رواية لماذا انا ؟ كاملة
فى حيرة وياس تجلس فى احد الكرسى الموضوعه على جوانب الطريق شابه فى العقد الثانى من
عمرها ليست بالجميله ولا القبيحه فتاة يظهر عليها علامات الهدوء ترتدى عباءة وطرحه
كبيرة كله باللون الاسود وتتلاءلاء فى عينها بعد العبرات وتتمتم الحمد لله بدون توقف
تسترجع بعض من ذكريتها فى الماضى تشعر بغصه فى قلبها وتغمض عينيها بقوة علها تنسى هذا
الماضى الاليم وتقرر ان تقاوم ولا تستسلم ليأسها تحمد الله على كل حال تستشعر فى قلبها
حلاوة الحمد الذى ياتى بقين تحمد الله انه اعطها هذة النعمه وليس بعدها نعمه >>الحمد.
تقرر ان تستكمل رحلتها مع الحياة نعم نحن فى رحلة اسمها الحياة مهمها بلغت صعوبتها فسوف
تنتهى لنعود الى رب كريم اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين تقرر ان تقوم وتذهب يلفت
نظرها رجل تظهر عليه علامات الالم يجلس فى كرسى مجاور لها يغطى الشيب معظم راسه يظهر
عليه علامات السن فى العقد السادس من عمرة
تظهر عليه علامات الوقار والهيبه
تقترب منه فى خوف فهى لم تعتاد التحدث مع الغرباء لتحادثه
مى\السلام عليكم هو حضرتك تعبان ولا حاجه
الرجل \اه ... يابنتى تعبان جدا مش قادر اخد نفسى
مى فى خوف\اطلب لحضرتك الاسعاف
الرجل \لا يابنتى شكرا
يرفع الرجل عيناه لينظر لها ويصتدم بعينيها وتستعجب هي من ذلك ليستدرك هو نفسه وفى
قلبه غصه عندما راى عينيها تحيا فى قلبه هاتان العينين ذكرى عنده ليستدرك نفسه ويقول
لها
الرجل\ممكن توصلينى لمستشفى القريبه من هنا ومتخافيش منى وقفلى بس تاكسى وانا هروح
معاه
مى \حضرتك مش معاك تليفون حد اكلمهولك
الرجل \لا مش عايز حد يعرف انى تعبان ... انا مش عايز اتعبك وقفيلى بس وان هاروح لوحدى
مى\لا انا هاجى مع حضرتك ..حضرتك عايز تروح مستشفى معينه ولا اوديك اى مستشفى
الرجل \اه ودينى مستشفى دكتور عمران وانا اسمى الحاج محمود
مى \تشرفنا بحضرتك انا مى
ثوانى هوقف تاكسى حضرتك حاسس بايه
محمود\حاسس بالم خفيف كده فى دراعى ومش قادر اخد نفسى بس خايف يزيد
مى \الف سلامه على حضرتك
اوقفت مى تاكسى واملت الرجل عنون المستشفى
مى \اتفضل حضرتك
محمود \شكرا يابنتى ربنا يجازيكى خير
************************************************** ************************************************** ************************
على الجانب الاخر يجلس ثلاثه شباب فى حزن عندما تراهم تظن انهم فى مأتم تبدو عليهم علامات
الحزن يجلسون فى مكتب ضخم فى شركة المقاولات العربيه المتحده يتبادلون العتاب واللوم
احمد\انت لازم يعنى كنت تقوله انا نبهت عليك الف مرة انك متقولوش
اياد\انا غصب عنى ماقدرتش امسك نفسى لما لقيته عنده امل بالشكل ده كان لازم اقوله
حازم \يابنى انت ايه معندكش صبر اخوك هيتصرف من غير والدك مايعرف ليه عملت كده
اياد\انتوا هتقعدوا انتوا الاتنين تانبونى كده انا ماشى وسيبلكم المكان كله
حازم \استنى بس يا اخى متبقاش عيل
احمد \سيبه يمشى سيبه
حازم \معلش يا احمد متزعلش منه هو بس بيحب والدك جدا ومش قصده
احمد\لا انا مش زعلان بس انا نبهت عليه اننا هنقوله فى وقت مناسب مش دلوقتى قولتله نمهدله
حازم فى اسف \انا مش قادر اصدق انى فى ناس بالشكل ده
احمد يطرق برائسه \احنا عمرنا ماذينهم ليه يعملوا كده ثم يتنهد تنهيده مليئه بالالم
انا قلقان اوى على بابا تليفونه مش بيرد انا نفسى بس يطمنا عليه
حازم \ متقلقش ان شاء الله خير هو بس اكيد حابب يقعد لوحده شويه
************************************************** ************************************************** ************************
اوصلهم التاكسى ونزلت مى واصطحبت الرجل وطلبت الطبيب المختص لعلاج الرجل
ياتى بعد ثوانى الدكتور عمران صاحب المستشفى رجل فى العقد الخامس من عمرة تبدو عليه
علامات الوقار والصرامه يرتبط بعلاقه قويه مع الحاج محمود فو ليس مجرد طبيبه فقط وهذا
يتضح من مدى لهفته عليه وتلاحظ مى الهرج والمرج فى المستشفى وهروله الجميع ناحية الحاج
محمود لتقول فى نفسها
مى\واضح انه حد مهم اووى
تقوم الممرضه بادخاله غرفت الكشف والدكتور عمران يقوم بتوجيه اللوم للحاج محمود
الدكتور عمران\انا قولت لحضرتك ياحاج متجهدش نفسك ولازم نعرف الاولاد بحقيقه مرضك
مينفعش كده انت كده بتضر نفسك اووى المرة دى ربنا ستر المرة اللى جايه الله اعلم
الحاج محمود \يادكتور الاعمار بيد الله محدش بيموت ناقص عمر
الدكتور\ياحاج ربنا قالك ولا تلقوا بايدكم فى التهلكه
تقف مى لتستمع لهذا الحوار وتجد نفسها لا اراديا تدخل معه الى حجرة الكشف لتقف فى زاويه
بعيده ويقوم الدكتور عمران بالكشف على الحاج محمود خلف الستارة ويخرجوا بعض فترة
الدكتور عمران \الحمد لله ربنا ستر المرة دى انك جيت بسرعه واحنا لحقناك الدوا بتاعك فين
الحاج محمود \فى البيت نسيت اخده معايا الشغل
الدكتور عمران \انت ايه اللى خلاك تتمشى كده من غير عربيه وايه اللى زعلك كده
الحاج محمود مفيش حاجه كنت مخنوق قولت اتمشى شويه
ليتذكر فى هذه اللحظه مى التى يراها تجلس فى احدى الكراسى الموضوعه عند الزاويه
الحاج محمود\معلش يابنتى تعبتك معايا ونسيتك خالص معلش حقك عليا
مى \لا ولا يهم حضرتك الف سلامه على حضرتك
الحاج محمود بابتسامه\ايه كميه حضرتك دى قوليلى يا حاج محمود وخلاص
اومات مى براسها وابتسمت
الدكتور عمران \مش تعرفنا ياحاج ؟
الحاج محمود \دى بنت بنت حلال اوى شافتنى وانا تعبان وعرضت تساعدنى ربنا يجازيها خير
يااارب
الدكتور عمران \ربنا يجازيكى خير يابنتى لولا انك جبتيه بسرعه الله اعلم كان ايه اللى
حصل
مى \ انا معملتش حاجه لكل ده والف سلامه على حضرتك مرة تانيه استاذن انا
ليقوم الحاج محمود ويقترب منها ويخرج من جيبه كميه من النقود ويعطيهم لمى لتفاجا مى بهذه
الفعله وتتجمع الدموع فى عيونها لتحس بالاهانه الشديده ثم تستجمع شتات نفسه وتنطق
مى بالم\شكرا.. لحضرتك عن اذنكم
يلاحظ الحاج محمود هذه الدموع فى هاتان العينان التى تاخده فى بحورها وتعود به الى ذكريات لها غصه فى قلبه يهتف قائلا ليلحقها قبل مغادرتها
الحاج محمود \انا اسف والله يابنتى مش قصدى سامحينى ده سوء تصرف منى بس انا مش عارف اشكرك
ازاى
مى \محصلش حاجه متعتذرش حاضرتك انا عملت كده لله ومش مستنيه اجرا على عمل الخير
الحاج محمود \تبقى لسه زعلانه تعالى بس معايا انتى هتتخلى عنى كده بسرعه هشتكيكى لربنا
مى بابتسامه باهته \لا مش زعلانه ولا حاجه
الحاج محمود \طيب ممكن اعزمك على حاجه تشربيها
مى \لا شكرا اسفه لحضرتك بس انا لازم امشى
الحاج محمود \سامحينى عطلتك عن مشوارك اكيد كنتى فى الشغل بتاعك
مى \لا ابدا انا مش بشتغل
الحاج محمود\ امال انتى كنتى عند المحافظه بتعملى ايه
مى \انا كنت بقدم فى وظيفه ثم تستكمل بتنهيده بس لقيتهم قفلوا باب التقديم
يقوم الحاج محمود باخراج كارت من جيبه واعطاؤه لها
الحاج محمود \ويقول لها انتى خريجة ايه
مى \حقوق
الحاج محمود \عظيم احنا محتجين واحده تساعد الاستاذ عبد الله وقام باعطاؤها الكارت تعالى
على العنوان ده بكرة ان شاء الله دى الشركه بتاعتى وياريت تقبلى تشتغلى معانا
فرحت مى جدا ولم تعطى لنفسها فرصه للتفكير فلكم حلمت بوظيفه
مى\مش عارفه اشكر حضرتك ازاى ثم تنبهت قائله بس حضرتك فعلا محتاج حد ولا بتعمل كده علشان ساعدتك
ليرد الحاج محمود بسرعه \لا لا والله فعلا احنا بندور على حد يساعد الاستاذ عبد الله مدير الشئون القانويه بالشركه ومن حسن حظى انى لقيتك
ترد مى بابتسامه\ ان شاء الله اكون عند حضرتك بكرة فى الميعاد
الحاج محمود \ان شاء الله
مى \الف سلامه على حضرتك مرة تانيه هستأذن انا علشان متأخرش
الحاج محمود \اتفضلى يابنتى وشكرا لكى مرة تانيه
مى \العفو .السلام عليكم
الحاج محمود وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
***********************
خرجت مى من المستشفى وهى تحمد الله على هذه الوظيفه التى اتتها من حيث لا تحتسب
هذه هى ثمار الصبر والحمد والرضا بما كتبه الله فالى لمن لم يعرف مى هى من عائله
ميسورة الحال توفت والدتها وهى طفله وتوفى والدها العام الماضى تبلغ من
العمر 23 عام ورثت عن والدها بعض الاموال وبعض قطع الارض الزراعيه كان
والدها يعشق الزراعه ويعشق البساطه كان رجل على خلق علمها الاخلاق والمبادئ
التى تتسلح بها فى هذا العالم ترها تندهش من اسلوب حياتها وكيف عندما ترها
تظنها بسيطه المستوى ولكن عندما تعرفها لن تتعجب فوالدها هو من علمها
انا الرضا بما قسمه الله هو الغنى الحقيقى وانا الاموال كله زائله لن
ياخذالانسان معه بعد انتهاء رحلته الا عمله رفض والدها ان يذهب مع اخيه الى
العاصمه وفضل البقاء فى الريف لانه يراه يتمتع بالبساطه والحب عكس المدينه
ترى ان كل من فيها يتسم بالعمليه والجديه لا ترى فيها جو الالفه الذى فى
الريف بعد وفات زوجته الحبيبه لم يتزوج وعكف على تربيه ابنته الوحيده توفى
وتركها ولكن ترك معها اخلاقه ومبادئه انتقلت مى للعيش مع عمها خالد فهو
راجل جشع لا يحب الا نفسه وامواله يفعل اى شئ للحصول على المال وزوجته جاكلين
سيده انجليزيه صارمه لاتعرف الشفقه ولا الحنان لديها ولد اسر شاب فى الثلاثين
من عمره مسافر ليكمل دراسته فى امريكا بنتين ياسمين فى الخامسة عشر من
عمرها طيبة القلب تشبه فى ذلك مى لم ترث اى شئ من والده والدتها تحب مى كثيرا
تعتبرها اكثر من اخت تتعلم منها وتساعدها على تحمل هذ1 البيت سلمى فتاه فى
سن مى دلوعة امها كما يقولون اكثرت انا من الحديث تعالو لنرى بقية
الاحداث
فى احدى الاحياء الراقيه تجد منزل فخم تراه تظن ان كل من به يتسمون بالجمال
مثل منزلهم ولكن ما فى داخلهم عكس ذلك تماما الا قلبين ينبضان بالحب والحنان
دخلت مى المنزل وككانت فرحه بما انعم الله عليها من فضله
اجاكلين \انتى كنتى فين
مى \السلام عليكم ياطنط
اجاكلين \وئليكم كنتى فين كل ده
مى بابتسامه بسيطه \كنت بدور على شغل
جاكلين \شجل ؟ليه انت بنت فقير؟؟
مى \لا ياطنط انا بس عايزة اشتغل بدل الملل اللى انا فيه
اجاكلين \ولقيتى ؟
مى \بفرحه الحمد لله
جاكلين \بتهكم طبعا بلبس الشهاتين ده لازم تلاقى اكيد صئبتى ئليهم
مى بابتسامه ولم تجب فهى تعلم زوجة عمه لا تتوانى على احراجها
مى \عن اذن حضرتك هتطلع اوضى
جاكلين بحركه من يدها معناها اطلعى بلا مباله
صعدت مى الى غرفتها ودخلت الحمام الخاص بها ابدلت ملابسها لبيجامه قطنيه
باللون الرصاصى عليها بعض الالوان المتداخله وتوضات وخرجت ارتدت اسدالها
وبدئت فى صلاة فرض الظهر ثم السنه ثم صلت ركعتين حمد لله على توفيقها فرغت وجلست
تسبح الله وتحمده على فضله حتى سمعت طرقات الباب
مى \اتفضل
ياسمين\السلام عليكم
مى بابتسامه فهى تحب ياسمين كثيرا فهى من تصبرها على احتمال هذا المنزل \عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ياسمين \ابله مى ازيك انتى كنتى فين
مى \كنت بدور على شغل
ياسمين \برده يا ابله مى بتدورى على شغل انتى ناقصك ايه علشان تدورى على شغل
هو انتى حد بيصرف عليكى ده انتى بتصرفى من فلوسك
مى \ناقصنى مى نفسى اشتغل واتعب واحس ان حياتى ليها لازمه تعبت من قاعدت البيت
ياسمين وتاثرت من كلامها \ربنا يوفقك يارب ياابله ولاقيتى فين الشغل ده
مى وقصت على ياسمين كل ما حدث
ياسمين \سبحان الله فعلا ربنا كريم اووى بس كويس ان الراجل ده اعتذرلك علشان الفلوس دى هو ميعرفش انتى بنت مين
مى\لا ميعرفش ومش عايزاه يعرف
ياسمين \ليه يعنى
مى \كده يا ياسمين مالوش داعى وبعدين ممكن يستخسر فيا الوظيفه وانا مصدقت وكمان بشهادتى
ياسمين\ ربنا يوفقك يارب
مى \يااارب
ياسمين \اتغديتى يا ابله
مى \لا وانا هموت من الجوع
ياسمين بايتسامه واسعه\اول مرة تقولى انك جعانه لو الشغل هيعمل فيكى كده
ياريتك اشتغلتى من زمان انا هنزل اخليهم يطلعولنا الغدا فى البلكونه ايه رايك
مى \بلاش يا ياسمين لمامتك تزعل
ياسمين بهمس\لا ماهى مشيت راحة النادى
مى بهمس مثلها \وانت موطيه صوتك ليه طالما هى راحة النادى
ياسمين \لا عادى انا هنزل بقا
مى بابتسامه \ماشى ياحبيتبى ربنا يخليك ليا
الثاني من هنا