رواية زهرتي الخاصة الفصل الخامس 5 بقلم زهرة التوليب
الفصل الخامس من رواية " زهرتي الخاصة "
نظرت له كاميليا بعينين باردتين و قالت بضيق : نعم
رد مالك بنبرة شفقة عليها قائلاً : أنا كنت جاى أقولك .. برافو عليكي عشان كنتي قوية .. و مسكتي نفسك النهارده .. و ما اشتغلتي عياط زى العيال الصغيرة .. بس اللي شايفه قدامي .. إنك كنتي بتعيطي .. و عينيكي ورمت من كتر العياط .. حرام اللي بتعمليه في نفسك ده
قالت كاميليا في نفسها : يا رب صبرني على البرود
ردت كاميليا بنبرة مستفزة قائلة : ينفع بلاش تدخل في حياتي .. ممكن تطلع براها .. خليك في حالك أحسن ليك .. و حاجة كمان أنا مش هشتغل سكرتيرة عندك .. شوف ليك حد غيري و أغلقت الباب في وجهه ثم فتحته مجدداً و قالت : متنساش تجيب عمر من المدرسة .. و لو مش هتجيبه قول ل عمو رأفت يجيبه و أغلقت الباب في وجهه بعصبية
بعد حوالى ساعة فتحت كاميليا باب غرفتها و هو لم يكن موجودا لذلك ذهبت تراقب والدتها من بعيد كما كانت تفعل و هى صغيرة
كانت والدتها تتحدث مع سارة و تقول لها بفرح : امتى قرر مالك تعملوا الخطوبة ؟
ردت عليها سارة بكل سعادة قائلة : طنط جميلة قالت .. الخطوبة بعد يومين
احتضنتها والدتها و قالت : ألف مبروك يا بنتي .. ربنا يتمم ليكي على خير
ظهرت الدموع في عيون كاميليا اليوم هو أسوأ يوم في حياتها بلا أدنى شك الشخص الذي أحبته منذ الصغر سيخطب فتاة غيرها و ليست أى فتاة بل أختها من والدتها التي تركتها منذ أن كانت صغيرة لتتزوج كم هذه الحياة ظالمة
عندما كانت تراقبهم بعيون باكية همس أحدهم في أذنها قائلاً : الجميل زعلان ليه ؟
خافت كاميليا و قالت و هى متوترة : حضرتك مين ؟
كان شاباً طويل القامة لديه عيون خضراء زمردية شعره أشقر و بشرته بيضاء مرتديا بدلة رسمية لونها أسود زادته وسامة
اعتذر الشاب بلطف قائلاً : أنا آسف .. عشان خضيتك .. مكنش قصدي أعمل كده و مد يده قائلاً : المهم أنا آدم الطريفي عمري 25 سنة رجل أعمال و حضرتك ؟
ردت كاميليا بابتسامة لطيفة قائلة : اتشرفت بمعرفتك .. بس أنا مش بسلم على رجالة
أبعد يديه و قال بخجل : أنا آسف .. مكنتش أعرف .. طيب ممكن نتعرف ؟ و لا كمان مش هينفع
ردت كاميليا بضيق قائلة : لا عادي .. أنا اسمي كاميليا خالد .. عندي 22 سنة .. لسه بدرس في كلية الهندسة .. و بشتغل في القصر ده و حضرتك بتعمل ايه هنا ؟
أجابها آدم بابتسامة ساحرة قائلاً : أنا صديق مالك .. و كمان في بينا شغل .. و هو دعاني على خطبته من الآنسة سارة بنت عمه
قاطع حديثهم مجئ مالك حيث أمسك بذراع آدم و أخذه معه أما كاميليا تابعت النظر إلى والدتها بعيون باكية
مر يومين لم يحدث فيهما شئ مهم كانت كاميليا تذهب إلى كليتها و تعود تعد الطعام و تضعه على المائدة ثم تذهب لغرفة عمر أو غرفتها و لم ترى أبدا آدم مجدداً فهو دائماً مشغول بالعمل مع مالك حتى جاء يوم خطبة مالك و سارة فكان يجب عليها تجهيز الحلويات و الطعام بكميات كبيرة لوحدها لذلك سهرت طوال الليل تعد الطعام و انتهت قبل بدء الخطبة بساعتين
كان منظرها بشع عندما انتهت جسدها متعب و عيونها متعبة من السهر لكن مع كل هذا التعب قررت أن تحضر الخطبة لذلك ذهبت إلى غرفتها و ارتدت فستانا لونه أبيض و به ورود باللون الأصفر و ارتدت عليه حجاب باللون الأصفر و اضطرت إلى وضع المكياج مع أنها لا تحبه لكن فعلت ذلك لتخفي السواد الذي تحت عيونها لتخفي علامات التعب و الإرهاق التي على وجهها و ترتدي قناع السعادة
خرجت كاميليا من غرفتها و وصلت إلى القاعة الكبيرة التي في القصر و عندما كانت واقفة بمفردها اقترب منها شاب و قال : أهلاً مرة تانية .. آنسة كاميليا
لقد كان آدم و في هذه المرة كان أنيقاً جدا أكثر من أول لقاء بينهما
ردت كاميليا بوجه بشوش قائلة : أهلا مرة تانية .. آدم بيه
قاطعها آدم قائلاً : قوليلي آدم بس .. مش بحب حد يقولي بيه .. المهم أنت عاملة ايه ؟
ردت كاميليا بابتسامة جميلة قائلة : الحمد لله تمام ثم أخرجت كاميليا هاتفها و قالت ايه رأيك نتصور مع بعض صورة للذكرى ؟
فرح آدم و قال : آه طبعاً ثم التقطت كاميليا صورة لهما معا بالكاميرا الأمامية لهاتفها
قاطع حديثهم مجئ مالك و كان وسيما جدا و متألقاً و لما لا يكون كذلك فاليوم يوم خطبته و يجب أن يكون أوسم شخص في الحفلة لكن ما دهش آدم و كاميليا هو أنه أمسك بيدها و سحبها خلفه إلى أن وصلا إلى الشرفة ثم ترك يدها و قال بصوت غاضب جداً : ايه القرف اللي أنتي عملتيه ده ؟
ردت كاميليا بكل براءة قائلة : عملت ايه ؟
ازداد غضب مالك أكثر لأنها لم تدرك بعد ما فعلته و قال : إياكي تقفي تاني مع آدم .. أنت فاهمة .. يا آنسة كاميليا
سألته كاميليا باندهاش قائلة : ليه ؟
أجابها مالك بكلام صدمها بشدة : عشان انتي مش من مقامه .. أنا مش عايز صحبي و عشرة عمري .. يتجوز واحدة مش من مقامه .. هو يستاهل واحدة أحسن منك .. انتوا الاتنين مش من مقام بعض .. و مش مناسبين لبعض .. لو اتجوزتيه هتكوني واحدة استغلالية .. اتجوزته عشان فلوسه .. مش أكتر و تركها مصدومة من هذا الكلام و رحل
نزلت دموع كاميليا لقد جرحها الآن بكل ما تعنيه الكلمة كيف يقول لها أنها واحدة منهم و ليست خادمة في هذا المنزل و في ذات الوقت يقول أنها ليست من مستوى صديقته هى لم تعد تدرك شيئاً لكن ذلك لا يهمها الآن فقد جرحها و انتهى الأمر
مسحت كاميليا دموعها بسرعة عندما جاء آدم الذي سألها بنبرة قلقة قائلاً : خير حصل ايه ؟ مالك زعلك في حاجة ؟
ابتسمت كاميليا رغماً عنها و قالت : لا .. هو بس كان بيديني درس
فجأة تجمع الجميع فقد حان الوقت الآن مالك سيضع الخاتم في إصبع أختها سارة من أمها كم هذا حزين
بعد أن وضع الخاتم في إصبعها نزلت الدموع على خدها دون أن تشعر لكنها أدارت وجهها الناحية الأخرى و مسحت دموعها بسرعة عندما وجدت مالك ينظر إليها
وضعت سارة الخاتم في إصبعه و بدأ الجميع بقول كلمات التهاني لهم بمناسبة الخطبة و الأسوأ أنها كانت يجب أن تقول لهم هذه الكلمات أيضاً لكن هل تستطيع هى فعل ذلك ؟ هل تستطيع أن تقول تلك الكلمات دون أن تضعف و تبكي أمامه
تقدمت كاميليا لهم برفقة آدم و قال بابتسامة مصطنعة : ألف مبروك .. ربنا يتمم ليكم على خير .. و يسعدكم
نظرت لها سارة نظرات مليئة بالحقد و الكره كعادتها و لم تقل شيئاً أما مالك قال بنفس الابتسامة التي تحبها دائماً : الله يبارك فيكي
قال لهم آدم أيضًا : ألف مبروك يا صاحبي .. ربنا يتمم ليك على خير .. و يسعدك
رد مالك عليه بضحك قائلاً : عقبالك أنت كمان .. ما ترتبط بواحدة تخلي حياتك نكد
ابتسم آدم و قال و هو ينظر إلى كاميليا : لا أنا هرتبط بأحلى واحدة في العالم ثم أخرج علبة بها خاتم من جيبه و ركع على قدم واحدة ثم فتح العلبة و قال و هو ينظر لعيون كاميليا مباشرة : أنا بس أعرفك من يومين .. بس و الله حبيتك .. تقبلي تكوني شريكة حياتي .. و تتجوزيني
اندهشت كاميليا مما سمعته و تذكرت كلام مالك منذ قليل هل كان يا ترى يعلم ما سيفعله صديقه آدم لذلك قال هذا الكلام لها قبل قليل
نظرت كاميليا لمالك ف هز رأسه بمعنى لا لكن كاميليا قررت أن توافق هى تريد أن تعطي آدم فرصة و تنسى مالك و تكمل حياتها معه كما فعل هو و نسى كل شئ و أكمل حياته مع أختها سارة لذلك قالت ل آدم بابتسامة ساحرة : أنا موافقة فوضع الخاتم في اصبعها على الفور و قال : شكراً .. اوعدك مش هخذلك .. و هكون أحسن راجل تتمنيه في العالم