رواية ظلام الرعد كاملة بقلم فاطمة عيد
الفصل الاول:
_لازال مندثر في فراشه شارداً يتراجع الزمن به للوراء ويلوم نفسه علي ما حدث بالماضي يلوم نفسه علي استسلامه الذي حدث بماثبه ثأر بالنسبه له لن تهدأ تلك العاصفه الا بأخذه ...
_دلفت والدته لتجده بنفس الحاله تنهدت بألم وقالت:-رعد
رعد بهدوء:-صباح الخير ياماما
داليا :-صباح النور ياحبيبي ...احم احم كنت عايزه اتكلم معاك
_لاحظ توترها وعاتب نفسه في سره علي حدته كيف وصل لحد القسوه التي تجعل والدته تخشاه أجابها :-اتكلمي طبعا
داليا:-انت عارف ان مازن راجع النهارده.... كيان راجعه معاه
رعد بملل:-شئ متوقع عشان الدراسه هتبدأ انا مش فاهم تدرس هنا ليه المانيا مفيهاش تعليم يعني
داليا:-انت عارف ان ابوك قرر يخلي في رابط بينها وبين مصر عشان تعرف أهلها ...التعليم كان هو الرابط ده
رعد:-يوصلو بالسلامه هبقي اخلي ادهم يروح يستقبلهم
داليا:-كيان مش هتقعد فتره الدراسة بس...كيان هتعيش معانا هنا للابد
رعد:-هنا فين
داليا:-هنا فالقصر ده
رعد:-مفيش مشكله
داليا:-اوضتها هتكون اللي جنب اوضتك
حاول اصتناع الهدوء قائلا:-انتي عارفه أن الدور ده كله بتاعي لوحدي الدورين التانين اتصرفو فيهم زي ما انتو عايزين ده الجناح الخاص بيا
داليا:-ياحبيبي ده أمر من جدك مش بايدي عموما أما تنزل لو حابب تجادله اعمل كده
-قالت كلماتها وخرجت من غرفته..
_اتجه الي غرفه ادهم ويظهر علي ملامحه الضيق ليقول ادهم:-مالك يابومه
رعد:-انا بومه
ادهم:-انا مش فاهم مكشر ليه علي الصبح
تنهد بضيق:-كيان هتعيش معانا علي طول
ادهم:-وفيها اي مش بنت عمنا
رعد:هتاخد الاوضه التانيه اللي فالجناح بتاعي
ادهم:-قال يعني الجناح الملكي..ماتبطل تفاهه
رعد بغضب:-انت عارف اني بحب النظام
ادهم:-او بمعني اصح مبتحبش كيان تبقي موجوده هنا
رعد:-ايوه عشان انا مبحبش شغل العيال بتاعها ده انا مش حمل مناهده ولا مسؤوليه حد معنديش طاقه
ادهم:-كيان مش ساره يارعد
رعد:-كلهم نفس التفكير...كلهم عاطفيين فالاول وسطحيين انت عارف اني مبحبش البنات عموما مش كيان بالاخص
ادهم:-اما انت بتكرهم ليه كل يوم مع واحده شكل
رعد:-انت بتحاسبني....انا راجل اعمل اللي انا عايزو
ادهم:-لا احاسبك ولا تحاسبني يلا نروح نفطر معاهم قبل ما نروح الشغل ...بس متنساش انت معاك اخت بنت
رعد:-حتي دي مش عارف اتعامل معاها زي اي بني ادم
ادهم:-يلا ياخويا بلاش نكد علي الصبح
-نزلو ليجدوا الجميع جالساً علي مائده الطعام ليقولو:-صباح الخير
سيد:-صباح النور....عرفت التغييرات اللي هتحصل يارعد
رعد:-ايوه اللي تشوفه ياجدي
سيد بفخر:-ده اللي كنت منتظره منك
رعد:-انا محتاج ابقي لوحدي فتره...هروح شقتي شويه
سيد:-مش وقته..لو حابب تعمل كده يبقي مش قبل اسبوع ع الأقل
رعد:-طيب انا ماشي...يلا ياادهم
أدهم:-روح انت هاجي وراك شويه كده
رعد:-اشمعنا
ادهم:-ورد رايحه مشوار هوصلها الاول
رعد بغضب:قولت ميت مره بلاش خروج معاها
سيد بغضب:رعد ده خطيبها وابن عمها اللي متربي معاها وانا لو شايف في غلط كنت هوقفه عند حده
_صحيح كل قوي في اقوي منه..
قالها ادهم بسخريه...ليغضب الآخر ويذهب متجهاً الي عمله
_نزلت من غرفتها قائله بابتسامه :-صباح الخير ياجدو ..قالتها وهي تقبل أحدي وجنتيه
سيد بابتسامه:-صباح النور ياقلب جدو
ادهم بتنهيده:-يابخت جدو
سيد:-بتقول حاجه ياادهم
هز رأسه بيأس وهو يقول:-لا مبقولش..
ثم قال في نفسه:-تتباس انت علي الصبح واوصل انا علي الجاهز ...طب هو انا ليه مش جدو...اي ده مانا لو كنت جدو مكنتش هعرف اتجوزها..اي الهبل اللي انا في ده
ورد:-انت ياحج ...هتفضل سرحان كده كتير مش يالا بقا
ادهم بابتسامه:-يلا
_وصلو الي المكان الذي ترغب فيه وقال:-مبسوطه انتي أن كيان جايه
ورد:-بصراحه اها هي وحشاني اوي...بس انت زعلان
ادهم:-اما بتيجي بحسها بتشغلك عني وبتاخدك مني
ورد:-محدش فالدنيا دي يقدر ياخدني منك ياادهم ده انا بعد الايام اللي فاضله عشان نبقي ف بيت واحد لوحدنا
ادهم بتنهيده:-ايام كتيره
ورد:-مش انت بتحبني استحمل..وبعدين ده ف مصلحتك اصلي كل يوم بحبك اكتر من اللي قبله
ادهم:-اتجرأنا اهو وبقينا نقول بحبك عادي كده ...الله يرحم ايام ماكنت اقولك صباح الخير تتكسفي
ورد:-كنت بخاف منك
ادهم:-ودلوقتي
ورد:-دلوقتي بخاف من بعدك
..................
_دلف الي الشركه وسط نظرات الإعجاب المعتاده من الموظفات ونظرات حاقده من الموظفين ليستمع الي أحدهم وهو يقول:-شايف نفسه ومديهم بالجزمه وكل واحده فيهم مستنيه منه اشاره وتبقي تحت رجليه كل ده علي اى مش فاهم اي المميز فيه..
-رمقه بنظرته الحاده ليبتلع الآخر ريقه بقلق ..اكتفي رعد بنظرته وتجاهله وأكمل سيره الي مكتبه دلف ودلفت السكرتيره من خلفه قائله:-وحشتني
رعد:-مي احنا فالشغل
مي:-وفيها اي يعني
رعد:-فيها كتير انتي عارفه اني بحب النظام
مي:-طب نتقابل ف شقتك النهارده
رعد:-لا مش هينفع خالص الفتره دي...ويلا علي شغلك
_قال جميع كلماته بجمود وجفاء أصبح خالي تماماً من المشاعر ...ذهبت واخذت مشاعره معاها هكذا كان يعتقد ..فالأمر معقد بالنسبه له تذكرها للحظات وهمس بأسمها بنبره مؤلمه:-ساره...نفض الفكره من رأسه وقرر البدأ في العمل
في مطار القاهره...
ادهم:-حمدالله علي سلامتكم
كيان ومازن:-الله يسلمك
ادهم:-رعد عنده شغل كتير ف انا اللي جيت استقبالكم
هزت رأسها معلنه معرفتها بالأمر قائله:-زي كل سنه
ادهم:-زهقتي مني ولا اي
كيان:-انا اقدر
-شردت للحظات وتسارعت دقات قلبها ستعود من جديد ..اقترب موعد لقائهما من جديد ...أفاقت من تلك الشرود متذكره جميع لقائتهما القصيره والبارده..تنهدت بألم وقالت :-ادهم معلش روحنا بسرعه انا تعبانه اوي