رواية فتنت بانتقامي الفصل الثاني عشر 12 بقلم رغدة
يجلسن أمامه متسمرين ينظرن له بذهول واشمئزاز فها هو قضى ليلة واحدة معهم وأصبح يتصرف هكذا ماذا لو قضى وقت اطول
يصف لهم أشكالهم وما هي جرائمهم المخيفة بفخر
فاتن بقرف: أحمد متتكلمش وانت بتاكل
أحمد وفمه مليئ بالطعام تناول كأس الماء وأخذ يتجرع منه بصوت عال
خبطت والدته على الطاولة بكل يدها وصاحت به : بس بقا ايه القرف ده
ضحك بصوت عال حتى أنه أخرج بعض الطعام من فمه
فقامت ثلاثتهم وكل منهن واضعة يد على فمها والأخرى على بطنها واختفوا سريعا من أمامه
وما ان اختفوا حتى تنهد براحة واخرج هاتفه وقام بارسال بضعة رسائل لشخص ما تبادل معه المحادثة
......................
بداخل مكتب مراد يجلس هو وحسام يجرون الكثير من الاتصالات وما ان انتهوا حتى قال حسام : طب انت مخلي البنت عندك ليه ما تبعتها عند مامتها وفاتن.... ....وما أن نطق اسمها حتى تنهد مراد بعشق مفضوح وقال بهيام : فاتن ...فاتن ...دي فتنة وصابتني
نظر له حسام وهو يحاول كتم ضحكته ولكنه فشل فقهقه عاليا وهو يستهزء بصاحبه مرددا من خلفه : فتنة ايه يا ابني اللي صابتك انا بتكلم عن وضع حور وانت هيمان باختها
نظر له وقال بغضب : اسمها لو نطقته تاني هقطع لسانك فاهمني
اشار حسام على فمه وحرك يده بطريقة درامية كأنه يغلق شفتاه وقال اهو مش هنطقه تاني طب وحور
قال مراد بجدية : حور محدش يعرف انها عندي ولو هيدوروا اكيد هيدوروا عليها عند مامتها اللي قاعدة عند أحمد وأحمد طبعا بعد بلاغ حسن العين متفتحه عليه
حسام : بس انتا رحت وزرته...... وكمان شفتله المحامي اللي خرجه يعني العين هتكون عليك برضه
ابتسم مراد بخبث وقال : هو انتا فاكرني عيل يلا
حسام بدهشة: يلا ..... وأشار على نفسه انا يتقالي يلا
قال مراد وما زالت ابتسامته تزين محياه : اصل انا وصيت عليه الظابط اللي في القسم وقاموا معاه بالواجب يعني محدش هيفكر اني ممكن أساعده
وبالنسبه لموضوع المحامي فهو عارف هيقول ايه لو حصل وحد سأله
حسام بدهشة : انت عقلك ايه ....ازاي بتخطر على بالك الأفكار دي
مراد : المهم نخلص من الناس اللي بتدمر البلد والشباب ...انت فاكر ان قلبي مش محروق على اخويا ده انا هدفعهم التمن
..................
داخل فيلا حسن وفي مكتبه بالتحديد
حسن يجمع كل ما بالخزنه من أموال واوراق وملفات ويضعها بالحقيبة ويجلس أمامه مساعده وما ان انتهى حتى هتف بالرجل : ها جهزت كل حاجة
الرجل : ايوة يا حسن باشا كل حاجة مترتبة زي ما انتا عاوز
حسن طب هات جواز السفر
مد له الرجل جواز السفر والتأشيرة بداخله
نظر له حسن يتأكد ان كل شيء متطابق وسار حاملا حقيبته الصغيرة للخارج وتبعه مساعده بحقيبة ثيابه
ركب كلاهما إلسيارة التي تنتظره فقال الرجل : حسن باشا ممكن اسالك على حاجة
حسن وهو ينظر للخارج من النافذة : ها
الرجل : طب بنت حضرتك اللي اتخطفت
حسن بلا مبالاة : مالها
الرجل : انا شاكك انها تكون مع المافيا اصل موعد خطفها جه بعد ما الجمارك صادرت البضاعة
هز حسن رأسه : طب ما انا عارف
الرجل باستغراب كبير : يعني انت عارف انها معاهم وهتهرب برا البلد لوحدك
حسن بضيق : يوووووو مش هنخلص من أسئلتك اللي تسد النفس دي ....ووجه كلامه للسائق : اوقف عندك ....ونظر لمساعده وقال يلا انزل خدماتك مشكورة
نزل الرجل وعلى وجهه يظهر الضيق الشديد فبرغم كل شيء هو لم يتوقع أن يكون بهذا السوء
فهو يعرف ما يحدث للأطفال المخطوفين وخصوصا البنات فهم اما يباعو لمافيا الأعضاء أو يباعوا لأصحاب النفوس المريضه
...........
دخل احمد الحمام ليستحم نظر لنفسه بالمرآه وهو يتوعد لمراد متذكرا ذلك الاتصال الهاتفي الذي جاء للمحامي بعد أن اتم أوراق خروجه
فلاش باك
المحامي : ايوة يا باشا خلصت كل حاجة وادينا خارجين
مراد : طب اديني أحمد
ناول المحامي الهاتف لأحمد
أحمد: ايوة
مراد : حمدلله عالسلامة يا ابو نسب
نظر أحمد للهاتف واعاده إلى أذنه: انتا؟ عاوز ايه ؟ بعد ما وصيتهم يضربوني جاي تقولي ابو نسب نجوم السما اقربلك
مراد : اسمعني كويس يا احمد مفيش وقت كتير
الناس اللي حاولت تخطف حور هتحاول تاني وتالت لحد ما تنجح وانت الخيط الوحيد ليهم بعد البلاغ اللي قدمه حسن
أنصت أحمد له وهو يكمل : حور عندي وبامان متخافش عليها
أحمد: بانفعال : معاك ازاي يعني انتا اللي خطفتها
مرادبنفي :يعني بعد ما اتخطفت انا انقذتها ولو كنت عاوز اخطفها هقولك ليه
احمد : عشان تجبر فاتن تتجوزك
مراد وهو يجز على أسنانه: وكنت كمان هخرجك عشان تخربها صح ركز بقولك ايه المتر هيديك رقم الداده اللي بتهتم بحور تقدر تكلمها وتطمن عليها
وخد بالك محدش لازم يعرف انها معايا لحد ما تكون بأمان وأهو المتر عندك هيفهمك كل حاجة انت عاوزها
نهاية الفلاش باك
وبعد أن أنهى حمامه خرج فوجد امه وفاتن و رانيا يجلسن كالمحققين أمامه
بادرت بالكلام رانيا : حور فين يا احمد
لتكمل فاطمة: انت يا واد من الصبح واخدنا بدوكه عشان تنسينا بس انا حفظاك وعارفة حركاتك دي
رفع يديه بحركة استسلام درامية وأخرج هاتفه وقال : حور معايا بس مرضيتش اجيبها هنا عشان لو حسن طب علينا ولقاها ممكن يتهمنا بالخطف زي ما عمل ووقتها هيقدر ياخدها
قال كلماته وهو يعبث بهاتفه ووضعه على اذنه: ايوة يا دادة اديني حوريتي
ردت عليه بسعادة : اببه أحمد وحشتني
أحمد: يا بكاشة لحقت اوحشك
ضحكت ببراءة وقالت : انتا على طول بتوحشني يا ابيه
التقطت رانيا الهاتف منه وهي سيتحدث بلهفه: حور بنتي
حور : ماما حبيبتي انتي فين وحشتيني أوي
رانيا ببكاء : وانتي وحشتيني يا حبيبتي
حور ببكاء أيضا: بابا قالي انك سيبتيني
رانيا انهارت أرضا وهي تبكي
اخذت فاتن الهاتف منها وهي ترسم ابتسامة على وجهها: حوريتي وملاكي وانا موحشتكيش
لتصرخ حور وتقفز من السعادة : فاااااااتن وحشتيني وحشتيني وحشتيني أوي أوي
لتضحك فاتن ودموعها أصبحت على وجهها : وانتي وحشتيني يا شقيه ونظرت باتجاه أحمد لتكمل : كام يوم وهنيجي انت وماما ناخدك بس انتي متزعليش الدادة وكوني بنت مطيعة ماشي يا حبيبتي
هزت حور رأسها بطاعة كأنها تراها وقالت : حاضر يا حبيبتي انا هكون مطيعة أوي عشان ترجعوا بسرعة
فاتن : شاطرة يا حور يلا اقفلي وهنكلمك تاني
....................
في سيارة حسن أغمض عينيه واراح جسده وغط بنوم عميق فالطريق للميناء ما زال طويل .... وما ان اطمأن السائق انه قد نام حتى امسك هاتفه وقام بارسال رسالة و بعدها غير مسار طريقه
وبعد ما يقارب الثلاث ساعات وصل إلى وسط الصحراء اوقف السيارة أمام ترسانة كاملة من السيارات ذات الدفع الرباعي يقف ما بينها رجال ذو أجسام مهولة العضلات يرتدون لباس أسود نزل السائق بسرعة واتجه نحوهم ووقف بصفوفهم
تقدم رجلان نحو سيارة حسن وبيدهم ممسكين بسلسلة الكلاب وما ان وصلوا حتى فتح بابها وادخلوا الكلاب واقفلوها
وبلحظة كانت الكلاب قد هاجمته فاق على آلام فظيعة والكلاب تنهش به .... بدأ يصرخ بعلو صوته وهو يحاول أبعادها عنه ويحاول أن يفتح باب السيارة ولكنها مقفلة
زادت هجمات الكلاب عليه شراسة والدماء اغرقت وجهه وسائر جسده
زاد صوت صراخه وهو يستنجد ويطلب المساعدة ولكن ما من مجيب كل الرجال من خارج السيارة يصورون لحظات عذابه دون أدنى احساس بالخوف من المشهد الرهيب
بقي هذا الحال لعدة دقائق شعر بأنها سنوات من العذاب وشعوره بأسنان الكلاب وانيابها تنغرز وتنهش جسده
خارت قواه ولم يعد يستطيع المقاومة آلام مبرحة تعصف به
أشار مصطفى لرجاله ففتحوا باب السيارة واخرجوا كلابهم وعادوا بهم للعربه المخصصة لهم
اقترب مصطفى مع بعض الرجال الذين يبدوا عليهم انهم من رجال الأعمال من حسن الذي يجاهد لأخذ نفسه وقال : ايه يا حسن استسلمت ده احنا لسا بنبتدي تراجع خطوة للخلف وقال موجها كلامه لمن حوله بصوت جهوري ..... بضاعتي انا اعرف ازاي ارجعها واللي بيحصل هنا ده درس لكل واحد فيكم بيحاول يخدعني او يتهاون بالشغل معايا
ونظر لرجاله وقال: يلا
تقدم اثنان من حسن وسحبوه بعنف والقوه أرضا وسكبوا عليه مادة حارقة تدعى الفسفور وما لبثت أن لمست جسده حتى تعالت صرخاته بفزع وألم تصدح بسماء الصحراء وخلال دقائق قليلة كان كل شيء انتهى
كان الفزع والخوف سيد الموقف بين رجال الأعمال
مشى مصطفى مبتعدا عائدا لسيارته وفعل الجميع مثله
أشعل الرجال النار بسيارة حسن وهكذا انتهى عملهم وانتهى فصل من فصول الظلم بموت شبيه الرجال الظالم ..... عاش حياته ظالم لنفسه ولمن حوله وها هو يموت بابشع الطرق التي ممكن ان تتخيلها
..*********
مراد عاد للقصر ودلف إلى غرفة جدته يطمئن عنها
كانت ممدة على فراشها بوهن جلس بجانبها وتحسس جبينها اطمأن عنها
فتحت عيونها وامسكت يده التي على جبينها قبلتها عدة مرات واحتضنتها لصدرها وعيونها تنطق بألف أسف وأسف
شعر بجدته فقرب جسده منها واحتضنها وبكى كلاهما على قلوب موجوعة وعلى فقيدهم الذي ترك بقلوبهم فراغ كبير وألم أكبر همست من بين دمعاتها ::
لو متكلمتش هموت بحسرتي لازم اريح ضميري وأبري ذمتي قدامكم ربت بيده على ظهرها واخرجها من بين احضانه ونظر لها وقال بصوت حنون : قولي في ايه يا حبيبتي مالك ؟
وأخيرا قالت ما حدث ليلة موت علاء وكيف كانت السبب بموته ومن قبلها كانت سبب إهماله وتعبه وكل آلامه ......وأخبرته أيضا انها أجبرت علاء على الزواج
أنصت لها بتمعن وقلبه يبكي دما على ما عانى أخاه
انتهت من كلامها وهي منهارة بشكل كامل
رق قلبه لها فهي جدته وايضا مريضة ويبدو انها أيضا تعاني أكثر شخص بينهم فهي تشعر انها المسؤولة عن وفاة أخيه فهل يلومها ويعاتبها هل ينفض عنها هل بالعمر بقية للخصام وفتح جروح جديدة
وبلحظة كان قد أنتشلها بين احضانه يبث بقلبه قبل قلبها الطمأنينة كانت لحظات مؤلمة لكلاهما كانت مشاعرهم متخبطة بكل انواع الألم التي تجتاحهم
وبعد مدة فصلوا عناقهم مسح دموعها بأصابع يده وقال : متعيطيش يا حبيبتي اكيد هو كان عارف انك عاوزة مصلحته بس يمكن الطريقة مكانتش صحيحه كل حد فيكم حاول يصلح الوضع بطريقته( وأخبرها ان علاء حاول أن يتعالج بمساعدة فاتن) لعله يخفف من آلامها ولكنه لم يعلم أنه يسكب الزيت على النار
فها هي من ظلمتها وكانت سبب عذاب لها كانت أحن على حفيدها منها
تركها بعد أن ظن أنه ساعدها وخرج هائما على وجهه لا يدري ماذا يفعل لا يستطيع أن يتحكم بمشاعره
خطر على باله شخص دخل على حياته فجأة
حووور وتلك البراءة بعيونها نعم انه يحتاج لشخص خال من الذنوب
ذهب لها وخرجوا معا في نزهة لا توصف
كانت تنتهي من لعبة لتقفز لأخرى بسعادة عارمة وهو لا يقل سعادة عنها لم يظن أبدا أنه توجد سعادة كهذه فها هو ينظر لها والسعادة تقفز من عينيه يشاركها ضحكاتها ويصورها بوضعيات مختلفة ومضحكه اما هي فلم تقل عنه سعادة وغبطة تشعر ان طفولتها قد استيقظت على يد هذا الشاب الوسيم فهي كانت تسكن فيلا ميته فوالدها لم يأخذها يوما الملاهي او مطعم ليتشاركوا نزهة عائلية
انتهت من اللعب لتقول اليه ببتسامة ساحرة : هموت من الجوع عاوزة اكل بيتزا
مراد : بس كده يا حبيبتي تعالي هدوقك الذ بيتزا ممكن تاكليها لتقفز فرحا وتمسك يده لتمثل انها تجره خلفها وهو أتم دوره على اكمل وجه ليباغتها وهو يقول : اللي يوصل السيارة الأول هو هيختار نوع البيتزا ليركض كلاهما بسرعة فكل منهما يريد أن يأكل نوعه المفضل بعد يوم طويل متعب
وصل قبلها ليرفع يده بنصر : يس انا فزت
لتعبس بملامحها قائلة: بس انت غشيت
ليقهقه ويقول طب يلا احسن انا واقع من الجوع
جلسا على إحدى الطاولات اشار للنادل فحضر ملبيا: أؤمر سعادتك لينظر لها ويقول بابتسامه عاوز بيتزا سي فود وقبل أن يكمل صفقت بيدها بسعادة : يس يس نظر لها بحاجب مرفوع فوضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها وما ان غادر النادل حتى سألها متصنع الغصب ؛ ممكن اعرف بتضحكي ليه
حور: عشان انا بحب بيتزا سي فود وانت طلبتهالي
ليبتسم لها وهو يهز رأسه بطريقة مضحكه