اخر الروايات

رواية السجينة وايدي العقاب الفصل الحادي عشر 11 بقلم دينا عادل

رواية السجينة وايدي العقاب الفصل الحادي عشر 11 بقلم دينا عادل

صل الحادي عشر*


_برّق "زين" بعينه مصدومًا وهو يتذكرها ويتذكر معانتها وما عرفه عنها ،واجه "ممدوح" بنظراته وقال وهو يسأله بأعين دامعة:
-اتكلم هي فين وازاي عايشة ؟!

تنفس "ممدوح" ببطء وهو يقول :
-معرفش هي فين دلوقتي
-أمال ازاي بتقول إنها عايشة عارف منين ما تتكلم يا بني آدم !
قالها "زين" بشيء من الحدة وقاد انهارت جميع أعصابه ،فتكلم "ممدوح" وهو يلتقط أنفاسه:
-كانوا هيقتلوها وهي كانت فاقدة عقلها بسبب اللي حصلها وبعدين لما شوفت منظرها صعب عليا وهربتها ، ومعرفش راحت فين !.
شعر "زين" بنبضات قلبه وهي تتدفق بشدة وشعر وكأن الحياة تختنق من حوله ،أخرج هاتفه سريعًا واتصل ب"يوسف" وقال له باقتضاب:
-تعالا عندي السجن بسرعة يا "يوسف" !.
وضع هاتفه في جيبه ثم نظر إلى "ممدوح" باحتقار وقال:
-عملت كل حاجة تضيع بها شرفك وشغلك ومكانتك ،اشمعنى ضميرك صحي وقتها .
تنهد "ممدوح" خجلًا :
-كنت عايز أعيش وأخليه ولادي ومراتي يعرفوا يعيشوا ،أنا كنت لعبة في إيدهم ومعرفتش أطلع منها ولما حاولت ،بقوا يمسكوني من إيدي اللي بتوجعني ،أنا اشتغلت عندهم من طرف "سماح" هي اللي عرضتني عليهم وغوتني بالفلوس ،بس صدقني يا باشا إني فوقت ومش عايز حاجة غير الرضا منك !
ابتسم "زين" ابتسامة ساخرة شديدة وهو يشير نحوه :
-عايز الرضا مني ومش عايز الرضا من ربنا ، أنتَ عارف حتى لو طلعت منها عمرك ما هترجع تاني لشغلتك دي !.
أومأ "ممدوح" برأسه عالمًا بذلك وقال:
-عارف بس على الأقل أعيش بأي شغلانة وخلاص
نظر له بجمود ثم أخذ ينظر من النافذة عنده بشرود كبير وهو يتذكرها يتذكر ملاكه الوحيد "بســــنت" !
.........................عودة بالماضي !
-ادخلي يا "بسنت" الغدا جاهز أهو
قالها "زين" مبتسمًا بينما داعبت "بسنت" ذات السابعة عشر من عمرها وجنتيه قائلة:
-ماشي يا "زيزو"
تحركت بنشاط نحو الداخل وجلست على سفرة الطعام تنظر لها بشراهة بينما خرجت "فريدة" من المبطخ وهي تضع باقي الطعام قائلة بابتسامة حماسية :
-وأدي يا ستي المكرونة بالمشاميل اللي بتحبيها !
اقتربت "بسنت" منها وركضت نحوها وقبلتها بسعادة وقالت:
-تسلم إيدك يا فيرو ،أمال لوكا فين اوعي تقوليلي نايمة !

تنهدت "فريدة" بتعب وقالت :
-نيمتها بالعافية دلوقتي ،كلي بس الأول وبعدين نصحيهالك يا ستي !
ثم نظرت نحو "زين" وقالت بابتسامة دافئة :
-حبيبي روح غير هدومك بسرعة وتعالا يلا ،أنا جهزتلك كل حاجة !
ابتسم بحنان وقبّل رأسها وقال لها بحب:
-ربنا ميحرمنيش منك ،مش هتأخر عليكم .
تنهدت "بسنت" بهيام وقالت:
-هيييييح، امتى يحصل معايا كده انا كمان !
ابتسمت "فريدة" بمرح وهي تمازحها قائلة:
-بعد خمسين سنة إن شاء الله !
ضحكت "بسنت" بطفولة ثم تابعت وقالت:
-أنتِ بتحبي "زين" أوي كده يا فيرو ؟
تنهدت "فريدة" تنهيدة قوية وهي تقول بنبرة دافئة:
-أكتر ما تتصوري ، أخوكي ده حبيته من زمان أوي وهو مكنش عارفني أو حاس سبيا ،بس صممت إننا هنكون لبعض وفعلًا ده اللي حصل وبقى كل حياتي !
ظهر على ثغرها ابتسامة جانبيه قائلة بحنان:
-ربنا يخليكم لبعض يا رب !
و-يخليكي يا "بسوم"
أتى "زين" وجلس على السفرة وهو ينظر لها ويقول:
-ده أنا هموت من الجوع !
بدأ جو المرح يداعب الجميع بينما اسطرد "زين" نحو أخته وقال:
-لوكا مش هضايقك صح ،مش هنتأخر كتير عليكي هما بس يومين ،وهبعتلك حماية !

ابتسمت بهدو ثم قالت وهي تبتلع اللقمة :
-متقلقش يا زيزو روحوا وانبسطوا دي فرصة مضيعهاش .

تابعت "فريدة" وهي تضع الدجاج في طبق "زين" قائلة:
-لولا بس "سلمى" وجوزها في شهر العسل كنا قولنا ليهم ،وطنط "كريمة" لسه مرجعتش من سفرها، بس حظنا بقى إن إجازة "زين" تبقى في الوقت ده !

قال "زين" بنبرة مطمئنة ومشجعة :
-"بسنت" شاطرة طالعة لأخوها وهتقدر تشيل المسؤولية كويس
وفي المساء تحرك كل من "زين" و"فريدة" ليقضوا أجازتهم القصيرة وتركوا "بسنت" مع ابنتهم "مليكة" التي أتمت الثلاث سنوات فهي تعشق الأطفال وتعشق "مليكة" وتحب رعايتها !، ودعوها وأخبرها "زين" أنه سيتصل بها كثيرًا حتى يطمأن عليها
......................
استقل "زين" سيارته وبجانبه زوجته وهما مستعدين لقضاء وقت عطلة ممتع ،انطلق "زين" بسيارته بينما سألته "فريدة" قائلة:
-هو أنتَ ليه هتحط حماية عندنا ، أنتَ خايف من حاجة ؟
تنهد "زين" بغموض وقال وهو يحاول أن يكون طبيعيًا:
-أبدًا بس عشان أكون مطمن أكتر عليها !
أومأت برأسها بينما أمسك "زين" بيدها وقبّلها بحنو وقال مبتسمًا:
-أخيرًا هنكون مع بعض !
أخذت يده واحتضنتها بنعومة وقالت وهي تنظر إلى الطريق بسعادة بالغة ..
..............................
وبعد يوم دلف "زين" مسرعًا وهو يلهث بشدة من كثرة غضبه وبحث عنها في كل مكان حتى وجد باب غرفة ابنته مغلق وهي تبكي بشدة فكسره بقوة ونظر لابنته فوجدها بخير وقال "لفريدة" على الفور :
-شوفيها عقبال ما الاقي "بسنت" !
أومأت مسرعة وأخذت تهدأ ابنتها وتحضنها بينما اتجه "زين" نحو غرفة الضيوف وأخذ يطرق الباب عندما وجده مغلقًا صائحًا:
-"بســـــــــنت" افتحي الباب ردي عليا !
لم يتلقى أي إجابة فتراجع للخلف قليلًا ثم اندفع بعنف لكي يكسر الباب ،وبالفعل نجح في ذلك وفُتِح الباب نظر مسرعًا باحثًا عنها فصعق مما رأى قائلًا بأنفاس متقطعة:
-"بسنت" ...!
...................................................عودة
أفاق من شروده عندما وجد "يوسف" يدلف وهو مصدومًا من منظر "ممدوح" الملطخ بالجراحات وقال بصدمة:
-إيه اللي عملته ده يا "زين"
زفر "زين" بضيق وقال :
-الكلب ده بيشتغل مع "عاصم"
حملق بدهشة ونظر له باحتقار وتنهد بحسرة بينما تابع "زين" وهو يشي نحو "ممدوح"
-خدوا يا "يوسف" وديه القسم وتعالا تاني عايزك ضروري !
اشتعر "يوسف" من نبرته بوجد خطب ما ،هز رأسه وذهب سريعًا وأمسك ب"ممدوح" بعنف وقال :
-تعالا يا حيلتها !
تحرك "يوسف" بممدوح خارجًا وسط ذلك شاهدت "سعاد" هذا المنظر وشهقت بفزع وهي تمتم بحيرة:
-يا خرابي إيه اللي جرا واخدين "ممدوح" على فين !
عادت مسرعة نحو غرفة المكتب وقالت ل"سماح" الشاردة:
-شوفتي اللي حصل !
أفاقت "سماح" وقالت وهي تنتبه لها:
-خير ؟
جلست "سعاد" على المقعد وهي تحدثها بغرابة:
-لسة شايفة حد من البوليس واخدين "ممدوح" وهو شكله مبهدل ومضروب !
ابتلعت "سماح" ريقها وقد شعرت بالفزع وهي تقل بخوف:
-..آآ..إيه ،طب ليه ؟!
هزت "سعاد" كفتها قائلة :
-مش عارفة بس شكله عمل عملة مهببة ،يمكن يكون السبب في موضوع خطف البت دي ولا حاجة !
شعرت "سماح" بضيق أنفاسها وهي تقول بخفوت:
-يمكن !.
نفحت "سعاد" بقلق ووقفت وهي تهم خارجة:
-ربنا يستر ،أنا هروح أعمل كوبيتين شاي يروقوا دمنا !
ذهب "سعاد" بينما أخذت "سماح" تلطم قائلة:
-يالهوي أكيد هيعترف عليا هعمل إيه بس وكان "عاصم" باشا محجوز هتصرف ازاي !!
كانت تفكر بقلق وهي تحاول أن تجد مخرجًا لما هي به !
.........................................
-بتقول إيـــــــــه !!!!؟
هتف بها "يوسف" شاهقًا مصدومًا ،بينما أكمل "زين" بنبرة منكسرة:
-لازم الاقيها يا "يوسف" لازم !
جلس "يوسف" وهو يحاول استعياب ما قاله ثم هز رأسه وقال:
-متقلقش هيحصل بس هدي نفسك !
-أمل جديد رجعلي يا "يوسف" ،أختي عايشة بس مش عارفة هي ممكن تكون بتتعامل ازاي بعد اللي حصل !
قالها "زين" قلقًا ومتنهدًا بينما ربت "يوسف" على كتفه وقال يطمأنه :
-اطمن هنلاقيها وهتكون كويسة كمان !
تنهد متمنيًا بينما خطر "يوسف" على باله أمر وقال:
-هتعرف "سلمى" ومامتك !
-لا!
قالها بانزعاج وتابع زافرًا:
-خلينا نتأكد من الكلام اللي قاله الزفت "ممدوح" الأول مش عايز أعشمهم زيادة ولا حتى أعشم نفسي !.
-هو عرف ازاي انها عايشة !
-بعدين هحكيلك !
جلس "زين" وهو يفكر مليًا بينما تابع "يوسف" وهو يسأله بحيرة:
-واللي اسمها "سماح" هتعمل معاها إيه ؟ مخلتنيش ليه أقبض عليها !
قال "زين" بنبرة غامضة وهو يفكر بأمر:
-لا دي تسيبها خالص مش عايزاها تشك إننا كشفناها ، هي هتوصلني لحاجات كتير أوي !
فهم "يوسف" مقصده فهز رأسه ثم وقف وقال :
-طب أنا رايح القسم هشوف موضوع "ممدوح" ده هيفدنا في حكم "عاصم"
وقف معه "زين" ثم قال وهو يشير له:
-هروح معاك ،جبتلي التسجيل !
-موجود هناك متقلقش !
اومأ برأسه وتحرك معه خارجًا ليذهبا إلى القسم
......................................................
جلس في مكتب "يوسف" وقام بفتح التسجيل الذي يتم به اعتراف "عهد" بحكياتها فاستمع عندما أكملت قائلة:
-"حمدي" كشفني وملحقتش أبلغ عنه ونفذ تهديده وقدامي !
قالت ذلك بحسرة كبيرة وهي تبكي مرارة وتتذكر ذلك المشهد المؤلم !
...............................عودة بالماضي
أمكسها من ذراعها بقسوة حتى يمنعها من الهروب وقال وهو يصيح بها بقسوة :
-عايزة تبعيني يا بت وتوديني في داهية ، بعد ما كنتيش لاقية تاكلي إنتِ وأمك ،هو ده عرفان الجميل يا حقيرة !
شدد على ذراعها وهي تنظر لأمها أمامها وهي مقيدة قائلة برجاء:
-اعمل اللي تعمله فيا بس سيب أمي هتستفاد إيه أنا اللي عملت كده اقتلني أنا !
قهقه بخفة ساخرة متسليًا بحديثها وقال وهو يهمس لها بصوت الفحيح :
-وأنا أقدر أشبع منك يا حلوة لكن الأحلى إني أخليكي تتحسري على أمك طول حياتك وتفتكري المنظر ده طول عمرك عشان لو لعبتي بديلك تاني تفتكري اليوم ده كويس !
أشهر مسدسه نحو والدتها التي كانت تبكي بصمت وهي تحسبن عليه بينما كانت تصرخ "عهد" ترجوه أن يتوقف ،ولكن هذه حياة النسور تريد النيل من فريستها والوصول لهدفها مهما كلف الأمر ، فأطلق تلك الطلقة التي استقرت في رأس والدتها" فصاحت "عهد" بشدة ثم فقدت وعيها !
.........................عودة
أكملت "عهد" ببكاء شديد وقد تسارت نبضات قلبها :
-مقدرتش أتحمل منظر أمي وهي بتتقتل قدامي ،حسيت إني عايزة أموت نفسي وبعدها سمعت بقتل أبويا في السجن عشان يداروا على عملتهم ،حياتي بقيت كلها سواد وكنت كل اللي بشوفه أسود في أسود !
......
دلف "يوسف" وقطع تركيز "زين وقال باهتمام:
-"زين" ، البنت اللي اسمها "عهد" دي عاوزاك ضروري !
أغلق المسجل سريعًا واتجه نحو زنزانتها وجلس هناك يسمعها فقالت على الفور:
-افتكرت المكان !ّ
اتسعت عينه باهتمام وقال بترقب:
-اتكملي !
تنهدت "عهد" ثم قالت متذكرة:
-في مرة سمعتهم أنهم هيتاقبلوا في مكان جديد وهيخلوا مقر تهربيهم للمخدرات وكان المكان ده ورا جبل كبير في سينا ،"حمدي" اخدني مرة هناك لما حس بالخطورة من قوة أمنية جت تكشف المكان ، بس ده كان من تلت سنين وروحته مرة واحدة بس وبعدين روحنا شرم الشيخ واستقرينا هناك وزور "حمدي" كل حاجة عشان ميتكشفش ومحدش عرفله طريق لحد اللحظة اللي قتله فيها !
هز رأسه وقال بابتسامة ممتنة:
-شكرًا
تعجبت بشدة أحقًا يشكرها ثم قال بابتسامة ساخرة:
-أنتِ عملتي اللي مقدرتش أعمله أنا !
تنهد بضيق ثم تابع واعدًا:
-بس متخفيش قضيتك هتتفح تاني وهتخرجي من هنا !
ابتسمت بهدوء بينما نظر لها نظرة مختلفة كأنه يكتشفها من جديد وفي باله أن ما قرره صحيح وسيأمن حياته بعد أن تخرج من السجن فنظر لها وشرد بملامحها بتدقيق شديد و........................!!!
.................
يتبع ..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close