رواية زهرتي الخاصة الفصل الثاني عشر 12 بقلم زهرة التوليب
الفصل الثاني عشر من رواية " زهرتي الخاصة "
استفاق مالك من أفكاره على رنة هاتفه فرد على المتصل و قال بنبرة صارمة : عملتوا ايه مع المجرمين ؟ اضربوا كلهم
رد الشرطي و هو خائف قائلاً : آه ضربنا الشباب اللي عملوا كده .. ما عدا واحد كان لازم نخلي سبيله
قاطعه مالك قائلاً بغضب : يعني ايه كان لازم تمشوه ؟ يطلع مين يعني عشان تمشوه ؟
رد الشرطي و هو ما زال خائفاً : ده كريم المنشاوي .. أخو آنس المنشاوي .. و ابن خليل المنشاوي
تذكر مالك فجأة كلام آنس عن أخوه كريم الذي لم يره أبدا في حياته و تذكر أيضاً أنه قال عن أخوه كريم أنه فاشل في دراسته و يحب معاكسة الفتيات لذلك ابتسم بخبث و قرر أن يعاقبه بنفسه و لن أخبركم عن عقاب مالك أعتقد أن كريم في ورطة حقيقية الآن و اظن ان عقاب الشرطة كان سيكون أفضل له
أنهى مالك مكالمته قائلاً : تمام سلام و أغلق الخط بسرعة ثم ذهب نحو والدته و قال لها : أنا عايز أتكلم معاكي شوية لوحدنا .. في موضوع مهم .. هستناكي في أوضتك عشان نتكلم و ذهب إلى غرفته
جلس والد آدم مع معتصم للحديث عن زواج آدم و كاميليا و افتتح معتصم الحديث بتحذير قائلاً : نوح بيه قبل ما نتفق على أى حاجة .. في حاجة لازم تعرفها .. كاميليا مش زى بنتي .. كاميليا أصلاً بنتي .. و لو حضرتك مش موافق عليها .. فقول من دلوقتي يكون أحسن ليك و لينا
نظر نوح إلى آدم و قال بابتسامة جميلة : أنا ابني من سعت ما شافها .. و هو عمال يتكلم عنها و عن أخلاقها ثم نظر إلى كاميليا و قال : و بصراحة عنده حق .. كاميليا بنت متعلمة .. و أخلاقها عالية .. و هعمل أى حاجة عشان أجوزها لابني
فرح معتصم بما سمعه و قال : تمام دلوقتي نتفق على كل حاجة
عندما سمعت كاميليا هذه الكلمات شعرت بالسعادة تغمر قلبها لم تعلم من قبل أنه سيتقدم لها شخص مهم مثل آدم أو عائلته لم تعلم أنها سيكون لديها عائلة جديدة في يوم من الأيام تحبها لأجل شخصيتها ليس لأجل المال أو السلطة أو ابنة فلان و علان لقد عوض الله صبرها بأجمل نصيب لكن كانت تتمنى أن تكتمل فرحتها و تحب آدم لكن للأسف الشديد قلبها معلق بمالك فقط و ليس بأحد غيره لكن هناك مقولة تقول " لا نتزوج دائماً بمن نحب " ربما هذه المقولة تنطبق على هذا الموقف تماماً و هى ليست أول فتاة تتزوج بشخص لا تحبه لا أحد يعلم ربما تحبه بعد الزواج و تنسى مالك
عند جميلة قالت له بعصبية : يعني عايزني أعمل ايه ؟
رد مالك عليها بغضب : عايزك تمنعي جواز كاميليا و آدم
صدمت جميلة بما سمعت و قالت بسخرية : أنت مش شايف .. الكل موافق على الجواز .. إلا أنت و أنا .. و أنا مش هقدر أمنعه
استغرب مالك موقف والدته و قال بابتسامة ساخرة : ليه مش موافقة على الجوازه .. أنتي مش كان نفسك تخلصي من كاميليا
قاطعته جميلة بتذمر قائلة : آه طبعاً كان نفسي .. تتجوز زبال شحات أو خدام زيها .. مش آدم رجل أعمال ناجح
ضحك مالك عليها و قال بسخرية : أنتي للأسف مش فاهمة .. إن كاميليا تستاهل واحد أحسن مني و من آدم ثم أكمل كلامه بنبرة جادة قائلاً : المهم .. عايزك تمنعي جواز كاميليا و آدم .. و إلا هتجوز أنا كاميليا .. و أخلف بالاتفاق اللي بينا
قاطعته جميلة قائلة بضيق : مش هقدر يا مالك
قاطعها مالك بثقة قائلاً : أنا عارفك تقدري .. يا جميلة و تركها و رحل أما جميلة جلست على الكرسي تفكر كيف عليها إنهاء الزواج
نزل مالك من السلالم و وجد معتصم و نوح يحضن بعضهم الآخر لذلك ذهب إلى آدم و همس في أذنه قائلاً : هو في ايه يا آدم ؟
احتضنه آدم و قال بصوت سعيد : بارك ليا يا مالك .. فرحي أنا و كاميليا بعد شهر
صدم مالك مما سمع و ظل صامتا لا يعلم ماذا يقول هل حقاً ما سمعه ؟ زواج كاميليا و آدم بعد شهر من الآن لا هذا مستحيل
استيقظ مالك من أفكاره عندما قال آدم باستغراب و هو يحتضنه : ليه ساكت يا مالك ؟ مش عايز تبارك ليا ؟
ابتعد عنه مالك و قال بابتسامة مصطنعة : لا مش كده .. ألف مبروك طبعاً .. بس مش شايف إن الجواز حصل بسرعة
رد آدم بتفهم قائلاً : أنا بردو زيك .. مكنتش عايز الجواز يحصل بسرعة .. بس مش هقدر أبقى في مصر أكتر من كده .. عشان كده هنتجوز هنا و نسافر كاليفورنيا
قاطعه مالك قائلاً بنبرة متوترة : و امتحانات كاميليا .. دي آخر سنة ليها في الجامعة .. و دايما بتطلع الأولى على دفعتها .. و الامتحانات بعد تلات شهور أنت عايز تضيع عليها الامتحان
رد عليه آدم بهدوء قائلاً : أنا فعلاً سألت كاميليا عن النقطة دي .. و كنت عايز الجواز يتأجل لبعد الامتحانات .. بس هى قالت ليا معندهاش أى مشكلة .. هنتجوز و تسافر معايا .. و تيجي تمتحن بس
اندهش مالك من عدم رفض كاميليا للزواج و حزن من داخله كثيراً هل هى تحبه لدرجة أنها تريد الزواج به في خلال شهر ؟ أيعقل أنها نست مالك حبها الأول ؟ هل هى حقا تكرهني و لا تحبني ؟ هذا مستحيل أن يحدث
ادعى مالك التعب أمام آدم و ذهب ليرتاح قليلاً في غرفته و عندما جلس على سريره أسند رأسه للخلف و أخرج صورة كاميليا و هى طفلة عمرها فقط 9 سنوات و كانت مرتدية فستان لونه أزرق فاتح من اختيار مالك و ضحكتها تزين الصورة و الصورة التقطت لها في حفل نجاح مالك في الصف الثالث الاعدادي كان الأول وقتها
قبل مالك الصورة و قال بابتسامة حزينة : كده يا زهرتي .. عايزة تتجوزي آدم بعد شهر .. بس أنا مستحيل أسمح ليكي تتجوزي آدم و وضع الصورة في جيبه و أغمض عينيه ببطء و غط في نوم عميق
عند كاميليا شعرت بالنعاس لذلك قالت ل آدم بلطف : ايه يا آدم .. هو محدش من عيلتك نام ليه .. جودي بس اللي نامت .. و الساعة دلوقتي عشرة بالليل مش هتناموا
سخر منها آدم قائلاً : آه صح نسيت إن انتي لسه طفلة .. و بتنامي بدري .. و تصحي بدري
ردت كاميليا عليه بانزعاج طفولي قائلة : لا .. أنا مش طفلة يا مالك
استغرب آدم ما قالته كاميليا و كاميليا أيضاً أدركت ما قالته لذلك قالت بسرعة لتصحيح موقفها : آسفة عشان قولت ليك مالك .. أصل هو بصراحة كان بيقولي و احنا صغيرين يا طفلة علطول .. و أنا كنت بقوله في كل مرة .. أنا مش طفلة يا مالك
سألها آدم بحيرة قائلاً : و امتى آخر مرة قالها ليكي ؟
أجابته كاميليا بكل هدوء قائلة : كان عندي تسع سنين
ضحك آدم عليها و قال : طيب ما انتي فعلاً كنتي طفلة .. اومال كنتي ايه ؟
انزعجت كاميليا منه مجدداً لكنها أخفت انزعاجها منه و قالت لتغير الموضوع : طيب انتوا هتناموا امتى ؟ عشان أنا قربت أنام و أنا واقفة
قاطعها آدم بلطف قائلاً : طيب ما تروحي تنامي يا حبيبتي .. ايه اللي مانعك ؟
أجابته كاميليا بصوت متعب قائلة : مينفعش يا آدم .. أروح أنام كده .. باباك و أختك هيقولوا عليا .. مش عايزة أقعد معاهم
رد عليها بابتسامة ساحرة : لا طالما أنت تعبانه .. روحي نامي .. و أنا هقول ليهم
شعرت كاميليا بالراحة و قالت : طيب تصبح على خير
رد آدم عليها بحب قائلاً : و أنت من أهله و ذهبت كاميليا إلى غرفتها لتنام
في اليوم التالي استيقظت كاميليا بهمة و نشاط و أخذت حماما دافئاً و عندما خرجت منه ارتدت فستان طويل و عليه الحجاب ثم أدت صلاتها و نزلت إلى الأسفل و كعادتها توجهت إلى المطبخ لإعداد الطعام لكن درية منعتها و قالت : معتصم بيه قال ممنوع عليكي تعملي الأكل تاني
ردت كاميليا بابتسامة لطيفة قائلة : تمام .. بس أنا عايزة أعمل الأكل .. على الأقل الفطار بس
ردت درية بحزم قائلة : أنا آسفة .. بس معتصم بيه نبه عليا .. و لو معملتش اللي بيقول عليه .. هخسر وظيفتي
خرجت كاميليا من المطبخ و هى مصدومة و غاضبة و اتجهت إلى غرفة معتصم لكن آدم أوقفها عندما نادى عليها قائلاً : كاميليا .. استني
وقفت كاميليا و قالت و هى تشتعل غضباً : نعم
رد آدم بقلق عليها قائلاً : مالك ماشية بسرعة كده ليه ؟ و شكلك متضايقة أوي .. خير حصل ايه ؟
أجابته كاميليا بضيق قائلة : عمو معتصم .. مش عارفه حصل ليه ايه ؟ .. رحت عشان أعمل الفطار .. قالت درية ليا إن عمو معتصم مانع دخولي المطبخ .. عشان كده رايحه أسأله
رد عليها آدم بكل بساطة قائلاً : بصراحة يا كاميليا .. أنا و بابا قلنا ليه يعمل كده .. احنا دلوقتي هنتجوز .. و مفيش داعي تشتغلي شغل الخدامين ده تاني
ردت كاميليا عليه و هى تكاد تنفجر من شدة الغضب قائلة : لا بجد .. بص يا ابن الناس .. لو فاكر إنك تقدر تغيرني بعد الجواز .. يبقى بلاش منه أحسن .. أنا مستحيل اتغير .. و هفضل زى ما أنا بعد الجواز .. أنت فاهم .. و دلوقتي أنا رايحه اشتغل شغل الخدامين ده .. و لو مش عاجبك وريني هتعمل ايه
ضحك آدم عليها لذلك قالت و وجهها أحمر من شدة الغضب : بتضحك على ايه ؟
رد آدم و هو يحاول منع نفسه من الضحك : مكنتش أتوقع إن كل ده يطلع منك انتي .. انتي الهدوء كله يطلع منك كل ده
ردت كاميليا بحرج قائلة : آسفة عشان عليت صوتي عليك
ضربها آدم على رأسها بخفة و قال : و لا يهمك يا ستي .. و لو عايزة تروحي تشتغلي في المطبخ .. أنا معنديش مانع و ذهب من أمامها إلى غرفته أما كاميليا شعرت بالذنب و بتأنيب الضمير لأنها تحدثت معه بهذه الطريقة القاسية كان يمكن أن تقول له بكل هدوء لكنه شخص مستفز لكن مهلا هل يعتقد آدم أن كاميليا خادمة ؟ أجل بالتأكيد هو يعتقد ذلك لقد قالها لها في وجهها بعظمة لسانه ماذا سيحدث بعد الزواج ؟ ماذا إن تشاجرا معا ؟ من المؤكد أنه سيقول لها أنا كنت أستحق فتاة أفضل منك لا أعلم ما الذي جعلني أتزوج بك ؟ كم كنت أحمق و مغفل عندما فعلت ذلك ؟
تخيلت كاميليا كل هذا الكلام يقوله لها آدم بعد الزواج و دون أن تشعر نزلت دموعها بصمت حزنا على نفسها و لسوء حظها كان مالك يسير بجانبها و لاحظها و هى تبكي لذلك سألها بنبرة قلقة قائلاً : في ايه يا كاميليا ؟ بتعيطي ليه ؟
مسحت كاميليا دموعها بسرعة و قالت : مفيش .. أنا بس مخنوقة شوية .. و عايزة أخرج و هربت مسرعة تحت أنظار مالك
عند خليل جلس مع ولديه آنس و كريم لتناول الفطور و دخل خالد عليهم و قال : صباح الخير
نظر الجميع لمصدر الصوت و صدم كلا من آنس و كريم عندما رأوا صاحب الصوت إنه حقا يشبه والدهم كثيراً لكن في الصوت مختلفين بالطبع سيكونوا مختلفين فكل شخص لديه صوت مختلف و لكن مهلا هذا الصوت ليس غريباً بالنسبة لكريم لكنه لا يعلم أين سمعه ؟