اخر الروايات

رواية خطا ام صواب كاملة بقلم جني عيد

رواية خطا ام صواب كاملة بقلم جني عيد



 "إسـكــريبــت ||خـطـأ أم صــواب "

المشـــهـد الأول :-
_يا ابني إستهدي بالله هتفسخ خطوبتك ليه بس وإنتَ وخطيبتك بتحبوا بعض ...
قـالـتهـا والـدتـه بـ إعتـراضٍ عـلي مـا سيـرتكـبه ولـدهـا مـن حـمـاقـةٍ ، ومـلامـح وجـههـا قـد تقـلصـت وإنكمـشـت بـ ضـيــقٍ
تـجـمـد مـحلـه لـ ثــوانٍ وقـد إستـحالـت مـلامـح وجـهه مـن الجـمـود إلـي الآلــم الشـديـد، وحـال فـؤاده لـم يختـلف عـن حـال مـلامحـه وإنمـا كـان يـعتصر آلمــاً والخــراب فـيـه بـدأ يـكبـر رويــداً رويـــداً حتـي إحتــلـه تـمـامـاً فـ بـات غـيـر قـابـل للعـمـارِ قـط؛ وهــذا بـبسـاطـة لأنـه سـيفتـرق عـن مُشيـدتـه ومـن تـغـمره بالفــرحِ
حـدق بـوالـدتـه لـوهـلـة ثـم تـحـدث بـحروفٍ تنـبـض بـالـوجـعِ الشـديـد :-
_عارفه هنهي خطوبتي بـ ليـه يا أمي .. عشان هي تستاهل واحد أحسن مني ، تستاهل واحد سليم يقدر يشيلها فـ الفرح لما كانت بتحلم وبتحكيلي دايماً ..
عشان سيـلا متستاهلش تتجوز واحد ذراعه مقطوع
إزدرقت أمـه ريقـها بـ صعوبه وسرعان ما أردفت بـ عقلانيه حملـت في طياتها بعض الحنـو .. وقليل من المواساةِ :-
_يـا أيـهم دراعك مقطوع إيه بس إنتَ كف إيدك هو الـ مبتور وده كان غصب عنك يا ابنى إنتَ ملكش ذنب إنك عملت حادثه والدكاتره إضطروا يبتروا كف إيدك
أغمض عينيه محاولاً الثبات وعدم فقد صوابه ، تبسم بسمة صغيره بـ ضعفٍ مُستطرد بـ نبرةٍ متقطعة :-
_لو سمحتي يا أمي أنا قررت خلاص فـ متحاوليش تقنعيني أتراجع عنه لأني مش هتراجع
لم يلبث أن أنـهي حديثه حتي رحل من أمامها بـ خطواتٍ أشبـه بالركـض ..
______________________
خـرجـت لـه ومـازال أثـر النعـاس باديـاً علي وجهها أو بالأحـري هـي لاتـزال نائمـة من الأساس ..
همـست بـ خفـوتٍ وقـد زينـت بسمـة متـسعة ثغـرها :-
_صبـاح الفُـل يـا أيـهم
واجـه تحيتها بالصـمت وبـقي يتطـلع لمـلامحها بـ حُـبٍ مفـرط أُهلـك فؤاده من فـرطـه ..
وأخيـراً قـال الحـديث العـالق بـ جوفـه .. الـحـديث الذي سيـفطر قلبـها لـ شطـرين ..
مُجـرد حـديث مـكون من كلـماتٍ بسيـطة لكنـه سيـحرق روحيْـن .. سيقـطع ربـاط الهـوي ..
سيفيقـهم مـن حلمٍ جمـيل ويذيـقهم الآلم الكـامن بـ كـأس الفـراق
تـلاشي النـظر لـ عينيها التـي تسلـب فؤاده كُلمـا حـدق بها ، إحتدت ملامحه مـدعياً القسـوه ، وهتـف بـ نوعٍ من التلجلج والإرتبـاك :-
_أنا جـاي عشـان عـا .. عـاوز أفسـخ خطوبتنا
ضـمت حـاجبيهـا بـ ذهـولٍ وبـاتت غـير قـادره علي إستيـعاب الهـراء الذي تفـوه بـه ، هـمت بالتـكلم لكـنه بـتر حـديثها حينمـا رفـع حقيبة بيـضاء خـاصه بالهـدايا علـي الطـاوله التي تفـصل بينـهم أمـام عينـيها التـي ينبعث منها الكـثير من التسـاؤلات لـكن هيـهات خـذي الصـدمه بالكـامل ثـم إسـألـي عـما تبـغيـه :-
_إتفـضلي دي الـهدايا الـ إنتِ جبتيهـالي يا بنت النـاس وربنـا يوفقك مـع واحد أحسن منـي
أرادت تـعنيـفه والصيـاح بـه لكـن فؤادها آبي ذلـك .. وكـان كُـل مـا صـدر منهـا مُجـرد همهـات لـم يفـهم منـها شئ سـوي بـضع كلـمات :-
_بـس أنا مش عـاوزه حد أحسن منك أنا عـاوزاك إنتَ
صكَّ أيهـم علـي أسنانه بـ عُـنفٍ ثـم استـطرد بـ برودٍ مُعاكس لمـا يدور بـ قلـبه مـن معـاركٍ بالأصل لـم تكـن سـوي حـربٍ واحـده لكـنها حرب استثنائيـه؛ لأنها بـ بساطةٍ شـديده حـرب مسلوبة الـراء :-
_بـس أنا مش عاوزك يـا بـنت النـاس أنا عـاوز واحـده تـانيـه
_نـعم !؟
قـالتـها وهـي فـاغـرةٌ شفتيـها بـ تعـجب
_عن إذنك يـا آنسـه ...
تركـها مُستغلاً فـكرة أنـها لم تفق من صدمتهـا بـعد
لفـت نـظرها أنه رحـل .. فـ ركضـت وراءه بـ سرعةٍ وكُل مـا يـدور بـ عقلها أنـه يمـزح معهـا كمـا يمـزح دوماً ...
وصلـت للشـارع ، رآت أيهـم قـد تخـطي السيـارات وهـم بالصـعود لـ سيارته ، صـاحـت بـ قـوةٍ وهـي تـعبر الطـريق المـكتظ بالسيـاراتِ لـكنها لـم تكمـل نـطق اسـمه أثـر تلـك السيـاره التـي صـدمتـها بـ قـوةٍ وبالطبـع صـرخ هـو بـ صـدمةٍ وعـجـز وهو يـراها تـدحـرج علـي الطـريق أمـامـه والـدماء قـد غمـرت لون ملابسـها البيـضاء فـ بـدت كـ زهـرةٍ بيـضاء صـبغت بـالـدمِ الأحمـر :-
_ " ســـــــــيـــــــــــــلا "

الثاني من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close