اخر الروايات

رواية طعنات الغدر والحب الفصل الخامس 5 بقلم ايمي

رواية طعنات الغدر والحب الفصل الخامس 5 بقلم ايمي 


 الفصل الخامس


وقفت نيرمين تنظر الى نفسها فى المرآة وهى تتذكر لقائها الاخير مع سيف الذى رات منه وجها غير الذى اعتادت عليه ياااااااااااااااااااااااه لقد احياها من جديد بحنانه المختبئ بداخله
ان قلبها يدق فرحا لدرجة انها تعجبت من نفسها لماذا كل هذه السعادة؟ مافعله سيف رد فعل طبيعى وليس له اى معنى من الذى يدور فى راسها وهنا اختفت ابتسامتها وهى تنظر الى نفسها فى المرآة وقامت بفك حجابها ببطء وهى تتامل وجهها
وسحبت طرحتها بمرونة شديدة فظهر لمعان شعرها الاسود ثم اقتربت اكثر من المرآة وتسمرت برهة ثم تراجعت لتجلس على سريرها وشعرها قد اسدل على كتفيها ولفت زراعيها حول ركبتيها واخذت تحدث نفسها
: فوقى يا نيرمين متخليش خيالك ياخدك لبعيد شوفى انتى وضعك ايه؟ انتى مجرد واحدة مالهاش اهل وظروفها صعبة واحساسه ناحيتك مجرد عطف مش اكتر
انتى صعبتى عليه مش معنى اللى عمله النهاردة انه خلاص هيفتح قلبه من جديد،
هزت نيرمين راسها مستنكرة طريقة تفكيرها وهى تقول:انتى بتقولى ايه انتى يفرق معاكى فى ايه يفتح قلبه ولا مايفتحش انتى حبتيه ولا ايه؟
لالالالالا ايه اللى انا بقوله ده
قاطعت نيرمين تفكيرها حتى لا توهم نفسها بشئ قد يحدث لها صدمة بعد ذلك
ثم اخذت الوسادة فى حضنها ونامت بملامح هادئة وظهر على وجهها الهدوء والسكينة

فى اليوم التالى ذلك اليوم سيحضر المقدم خالد لاستكمال الامر وصادف هذا اليوم وصول عمر ابن عم سيف لاحضار ملفات مهمة جدا وقد اتصل به قبل مجيئه ليستعلم عن عدم حضور سيف وطلب منه المجئ من اجل دراسة تلك الملفات ولكن سيف اعتذر عن مجيئه وطلب منه ان يحضرها له لانه مشغول بامر مهم
وصل عمر قبل مجئ المقدم خالد ، اجتمع مع سيف فى مكتبه لبحث ملفات خاصة بصفقة مهمة جدا
عمر : ايه الامر المهم اللى خلاك متجيش النهاردة دا انت عمرك ما بتعملها
سيف: خالد هييجى النهاردة بخصوص الموضوع اللى كلمتك فيه
عمر: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه بخصوص البنت اياها
سيف يومئ راسه بالايجاب
عمر:طب انت مش كنت قابلته قبل كده
سيف :فعلا هو جه قبل كده بس الموضوع مكانش اكتمل لسه وكنا بنبحث عن حل
عمر:ولقيتو حل
سيف: هو تقريبا على وصول لما ييجى هتعرف كل حاجة
ولم يمضى وقت طويل حتى حضر المقدم خالد وبصحبته الصحفية التى ستقوم بتحرير الموضوع الخاص بنيرمين
استقبلهم سيف فى مكتبه الكبير وجلسو ا جميعا وطلب سيف من رقية ان تخبر نيرمين بقدوم خالد
اخبرت رقية نيرمين بوصول خالد فقامت على الفور بارتداء اجمل ماعندها وهندمت نفسها واهتمت بمظهرها على اجمل وجه حتى اصبحت جاهزة للقاء تماما
طرقت نيرمين الباب
سيف:ادخل
دخلت نيرمين على استحياء ولم تكن تعلم بوجود عمر وهى لا تعرفه
تفاجأت نيرمين بهذا الحشد فاحست برهبة فى قلبها وبدا عليها التوتر
عندما وقعت عينا عمر عليها قال بصوت منخفض معبرا عن اعجابه:أوبااااااااااا دا انتى طلعتى جامدة موت
سمعه سيف فنظر اليه وهو يكظم غيظه ولم يظهره له
قام خالد وهو يقول:تعالى يا انسة نيرمين اقعدى جنب الاستاذة ندى علشان هى اللى هتاخدلك الصورة اللى هنزلها فى العدد الجاى ان شاء الله
ندى بابتسامة لطيفة:اهلا يا انسة نيرمين ازيك
نيرمين بصوت منخفض:الحمد لله
ندى:شوفى يا انسة نيرمين احنا هنزل صورتك واسمك وهنكتب الموضوع بطريقة كويسة بحيث لو اى حد شاف موضوعك فى العدد اللى هينزل يقدر يتصل بينا
هااااااااا جاهزة اخدلك الصورة؟
نيرمين بتعجب: هنا؟
ندى : المكان اللى تحبيه
نيرمين:طب ينفع بس اظبط نفسى؟
بادرها عمر:تجهزى نفسك اكتر من كده ؟دا انتى زى القمر
احمر وجه نيرمين خجلا ولم تنظر اليه
سيف ينظر اليه بغضب عمر وهو يبرر: ايه هو انا قلت حاجة غلط؟
سيف وهو يشير باصبعه السبابة بحركة دائرية:اسطوانة بقى ،ملمحا له على نفس الكلام الذى يكرره عمر دائما فى معاملاته مع النساء
المقدم خالد :انا شايف ان مظهرك كويس جدا ومش محتاج يتظبط يلا يا استاذة ندى علشان منضيعش وقت خرجت نيرمين بصحبة ندى لتلقط لها الصورة فى مكان هادئ رفعا للحرج عن نيرمين
ثم قامت بمحادثتها قليلا
**********************
اما ما كان يجرى فى المكتب
المقدم خالد:يعنى يا عمر مبتسالش علي صاحبك ولا كانك تعرفنى اشحال ان مكوناش عشرة عمر
سيف مستهزئا:هو فضيلنا الستات واكلة عقله بعيد عنك
خالد :هو انت لسة فيك الخصلة دى
سيف:انا مش عارف هيعقل امتى
عمر: انتو هتشتغلونى انتوا الاتنين ولا ايه هو انا لوحدى اللى كده قال يعنى يا خالد انت مبتعملش كده
خالد مستنكرا:انا؟اعوذ بالله هو انا وش كده برده
عمر:طب عينى فى عينك كده؟
خالد:بس انا عينى مطروفة
سيف وهو يضحك:لا حلوة ههههههههههه خلى بالك يا عمر مش هتسلك معاه اسألنى انا
عمر : علشان تعرف بس يا سيف انه حلانجى ده تلاقيه مقطع السمكة وديلها وعاملنا فيها طيب ومش عارف حاجة
خالد:انت علشان بس كده فاكر الناس كلها زيك ياخوفى عليك لستات تاكل عقلك
سيف:الاستاذ من كام يوم جايبلى ملف مهم امضيه بفتح الدوسيه الاقيلك جواب غرامى
خالد لعمر:هههههههههههههههههههههههه يخرب عقلك
خالد مغيرا مجرى الحديث قائلا: هى ندى اتاخرت كده ليه ؟ انا ورايا شغل
عمر :اروح اندهلها؟
سيف: الله يخيلك ملكش دعوة انت انت ايه مبتصدق
خالد:مقولتليش صحيح انت اقنعت نيرمين ازاى؟ غصبت عليها ولا ايه؟
سيف:ابدا هى اللى جت وقالت انها موافقة
عمر:عليا انا برده هو انا مش عارفك من اللى خالد حكاه شكلك كده بهدلتها
سيف :ابدا والله حتى اسألوها
عمر: ومن امتى الحنية دى؟
نظر سيف اليه نظرة غاضبة وجادة
عمر متراجعا:انا بهزر معاك ياعم مالك خدتها جد كده ليه؟
سيف مغيرا مجرى الحديث:صاحبتك اتاخرت كده ليه يا خالد؟
ولم يمضى الا القليل حتى انجزت ندى ما اتت من اجله
واستعد خالد للمغادرة وسلم على سيف وعمر وطمأن سيف بانه اذا حدث جديد سوف يخبره

اما عمر فظل حتى تجهزت السفرة بالطعام
نيرمين وهى تجهز السفرة مع دادة فاطمة:هو مين اللى مع سيف ده يا دادة
دادة:ده عمر ابن عم سيف
نيرمين:وناوى يبات هنا؟
دادة:مش عارفة احتمال
نيرمين متزمرة وهى تحدث نفسها:هو انا كنت ناقصاه ده كمان الواحد كده مش هيعرف يتحرك براحته
نيرمين:انا هتحرج آكل معاكوا يا دادة انا مش هقعد معاكوا على السفرة طول ماهو هنا
دادة :ليه بس يا نيرمين ده مش غريب عادى فيها ايه لما تاكلى وهو قاعد معانا
نيرمين:صدقينى يا دادة مش هقدر هتحرج جدا سيبينى على راحتى
دادة:تحبى اسيبهم وآكل معاكى؟
نيرمين:لا يا دادة ميصحش وبعدين علشان سيف ميزعلش
لمحت نيرمين سيف وعمر وهما يتبادلان الحديث فى الصالون وهما على الاستعداد للمجئ فوضعت الطبق الذى فى يديها بسرعة وقالت:دادة عن اذنك بقى انا طالعة
دادة :بسرعة كده؟
نيرمين وهى مبتسمة: هطلع بقى قبل ما ييجوا اوك؟
باى
ذهبت نيرمين غرفتها
بينما جاء عمر وجلس على الكرسى المجاور لسيف
وجلست دادة فاطمة على الناحية الاخرى المجاورة لسيف
نظر سيف على كرسى نيرمين وعينيه تسالان عنها ولكن لسانه لم يسال
والتفت عمر حوله كانه يبحث عنها هو ايضا ثم قال:امال الكتكوتة اللى هنا راحت فين؟
دادة باستغراب:كتكوتة ايه؟
عمر:ههههههههههههه هو فى غيرها هنا اقصد نيرمين مكلتش معانا ليه؟
دادة:اتحرجت من وجودك واستأذنت منى مع انى حاولت معاها لكن فى الاخر سيبتها على راحتها
لم يعجب سيف اسلوب عمر ومحاولته المستمرة فى اقامة حديث مع نيرمين
وكان سيف يتضايق من نفسه عندما يشعر بهذا الاحساس ويحاول مقاومته بان يتصنع اللامبالاة
ويسال نفسه لماذا بدأ الاهتمام بها ولماذا تضايق عندما غازلها عمر مع ان عمر كان يفعل ذلك مع غيرها ولم يشعر سيف بنفس الشعور
عمر استكمل كلامه:لالالا مالهاش حق تتكسف منى انا؟
سيف كاتما غيظه:سيبها على راحتها
عمر:الغريبة انها اتكسفت منى انا ومتكسفتش من سيف؟هههههههههههه مع ان المفروض يبقى العكس
دادة:ومين قالك انها مبتتكسفش من سيف
سيف:شوف يا عمر البنت دى قاعدة فى بيتى امانة لحد ما اوصلها لاهلها مش عايزك تعمل معاها مشاكل اوك؟
عمر:مشاكل ايه اللى انا هعملها معاها؟
سيف:يعنى بلاش الاشتغالات اللى بتعملها دى خلى بالك انا مش هسمح باى حاجة زى دى سواء منك اومنها انت فاهم؟ ثم القى الفوطة بغضب وانصرف
عمر محملقا بدادة فاطمة باندهاش:هو ماله يا دادة اول مرة اسمعه بيتكلم كده؟
دادة وهى تكتم السعادة فى قلبها:مش عارفة
ولكنها كانت تعلم ولكن لم تظهره لعمر
هل هذا هو شرارة الغيرة؟ ام ان سيف فعلا يحاول الحفاظ عليها لحين ايصالها لاهلها اهلها ؟

لم يبت عمر تلك الليلة ولكنه عندما انتهى من تناول العشاء وشرب القهوة مع سيف فى المكتب اخذ الاوراق وركب سيارته وغادر القصر
بعد انصراف عمر دخل سيف حمام غرفته وخلع ملابسه واخذ حماما دافئا ووقف امام المرآة وهو يلف حول خصره بشكيرا ازرق ثم قام بمسح البخار من على المرآة وهو ينظر لنفسه مستنكرا الشعور الذى بدأ يتسلل الى قلبه
نظر سيف الى قدميه وعاد بالذاكرة الى الوراء ............ وبعد تفكيرقال :كلهم صنف واحد كلهم خاينين فوق لنفسك انت بتفكر فى ايه اوعى تخدع نفسك..........ظهر الوجه الآخر لسيف الملئ بالبغض والكراهية للنساء عموما واقنع نفسه بانه لا فارق بين هذه وتلك فكلهن سواء

علمت نيرمين بمغادرة عمر للقصر واحست بارتياح شديد حيال ذلك فلم تكن ترتاح لوجوده وخصوصا انها لاحظت نظراته الجريئة وكلامه الذى ينم عن مدى جراته

كانت تجلس فى غرفتها تفكر ولكثرة انشغال عقلها بالتفكير اخذت تسير ذهابا وايابا لا تتوقف وهى تفكر فى حالها
كانت تشعر بعدة احاسيس متناقضة فى وقت واحد سعادة وحزن وتوتر وقلق وضيق
كانت تشعر انها مشرفة على الجنون ما الذى يحدث لها
وقفت فى لحظة صادقة مع نفسها لاول مرة واخذت تحلل ما تشعر به وتفسره
كانت سعيدة بوجودها فى هذا البيت الذى يجمعها بسيف وحزينة لانها تعلم ان سيف لا يشعر بووجدها واحساسه ناحيتها هو مجرد الشفقة عليها فقط
وكانت تتوتر عندما تفكر ان اهلها قد يظهرون وياتون لياخذونها وهنا لن ترى سيف مرة اخرى
وكانت تقلق من ماضيها المجهول الذى لا تعرفه
كاد عقلها ان ينفجر من كثرة التفكير
فكرت نيرمين فى ما اذا ظهر احدا من اهلها وجاءوا لياخذونها ماذا ستفعل؟
ثم بررت قلقها من ظهور اهلها والهروب من الحقيقة التى جالت بخاطرها بانها لن تقوى على مفارقة دادة فاطمة التى طالما احسنت اليها وعاملتها كابنة لها
وهنا توقفت نيرمين لحظة ليرد عليها الجانب الاخر من شخصيتها:خليكى صريحة بقى انتى خايفة بردة احسن تسيبى دادة فاطمة؟
ولا خايفة احسن تبعدى عن سيف؟ انتى ليه مش عايزة تعترفى انك بتحبيه؟
ردت على نفسها:بحبه؟ لا طبعا الموضوع مش كده انا بس معجبة بشخصيته مش اكتر وخصوصا انه رغم القسوة اللى بيظهرها ليا الا انه جواه حنان وطيبة جامدين اوى
متحاوليش تكدبى على نفسك انتى بتحبيه طب تبررى بايه احساسك انك عايزة تشوفيه فى كل دقيقة وانه بيوحشك حتى وانتى قدامه وانك مستعدة تختارى انك متتذكريش حاجة لمجرد انك تفضلى جنبه؟
_نيرمين تمسك براسها وتغمض عينيها بقوة:لالالا انتى بتقولى ايه الموضوع مش كده
*شوفتى؟ انتى بتهربى من الحقيقة والا مكونتيش اظهرتى ضعفك قدامها
نيرمين وقد فاض بها من المواجههة مع نفسها قالت:ايوة بحبه ومش متخيلة انى فى يوم من الايام هبعد عنه
وعارفة انه مش ليا وعمره ما هيفتح قلبه ليا وانا مش هطمع فى انه يبادلنى نفس الشعور وبعدين اطمنى انا عمرى ما هظهرله احساسى ده ابدا
هفضل دفناه جوا قلبى مهما حصل وكفاية عليا انى اشوفة بس مش طمعانة فى اكتر من كده
*وهتعملى ايه لو حد من اهلك ظهر؟
نيرمين ترد على نفسها فى حزن :مش عارفة بس الاكيد انى هموت من جوايا علشان هبعد عنه واللى مكتوبلى هشوفه

انتهى هذا الحوار الخطير الذى حدثت به نيرمين نفسها ولم تكن تتوقع ابدا ان تكون مع نفسها بهذه الصراحة والجرأة

***************
اما عن سيف:فبعد وقفته مع نفسه امام المرآة قرر ان لا يعطى لقلبه الفرصة فى ان يفتح قلبه لاى امراة اخرى وان يعود كما كان فى السابق والا يدع الامور تتهاوى به الى مستنقع الحب الذى لا ياتى من ورائه الا الخيانة والمصائب

فى صباح اليوم التالى واثناء تحضير الغداء لاحظت دادة فاطمة على نيرمين شيئا من السعادة والفرحة وكان وجهها متلألئا
وكانت تنتقل بخفة ورشاقة وهى تضع الاطباق على السفرة وبدأت تمازح كلا من زينب ورقية
شعرت دادة فاطمة بسعادة كبيرة جدا تجاه ما يحدث لنيرمين وتمنت ان يدوم الامر كذلك حتى يمتلئ القصر بالسعادة والفرحة
تقدم سيف الى السفرة بعدما اخبرته رقية فى صمت ولم يقع نظره على اى من نيرمين او حتى دادة فاطمة
وكان وجهه جادا خالى من البسمة وكان مرتديا قميصا كحلى مشمرا زراعيه المفتولتين بشياكة تليق به كرجل اعمال
وكان يرتدى بنطال اسود وحزاء اسود لامع وكانه سيغادر بعد ان يتناول الغداء لعقد اجتماع مهم

انبهرت نيرمين بشياكته ومظهره ولكن لحيائها لم تدم نظرتها اليه طويلا
وعندما جلسوا على الطاولة وبدأوا فى تناول الطعام
سالته دادة فاطمة:ايه يا سيف انت وراك مشوار مهم ولا ايه؟
سيف وهو ينظر فى طبقه رد بشئ من الجدية:النهاردة معادى مع دكتور العلاج الطبيعى
دادة :آآآآآه معلش يا سيف انا اسفة يا حبيبى نسيت والله تروح وتيجى بالسلامة
سيف: ولا يهمك يا دادة
كانت نيرمين تستمع لهذا الكلام وكانت تشعر بحزن كبير تجاه سيف وكم كانت تتمنى ان يكون لها دعوة مستجابة لتطلب من الله ان يشفى سيف وان ترجع قدماه الى طبيعتها ويستطيع المشى عليها بدون عصا

وبعد فترة وجيزة وهما ما يزالون على السفرة : لاحظت نيرمين تغير كبير يبدو على سيف لقد عادت تكشيرته وجديته
واسلوبه الجاف الملئ بالجفاء
وتعجبت ماذا حدث لماذا رجعت حالته كما كانت بعد ان بدأ يتغير تدريجيا الى الاحسن
هل صدر منها ما ازعجه او ضايقه
اخذت تقلب ذاكرتها للخلف لترى ان كان قد صدر منها بالامس ما ضايقه منها
ولكنها لم تجد شئ
وعندما انتهى سيف من تناول الطعام وضع فوطتها البيضاء امامه ثم قال:احتمال اتأخر شوية يا دادة متقلقيش عليا
دادة:انت هتمشى حالا؟
سيف: لا هراجع بس شوية اوراق بسيطة كده قبل ما امشى يعنى همشى بعد حوالى نص ساعة
دادة:تروح وتيجى بالسلامة يا حبيبى
غادر سيف الى مكتبه كالمعتاد واغلق عليه الباب وتتبعته عينا نيرمين الى ان وصل الى المكتب وهى فى حيرة شديدة لماذا هذا التجاهل الشديد لها وحاولت ان تقنع نفسها ان هذا الامر بسبب ذهابه لدكتور العلاج الطبيعى وان هذا الامر يسبب له الام النفسى لانه يذكره بالماضى وايضا يشعره بانه لا يستطيع ان يمشى كالاناس الطبيعيين بدون عصى
فاخذت الامر على هذا المحمل
وهنا قطعت دادة فاطمة حبل افكار نيرمين بتنهيدتها القوية الذى بدا عليها الحزن والالم
نيرمين:مالك يا دادة؟
دادة:مافيش انا بس قلقانة اوى على سيف حاسة بيه يا حبيبى بيتألم من جواه وهو لسة شاب زى الورد وفى السن ده
يارب اشفهولى يارب وفرحنى بيه
نيرمين بعد ان امنت على دعوة دادة فاطمة قالت فى حزن وهى تواسى دادة فاطمة:متقلقيش يا دادة اكيد هيرجع زى الاول واحسن الموضوع مسألة وقت فقط
دادة:يارب يا نيرمين يكون كلامك صح ويكون فى امل انه يرجع زى الاول تانى
نيرمين:ان شاء الله يا دادة

بعد الانتهاء من تناول الغداء
قامت نيرمين كعادتها بمساعدة رقية وهند فى تنظيف السفرة وحمل الاطباق من عليها
فيما مرت زينب وهى تحمل القهوة متجهة بها الى المكتب وتتبتعها نظر نيرمين فى خفاء
ظلت نيرمين تراقب حجرة المكتب من وقت لاخر
حتى رات الباب يفتح انه سيف يبدو عليه انه سيغادر كان يمسك هاتفه المحمول فى يده اليسرى مع مفاتيح السيارة
وبينما هو يغادر وقعت عيناه فى عين نيرمين تلك اللحظة التى وقعت فيها عينه عليها تغيرت دقات قلبه الى الاسرع فادار وجهه عنها بسرعة ولم يستطع ان يديم النظر اليها ثم اتجه الى سيارته وركبها وطلب من السائق عدم اسطحابه سيقوم هو بالقيادة
لانه لا يريد احد ان يسطحبه فى ذهابه الى الطبيب
اما نيرمين فتعجبت من نظرة سيف لها التى عندما رآها حول نظره بعيدا عنها وتجاهلها تماما فاحست بالم فى قلبها
وخافت ان يكون قد احس بما تشعر به ناحيته

مضى اليوم ببطء شديد على نيرمين لان القصر كان خاليا من سيف احست ان هذا المكان بلا حياة فى عدم وجوده
وقفت امام الشرفة تنظر الى القمر فى السماء التى كانت صافية بعض الشئ ونور القمر قد نثر ضوءه على الجزء المحيط به
واخذت تنتظر لعلها تراه وهو قادم
كانت عندما تتعب من وقفتها تقعد قليلا ثم تتجه الى النافذة وتنظر من خلف الستائر مرة اخرى الى ان سمعت صوت سيارة قادم فانتفضت متجهة الى النافذة ونظرت من خلف الستائر لتجده ينزل من سيارته وهو يسير متجها الى داخل القصر
دق قلبها كثيرا وتمنت لو استطاعت ان تذهب اليه لتطمئن عليه ولكنها لا تجرؤ على فعل ذلك لحيائها اولا ولخوفها من رد فعله ثانيا فرات ان السبيل للاطمئنان عليه هو اخبار دادة فاطمة بمجئ سيف
وفتحت الباب لتتجه الى غرفة دادة فاطمة وقلبها يخفق هى لم ترد ان تلتقى بسيف او ان يراها ولكنها ارادت فقط ان تطمئن عليه وبينما هى تتجه الى غرفة دادة فاطمة وهى تترقب الطريق حتى لا تلتقى بسيف حرجا وحياءا منه
تصادف مرور سيف امامها فتسمرت مكانها وقلبها يخفق بسرعة شديدة وبدا عليها الارتباك الشديد
فنظر سيف نظرة سريعة لها ولم يلق عليها حتى السلام وانصرف
تالمت نيرمين كثيرا مما فعله واحست ان قلبها يتالم بشدة واختنقت كثيرا فاستدارت لترجع الى غرفتها وغيرت رايها فى الذهاب الى دادة فاطمة
واغلقت عليها غرفتها والقت بنفسها على السرير وهى تحبس الدموع فى عينيها مما اضفى عليها بعض اللمعان
وتنهدت فى حزن وهى فى حيرة من امرها ،وتسال لما كل هذا الجفاء ؟ماذا فعلت ليتغير معها هكذا؟
**********
اما سيف فقد دخل غرفته ونزع قميصه وجلس على سريره ومدد رجليه ووضع يده على جبينه وهو ينفخ معبرا عن شئ ما ضايقه

ان ما ضايقه هو تغير ضربات قلبه كلما وقعت عيناه على نيرمين
لا يستطيع ان ينظر اليها دون ان تمر هذه النظرة بدون احساس ما بداخله يحاول ان يهرب منه
وما جعله يتضايق ايضا ان تجاهله لها يؤلمه ويضايقه كثيرا وحاول ان يهرب من هذا الشعور بالالم ولكنه لا يستطيع

استكمل سيف تغيير ملابسه واستلقى على سريره واخذ كتاب له وفتحه ليقرأ فيه فى ظل نور هادئ يضئ الغرفة وعندما وقعت عيناه فى الكتاب وجد صورة نيرمين قد انطبعت على الصفحة التى امامه فاغلق الكتاب بسرعة واخذ يدلك جبينه متعجبا
ثم قال فى نفسه:جرى ايه يا سيف؟انت جرالك ايه ؟ انت بدات تتعلق بيها ولا ايه
سيف مسرعا فى الرد على نفسه:انت اتجننت ولا ايه؟ لا طبعا مش مظبوط انا قلبى اتقفل خلاص ومش هيتفتح تانى
ومتحاولش توهمنى بغير كده لانى مش هسمحلك
*وليه اترفزت؟ لو كلامك مظبوط كان ردك هيكون اهدى من كده
ردعلى نفسه قائلا:لانك بتلف وتدور حوالين حاجة مستحيل تحصل ومش هسمحلها تحصل

قال سيف بشئ من الغضب لنفسه:
الظاهر كده انى غلطت انى وافقت على وجودها هنا ولازم اتحمل نتيجة غلطتى

بعد ان قال هذه الجملة لنفسه طرق باب غرفته
سيف:مين؟
دادة:انا يا سيف
اعتدل سيف فى جلسته بعد ان كان مستلقيا:ادخلى يا دادة
تقدمت دادة فاطمة وبيدها كوب لبن ووضعته بجانب سيف ثم قالت:جيت اطمن عليك يا حبيبى طمنى عملت ايه؟
سيف :الحمد لله يا دادة الدكتور طمنى وقالى ان فيه تحسن كبير وقالى ان فيه عملية نسبة نجاحها كبيرة اوى هعملها لو التحسن زاد شوية كمان عن كده
دادة:بتتكلم بجد يا سيف؟ والعملية دى هتخليك ترجع زى الاول؟
سيف:اكيد يا دادة ان شاء الله
دادة فاطمة بفرح شديد:اللهم لك الحمد يارب الحمد لله يا حبيبى انت متعرفش كلامك ده فرحنى قد ايه؟
هسيبك بقى علشان ترتاح مش عايز حاجة يا حبيبى؟
سيف :اه عايزك تاخدى كوباية اللبن دى معاكى وماعونتيش تعمليهالى تانى الله يخليكى
دادة:هههههههههه مافيش فايدة كل يوم تقولى نفس الجملة وبرده بتشربها غصب عنك
سيف:يعنى مافيش فايدة؟
دادة:نفسى افهم بتكرهها ليه؟
سيف:لانك من وانا لسة بيبى يا دادة وانتى بتعمليهالى انا زهقت
دادة:يا حبيبى دى كلها فايدة لو بتحبنى اسمع كلامى ومتزعلنيش
سيف وهو يمسك بكوب اللبن:وانا مقدرش على زعلك
ثم شربها على مضض
دادة:هههههههههههه ايه ده انت كانك بتاخد دوا ،
مش قلتلك انك برده هتشربها
سيف:علشان تعرفى انى مبحبش ازعلك
دادة:ربنا يخليك ليا يا سيف وميحرمنيش منك ابدا
اسيبك بقى يا حبيبى علشان ترتاح ،تصبح على خير
سيف وانتى من اهله يا دادة
ثم خرجت دادة فاطمة واغلقت الباب وراءها بهدوء
واسند سيف ظهره للخلف مستلقيا على السرير ثم اطفأ النور ليذهب فى نومه بعد يوم شاق

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close