اخر الروايات

رواية الحرب لاجلك سلام الفصل العاشر 10 بقلم نهال مصطفي

رواية الحرب لاجلك سلام الفصل العاشر 10 بقلم نهال مصطفي

 فصل العاشر


ايها البيعد كالشمس والقمر والنجوم ، فانت منقوشٌ كوشم على صدري .. فأى مركبه فضائيه استقلها كى اصل لعينيك تحديدا ...

■■■
- زياد بقولك عربيتى عطلت وانا مش عارفه اتصرف إزاى !!
بعد ما ضربت رهف بقود السيارة بيدها متأففة بنفاذ صبر وصوت اوشك على البكاء مستغيثه بأخيها .. زفر زياد قائلا
- انزلى وخدى اوبر وانا هبعت المكانيكى ياخد العربيه ..

انخفضت نبره صوته لتصبح كصوت طفله تستغيث
- ما أنت عارف يا زياد بخاف اركب مع حد ..

- اوووف انت عاوزه ايه دلوقتى يارهف ..

اردفت بدلال : تعالى خُدنى .. مستنياك ..

عض على شفته السفليه مغتاظا وهو يطيل النظر فى الفتاهالتى يجلس معها فى المقهى
- رهف .. مش فاضي لدلعك روحى شوفى هشام او مجدى ..

- يوووه بقي يازياد .. مش بيردوا .. خلى عندك دم وتعالى ..

باستسلام : طيب طيب يارهف

بنبرة انتصار : هتيجى !!
- هتزفت .. اجى ..
اردف جملته الاخيرة وهو يلملم اشيائه من فوق الطاوله ويضع النقود معتذرا من تلك الاخيره التى معه ..
■■■

توقف على عتبة غرفته فوجدها تقف امام مكتبه الخشبى تعيد ترتيبيه بعد ما انتهت من ترتيب الغرفه التى كانت اشبه بزريبة للحيوانات ..يترقب شعرها الطويل اللامع فتعمد تجاهل تلك المشاعر التى لا تليق برجل ناضج مثله .. فاردف بنبره مغزاها بث الرعب بجوفها فاستدارت شاهقه .. سقط قلبها بين يديها
- انت عارفه بيقولوا اى فى بلدكم على البنت اللى بتستجرى وتدخل اوضة شاب !!

اعتلت انفاسها وتراقصت اعينها على حبال خوفها قائله بتقهقر
- هشام بيه !! اصل اصل ..

بساقه ركل الباب بغرفه واحكم غلقها بالمفتاح مما قذف الرعب بقلبها اكثر .. و حجبت الدموع عنها الرؤية وهى تراه يقترب منها بيهئته الضخمه مقارنة بضآله جسدها .. شرع فى خلع حذائه ثم حزامه الجلدى فلم تجد مفرا منه سوى الانكماش فى ستائر الغرفه منتظره انتقامه .. زفر بهدوء قائلا
- ها عارفه ولا مش عارفه !!

نظرت له بعدم فهم وعيون متسعه ثابته
- هو ايه !!

كرر جملته مره اخرى : البنت اللى تدخل اوضة شاب عازب بيقولوا عليها اى فى بلدكم سمعينى !!

حل الصمت كضيفا مرحبا بهما ولكن لم تكف عيناها عما تفيض به من خوف منبعه رجلا .. بللت حلقها عدة مرات مستجمعه قوتها لتقول بتحدٍ
- بيقولوا أنى لما اشوف اوضه متفرقش عن الزريبه فى حاجه من واجبى انضفها !!

تعجب من وقوفها امامه متحديه .. فأخذ يسب فى نفسه سرا
- انا طلبت منك تنضفيها !!

ثم ما لبثت ان تقول بدهشه وهى تهم بالمغادره : انت مكبر الموضوع ليه !! اوضتك عندك مش ناقصه حتة ..

بقبضة يده القويه تناولها من معصمها كالثماله واوقفها امامه قائلا بعدم تصديق
- وهشام السيوفى اهبل عشان يعديلك موقف زى دا !!

رفعت انظارها اليه معانده: والمطلوب !!

- " هنفذهولك "
اردف كلمته الاخيره وهو يفك فى أزرار قميصه بعشوائيه امام جسدها وانظارها المرتعشه فقدت كل قدرتها على إيجاد حلا للخروج من الأزمة سوى ان تكبح انظاره الشرسه التى تنوى الشر رافعه كفها لتصفعه بقوة وما لبث وافشل مخططها عندما قبض على كفها الصغير وهو يلف جسدها امامه فاتسعت عيناها هلعا .. وارتسمت ابتسامه واسعه على محياه وهو يضغط على ساعدها قائلا
- دانت ايدك طولت اوى !! وشكلك عاوزه تتربى .

تتقلص ملامح وجهه ألما تحت يديه قائله بتوجع
- لما تتعلم ازاى تتعامل مع بنات الناس الاول ابقي تعالى اتكلم ..
خرج صوت غضبه ممزوجا بصوت الزجاج المهشم الذي أطاحته يده اليمنى بكل ما فوق مكتبه قائلا
- مالك اتقمصتى اوى كده !! اى كلامى مش صح .

- همجى ومتخلف ومريض !!

تصرخ متوسله متضرعه كى يتركها .. اتخذت من بين ذراعيه تلك المرة ملاذا لاهاتها المكبوته ووجع ذراعها الملتوى .. وما كادت لتخطو خطوة للأمام فتوقفت إثر غزو انفاسه وجنتها حتى اوشك على تقبيلها فجاة تذكرت كل غدده الصماء وظائفها الادميه لينقض عليها كم تنقض الاسود على فرائسها .. تجمد كل شيء بها حتى عصيانها .. مغمضه عينيها كالاطفال منتظره رد فعله المحتوم فهى اضعف من ان تحاربه جسديا .. ارتسمت ابتسامه واسعه على محياه عندما راها تحولت لطفله صاحبة العشر سنوات ترتعش بيده .. فاردف بصوت كفحيح الافعى
- متخافيش !! انت مش النوع اللى يهز هشام السيوفى.. اعقلى ياحلوة وشوفى بتتعاملى مع مين عشان حسابك معايا تقل ...

رمقتها بسهام الخسه التى تحرق ظهرها وهو يبتعد عنها مطلقا صفيرا هادئا ويقترب من خزانته ليبدل ملابسه .. قائلا
- اوضتى لو مكنتش زريبه للاسف معرفش اقعد فيها ..

تلتقط انفاسها بصعوبه بالغه محاوله استيعاب ما مرت به .. فأى ريح القت بها بين ذراعيه واى عاصفه انقذتها من براثينه الادميه !! تشعب الغضب بجوفها وتكاثر بلا رادع حتى تناثرت افكار قتله فى خلايا عقلها..

تجاهل هشام وجودها وخلع قميصها بشموخ فبرزت منحنايات جسده الرياضي فتلك المرة حالت نظراتها من القلق الى الشوق فتمتمت بكلمات استياء محاوله ابتعاد انظارها عنه بصعوبه
- عاوزه اخرج ..

- مش ماسكك على فكرة !! ماليش مزاج اعرفك انت بتتحدى مين دلوقت ..

تردف بجزل طفولى : انت قفلت الباب لو كنت ناسي !!

اقتررب من الباب بثغر مبتسم هدوء تام وفتحه بمنتهى السهوله قائلا
- شوفى بقي مين فينا اللى بيتلكك .. !!

غزا رأسها صداعا قويا إثر بروده .. فاطاحت بكل ما يقابلها رأسا على عقب حتى وقفت امامه بثبات
- اهو صلحت غلطى ورجعتلك الاوضه زريبه تانى عشان تليق بسكانها !!
تسلطت عيناه على شفتيها المرتعشه باسما وهو لا يعلم من اين أتى بكل هذا الهدوء متناسيا تاره معها مستلذا بملامحها التى تعانى بحثا عن لُبنات القوة بداخلها .. عزمت امرها على ان تفر من شظايا غموضه المتناثره راكضه لتختبىء بغرفه رهف قبل ما ينفلت زمام امرها و تتحرش بذعره فلا تجد مهرب ولا نجاة منه تلك المره .. ولكنها توقفت للحظه مشيرة إليه بسبابتها
- وعلى فكرة مش أخلاق ظباط دى انك تستفرد ببنت و تقفل عليها الباب ياحضرت الرائد !!

ضحك منه ملء السمع وبنبره كالجليد اردف بسخريه
- و هى فين البنت دى !!
كانت اخر جملته قبل أن يلقى بصدره ارضا متمرسا تمرين الضغط بمنتهى المهارة والخفه .. اشتعلت اغتياظا فلم يعد بوسعها البقاء للحظه معه فى مكان واحد !!

■■■

{ أنــــا أنا كلي ملكك .. أنا كل حاجة حبيبي فيا بتناديك .. أنـــا أنا مش بحبك .. الحب كلمة قليله بالنسبة ليك}

اخذ منقار الذكريات ينخر فى رأس بسمه بمجرد ما اقتحمت شيرين لحظات خلوتها فجأة فلم تتحمل ان تسمح لشرين تجلد روحها اكثر من ذلك قفلت SoundCloud مزفره باختناق مقاومه شلال المشاعر التى تدفقت تحت جلدها سابحه على بحور الذكريات التى تُحينا .. ذكريات بمثابة سماد لارواحنا نتغذى عليها لنتنفس .. فتحت الهاتف على صوره تسترجع معه الذكريات

#فلاش باك قبل اربعة سنوات
- ياسيدى على الروقان .. صوت شيرين وو بحر وميه وهوا _ ثم انحنى غامزا بطرف عينه _ وقمر ... قلبى اضعف من انه يتحمل ده كله ..

تركت بسمه فرشاتها ونهضت بدلالٍ ناشده قلبه ان يذهب اليها بكل اوتى من حب
- صباح الخير ياحبيبي !!
دنى منها خطوه ليقف قصادها قائلا بخبث
- منا لو حبيبك بجد مكنتش هربتى وجريتى منى ليلة امبارح!!
- وهى طنط عايده لو عاوزانا نبقي مع بعض كانت هتحجزلنا ليه اوضتين !

حاوط خصرها بشغف ليدنوها منه اكثر
- يابسمه ااه منك يابسمه ، واى دخل خالتك بس فى الموضوع !! احنا جايين نصيف مش جايين جحيم !!
احمرت وجنتها بحمرة الخجل وهى تطرق انظارها ارضا هاربه من مغزى كلماته فهو لم يستح ان يخفى عنها رغبته فيها .. هامسا فى اذانها
- مش هتشغلى شيرين ونكمل رقص !!

وقفت تبثه بعيونها الغزلانى .. فلا ينتظر منها ردا سوى يده التى امتدت الى ( الكاست ) واعاد تشغيله وهو يقربها منه اكثر شارعا بالرقص والتمايل على الحان شيرين يدفء قلبها بقربه مس كيانها بعطر كلماته
- تعرفى انك اول ما اتولدى أنا اول واحد بوستك ..
عانقته بدلال مردفه بعدم تصديق
- انت هتسرح بيا ياعم انت !!

- والله ما بكذب .. حتى ابقي اسألى خالتك .. جابولكى وانت لسه نونا كده عشان اشوفك وانا وقتها كنت طفل عياره فالت حبتين فكنت ببوس عادى !! وعندى استعداد اكررها وانا وكبير عادى !!

ضغطت علي مشط قدمه بغل : بطل قلة أدب ..

- انت مراتى ياهبله !! نسيتى ولا ايه !!!

- ااه ده على ورق وبس ، ومامتك قالت مفيش جواز غير بعد الجامعه !!

انعقدت ملامح زياد بضيق
- مش فاهم بصراحه نظرية خالتك دى ، ياجدعان انا وبنت خالتى دايبين فى بعض ، هى معقده الامور ليه !

احتضنته اكثر فالعناق افضل وسيله للبوح عما لا يقال متنهده بين يديه
- هى نظريتها صح بردو .. شايفه اننا لسه عيال ، واننا اتجبرنا على الوضع ده والقلوب بتتقلب والنفوس بتتغير !!

تعمد ان يدفن انفاسه فى عنقها اريت كيف يلتقى طرفين عند نقطه واحده !! قائلا بأعذوبه
- بس انا عمرى ما هبطل أحبك ..

سقط عقلهم من بين يديهم وارتفعت راية القلب .. راية عشقها الاول فهو الشخص الوحيد التى ترتكز عليه دوما .. سرت قشعريره خفيفه تجتاح جسدها وهو يهمس لها بهيام قائلا
- انا متفرجتش على اوضتك !!

#بااااااك
أطاحت بهاتفها وبكل شيء امامها على المكتب ليتناثر ارضا .. لم تتحكم فى جسدها المرتعش وشفتيها التى اسودت غيابا وقهرا .. دفنت رأسها بين كفيها منفجرة فى البكاء .. الم حارق يتوهج دخانه من قلبها فلا تطفأه دموعها ولا برد الايام .. تزوم افكار جرائمها حول راسها كذبابه لزجه تأبى ان تفارقها .. مردفه بندم
- منك لله يا زياد .. منك لله بكرهكككككككك ..

■■■

- خالد بيه .. تحب اجيبلك حاجه تشربها .
اردف قمر ابنة خادمة قصرهم المتيمه بخالد فى صمت يأكل فى حواف قلبها إثر تجاهله ، رد اثناء انشغال بتصليح عجلة ايوب قائلا
- كتر خيرك يا قمر .. متشكر .

توقفت للحظه تراقبه بصمت باحثه عن اى موضوع ليطيل الحديث معه
- هو انا ممكن اطلب طلب !؟
ترك ما بيده رافعا انظاره بدون ما يحرك جمالها إنش بقلبه قائلا
- خير ياقمر !!

- كنت عاوزه اروح الجامعه اقدم .. وكنت عاوزه حضرتك تيجى معايا !

للتو أخذ باله من تلك الطفله التى كانت تمرح في منزلهم منذ الصغر بأنها كبُرت .. قائلا باندهاش
- كبرنا وهنروح جامعه اهو ياقمر .. وناويه على كليه ايه !

اجابت سريعا بفرحه احتلت كيانها إثر اهتمامه لحديثها
- آثار .. برغم ان مجموعى اعلى بس حابه كلية الاثار عاوزه ابقي دكتوره فى الجامعه ..

القى عليها نظرة انبهار قائلا
- برافو عليك ياقمر .. شوفى عاوزه تروحى امتى وهاجى معاكى .. انت فى مقام اختى الصغيره ..

نصب عمود كلمته الاخيره فى منتصف صدرها .. تصارع لتبدو اكثر من العادي .. ولكنها قررت الانسحاب قبل من تنفجر قنواتها الدمعيه ... قائله
- اختك .. ااه .. ماشي .. هابقي اقول لحضرتك قبلها ...

انسحبت بمنتهى الهدوء حاملة قلبها على كفها ، فكيف لامراة عاشقه تجذب انتباه رجل إليها لا يراها ، كيف تمنع اعينها من ان تراقبه دوما وتتبع خطاه ، طرقات كعب حذابها تتناسب مع اضطراب صوت قلبها الذي يطرق ألما .. خُلق العقل واحد والقلب واحد وما الهوى الا لواحد ليس له ثانى عندما يتفقان العضوان عليه ..

■■■

دلف من سيارته مهجم الملامح التى ينفجر من حمرة الغضب كالقابض بيده على جمرات الفحم الملتهبه وهو يركل الباب خلفه بقوة ذاهبا نحو سيارة رهف التى فتح بابها بقوة .. وشرع على الانفجار بوجهها ولكنه سرعان ما توقف عندما وجد رفيقتها تجلس بجوارها .. سرعان ما تحولت نيرانه لجليد .. تهجمه لابتسامه خلابه قائلا
- رهف .. مش تقولى أن فى ضيوف معاكى !!

استدارت الاعين نحوه .. فهللت رهف فارحه
- شكرا يازيزو عشان متاخرتش عليا ..

استند على نافذه السيارة قائلا بهدوء وهو يلقى بانظاره على صديقتها قائلا
- مش هتعرفينا ! ولا نتعرف فى العربيه وانا بوصلكم !!

تحمحمت رهف بخبث وهى تقول
- كامليا .. كاملياااا .. كاملياااا صحبتى واللى فرحها الاسيوع الجاى وكلنا هنروحه إن شاء الله ..
ثم ارتسمت ابتسامه مكر على وجه رهف قائله
- مش كده يا زيزو ..

تجمدت ملامحه مرة آخرى وهو يركل سيارتها بقدمه
- يلا ياختى ... انزلى ..

استدارت رهف الى كامليا قائله
- نوصلك فى طريقنا يا كوكو !!

اسرع زياد فى الرد قائلا ممتعضا
- مش السواق اللى جابهولك ابوكى ليك ولصحابك .. انزلى ياختى ..

شعرت كامليا بالحياء ثم قالت : لا ياروفا هتمشي البيت مش بعيد .. انا محبتش اسيبك لوحدك بس ...

هبطت رهف من سيارته وهى تلكز زياد ف كتفه
- خلبوص انت .. منشار نازل واكل طالع مابترحمش ..

ضربها على رأسها بغل : طب اتحركى ياختى ... هوريكى فى البيت .. وبعدين انت مصاحبة ليه مرتبطين !!

ضربته على كتفه بمزاح وهى تضحك بشماته
- مالكش دعوة ياخى ..

■■■

سيجاره وراء الاخرى تحرق فى جوفه وهو يقرأ ملف القضيه التى اخصه اللواء نشأت بتنفيذها .. فسرعان ما اعتلت وجهه ابتسامة انتصار عندما قفذت الفكرة فى رأسه .. وسرعان ما سقطت عينيه على ما بعثرته تلك المتمرده على قوانينه بدون خوف او ذعر.. الوحيده التى رأته بعين العادى ، رجل عادى غير مثير للدهشه ، للتعب ، للمجهود العنيف الذي تقضيه الفتيات فى الايقاع بقلبه ، اشعر وكأننا لا يجب أن نبالغ فى رؤية الاشخاص كى لا نضيعهم من ايدينا اما لتمردهم او لصغر حجمنا مقارنة بهم ، هى الوحيده التى اعلنت عليه الحرب حتى وقف مسلوب القوة والاراده .. ان قوانينه لا تشمل تمرد النساء وان طبقها عليها ستقتل بيده .. وان تجاهل غروره سيقتله ... فالوم ليس عليها اللوم على رجال لم يعرفوا للهوى سبيل !!

زفر دخان سيجارته قائلا لنفسه : اى الحكايه ياابن السيوفى !!

■■■

كامنه فى حجرها تاكل خطاوى الارض اغتياظا وهى تردد اخر عباره حرق بها كبريائها .. فهو لا يراها اساسا .. اشعر بأن اكبر اهانه تواجه المراة هو التجاهل ، التقليل من انوثتها ، جمالها ، ضعف اسلحتها التى تسلحت بها لتجلب اقوى رجلا مجرورا من قلبه ، نحن نستقوى باسلحتنا الخاصه من مسن نظراتكم .. فالمرأة لا تزداد قوة الا برؤية الضعف بعينيك أمامها ..

تقطم على اظافرها وقلبها معا .. رجل رات في عيونه القسوة وفى قلبها الوجع .. اشتعل عقلها بها معتقده انها نيران الحرب التى ستأكله ولكن نيران الحرب ما هى الا خطوة اوليه لتفجير راء الحب التى ستأكلها معه !!

القت نظرة على نفسها فالمرأة قائله بتوعد
- فاكر نفسه مين يعنى !! طيب ياابن السيوفى !!

■■■

انتهى نجار زيدان من تنفيذ ما امره به على أتم وجه وهو ينفض غبار جلبابه مشيرا على جذوع الشجره المحشية باقوى انواع الاسلحه قائلا
- رايك ياجناب العمده !!

انتهى من تفحص الشغل الذي لم يخطر على بال انسان ما يخفيه قائلا
- بانبهار عفاررررم عليك يا ولد ... تسلم يددك ..

- احنا خدامين جنابك بابيه ..

هتف زيدان مناديا على شيخ الخفر قائلا : عاوزكم تبسطوه وهو يستاهل كل خير ...

ثم ابتعد عنه مجريا مكالمه تليفونيه
- سلطان بيه ... تمام .. البضاعه هتكون عندك الليله .

سلطان بفرحه : والله ما عارفين نودى جمايلك فين ياابو ايوب ، عشت يارجل ..

■■■

وصلت عايده الى منزلها مناديه على هشام بصوت عالٍ .. فتقبل حرائق ندائها بروده المعتاد دون ان يجيبها نزل فى هدوءٍ تام متأففا فى نفسه
- خير !!
- انت هتسافر شغلك امتى !
جلس على الاريكه بفتور : انت عامله الحفله دى كلها عشان تقوليلى هتروح شغلك امتى !!

احتل الغضب كيانها مزفره بضيق
- انت كل كلامك اسئله !! مابتعرفش تجاوب زى البنى آدمين !!

استند بمرفقيه على ركبتيه رافعا انظاره لاعلى
- كنت عايزه تقولى ايه !!

- كنت عاوزه اقولك انى مسافره اسكندريه اسبوع .. عشان قررت اشغل المصنع اللى هناك .. عاوزين نشوف حل للبت اللى بقيت صاحبة بيت فوق دى !!

اردفت جملتها وهى تلقى حقيبتها بجواره وتجلس على جمرات من الغضب تلقاها بهدوء يحرق الأعصاب
- كلنا مسافرين اسكندريه .. جاتلى مهمه هناك !!

انعقد حاجبيها : كلكم ازاى !! بقولك تتصرف فالبت دى وتمشيها ..

- البت دى شغلى يا عايده هانم .. ولو كان وجودها مضايقك هوديها تقعد فى البيت اللى فالجنينه .. بس مش هتمشي الا اما اخلص شغلى ..

رمقته بدهشه : أنت ايه حكايتك !
- اى اسئله تانيه ؟!
هبت معارضه : انت ناوي تشلنى .. تموتنى بجلطة !!
اتكا بظهر للخلف وهو يبسط ذراعه بهدوء
- انا شايف انك عاوزه تتخانقى وانا بصراحه ماليش مزاج ..

فركت كفيها بنفاذ صبر : عرفت ان مياده سافرت الصبح !!
اومئ ايجابا : اااه منا اللى مشتلها الاوراق ..
- يابروودك ياااخى ..

دلفت رهف بصحبة زياد الى المنزل ولحقت بهم بسمه التى تحولت ملامحها 180 درجه عندما رات زياد .. فاردفت متأففه
- مساء الخير ..

همت بالذهاب ولكن توقفت إثر نداء هشام قائلا
- بسمة .. استنى ..

توقفت منتظره متحاشيه النظره عن زياد .. فواصل هشام قائلا
- رايحين كلنا اسبوع اسكندريه .. هتقدرى تيجى معانا ..

قطعته رهف معارضه : ودراستى يا ابيه !!

زمجرت رياح غضبه غير قابلا اى نقاش
- رهفف .. مش هنستهبل على بعض .. دفعتك متخرجه ليها سنتين ..

القى قذيفه كلماته فى حلقها فصمتت متأففه ولكن تدخلت بسمه سريعا
- بس انا مش هينفع اسافر ..
صُوبت الانظار نحوها بتركيز .. فاكملت
- مش هينفع اخد اجازات وكمان عاوزه اذاكر دى اخر سنة امتياز وصعب جدا .

وجه هشام انظاره الاستفهاميه لزياد
- وانت؟!
- وانا كمان مش هينفع روحوا انتوا .. عندى شغل كتير ومناقشه الماستر بتاعى قربت ..

نصب هشام عوده على الفور متخذا القرار
- خلاص زياد خليك مع بسمه وانت يارهف روحى حضري الشنط وبلغى _ صمت للحظه من الزمن موشكا على نطق اسمها ولكن كبريائه منعها مواصلا بحزم _ البت اللى فوق دى عشان هتيجى معانا...

تناولت عايده حقيبتها قبل ما اسلاك مخها تنفجر إثر قراراته التى لا رجعه فيها .. وعلى الفور لحقت رهف بعايده وبسمه .. فاقترب هشام من زياد قائلا
- هتصيع عليا ياابن السيوفى !! مش عاوز تيجى معانا ليه !!

ابتسم زياد بلوم : يابنى انت مركز فى حياتى اكتر منى ليه !!
غمز له هشام بطرف عينه : لما عرفت أن بسمه قاعده !!
فرك زياد كفيه بحماس : هحاول اصلح علاقتى معاها .. وبصراحه حاسس انها وحشتنى ..

اتسعت عينيه من هول ما تلفظ به اخيه قائلا
- طب خلى بالك عشان المره دى أنا اللى هقفلك يازياد .. ورحمة ابوك لو ما اتعدلت مع بنت خالتك هتشوف شغلك منى .. وانت مستضعفها عشان مفيش حد فى ضهرها..هنسي وقتها انك اخويا ...

لكزه زياد ممازحا : خلاص ياعم قولتلك هصلح كل حاجه .. وبلاش النبره دى ..
رد عليه هشام بنبره محذره
- طيب .. خليك فاكر انى نبهتك ...
زفر زياد بارتياح عندما غادر اخيه بعد ما انتهى من جملة تهديده قائلا
- اوووووف .. هشام السيوفى اتدخل فيها يبقي ربنا يستر ..

فاق من شروده على صوت هاتفه قائلا
- نور !! بنت حلال لسه كنت هكلمك

اجابته بدلال : وده ليه بقي !!

تحمحم بخفوت وهو يذهب نحو الجنينه قائلا
- عشان وحشتينى ..

احمرت وجنتها خجلا وهى تغير مجرى الحديث سريعا
- طيب يا دكتور معالى المستشار مصمم انى لازم اعزمك عل. العشا فى اليوم اللى تحدده عشان يشكرك بنفسه

مس قلبها باعذوبة كلماته : انا عينى لمعالى المستشار وبنت معالى المستشار .. وانا اطول

- احمم يبقي بكره الساعه ٧ كويس !!

- كوويس جدا .. اتفقنا ..

■■■
تدق باب غرفته بقوة .. ففتح الباب متأففا بعد ما انتهى من انتهاء ملابسه التى عباره عن قمص كحلى يرسم منحنايات جسده ببراعه وبنطال جينر بنفس اللون .. فهدأ روعة قليلا عندما رأها رافعا سيفه الثلجى وهو يقول
- انت شكل رجلك اخدت على المكان اوى .. هو عجبك !!

بللت حلقها الجاف إثر جملته الحارقه المزوجه بنظراته اللعينه وهى تتراجع خطوة للخلف قائله بحزم
- مين قالك انى عاوزه اسافر !!
اتكئ على مقبض بابه قائلا : مش محتاجه تقولى .. هنا انا بس اللى بقول ..

ردت بسخريه : لا منا مش لعبه فى ايدين سعتك .
ثنى شفته لاسفل وانعقدت ملامحه وجهه : متحاوليش تفكرى أنا شايفك ازاى عشان ساعتها هتقرفى من نفسك ..

ألجمها بصاعق كلماته فخيم فطر الحزن فوق قنواتها الدمعيه حتى اوشكت على البكاء .. وقف معاتبا لنفسه للحظه فهو لا ينتوى اهانتها ولكن شيء ما بداخله يتعمد اخفاؤه خلف ستائر التصغير من شأنها .. فنصب عوده مرة اخرى راسما ملامح الجديه ليعوق رحيلها
- هنتفق اتفاق ..
توقفت إثر جملته .. ولكن لجم لسانه لم يكف عن الصليد
- مع انى مش متعود اتفق مع عيال ..
اتسعت حدقة عينيها مزفره بنفاذ صبر : ومش مجبر ع فكره ... لحد هنا وشكرا .
استند بظهره على الحائط عاقدا مرفقيه ليردف بصرمٍ
- هخليك تشوفى ابوكى !!
لمعت عينيها ببريق الامل متناسيه فكره الرحيل : بجد!!
- الموضوع مش بالسهوله اللى متخيلاها .. محتاج وقت وتأمين خاصه ان ممكن زيدان ده يكون مجند حد فى القسم بيوصله الاخبار .. وممكن يوصلك بسهوله ..

سكتت لبرهه متمتمه : اااه وانا مجاش فى بالى حوار زيدان ده خالص ..
فواصل حديثه : عشان لما اقولك انك مش فاهمه ولا شايفه حاجه تبقي تسكتى .

شرعت بقذف قنابل شجارها .. فبادر بحزم وهو يقول : ثانيا لازم اضمن انك فى مكان آمن وعيون زيدان فى كل مكان فأنا مضطر اخدك معانا اسكندريه ..

حركت شفتيه لتجيبه ولكنه بنفس النبره الحازمه واصل حديثه
- ثالثا مش عاوز اسمع لا وجدل مفيش منه اى لازمه .. والكلمه اللى اقولها تتسمع .. فاهممه !! تقدرى تروحى تغيري لبسك عشان مش بحب استنى كتير ..

اردف عريضه اوامره وحدجها بنظره حاده ثم عاد الى غرفته وقافلا بابها بقوة متجاهلا وجوده وعلى محياه ابتسامه انتصار عجيب .. تعالت انفاسها ودخان غضبها متعجبة من وقاحته الزائده وهى تكز على فكيها بقهره
- والله العظيم ما طبيعى !!
■■■
بعد مرور 4 ساعات .. وصل هشام بصحبة اخته وامه لمنزلهم الصغير مقارنة بفيلا القاهرة الذي عبارة عن شقه واسعه فى احد الطوابق للابراج السكنيه المطله على البحر .. ما لبث أن فتح لهم باب الشقه وقام بإدخال أغراضهم قائلا
- هسيبكم انا ورايا شغل ..

اوقفه نداء رهف : شغل الساعه ٢ بالليل ياابيه !!

- خليك فى حالك ..
تحاشي النظر عن فجر نهائيا التى لم يغفل جفنها عنه ملتزمه الصمت تراقبه وهو يتحدث .. تغير ملامحه عندما يكسوها الضجر .. ابتسامته الساخره التى لم تغادر وجهه ..

اوقفه نداء عايده : هشام .. خلى البواب يبعت مراته من تحت تنضف الشقه ..

تدخلت فجر سريعا فى الحوار
- حرام .. ممم قصدى يعنى الساعه ٢دلوقت اكيد الست نايمه .

عايده باختناق : انت باى حق تعارضي قراراتى ..

وللمره الاولى ينصفها هشام قائلا
- فعلا عندها حق .. الست زمانها نايمه دلوقت ..
انكمشت ملامح عايده وهى ترمق هشام بعتب وارتسمت فجر ابتسامه رضا على ثغرها وسرعان ما تقلصت عندما واصل هشام حديثه وهو يدنو منها بمكر قائلا
- وفجر راحت ... اهى قاعده هتنضف .. بتنضف حلو اوي ..

عبث بمفاتيحه واتسعت ابتسامته إثر لف حبل كلماته حول عنقها هامسا بخبث
- حبيت افكرك بمكانتك ..
ثم رفع صوته ولازالت انظاره تحرقها : طيب تصبحوا على خير وانا هحاول متاخرش عشان لسه عندى شغل كتير ...

" بعينه نار الغضب والتيه معا ‏تكادُ ان تنفجر فى وجهه ، لكنها تحمل هم إعادة تجميعها "

■■■

( فجرا )

جميعنا لا نُخلق الا مرآيا , بعضنا مرايا للمصائب والبعض الاخر مرآيا للقضاء عليها .. وعندما خلق الله الحياه زرع بنا " الحب والشهوة والخوف والطمع والشفقه " وكل منا له دور فى استكمال دورة الحياه , فلا تلومن من جاء قدره كمرآه للمصائب لتتعلم منها انت .

فى احد اماكن محافظه الاسكندريه المُطله على البحر هناك شخص جعله الله مرآه للشر وسولت له انفاسه باختطاف صغارها ومساومة امهاتهم على مبالغ ماليه .. ومن لم تدفع يقوم بذبح صغارها كعقابا لفقرها !! يقطن فى احد الجزر التى تتوسط البحر , شخصا لديه فطنه هائله غُرست فى اراضى الشر مما جعل الاجهزه الامنه تفشل لذلك الوقت لتتخلص من شره .

سكون تام لمجري البحر عكس عادته ممزوجا بصوت ملحوظ من حفيف اجنحة الطيور التى تطوق المكان فخرا بجنود الارض .. ظلت الماء محتفظه بسكونها حتى خرج منها رأس بشريه تابعته عدة رؤوس من الجنود خلفه ليكمل ما تبقي بينه وبين ضفة النيل سباحة ولست غوصا .. وبعد قليل لمست اقدامه الارض المبلله ليخرج منها ملتقطا انفاسه بصعوبه .. فلحق به عدد من الرجال فى زيهم الخاص بالسباحه الا قائدهم فكان يرتدى بنطال من القماش السميك ويعلوه قميصه الكحلى يبرز معالم جسده الرياضي .. داعب خصيلات شعره النائمه على جبهته بعنف حتى لفظ مغتاظا
- هموت واعرف مين بيبلغه اننا جايين ؟

رد عليه احد رفاقه قائلا : ياهشام اهدي بس .. اكيد هنوصله .
تحرك نحو سيارته المصفوفه بعيدا ولا زال سقيع الشتاء يلفح فى جسده المبلل قائلا
- أمتى يا اشرف ! لما يخلص على باقى عيال البلد !!
توقف هشام إثر جملته الاخيره التى القاها على اذان الملازم اشرف الذي اردف فى خزي
- هنشدد الحراسه حاضر ونغير الطاقم كله اللى معانا ! اي اوامر تانيه معاليك ؟!
اشار الرائد هشام بسبابته وبنبره آمره : اشرف .. الموضوع ده خد اكبر من حجمه ولازم ينتهى ونخلص على البنى ادم ده .. انت فاهمنى .

كانت تلك اخر كلمات القاها الرائد هشام على اذان مساعده قبل ان يُغادر من امامه ليستقل سيارته الجيب السوداء وبداخله بركان من الغضب يتوق به حتى اوشك على الانفجار ..

- مسيرك هتقع يا مدبولى زفت .... يعنى سبت بنى سويف وجيت على هنا !! بردو مش هرحمك ....

■■■

عاد زياد فجرا الى المنزل فوجد الظلام يخيم عليه الا غرفة بسمة التى لازال النور ينبعث منها .. فجاة شعر بأن كل مشاعره المدججه حييت فجاة .. وحبها الذي عافر ليدفنه بات يدفنه بها .. عزمها امره على اقتحام غرفته ماشيا خلف دقات قلبه وفتح بابها بدون استئذان قائلا بشوق يتقاذف من ثغره وعيناه

- بسمة انا طلعت عيل ومش اد الاتفاق وكده كتير .. أحنا لازم نشوف حل .

يتبع

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close