رواية اللهيب الاحمر كاملة بقلم جني عيد
إسكريبت "اللهب الأحمر"
الـمشهد الأول :-
_ دي محروقه يا أمي عاوزاني أتجوز واحده مُشوهـه !؟
قالها "بحر" بـ لهجه متساؤله طغاها الإستنكار والسخط ..
وضعت والدته يدها على فمه كـ حركةٍ تلقائيه وسُرعان ما ذهبت ناحية باب الغرفه وأغلقته بـ حرصٍ خاشيةً أن يستمع أحد لـحديثها مع ولدها .. ثم تحدثت بـ غضبٍ ناهرةً إياه :-
_يا ابني وطي صوتك حد يسمعك وبعدين عيب تقول كده علي بنت عمك لما إنتَ تقول كده الغريب يقول إيه !؟
مسح وجهه بكفه وزفر بـ عصبيه مُفرطه وقد تمعضت ملامح وجهه، إستطرد بـ نبره هادئه محاولاً أن يسيطر على ذاته كي لا يصب الغضب المتأجج بـ داخله علي والدته :-
_طب يا أمي أنا آسف .. بس أنا أذنبت في إيه عشان يكون جزاتي إني أتجوز واحده نص وشها محروق
تقدمت منه وما لبثت أن وقفت أمامه حتي رفعت يدها تربت علي ذراعيه فـ لانت نظراته الحاده أثر حركتها، سألته بـ هدوء مماثل لـ نبرته الهادئه ..لكنه حمل بعض الضيق .. :-
_يا حبيبي وهي ذنبها إيه إن الزيت وقع علي وشها وأصلاً نص وشها مش محروق ولا حاجه ده جزء بسيط بس
تأفف بـ ضجر وكُل ما يشغل باله كيف سيكون مظهره أمام أصدقائه حينما سيتزوج تلك الـ ... المشوهه برأيه، هتف بـ صوتٍ عال نوعٍ ما حمل في طياته التوعد :-
_ماشي يا أمي هتجوزها بس موعدكيش إني أتعامل معاها كويس موعدكيش إنى أعاملها علي أساس إنها مراتي أصلاً هتبقي بالنسبه ليا مجرد واحده مجبور أتجوزها عشان أرضيكِ إنتِ وأبويا
قالها ورحل من أمامها بسرعه
همس بـ إنفعال كفحيح الأفاعي وقد إحتدت ملامحه بشراسه وبات يشعر أنه كـ بُركانٍ مُلتهب ثائر سينفجر قريباً :-
_هتشوفي أيام سوده منى يا ست.. ضحك ساخراً فـهو يجهل اسم الفتاه التي من المفترض أنه سيتزوجها .. لكنه تابع حديثه وهو يضغط علي أسنانه :-
_يا بنت عمي
إرتفع صوت هاتفه فـ أجاب عليه ولا زالت ملامحه متمعضه وعيناه غامقه كـ مثل ليل أسود كاحل العتام .. :-
_أيوه يا سابين ..
_لا أنا جايلك .. اه هسهر معاكِ ..
أغلق هاتفه ورحل بـ خطواتٍ شبه راكضه بعد أن وسوس له شيطانه بـ الكثير من الأشياء السيئه التي إذا قورنت بالوحل لإنتصرت عليه من شدة قذارتها
********
_إنتِ جميله يا "قدس" ليه عاوزه تخفى ملامحك !؟
أردفتها "نور" بـ لهجه متساؤله حملت بعض الحزم والدعم ..
تبسمت بـ سخريه وإستنكار ثم أمسكت بالنقاب لتعُدله علي وجهها قائلةً بـ تهكم :-
_إنتِ بس الـ شيفاني حلوه يا نور محدش شايفني كده غيرك .. حتى أنا مش شايفه نفسي حلوه فـ عشان كده لازم أخفي ملامحي مش مستعده أشوف نظرة الشفقه أو الإشمئزاز في عيون "بحر" زي ما بشوفها في عيون الناس
فغرت "نور " فاهها وحدقتها بنظراتٍ مذهـوله وسُرعان ما إبتلعت غصه مريره بـ جوفها وهمست بـ صدمه :-
_إشمئزاز يا "قدس"...
صاحت فجأةً بحـسره وقهر ولم تقدر علي التظاهر القوه أكثر، وباتت تشعر أن هناك يد فولاذيه تقبض علي فؤادها بـ قسوةٍ أصابتها بالإختناق :-
_اه يا "نور" إشمئزاز من وشي المُشوه الـ نصه محروق .. كلهم بيبصوا ليا بإستغراب وبيقعدوا يتهامسوا ويتضحكوا بيخلوني أحس إني إني مجرد حشره مش إنسانه زيهم
سقطت بركبتيها علي الأرض وإنخرطت في نوبة بكاء وباتت تود أن تقتلع قلوب هؤلاء الناس الذين خلت أفئدتهم من الرحمه فـ ليسامحهم الله علي ما فعلوه بها فـ هم أوصلوها لـ مرحله أنها باتت تبغص حياتها :-
-ليــه بيحسسوني بـ كده يا نور !؟ يعني هو أنا كنت أذنبت في حاجه لما الزيت وقع عليا ..
_لــيه بس بيحصل فيا كده ده حتي أهلي حسسوني إني عاله عليهم لما خلوا عمي يغصب بحر إنه يتجوزني ..!
الثاني من هنا