اخر الروايات

رواية ولانك نهد طفولتي الفصل الخامس 5 بقلم اية حسن

رواية ولانك نهد طفولتي الفصل الخامس 5 بقلم اية حسن

 أدهم خرج من الشركة ورايح ناحية العربية ، وشاف ندى جنب العربية ومعاها شنطة ، وهي أول ما شافته بيتقدم فتحت عينها بدهشة وراحت رمياها بسرعة وجريت .. جري وراها أدهم لقي الشنطة واقعة ف الأرض ، حطها ع العربية وجري وراها بسرعة عشان يحصلها ...

حمو شافها هي وبتجري: يا نهار مدوحس يا ندى هتتمسكي يابا آدي آخرة نشفان الدماغ .. اجري يا مجدي
جري عليها بسرعة .. وأدهم للأسف محصلهاش وقف يدور عليها بس كانت اختفت مع حمو .. ورجع هو لعربيته ، وخد الشنطة ومشي
_ندى كانت بتنهج من الجري وقفت ف حتة عشان تاخد نفسها ..
حمو: شوفتي آخرتها كنتي هتتمسكي عاجبك كدة يابا
ندى بنفس متقطع: كـ لـ ـه يهون ف سبيل إسعاد الآخرين
حمو: هتجننيني ، هو مين اللي كان بيجري وراكي دة
ندى: صاحب الشنطة .. انا أول مشوفته بيقرب من العربية رميتها وجريت ع طول
ندى سرحت شوية ف ملامحه الجذابة ، ، شعره البني وعيونه الحادة جسمه الرياضي ، صحيح هم كام ثانية بس لحقت تحفظ ملامحه كويس .. كانت بتقول ف نفسها أنه أدهم أكيد بقا شكله جذاب وأنيق زيه ..
كانت مغمضة عيونها ومبتسمة بشرود فجأة فاقت بفزع ع خبطات حمو ع دراعها
حمو: ايه يابا روحتي فين
ندى بخضة: ها لأ مروحتش
حمو: طاب يلا ولا هنفضل واقفين كتير
خدها حمو ومشيو
_أدهم دخل البيت ولقى ابوه ساند دماغه ع ايده بقلق .. سلم عليه وقعد جنبه
أدهم: انت لسة متوتر يا بابا
عزت: انا منمتش من ساعة اللي حصل
أدهم بٱبتسامة: طاب انا عندي ليك مفاجأة بمليون جنيه
بصله بتركيز ، وأدهم حط قدامه الشنطة
أدهم: مش هي دي شنطة حضرتك
عزت بصلها بدهشة وفتحها بسرعة وكانت الفلوس والأوراق موجودين فيها: هي وكل حاجة زي مهي ، انت جبتها ازاي
افتكر ندى واللي حصل وقاله: لقيتها مرمية جنب العربية
عزت: ازاي ومين اللي رماها
أدهم حكاله اللي حصل
جات سهى فجأة وكانت سامعة الكلام: مش يمكن كانت جاية تسرق حاجة تاني
أدهم باندفاع: انتي غبية ؟ يعني هي لو جاية تسرق هتجيب شنطة فيها مليون جنيه وتتمشى قدام الشركة !! وبعدين ابويا قال إنه اللي سرقها عيل مش بنت
عزت: بالظبط
سهى: عادي دول بتوع شوارع ملهمش أهل تتوقع منهم أي حاجة يا بابا
أدهم بصلها بتأفف وقام طلع أوضته بعصبية
سهى بتذمر: عاجبك كدة يا بابا عزت
عزت بحنق: معلش يا حبيبتي انتي عارفة أدهم عصبي اوي
عزت قام وهي اتعصبت جداً من تصرف أدهم
"نسيت اقولكم أن سهى متربية ما بين جدها وامها ، لأن أبوها اتجوز ع أمها ومش بيزورهم كتير ، حتى فيه خلاف بينه وبين فاروق بسبب جوازته التانية"
_أدهم قاعد ف مكتبه باصص للسطح ومبتسم ، بيفتكر شكل البنت اللي رمت الشنطة 'ندى' ، مسك صورة ندى اللي كانت ع المكتب وبص فيها أد إيه العيون متشابهة ، وأد إيه كان بيتمنى أن ندى تكون لسة موجودة وعايشة ، أول مرة من سنين يحس بشعور الراحة كدة بس ميعرفش سببه ايه ...
فاق من شروده ع صوت نادر وهو بيقول: تصدق شكلك أحلى وانت مبتسم كدة
أدهم اعتدل: احم ... بتقول ايه
نادر بأسلوب دلال: بقول انك قمر هيهي
أدهم عقد وشه بضيق: متبطل بقا اسلوبك المستفز دة
نادر ضحك: طاب قوللي لقيت البنت اللي رجعت الشنطة ؟
أدهم قام من مكانه: للأسف لأ
نادر: طيب انت فاكر شكلها
أدهم: ها... لا مش أوي يعني انا مركزتش فيها ... بس كان شعرها طويل وعيونها زرق وملامحها بريئة ، صحيح هي لبسها مبهدل شوية بس ...
نادر: بس ايه يا عم امال لو كنت ركزت كنت جبت مقاسات شراباتها
وضحك بقوة ، وأدهم عقد وشه بتذمر من سخريته
أدهم بضيق: تصدق انك غلس ، وانا غلطان اني بحكيلك أصلاً ، غور ع شغلك ويا ريت تعدي ع المدرسة تشوف الناس اللي هناك بتشتغل ولا لا
نادر خرج وهو كاتم ضحكته ، وأدهم لسة صورتها مفارقتش خياله كإنها اتحفرت جواه ... قعد ع مكتبه ومسك ورقة وقلم وقرر يرسمها ، هو مرسمش حد قبل أو بعد ندى .. هو مش عارف بيفكر فيها ليه .. يمكن عشان بيشوف صورة ندى فيها أو يمكن هو بيتمنى كدة ... بس ازاي هم الأموات بيرجعوا ؟!!!!.
_حمو قاعد مع ندى ف العشة مع الولاد ، بتحضرلهم الأكل ع وبور الجاز ، بعد كدة قعدت جنبهم ، ولاحظت أن حمو قاعد بيعض ف ضوافره بتوتر
ندى: مالك يا حمو شكلك قلقان
حمو: خايف يا ندى ليكون حد شافنا ، طاعون لو رجع من السفر وعرف أن احنا سرقناه هيشلوحنا هو ورجالته
ندى: مش للدرجادي يعني ، هم مش أشرار كدة
حمو: لا يختي أشرار وبالقوي كمان انتي ناسية اللي كانوا بيعملوه فينا زمان .. احنا كان مالنا ومال اللي يسرق ولا اللي يتنيل حتى
ندى: انت مش سمعتهم وهم بيتفقوا ع الراجل
حمو بتذمر: انا مسمعتش ولا شوفت .. انا خايف
ندى بزعل: خلاص يا حمو أنا آسفة ، لو طاعون عرف هقوله أن ملكش ذنب واني انا اللي اخدت الشنطة .. بلاش تضايق نفسك انت
حمو: يابا انا خايف عليكي انتي كمان ، احنا مش أد الناس دي ولا أد أذيتهم .. طول عمرك بتريحي غيرك وبتجيبي التعب لنفسك
ندى بٱبتسامة: متخافش عليا سيبها ع ربنا
_أدهم رجع البيت وجده طلب منه يتكلم معاه فدخلوا المكتب ..
أدهم قام بزعر ودهشة: إيه ؟!!!!! ، ازاي حضرتك تاخد قرار زي دة من غير مترجعلي ، يعني ايه تقوللي انك هتعلن خطوبتي من سهى يوم افتتاح المدرسة ؟
فاروق: أدهم انا بعمل كدة لمصلحتك وسهى بنت عمك وهي أولى بيك
أدهم: مصلحتي انا عارفها كويس ، صحيح انت جدي وانا بحترمك بس مش معنى كدة انك تمشي حياتي ع كيف حضرتك وتاخد قرارات عني ، وخصوصاً ف الموضوع دة
فاروق بعصبية: يعني انت عاجبك حالك كدة ، هتفضل لغاية امتى تعيش ع ذكريات كدابة
أدهم بصله بألم ، ازاي يتهم ذكرياته بالكدب ، دة لولا وجود الذكريات دي كان زمانه انتهى
أدهم: طاب يا جدي انا قولت اللي عندي ، وكلام تاني ف الموضوع دة معنديش ...
وكان ماشي بس وقف ولف له: وأه يا جدي ذكرياتي عمرها ما كانت كدابة دة اللي عايش بيه
قال كلامه الاخير وسابه متعصب منه ، هو شايف أن اللي بيعمله أدهم دة هيضيعه ، كان فاكر أن الأيام والسنين قادرة تنسيه بس اكتشف أن كدبته بتاعة زمان بتعلقه ف بحر ذكريات ملهاش قيمة زي ماهو فاكر !.
_يوم افتتاح المدرسة عيلته كلها راحوا عشان يشاركوه فرحته .. المدرسة كانت كبيرة جداً ، أدهم بناها ع مستوى عالي ، مجاناً للأطفال اللي معندهمش القدرة ع دفع المصاريف ، حب يهديها لنهده ونبض طفولته وسماها الندى وطبعاً دة ضايق فاروق وسهى ورجاء .... ومش بس كدة دة أعلن ف الجرايد كلها والمجلات عن الحدث
_حمو كان واقف ع الناصية بياكل فجأة انتبه لحاجة عند واحد بيبيع كتب .. بيقرب هو ومضيق عينه ومسك مجلة وشاف حاجة خلته يتصدم ..
خد بعضه وجري ع ندى بسرعة وأول موصل كان بينهج من الجري
ندى انتبهتله: إيييه عملت إيه تاااني
حمو بحاول ياخد نفسه: معملتش حاجة
ندى: أمال بتجري ليه
حمو طلع المجلة وأداه لندى: بصي كدة مش دي شبهك وانتي صغيرة ؟
ندى خدتها منه غير مبالية إذ فجأة تلاقي فعلاً الصورة شبهها لا مش شبهها دي هي ندى بنفسها اندهشت واستغربت جداً ازاي طيب ، انتبهت أن ف كلام مكتوب تحت الصورة
_أدهم لما أعلن ف الجرايد حط صورة ندى وهي صغيرة وكتب اهداء تحتها
بدأت تقرا المكتوب
"إلى نهد طفولتي ، إلى من تعيش بروحي ، إلى ملاك الدنيا الصغير .. اشتقت اليك عزيزتي ، قد أثر عليا رحيلك عن دنياي ، أينما كنتِ فستظلين معي ، سكينة ذكرياتي ... اهديكي هذه المدرسة ، لقد أسميتها الندى لتسكن روحك بها كما انت تسكونين روحي"
_ندى كانت بتقرا الكلام ، وقلبها بيترعش من جواه ، وكل كلمة بتخترقها مش قادرة تستوعب أن أدهم لسة فاكرها ، وكمان محتفظ بصورتها وذكرياتها ، قعدت ع الأرض وفضلت تبكي بحرقة أدهم كان بالنسبالها الحياة ، حياتها وقفت لما بعدت عنه ، عاشت ع ذكرياته طول السنين اللي فاتت وبتفتكره ف نفسها اللي بتخرجه ، ف أحلامها ف كل حاجة .. هي أصلاً مكانتش عايزة من الدنيا دي غير وجوده معاها بعدها عنه كان غصب عنها ...
مكانتش مصدقة انها لسة ف باله حتى ولو فاكرها ميته ... مسكت المجلة وضمتها ليها ودموعها غرقت وشها
حمو قعد جنبها وطبطب عليها بحنية: انتي لازم تفرحي دلوقتي يا ندى
ندى بدموع: انا مش مصدقة يا حمو ، أدهم لسة فاكرني
حمو: أيوة يا حبيبتي فاكرك ، بس هو لازم يعرف أنك عايشة مش ميتة
ندى سكتت شوية: لأ ، مش لازم يعرف لأ
حمو: ليه يا ندى ليه انتي مش بتحبيه مش نفسك تشوفيه ، ليه تحرميه منك
ندى بدموع: أنا بحميه مني ، انا لما كنت معاه كنت بتسببله ف أذيه ، آخر مرة عمل حادثة وكان هيموت فيها بسببي
حمو: بس هو دلوقتي عايش وكويس وانتي مكنتيش تقصدي أكيد
ندى بصتله: هو كويس عشان انا بعدت عنه
حمو: ندى هو انتي فاكراه مبسوط يعني من غيرك ، هو أكيد تعبان بسبب موتك
ندى: لو انا رجعتله وعرف اني لسة عايشة هيتعب أكتر ، وهكون برضو سببتله ألم
حمو: انا مش مقتنع بالكلام دة ، هو من حقه يعرف وانتي من حقك تعيشي عيشة أحسن من كدة
ندى بدموع: أنا عندي استعداد أموت وأنا كدة ولا إنه يعرف اني لسة عايشة
حمو: ليه يابا تعذبي نفسك بالشكل دة
ندى فضلت تبكي: عشان عذابي لنفسي أهون من عذابي أنا ليه
حمو: ندى لو انتي مروحتيلوش انا هروح أقوله
وفعلاً كان حمو رايح وهم بالخروج إلا أنها مسكت ايده بسرعة
ندى بصراخ وترجي ودموع وجع: لاااا يا حمو ارجوك عشان خاطري مترحلوش ، أدهم وجودي ف حياته هيكون خطر عليه وع مستقبله ، انا مبقتش ندى بتاعة زمان خليه شايفني ف الصورة الحلوة اللي كانت ف خياله من زمان ، متخليهوش يشوفني كدة خليني ميته بالنسباله أكرم ليه ، انا مش عايزة منه غير سعادته انا طول المدة دي كنت بدعي أنه يكون عايش وبخير ، والحمد لله اديني عرفت واطمنت عليه انا كدة مبسوطة ومش عايزة حاجة من الدينا دي تاني وحياتي عندك ابوس ايدك
حمو كان بيسمع كلامها ويبكي هي مستعدة تكمل باقي حياتها ف عيشتها دي ولا انها تضيعله مستقبله ، وباس أيدها وراسها ووعدها أنه مش هيروح لأدهم
_طاعون رجع واكتشف أن الشنطة اتسرقت وماسك واحد من اللي معاه وبيستجوبه ..
طاعون بعنف: ياض انطق وديت الشنطة فين
الولد: والله يا زعيم معرف انا مشوفتش شنط
طاعون بزعيق: انت لو مقولتليش أنا هدفنك مكانك انطق
فجأة قاطعه ولد: أنا هقولك يا زعيم...
_ندى طلبت من حمو يوديها تشوف أدهم من بعيد ، وراحت ولما بصت عليه عرفت أنه الشاب اللي شافته قبل ، فضلت تبصله من بعيد بابتسامه صافية .. كان نفسها تقربله وتقوله أنها ندى بس مينفعش دلوقتي هو بقا المهندس أدهم وهي مجرد مشردة ف الشوارع ...
_ف وقت كان حمو راجع مكانه ، جري عليه ولد بزعر ..
الولد: الحق يا حمو
حمو بقلق: ف ايه ياض
الولد: ندى اتخطفت ... الواد حماصة قال لطاعون انك انت وهي سرقتوا الشنطة من عنده وشوفت رجالته وهم واخدينها
حمو بصدمة: يا نهار ازرق ...
جري بسرعة ع العشة بخوف ولما وصل لقى منة وعلي قاعدين بيعيطوا ، قعد حط ايده ع دماغه مش عارف يعمل ايه وفضل يبكي ، إذ فجأة لقي سلسلة ندى واقعه ف الأرض وبص فيها
وقال: آن الأوان دلوقتي يا ندى إنه يعرف.......


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close