رواية نور الطارق الثاني عشر 12 بقلم يارا حسين
الفصل الثاني عشر
_ توقف فجاءة فى مكان لا تعرفه هى ،،توجه إلى مدخل العمارة المتواجدة فى حى راقى و هادئ نسبياً لكن توقفت عن السير قلقة قليلا من تصرفه الان فهى على علم بمشاعره اتجاهها ،،اشتد بقبضته على يدها تحثها على السير لكنها ابت و ظلت واقفة أمام المدخل تنهد بغضب يحجبه عنها إلا أنها تصر على أن تغضبه تقدم بخطواته نحوها وهى تتراجع للخلف إلا أنها اصتدمت بسيارته و اصبحت بين يديه الان ابتلعت ريقها عندما وجدت يده تحتضنها و اصبحت بين أحضانه لكن المفاجأة وقعت مغشيا عليها بين يديهطارق : انتى إلى اضطرتينى لكدا
كانت الساعة الثانية عشر من منتصف الليل كانت والدته نائمة فدخل غرفته و وضعها على سريره وقف يتأملها قليلا فهى كالحورية بذاك الفستان ،،تغيرت ملامحه الى الغضب فور تذكره خرج من الغرفة قبل افتعال شئ يندم عليه فيما بعد ،،وجد والدته تسير بطريقها إليه لكن أوقفها
نادية : حبيبى انت جيت
طارق : اه يا ماما تعالى عايزك
_ دخلوا غرفتها و جلسوا فتنهد و قال بتهكم : ماما انا هتجوز نور بنت عم جمال و بكره كتب الكتاب وانا جبتها وهى نايمة فى اوضتى دالواتى
_ شهقت نادية غير مصدقة كلام ابنها : تتجوز مين !؟ تتجوز بكره ازاى ! جايبها هنا ازاى نهارك مش باينله ملامح ازاى هى راضيت تيجى اصلا ولا انت عملت للبت ايه ؟ نور لا يمكن تروح مع حد بيته واد انت انا مش مستريحة و ابوها موقفه ايه طااارق أنجز احكى فى ايه بظبط
طارق : طب ممكن تهدى عشان اتكلم *حكى الى حصل*
_ ابتسمت بخبث على ولدها فاخيرا ترى نظرة عشقه و لن تسمح بكسرة قلبه مثلها فوافقت على طلب ابنها على مكوث نور بالبيت وهو سيخرج و سيأتى فى الصباح
*فى ذات الوقت كان الجميع مزهول من ذاك التصرف و اختفاء نور ظلوا يبحثوا عنها حتى ذهبوا لكامل*
جمال : فين بنتى يا كامل فين نور
كامل : وانا ايه عرفنى
جمال : ابنك جه وخدها من وسطنا و منعرفش وداها فين ابنك خطف بنتى عارف يعنى ايه ؟
كامل : قصدك مين طارق !!؟
جمال : اه هو عين امه ممكن تقولى هو فين و بنتى فين اقسم بالله هروح على القسم و اعملكم محضر
كامل : اهدا اهدا انا هشوف ايه الحكاية متقلقش
*مشيوا من عنده يكملوا البحث عنها حتى أتى الصباح و ذهب جمال مع كامل إلى منزل طارق و صدموا بذاك المنظر ،،فتح طارق الباب بملابس النوم فكان يرتدى شورت و عارى الصدر شهق الجميع من المنظر فهبوا للدخول مسرعين حتى الجمتهم جملته : فى حد يصحى حد كدا يوم صبحيته برضو يا ناس
كامل : صبحيته ؟؟
طارق : اه انت متعرفش مش انا اتجوزت امبارح
كامل : اتجوزت
*هجم عليه جمال المصدوم لكن شعاع امل يظهر أمامه*
جمال : فين نور فين بنتى
كامل : نور فين يا طارق انطق
طارق : العروسه نايمة جوا يا جماعة هتكون فين يعنى *ببرود*
جمال : بنتى انا ؟!لا يمكن لازم افهم منها*تقدم لباب الغرفة التى أشار عليها طارق لكن أوقفه طارق ببرود قائلا : رايح فين بس بقول العروسة نايمة و تعبانة بقول تسيبونا نرتاح شوية يا جماعة ولا ايه *غمز لهم بوقاحة مما أحرج جمال*
جمال : عايز اشوفها لازم افهم منها ازاى راضيت تتجوز واحد زيك اصلا *برجاء وأمل فهى ابنته الوحيدة كيف يتركها لواحد مثله*
طارق : مش دالواتى *بخنقة*
جمال : نعم هو انت هتمنعنى اشوف بنتى
طارق : اه همنعك و ياريت تتفضلوا انتم الاتنين عايز انام
جمال : طب و اياد دا المفروض خطبها امبارح
طارق : سكة السلامة بقا
كامل : فين نادية ؟ *باحراج*
طارق : معرفش مع السلامة *شاور لهم بيده باى باى بابتسامة مستفزة*
_ خرجوا من عنده بضيق كلا منهم فى تفكيره اتجه كلا منهم إلى طريقه ،، بقى وحيداً الان مرة تتركه زوجته و مرة ابنته سيظل وحيدا لمماته خرجت دمعة هاربة من عينيه مسحها بسرعة و ذهب لمنزله أو بمعنى أصح لعزلته
_ ابتسم بخبث و تقدم نحو غرفتها فى ذات الوقت كانت تتحرك فى الفراش لكن أحست بجسدها متجمد بعض الشئ ،، فتحت عينيها لتجد نفسها مربطة بالحبال أنه نفس الحلم يتحقق سمعت صوت أحد يتقدم نحوها بنبرته الغاضبة تمنت أن تختفى الان ،،اغمضت عينيها حتى يظن أنها نائمة لكن فوجئت بالمياه تسقط عليها مما فزعت و حاولت النهوض لكن بلا فائدة
نور : طارق ؟! انت بتعمل ايه انا هنا ليه و ايه الحبال دى فكها
طارق : كدا نبقى خالصين
نور : هو فى ايه ؟؟*ابتلعت ريقها بخوف*
طارق *بابتسامة ساخرة* : استنى افكك الاول و هتفهمى فى ايه *اقترب منها و فك تلك الحبال لكن فى لحظات قربه منها كانت كفيلة باهتياج مشاعره ابتعد عنها قبل فعل شئ يندم عليه،،، ليجد دموعها تسيل كالشلال على وجهها قام يخرج من تلك الغرفة التى احس انها تصغر فجاءة و القى قنبلته عليها و خرج : فى هدوم فى الدولاب اجهزى عشان المأذون زمانه جاى
_ خرج و تركها فى دوامات أفكارها مأذون ليه ؟ قصده ايه المجنون دا تأففت بضيق و غيرت ملابسها و ربطت شعرها ديل حصان و خرجت تتلفت يمين و يسار لكنها لم تجده بل وجدت سيدة فى العقد الرابع من العمر جالسة تنظر لها منتظرة منها أن تتكلم : تعالى يا نور واقفة كدا ليه
نور : انتى تعرفينى
نادية : اه طبعا مش هتبقى مرات ابنى اكيد عارفاكى
نور : انا مش فاهمة حاجة مرات مين انا مرات ابنك !!
نادية : اه يا حبيبتى طارق طلبك من ابوكى و ابوكى وافق و دالواتى المأذون زمانه جاى و طارق و ابوكى كمان
نور : ؟!
_ الجرس رن قامت نادية فتحت و كان طارق و معاه المأذون شدها من أيدها بعيد عنهم
طارق : مبروك
نور : هو انت خاطفنى ولا ايه و مين قال انى موافقة على الكلام دا
طارق : تؤ تؤ انا مش خاطفك وانتى موافقة عارفة ليه عشان عمو جمال حبيبى الى قاعد لوحده دالواتى ممكن مكالمة تليفون منى دالواتى هنترحم عليه فيها بس الصراحة انا قلبى رهيف مقدرش اعمل كدا فممكن احبسه بالشيك إلى معايا ما هو معهوش يدفع المبلغ دا كله ها ايه رأيك
*ترقرقت الدموع بعينيها غير مصدقة ما يحدث لها هل ممكن أن يفعل بها هذا ،،اكيد فهو ليس عنده اى مانع فهو متعجرف و همجى و ممكن أن يأذي ابيها بكل تأكيد *
نور : ليه كدا انا عملتلك ايه لكل دا *ببكاء*
_ نظر لها بسخرية و جمود : انا بقول يلا عشان المأذون مستنى يلا يا عروسة سمعينا جمال خطوتك
نور : مش هتحرك من مكانى غير لما تفهمنى الاول
طارق : ششششش متعليش صوتك فاهمة و هنا انا إلى بتكلم و بس و كلامى يتنفذ سامعة ولا لا
*رفع هاتفه بتهديد انسالت دموعها أكثر و خرجت معه و جلست فسأل المأذون : انتى كويسة يا بنتى مش انتى العروسة برضو
طارق : اه هى العروسة دى دموع الفرحة يا عم الشيخ متاخدش فى بالك انت
_ نظرت له بكره و غضب فمن هو ليكسرها هكذا ،،بدأ المأذون بالقاء كلماته حتى اعلنهم زوج و زوجة و كان نادر و البواب شهود على الزواج ،،ذهب الجميع بعد تهنئتهم حتى نادية ذهبت لاوتيل تقضى يومها ،،قفل باب الشقة بالمفتاح و نظر لها بخبث إذا بها برقت عينيها و جرت على الغرفة التى كانت بها و قفلت الباب عليها و اخذت تبكى و هو يسمعها فتنهال دمعه من عينيه بغير إرادته فهى من اضطرته لفعل ذلك
فزع عندما سمع صوت انهيار و تحطيم جرى على غرفتها بسرعة ليجدها محطمة كليا "اى شئ بيتكسر مكسور "
يتبع ،،،،
الثالث عشر من هنا