساشتاق اليك....ساشتاق اليك....سأشتاق اليك حبيبتي....اعتني بنفسك ....تذكريني كل لحظة حمامتي.
همست رنا بنعومة : حسنا اذن...هل ستقلني مع والدتي غدا او نذهب مع السائق ؟!
هتف حازم باصرار: طبعا انا من سأقلكما رنا....وسأعيدكما بعد الزفاف ايضا حبيبتي.
وبقيا يبثها عشقه ولوعته لدقائق طويلة ....الى ان انهى الاتصال....وفي اليوم التالي ....خارج البوابة وجدت رنا وسعاد حازم ينتظرهما ليقلهما الى الزفاف المرتقب....فتوجه حازم نحو سعاد وهتف بلباقة :صباح الخير حماتي ....كيف حالك ....تفضلي .
وفتح لها الباب الامامي لسيارته ....فاجابته سعاد بلطف: صباح الخير بني....بخير عزيزي ...كيف حالك وحال والدتك؟!...شكرا لك لانك ستقلنا بني
ثم اضافت بمكر: سأجلس في الخلف بني....دع هذا المكان لرنا هي من يجب ان تجلس بجانبك.
حدق حازم الى رنا بحنق مشاكس ثم التفت نحو سعاد مبتسما بتسلية و اردف باصرار فيما ينظر اليها بود:العفو حماتي...يسرني ان اقلكما....و ستجلسين في الامام طبعا ....اما رنا فستجلس في الخلف لانها معاقبة.
لكن رنا حدجته بتحدي متسل وابتسمت نحوه تغيظه بمرح ....ثم توجهت نحو سيارته وتوقفت امام الباب الخلفي وهتفت بعجرفة ممازحة: افتح لي الباب لو سمحت.
ضحكت سعاد لمشهد العناد بينهما وهي تسترجع ذكرياتها مع احمد ....وقد عاندته كما تفعل ابنتها الان مع خطيبها....فركبت السيارة....فيما توجه حازم نحو رنا بعد ان اغلق الباب بكياسة على حماته....ووقف امامها يعلوها بقامته محدقا اليها بوعيد ثم همس بلؤم بينما يفتح لها الباب : تفضلي حمامتي....ستجلسين امامي قريبا وسأحاسبك .
دلفت رنا مبتسمة بمرح الى سيارته....ثم انطلق بهما حازم ....حيث تبادل الحديث بتسلية مع سعاد طوال الطريق....بينما يحدج رنا من خلال المرآة كل فترة بنظرات عاشقة واخرى متوعدة ....فيما هي تعيدها له باخرى متحدية مشاكسة وعاشقة غفية عنه مرات كثيرة....الى ان وصلوا ....فنزلت سعاد اولا ثم لحقتها رنا ....فاخرج حازم حقائبهما....وقبل ان تغادر والدتها هتف حازم بلطف: حماتي ...ستلحقك رنا بعد قليل .
اومأت سعاد بتفهم واجابت بود: لاباس بني....لكن لاتؤخرها .
ثم غادرت ....فالتفت حازم الى رنا وهتف بجدية: تلك العلب التي بجانبك لك حبيبتي.
همست رنا باستغراب وقد لاحظتها مسبقا ما ان ولجت للسيارة: ماهذه العلب حازم؟!
التف حازم نحو السيارة واخرج العلب ثم توجه مجددا اليها وهتف بنبرة حادة متملكة: فستان وحذاء للزفاف...لقد اخترتهما لك بنفسي.
حدقت اليه رنا بحنق: لا احتاج لاي فستان منك لدي ماسأرتديه.
اقترب اليها حازم ...فتراجعت رنا الى الخلف....وعاد يهمس بتملك بينما يخطو نحوها: لم امنعك من الذهاب وستمكثين يومين...لقد حققت لك ماتريدين ....والان جاء دورك رنتي ...سترتدين ماجلبته لك حبيبتي.
وتوقف عن الحركة بينما رنا تستند على سيارته وتحدق نحوه بارتباك وخجل من مخافة ان يراهما احد بهذا القرب....فهمست بتوتر: ابتعد ...قد يرانا احد.
همس حازم بلؤم: اريد ذلك....هكذا سيعلم الجميع انك مملوكة حمامتي.
ثم اضاف بصوت اجش خافت: على الاقل وانت ترتدين الفستان هديتي لك ...سأشعر انني معك حبيبتي.
ابتسمت رنا برقة وتناولت منه العلب ثم همست بتأثر: حسنا ...شكرا لك ....يجب ان اذهب الان....وداعا .
وقبل ان تخطو بعيدا عنه ...ردد حازم بحرارة: ساشتاق اليك حبيبتي....ساتصل بك لاطمئن عليك اياك ان لاتجيبي ...انتبهي لنفسك من اجلي حمامتي .
انسلت رنا من امامه تنوي الابتعاد الا ان حازم امك كفها يمنعها من الحراك وعاد يهمس بخفوت محدقا اليها بحرارة: ودعيني اولا حبيبتي.
فهمست رنا بتلعثم تشعر بساقيها كالهلام : الى اللقاء حازم.
ثم غادرت بخطوات متمهلة لاتريد الابتعاد عنه...وشعور بالشوق يغزو قلبها ...فهذه اول مرة ستبتعد عن حازم ليومين كاملين وهي التي اعتادت رفقته ...وهناك عند عتبة الباب هتفت احدى قريباتها بينما تنظر خلف رنا: رنااااا.....خطيبك وسيم للغاية ....انت محظوظة جدا يا فتاة.
وبقيت تحدق الى حازم باعجاب....فالتفتت رنا الى الخلف...حيث يقف هو ويحدجها بشوق....ثم استدارت مجددا نحو قريبتها تجذبها من يدها وتهتف بحدة: هيا دعينا ندلف الى الداخل.
ثم اضافت بتعمد: شكرا لك على الاطراء ....مع ان اني خطيبي يرفض ان تسمعه الفتيات كلمات الغزل عزيزتي.
ثم اغلقت الباب ....بعد ان ودعت حازم بنظرات عاشقة ملتفتة اليه قبل ان تسحب قريبتها معها.
وخلال اليومين.....لم يتوقف حازم عن الاتصال نهارا برنا لمرات عديدة...اما ليلا....يتبادلان الرسائل الهاتفية بدل الاتصالات لان رنا تشارك الغرفة مع قريباتها الاثنتين ....لهذا تعذر على حازم ان يتكلم اليها فلجأ الى الرسائل النصية...الى ان وصلت ليلة الزفاف....وهناك في القاعة رن هاتف رنا مجددا فابتعدت عن والدتها واجابت بدلال: ماذا تريد مجددا حازم
اجاب حازم بخشونة: هل وصلتما الى القاعة....اين انت ...مع من انت ...هل خففت الزينة كما طلبت منك والفستان هل ارتديت الذي جلبته لك رنا!!
قهقهت رنا بمرح وهمست برقة: كم مرة ستسألني هذا السؤال حازم!!....اجل انا ارتدي الفستان وخففت الزينة ايضا كما طلبت.
ثم اضافت بمكر: اشكرك على الفستان ...انه رائع الجميع يمدح جمالي بسببه ...حقا اشكرك ذوقك رائع حزامي.
هدر حازم بغيظ : رنااا ماذا قلت عن الضحك توقفي عن القهقهة....لاتستفيزيني والا وجدتني امامك....تبا لي مع انني حرصت ان يكون بسيطا وغير ملفت .
ثم اضاف بتملك: ستجلسين بجانب والدتك واياك ان تتحركي...واريدك عابسة هل فهمت اياك ان تبتسمي .
كتمت رنا ضحكتها بصعوبة ...ثم رددت باغاظة ودلال: لافرق حزامي....لاتنسى انك قلت يوم خطوبتنا انني حتى وانا عابسة سأبدو جميلة.
زفر حازم بسخط ....وصوت انفاسه الهادرة تخترق الهاتف....ثم همس بوعيد خطر: غدا ستعودين حمامتي لاتنسي .
ارتجفت رنا بتوتر من نبرته الرخيمة ثم اجابت بتلعثم: يجب....ان اقفل الان....وداعا حازم.
هتف حازم بحدة مجددا: كما اتفقنا رنا هل هذا واضح.
اقفلت رنا الهاتف....ثم توجهت نحو الصالة حيث يقام الزفاف....وهناك اندمجت بالحديث مع قريباتها يتمازحن ويغمزن قريبتهن العروس بمكر....وكما طلب منها حازم فهي فعلا لم تتحرك من مقعدها رغم اصرار قريباتها لتشاركهن الرقص ....والتزمت مكانها تتابع الزفاف باستمتاع .
ليلا بعد الزفاف...كالليلة السابقة تبادل حازم ورنا الرسائل النصية .
حازم:"كيف كان الزفاف حمامتي"
رنا:جميل جدا والعروس كانت رائعة الجمال ايضا"
حازم:"ستكونين اجمل منها بكثير يوم زفافنا حبيبتي"
رنا:"ومن قال لك اننا سنتزوج ؟!"
حازم:"ستتزوجينني ايتها العسلية ...لن اتركك تفلتين مني حمامتي"
رنا:"مغرووووور"
حازم:"جداااااااا....مغرور جدا ويحق لي الغرور ولدي اجمل رنا بالعالم"
وبقيا يتراسلان لبعض الوقت ....ثم وضعت رنا هاتفها جانبا ونامت مبتسمة .
"رنا....رنا....رنا هيا استيقظي يافتاة"....هتفت قريبة رنا صباحا ....بعد ان طلبت منها سعاد ايقاظ رنا التي تأخرت .....لانهما ستعودان لمنزلهما خاصة وحازم سيصل بعد قليل ليعيدهما كما اتفقوا مسبقا ....اجابت رنا تتمطى بكسل : صباح الخير....سالحقك فورا.
وبعد ان غادرت قريبتها الغرفة ....حدقت رنا امامها مبتسمة بشوق ....ثم تناولت هاتفها لتجد رسالة من حازم تنتظرها:"صباح النور حبيبتي....واخيرا ستعودين معي....ساكون هناك بانتظارك حزامك حازم"
قهقهت رنا بمرح ...ثم قفزت من فراشها ....وبعد قليل كانت تنزل الى الاسفل حيث بقية افراد العائلة ....وتناولت الافطار مع الجميع في جو عائلي يسترجعون تفاصيل ليلة الامس....ثم انتبهت رنا لاحدى قريباتها التي كانت شاردة بتجهم فاقتربت اليها وهمست بلطف : ماذا هناك نوال !!....مابك عزيزتي!!
ثم لمست بطنها المنتفخ بحنان وعادت تهمس برقة: هل هذا الشقي يتعبك ؟!
اجابتها نوال بحزن: بل والده رنا....لقد منعني عن العمل بحجة الحمل والاهتمام بالطفل؟!
قطبت رنا باهتمام ثم همست بحنق: لماذا يمنعك؟!....انت لاتزالين في الشهور الاولى فقط ثم انكما تزوجتما وانت تعملين ن ال!!
اجابتها نوال بحزنمتنهدة بتعب : لقد اتخذ الحمل حجة لايقافي عن العمل رنا...من البداية كان معترضا على عملي .
هتفت رنا بحنق: وماذا ستفعلين!!....هل ستسمحين له بحرمانك من عملك.
همست نوال باستسلام: للاسف رنا...لقد حاولت اقناعه كثيرا لكنه مصر على موقفه.
ثم حدقت الى بطنها مبتسمة بشحوب....لتقطع سعاد كلاهما فيما تهتف بلطف: رنا ....لقد وصل حازم هيا صغيرتي حتى لاتتأخري عن عملك .
حدقت رنا الى نوال بتأثر....ثم قبلتها مودعة لها...لتتوجه بعد ذلك مع والدتها الى خارج المنزل وقد ودعتا الجميع...وقد رافقها شعور بالحنق والقلق بسبب حوارها مع نوال وبقيت شاردة فيما تسير نحو سيارة حازم الذي لم يبعد عينيه عنها منذ ظهرت من بعيد ....ورغم شوقه واشتياقه الشديد لها الا انه لاحظ ذلك الجمود الذي يعتلي وجهها ....وبقي يراقبها تقترب نحوه رفقة والدتها يحسب الثواني حتى ينفرد بها ويطمئن عليها .
فتح حازم الباب الامامي لسيارته ...ثم هتف اولا نحو سعاد باحترام:صباح الخير حماتي...تفضلي.
دلفت سعاد بعد ان حيته مبتسمة بود....ليلتفت حازم اخيرا نحو رنا الصامتة بشرود وسكون مريب اثار قلق حازم الذي فتح لها الباب وهمس بشوق :صباح النور رنا.
لكن رنا اجابته بجمود :صباح الخير.
ودلفت الى السيارة بسرعة ....الا ان حازم التزم الصمت بسبب وجود سعاد معهما .....وطوال طريق العودة رغم حديثه مع والدتها لم ينفك يراقبها باهتمام وملامحها المتجهمة تثير قلقه ....الى ان وصلوا الى منزلها....فغادرت سعاد بعد ان شكرت حازم....هذا الاخير الذي ترجل بسرعة من مقعده متوجها الى الباب الخلفي...ففتحه ومد يده نحو رنا مبتسما بحنان وهتف بلطف : تعالي حبيبتي ستجلسين امامي الان.
لم تجبه رنا وبقيت جامدة الملامح....فامسك حازم كفها وتوجه بها نحو الباب الامامي ...يفتحه بلباقة ويمعن النظر اليها باهتمام يدرس ملامح وجهها الشاردة...حتى انها لم تنتبه له وهو يربط لها حزام الامان....ولم تستفق من شرودها الا وحازم يقبض على كفها هامسا بشوق: حبيبتي....اشتقت اليك بجنون.
لكن رنا ازاحت يدها وهمست بهدوء: شكرا لايصالنا .
همس حازم مجددا بقلق: ماذا هناك حبيبتي؟!....مابك؟!
اجابته رنا ببرود : لاشيء ..فقط متعبة من الزفاف .
فعاد حازم يهمس بحنان بينما يلمس ذقنها برقة: مابك حبيبتي ؟!! ....لن اتركك حتى اعلم مالذي يزعجك؟!
تململت رنا تود الفكاك من قبضته لكن حازم رفض تركها .....فعادت تهمس بحنق : لاشيء....فقط متعبة .
ردد حازم بلطف : حسنا حبيبتي....لاتذهبي اليوم الى العمل وارتاحي في المنزل.
وهنا هدرت رنا بحدة بينما تزيح كفها عنه بغضب: لا.....بل سأذهب الى عملي....لقد تغيبت ليوم كامل بسبب الزفاف.
ثم اضافت :لن يمنعني شيء او احد عنه..
والتفتت عنه سريعا تحدق امامها ثم هتفت بحدة:دعنا نغادر سريعا سأتأخر عن عملي .
بقي حازم يحدق اليها باستغراب من تغيرها المفاجىء ....ثم ابتسم بحنان وهمس بلطف يمازحها: هل اشتاقت الي حمامتي كثيرا لهذا هي عابسة !!
وعندما وجدها صامتة ...عاد يهمس بلطف: لاتقلقي ستصلين في الوقت المحدد لعملك حبيبتي.
وانطلق بسيارته نحو جريدتها ....ملتقطا كفها مجددا ....ملتزما الصمت يراقبها طوال الطريق وشرودها يثير قلقه...وما إن وصل الى عملها ....حتى فكت رنا الحزام بسرعة وهمست بجفاف: شكرا لك....وداعا.
وهمت بفتح الباب...لكن حازم جذب ذراعها بلطف وعاد يهمس باهتمام : حبيبتي مابك....ان كنت متعبة لاباس ان تتغيبي اليوم ....سأكلم مدير الجريدة واحصل لك على اجازة .
هتفت رنا بحدة تحدق اليه بشراسة: لااا....انا بخير وسأزاول عملي....دعني اذهب انت تؤخرني عن عملي لو سمحت.
لم يشأ حازم ان يضغط عليها وهو يلاحظ توترها....فتركها مجبرا بينما يهمس برقة وهو يربت على خدها برفق : حسنا حبيبتي...انتبهي لنفسك...ساتصل بك لاطنئن عليك.
ترجلت رنا بسرعة من السيارة ....قبل ان تسمح لحازم بان يفتح لها الباب ويرافقها الى المدخل كالعادة وانطلقت بخطوات سريعة نحو الجريدة .....بينما حازم يراقبها باعين حادة قلقة ...ثم زفر بسخط وهتف بحدة: لقد كنا بخير ماذا حصل لها في ذلك الزفاف المشؤوم ....ماكان علي ان اسمح لها بالذهاب اساسا.
ثم انطلق نحو شركته بسرعة .....حانقا من البرود الغريب الذي واجهته به رنا.....وخلال ساعات العمل لم يتوقف حازم عن الاتصال برنا لمرات عديدة حتى يطمئن عليها ....وهاهو يتصل للمرة السادسة .
حازم برقة : كيف حالك حبيبتي؟!
اجابته رنا بحدة زافرة بحنق : بخير حازم....كم مرة سأكرر ذلك انا بخير....توقف عن الاتصال بي انت تعيقني عن عملي لوسمحت.
صمت حازم طويلا....جاعلا رنا تشعر بالندم من فظاظتها ....ثم اجابها بلطف كاتما غضبه : حسنا حبيبتي....سأمر بك لتناول الغذاء لاحقا....انتبهي لنفسك.
ولكن رنا هتفت ببرود غريب: لا...سابقى في مكتبي لاعوض اليوم الذي غبته.
فعاد حازم يهتف برقة: حسنا حبيبتي...سأرسل لك الغذاء ...لاترهقي نفسك بالعمل رنتي .
فاجابته رنا بايحاء: العمل لايرهقني بل على العكس يسعدني جدا.
فعاد حازم يشاكسها بمكر : يالحظ العمل ...انا اغار منه حبيبتي.
ابتسمت رنا من مزاحه....وبقيت صامتة....فهمس حازم بلطف: انتبهي لنفسك حبيبتي...اراك لاحقا حمامتي.
ثم اقفل الخط....يحدق بشراسة الى هاتفه ...فيما رنا تتنهد بحنق....لتلتفت نحو سمر التي هتفت بحدة: لاتدعيه يتدخل في عملك او يلهيك عنه بأي حجة عزيزتي رنا.
التفتت عنها رنا بملامح متجهمة ....وشعور غريب بارد ينتابها ....وانغمست في ملفاتها علها تلهيها.
وهناك في مكتبه همس حازم باصرار:اسبوع واحد فقط... بقي اسبوع واحد فقط حازم وبعدها ستكون لك.
نهاية الفصل .