رواية زهرتي الخاصة الفصل الثالث 3 بقلم زهرة التوليب
الفصل الثالث من رواية " زهرتي الخاصة "
أجابتها كاميليا بكل هدوء قائلة : نعم مدام جميلة
جميلة بأسلوب غير مهذب : بتعملي ايه عندك ؟ .. يلا روحي شوفي شغلك .. و اعملي لينا الأكل
ردت كاميليا و هى متضايقة : حاضر ثم قالت لعمر بلطف : روح يا عمر اغسل إيدك .. عشان تاكل
عمر بأدب : حاضر و ذهب لغسل يديه أما كاميليا ذهبت للمطبخ لإعداد طعام الغداء
انزعج مالك كثيراً من الطريقة التي تحدثت جميلة بها مع كاميليا و قال بنبرة حادة : أنت ليه بتعامليها كأنها شغالة عندك .. و هى أصلاً واحدة من العيلة
جميلة بنبرة غاضبة : مالك .. البنت دي مش من عيلتنا
مالك بتحذير : إياكي تنسي .. إن مامتها تكون مرات عمي
قاطعته جميلة قائلة : مش معنى إن أمها اتجوزت عمك .. تبقى هى واحدة من عيلتنا .. أنت فاهم يا مالك
مالك باستغراب منها : أنت ليه بتكرهيها .. و بتحقدي عليها كده .. امتى هتكوني إنسانة طيبة
انفجرت جميلة في وجهه قائلة : أنا مش بحقد على حد
قاطعها مالك بنبرة هادئة قائلاً : لا بتحقدي عليها .. عشان كان نفسك أختك تتجوز عمي .. بس للأسف عمي اختار مامت كاميليا .. مش أختك
جميلة باستهزاء : خلصت كلامك السخيف .. و سردك للماضي
رد مالك بابتسامة ساخرة : لا لسه مخلصتش .. أنا عارف يا جميلة هانم .. ليه مش عايزة كاميليا تمشي من البيت ده .. عشان تكون تحت عينيكي .. و متلاقيش أبوها طول حياتها .. عشان
لم يكمل مالك كلامه لأن جميلة أمسكت بلياقة قميصه و قال بصوت منخفض و نظرات غاضبة : إياك تقول ل كاميليا أى حاجة عن أبوها
أبعد مالك يديها الممسكة بلياقة القميص و قال بحزم : تمام .. أنا مش هقول أى حاجة ل كاميليا عن أبوها .. بس لو شفتك بتعامليها بطريقة وحشة تاني .. ساعتها هقول ل كاميليا كل حاجة عن أبوها ثم ذهب مالك إلى غرفته و جميلة ظهر على وجهها ملامح الخوف و التوتر و ذهبت باتجاه المطبخ
دخلت المطبخ و صرخت بأعلى صوتها قائلة : كاميليا
ذهبت كاميليا نحوها مسرعة و قالت و هى متوترة : خير حصل ايه
أمسكتها جميلة من ذراعها بقوة مما جعلها تتألم و أخذتها معها خارج المطبخ ثم قالت : اسمعيني كويس .. لو شفتك قريبة من ابني مالك تاني .. اعتبريه آخر يوم ليكي النهارده في البيت ده .. أنت فاهمة
ردت كاميليا و هى تتألم قائلة : فاهمة فتركت جميلة ذراعها و خرجت من المطبخ أما كاميليا عادت لتكمل إعداد الغداء
بعد مدة من الزمن انتهت كاميليا من إعداد الطعام و أخذته مع باقي الخدم و وضعته على المائدة بطريقة جميلة و مرتبة كالمعتاد و انتبهت لمالك الذي كان يراقبها من وقت طويل و هى لم تشعر به إلا الآن لكن كاميليا تجاهلته و ذهبت مسرعة إلى غرفتها
اجتمعت عائلة الشافعي على مائدة الطعام و بعد مرور مدة من الزمن سأل مالك بحيرة قائلاً : مين اللي عمل الأكل ده .. و رتبه على السفرة بالشكل ده .. الشوكة على الشمال و السكينة على اليمين .. كل شئ مرتب و مكانه .. مين عمل كده ؟
أجابه عمر بكل ثقة : طبعاً كاميلا
قال مالك و هو ينظر لوالدته : البنت دي شاطرة جداً .. سواء في البيت أو دراستها ثم نظر لوالده و قال : معتصم بيه .. كنت عايز أقولك
نظر له معتصم و قاطعه قائلاً : لحد امتى هتفضل تناديني أنا و أمك بأسمائنا و ب الألقاب .. زى أى حد غريب .. امتى هتغير العادة دي اللي معاك من و أنت صغير .. كنت فاكر إنك لو رحت امريكا .. ممكن تتغير شوية
رد مالك بكل هدوء : أنا زى ما أنا .. و مش بحب أغير عاداتي .. عشان هى جزء مهم من شخصيتي الفريدة طبعاً .. المهم مش موضوعنا دلوقتي أنا .. الموضوع إن أنا طردت سكرتيرتك من الشركة .. أو بمعنى أدق مش عايزها تكون سكرتيرتي .. و عايز سكرتيرة غيرها
انزعج معتصم كثيراً و قال بدهشة : ايه أنت طردت مى ؟
استغرب مالك انزعاج والده عليها و قال : آه مى دي .. أنا حتى نسيت اسمها .. عشان هى شخص فاشل و مش مهم .. دي فوضوية و مستفزة جدا و غبية
غضب معتصم أكثر و وقف و قال : أنت ازاى تتكلم عنها بالطريقة دي
ابتسم مالك و قال : ممكن أعرف أنت ليه متضايق دلوقتي ؟ دي حتة سكرتيرة لا راحت و لا جت .. و بعدين دي سكرتيرة فاشلة
قالت جميلة و هى مستغربة : مالك يا معتصم ؟ متضايق أوي عليها كده ليه
أدرك معتصم ما يفعله و أن مالك كشفه بما قال و جعله يخرج عن شعوره لذلك جلس مجدداً و قال بهدوء شديد : و لا حاجة .. أصل مى معانا بقالها كذا سنة .. عشان كده يمكن اتعصبت شوية .. لما عرفت إن هو طردها .. المهم مى مش هتسيب الشركة .. و هتكون سكرتيرتي الخاصة بيا .. و أنت يا مالك دور ليك على سكرتيرة جديدة
مالك بابتسامة جميلة : أنا في الحقيقة لقيتها .. و هى موجودة هنا معانا في البيت .. كاميليا
صدمت والدته و قالت بصوت عالٍ : كاميليا لا يا مالك .. هى اللي بتعمل الأكل في البيت .. و بتذاكر لعمر .. ده غير جامعتها .. لا أنت تنسى كاميليا خالص
أجابها مالك باستفزاز : ليه بس .. كاميليا كل يوم تعمل لينا الفطار .. و بعد كده هتروح معايا الشغل .. و ترجع تطبخ لينا الغداء .. و بعده كده تذاكر لعمر .. و بعد كده تحضر العشاء .. أنا أصلا مش هقدر آكل إلا من تحت ايديها
قاطعته جميلة قائلة : و جامعتها يا عمر .. دي البنت كل سنة بتطلع الأولى على دفعتها .. و كمان السنة دي آخر سنة ليها .. عايز أنت تيجي تضيع كل تعبها .. لا مش موافقة يا مالك
رد مالك بنفس الاستفزاز : متخافيش .. أنا هعمل ليها إجازة مرضية من الجامعة .. و كمان أنا اللي هذاكر ليها .. و تروح بس تمتحن ايه رأيك ؟
جميلة بابتسامة مصطنعة : الرأى رأى كاميليا .. يا ابني
فرح مالك و قال : تمام .. ممكن ست درية تنادي كاميليا ؟
ذهبت درية ل تنادي كاميليا و بعد وقت قصير جاءت و قالت و هى متوترة : نعم مدام جميلة
تحدث مالك قائلاً : الحقيقة يا آنسة كاميليا .. أنا كنت عايزك تشتغلي سكرتيرة عندي .. ايه رأيك ؟
تفاجئت كاميليا من طلب مالك ثم نظرت ل جميلة التي أخبرتها أن ترفض لكنها وجدتها فرصة لتكون قريبة من مالك و قالت : أنا موافقة طبعاً .. مالك بيه
فرح مالك كثيراً ب موافقتها و قال : تمام بكره عايز الفطار الساعة ستة و نص .. و هنمشي من هنا على الساعة سبعة .. و أنا بحب الدقة في المواعيد
قاطعته كاميليا قائلة : أيوه أنا عارفه .. بتحب الدقة في المواعيد .. و مش بتحب أى تأخير
صمتت كاميليا لأنها أدركت ما قالته فقال مالك ليغيظها : طبعاً .. مفيش حد عارفني .. أكتر منك .. عشان كده اخترتك
احمرت وجنتيها من الخجل ثم قالت : طيب تمام .. أنا لازم أمشي دلوقتي .. ورايا حاجات كتير أعملها و ذهبت مسرعة إلى غرفتها و أقفلت الباب بالمفتاح و جلست خلفه تبكي كطفلة صغيرة و قالت : هو ليه أحرجني كده قدامهم .. و ليه بارد كده في التعامل معايا .. و أنا اللي كنت مستنياه يجي بفارغ الصبر زى الهبلة .. قلبي ما يستاهل واحد بارد زيه و مش بيحس
في الصباح استيقظت كاميليا بهمة و نشاط أخذت حماما دافئا و خرجت منه مرتدية فستان لونه أسود به ورود لونها أصفر و عليه حجاب ممزوج باللونين الأسود و الأصفر ثم جهزت الفطور و أخذته إلى غرفة الطعام لمالك عند السادسة و النصف بالدقيقة و عندما كانت تضعه على المائدة جاءت جميلة و أمسكتها من كلتا ذراعيها و قالت بغضب عارم : أنا مش نبهت عليكي تبعدي عن مالك خالص .. و كمان قلتلك امبارح ترفضي طلب مالك .. وافقتي ليه ؟
لم ترد كاميليا و جاءها الرد من الشخص الذي خلفها قائلاً : صباح الخير جميلة هانم
تركتها جميلة و تسمرت مكانها و هى خائفة حتى كاميليا لاحظت خوفها و استغربت لذلك قالت في نفسها : معقولة مدام جميلة .. بتخاف من ابنها
استدارت جميلة و قالت لمالك : صباح الخير يا ابني .. الفطار جاهز
جاء عمر أيضاً و ألقى عليهم تحية الصباح ثم جلسوا معا يتناولون الطعام ما عدا كاميليا لذلك قال مالك : آنسة كاميليا .. ممكن تاكلي معانا على الفطار .. و لا احنا مش من مقام حضرتك
كانت ستضحك كاميليا لكنها كتمت ضحكتها و قالت : لا طبعاً مش كده .. أنا بس مينفعش آكل معاكم .. عشان أنا مش من العيلة .. أنا مجرد خدامة هنا .. مش أكتر و لا أقل .. و أكلت مع الخدم اللي زيي في المطبخ
ارتسمت ملامح الغضب على وجه مالك و صرخ بها قائلاً : أنت مش خدامة هنا .. أنت واحدة مننا .. و إياكي تقولي على نفسك كده تاني .. و تاني مرة تاكلي معانا على السفرة .. مش في المطبخ مع الخدم .. فاهمة
استغربت كاميليا نظرة الحزن التي في عيني مالك و قالت بابتسامة لطيفة : حاضر المرة الجاية .. إن شاء الله و بعد انتهاء الطعام قال مالك : يلا عمر النهارده هوصلك المدرسة .. يلا آنسة كاميليا نروح الشركة
خرجوا ثلاثتهم من المنزل و ركب مالك في مقعد السائق و عمر بجانب أخيه في المقعد الأمامي و كاميليا في المقعد الخلفي
وصل مالك بسيارته إلى مدرسة عمر و قال قبل أن ينزل : انتوا هتيجوا تاخدوني من المدرسة .. صح
ابتسم مالك له و قال بلطف : طبعاً
نزل عمر و ذهب إلى مدرسته بعدها قاد مالك السيارة إلى الشركة
وصلوا إلى الشركة و نزلوا من السيارة ثم دخل مالك إلى الشركة و كاميليا خلفه و عند المصعد قال كلا من كاميليا و مالك في نفس الوقت : اتفضل حضرتك الأول .. اركب الاسانسير
صمت الاثنان أيضاً في نفس الوقت و قال مالك : اتفضلي حضرتك الأول و بعد كده أنا
لم تنظر له كاميليا و دخلت مسرعة إلى المصعد و ضغطت على رقم آخر طابق
وصلت كاميليا إلى المكتب و عندما دخلت إليه تفاجأت بما رأته