رواية حمزة الفصل السادس 6 بقلم ميمي عوالي
حمزة
الفصل السادس
حياة : وليه مشكلة
حمزة : لانها ابتدت تطاردنى فى كل حتة بجنون ، وهاتك ياحفلات وعزومة غدا من هنا على عزومة عشا من هنا ورحلة كذا مرة ، ولما كنت برفض كل مرة كان الحاحها وتمسكها بيا بيزيد
بس كنت دايما برضة بصدها وخالد الحقيقة ماكانش يتوصى ، واتخانق معاها اكتر من مرة ، لحد وفاة ماما الله يرحمها ، حزنت وشبه اعتكفت ، حتى الجامعة ماكنتش منتظم فيها لحد ما الاستاذ مراد كلمنى وفهمنى ، وقتها لما قررت انى اركز اكتر فى الدكتوراه كانت لسه كيت بتحاول معايا ، لكن فى اخر مرة طردتها لما حاولت تجينى البيت وتقوللى انها بتحبنى ومش قادرة تبعد عنى لدرجة انها …….انا اسف سامحينى على اللى هقوله
لتومئ له حياة برأسها تشجيعا له على مواصلة حديثه لينظر حمزة ارضا وهو يكمل ،: لدرجة انها عرضت نفسها عليا ، وانتى عارفة الحاجات دى فى امريكا زى اللب والسودانى
ليحمر وجه حياة خجلا فاسرع حمزة فى اكمال حديثه حتى لا يزيد ارتباكها : لما طردتها قعدت تشتم فيا وتوصفنى بالهمجية والرجعية والتخلف و و
المهم انى ماشفتهاش تانى لحد مارجعت مصر ، لكن بعد وفاة ابويا بشهرين اتفاجئت بناس كتير من الجالية العربية اللى كانت معايا بيكلمونى وبيعزونى ، حتى الدكاترة بتوعى ، ومن ضمن اللى كلمونى كانت كيت ….. عزتنى واعتذرتلى عن اخر مرة شفنا بعض فيها ، واتحججت بانها ماكانتش فى وعيها وكانت شاربة ، الحقيقة انحرجت انى اكسفها وفهمتها وقتها انى قبلت اعتذارها ، فطلبت منى انها تكلمنى من وقت للتانى عشان تطمن عليا وانا وافقت طالما انها بعيدة ومش هتعمللى مشاكل
الحقيقة انها فضلت تتصل بيا حوالى اكتر من سنتين ، لحد اما اتكونت بينا صداقة غريبة ، لما كانت بتكلمنى كانت بنى ادمة تانية خالص غير اللى عرفتها هناك ، واللى بررتهولى انها عايشة لوحدها ومالهاش حد ينصحها ويفهمها ، لحد ماانقطعت اتصالاتها عنى فترة كنت هتجنن عليها لانى فعلا كنت اتعلقت بيها ، لدرجة انى وقتها فكرت انى اسافرلها ، لكن فى يوم وانا فى مكتبى لقيتها بتتصل بيا وهى بتبكى بانهيار وبتقوللى ان واحد مجنون كان محتجزها عنده ، وكان بيهددها عشان فاكر معاها فلوس وقعدت تعيط وتصرخ وهى بتقول : كل ده عشان لوحدى وماليش حد ، وقالتلى انها بتكلمنى عشان تودعنى لانها قررت انها تنهى حياتها واعترفتلى ان انا الراجل الوحيد اللى حبته فى حياتها ، وكان نفسها توهبلى عمرها لولا ان القدر رافض ده .
ليكمل ضاحكا : وطبعا وقتها انا كنت الفارس المغوار اللى هينقذ حبيبته ويطير بيها على حصانه
صرخت وقلتلها انها مجنونة وان انا كمان بحبها وعاوز اتجوزها ، وانى هبعتلها تذاكر الطيران عشان تنزل مصر ونتجوز ……….. وابتدت الوليمة
حياة باستغراب : وليمة ايه ، مش فاهمة
عمتى ثريا هانم كانت بترسم وبتخطط انى اتجوز نورا بنتها ، وطبعا هاجت وماجت لما عرفت انى هتجوز واحدة امريكانية ،لا جنسيتنا ولا ديانتنا ، وطبعا ماهديتش الا لما بذلت العطاء بسخاء عشان يحلوا عنى
ومن الناحية التانية كيت لما وصلت كانت صعبانة عليا جدا عشان كل اللى حكيتهولى واللى شفت بعض اثارة لسه على وشها واللى كان السبب اننا ماتجوزناش غير بعدها بحوالى شهرين على ماكل اثار الضرب تختفى من على جسمها ، وبالتالى كنت مغرقها فلوس فى كل الاوقات غير اللبس والفسح والهدايا والعربية ، كلفتنى ثروة طائلة وانا كنت بدفع وانا سعيد لسعادتها .
بس اكتشفت بعدها ان انا الوحيد اللى كنت مبسوط ، خالد ورقية كانوا معارضين جوازى منها بشدة ، خالد بوضوح شديد ، ورقية بصمت مطلق ، لانها كانت حاسة انى مبسوط فماكانتش عاوزة تبوظ فرحتى
المهم ، بمرور الوقت كيت كانت بتسحب منى فلوس بشراهة ، معظمها بالعملة الصعبة ، ولما كنت اسالها عملت بيهم ايه كانت دايما تراوغنى .
ده غير ان خلافاتنا على شكلها ولبسها ابتدت تكتر ، فى اول جوازنا كانت بتسمع كلامى وبتلبس لبس محترم ، لكن فجأة زى ماتكون اتحولت و رجعت تلبس عريان وقصير ، وطبعا انا ماقبلتش ده وحبستها فى البيت فترة عشان تعقل ،
وبعد فترة قصيرة اعتذرتلى وصالحتنى ووعدتنى انها مش هتكررها تانى وفعلا ابتدت تلبس محترم من تانى
لحد ما كنت فى يوم من اكتر من 4 سنين وانا فى مكتبى اتفاجئت بمدير البنك اللى تعاملاتنا وحساباتنا تبعه بيكلمنى وبيبلغنى ان حساب رقية اللى باليورو اتصفر و انسحب منه بالفيزا ٣٠٠ الف يورو ، انا خفت لاتكون رقية فى مشكلة وخافت تصارحنى ، كلمتها لقيتها مع اصحابها فى النادى ، روحتلها وقعدت معاها وسألتها ايه سر احتياجها لمبلغ ضخم بالشكل ده من غير ماتبلغنى .
فلاش باك
رقية بفزع : فيزة ايه ياحمزة انت ناسى انك خليت كيت تاخدها منى
حمزة بغضب : كيت ؟ اخدتها منك امتى ، وازاى ماتقوليليش
رقية بخوف : النهاردة الصبح وانا خارجة سألتنى لو محتاجة الفيزا النهاردة ولما سألتها ليه ، قالتلى ان الفيزا بتاعتها فيها مشكله وانك قلتلها تاخد بتاعتى على ماتحلها .
حمزة وهو يقف مسرعا ويسحب رقية معه فى اتجاه الخارح : طب وليه ما اديتيهاش اللى بالمصرى ، ليه اديتيها اللى باليورو
رقية : قالتلى رايحة ديفيلية بيتعاملول باليورو
باك
جريت على البيت وانا ناوى انى اعاقبها بشدة على اللى عملته وعلى كدبها على رقية ، بس للاسف ..كانت طارت
لتضم حياة حاجبيها اشمئزازا ، ليبتسم حمزة بسخرية وهو يكمل : لأ ماتستعجليش ….لسه
انا لقيتها كانت مرتبة كل حاجة من قبلها بفترة ولقيتها فضت الفيز بتاعتها كلها وباعت عربيتها اللى كانت بملايين واخدت طبعا كل المجوهرات اللى كنت جايبهالها وعليها كمان مجوهرات رقية والفلوس اللى فى خزنة البيت وكانت حاجزة ع الطيران بحيث انى على ما ابتدى اعرف تكون هى طارت
طبعا اتجننت وقررت انى اسافر وراها واقتلها بايدى لحد ما اكتشفت انها قبل ما نمشى كانت انفصلت عنى بالمحكمة من قبل ماتسافر بشهر
شهر بحاله عايشة فى حضنى وهى متطلقة ، لينكس حمزة رأسه متنهدا بألم ثم ، لم يلبث ان اعتدل قائلا : الحقيقة القلم كان جامد ، لكن خالد ورقية ماسابونيش غير لما فوقونى لروحى وقررت انى انساها تماما واشيلها من حساباتى واطلقها فعلا بس بمزاجى لانها طبعا طالما فى حضنى يبقى اكنى رديتها ، بس هى طبعا ماتفهمش ده ، لكن انا قررت افوق واعتبرها تجربة اتعلمت منها
لحد شهرين فاتوا ، جالى تليفون من واحدة قالتلى انها تبقى جدة بنتى ، ولما حاولت افهمها انها غلطانة فى النمرة ، قالتلى كيت لما سابت مصر كانت حامل ، ولما حاولت تتخلص من الحمل ، الدكاترة حذروها لانه فى خطر على حياتها
وقالتلى ان عندى بنت عمرها حوالى تلات سنين وانى لو عاوزها لازم ادفع ١٠ مليون دولار .
فجأة مابقيتش شايف حاجة قدامى ، كانت مفهمانى ان مالهاش حد فى الدنيا ، يبقى جت منين امها دى ، ثم فجأة كده بقالى بنت
شكيت انها لعبة وكلمت استاذ مراد وحكيتله ، قاللى نتأكد الاول البنت بنتنا واللا لا ، ولما سألته ازاى قاللى ده شغلى انا ، وطلب منى ابعتله عينه من شعرى ، ولما كلمنى امبارح قاللى ان نتيجة ال دى ان ايه ظهرت وانها فعلا بنتى
ليرفع رأسه ليرى دموع حياة تجرى على وجهها بغزارة ، ليبتسم قائلا : انا مش بحكيلك عشان تعيطى ، انا بحكيلك عشان تساعدينى
حياة : طب وانا ممكن اساعد حضرتك ازاى
حمزة : هقوللك
ليتنهد حمزة وهو يفكر كيف سيفجر قنبلته فى وجهها ، فهو طالما احترمها وكن لها فى قلبه معزة خاصة ، ويخشى ان يكون رد فعلها بان تترك العمل ، فساد الصمت قليلا ولم تشأ حياة ان تقاطع تفكيره حتى نظر اليها وقال : انا مش هقدر اسيب بنتى تتربى على دين مش ديننا ولا عادات مش عاداتنا ، انا طلبت من المحامى يرفعلى قضية هناك عشان اضم البنت لحضانتى ، وبلغنى ان عشان يبقى موقفى القانونى اقوى من كيت انى لازم ابقى متجوز لان عندهم بيهتموا بالجو الاسرى اكتر من اى حاجة تانية ، وانا ……...بعرض عليكى الجواز
لتبهت حياة وتتسع عينيها وتتوقف انفاسها وقد توقف عقلها عن التفكير
حمزة بأمل : انا محتاجلك ياحياة صدقينى ، اوعى تفكرى انى بستغل ظروفك ، انا كان ممكن اعرض الجواز على نورا بنت عمتى ، او اتجوز اى واحدة على ما القضية تخلص ، لكن ……………….
حياة : لكن ايه
حمزة ببعض التردد : لكن انا عاوز اتجوزك انتى بالذات
حياة : وليه انا بالذات
حمزة : لو تسمحيلى احتفظ بالاجابة لنفسى لحد ما اعرف رأيك ، واوعدك انك لو وافقتى هقوللك على مبرراتى دى ومش هخبى عنك حاجة ، بس لازم تتأكدى من حاجة ، مهما كان رأيك ياحياة ، اوعى تفكرى انه هيأثر على شغلك ، يعنى انتى معايا فى الشركة سواء وافقتى او لا قدر الله رفضتى ، انا مااقدرش استغنى عنك ……… صدقينى ، انا هسيبك تفكرى ، بس للاسف فرصتك فى التفكير محدودة جدا ، هديكى مهلة لحد بكرة ، لو وافقتى ان شاء الله ، يبقى هنكتب الكتاب على طول ، لان فى اجراءات كتير لازم تتعمل بعد كده
حياة بتردد : طب وافرض انى ماوافقتش هتعمل ايه
لينظر اليها بشبه ابتسامة قائلا : ولا حاجة
حياة : مش فاهمة ، ازاى ولا حاجة وانت لازم تتجوز
حمزة : انا ماقلتش لازم ، انا قلت هيخلينى سابق كيت بخطوة
حياة بخجل : طبعا حضرتك عارف انك فاجئتنى ، بس اوعدك انى هعمل استخارة
حمزة وقد اتسعت ابتسامته : احلى حاجة تعمليها ، ياللا بينا بقى عشان رقية بتشاورلى من بدرى
لتقف حياة بخجل قائلة : عاوزة اطلب منك طلب
حمزة وهو يخمن طلبها : مش هتمشى غير لما نتغدى ياحياة
حياة باستغراب : وحضرتك عرفت ازاى انى …….
حمزة : ده احنا عشرة سنين ، ياللا ياللا
ليجتمعوا على الغداء ويأكلون فى جو من الالفة والمرح الممزوج بالخجل من حياة ورقية ايضا ، ثم تذهب حياة على وعد بالتفكير وابلاغه بالرد فى اليوم التالى