اخر الروايات

رواية رجل يعني ذئب الفصل الثالث 3 بقلم اية سيد

 رواية رجل يعني ذئب الفصل الثالث 3 بقلم اية سيد



 الفصل الثالث

مجموعه من الاطفال يعملون تحت إمرة القط وأبو شنبب وهم لا يعرفون عن الرحمه شيئا البته.
ونال القدر ذهبيته لتكون زهره ضمن هؤلاء الاطفال الذين يسرقون وينتشلون الناس لأجل ألا يعودوا خالين الوفاض لتلك العصابه عديمة الرحمه..
فأن عاد طفلا دون شئ يرضي جشع القط يعذبه ويحبسه داخل غرفه مظلمه كما فعل مع زهره قبلا بل ويحرمه من الطعام لأيام..
كانت هي وبطه
يجوبون الشوارع عبثا بحثا عن وليمة سرقه جديده..
فعملهم هو سرقة الكحل من أعين الناس.. هذا ما ترعرعوا عليه..
عندما وقفت زهره ومعها وقفت بطه وهي طفله صغيره في نفس عمرها تربت معها في ذاك المكان البغيض والذي عباره عن مأوي لايصلح حتي للحيوانات العيش به.. فكم يشربون به أنواع من المخدرات الممنوعه امام أعين الاطفال..
بطه: وقفتي ليه يا زهره..
زهره: تعبت أووي يا بطه تعالي نقعد علي الرصيف هنا ونستريح شويه...
بطه: لو أتأخرنا المعلمه ممكن تموتنا يا زهره..
زهره: متخافيش مش هنتأخر..
لتجلس بطه بجوار زهره علي جانب الرصيف..
بعد قليل تتطلع زهره حولها
وخلفها لتجد ان ما يقبع خلفها هي مدرسه لتعليم الاطفال في نفس عمرها هي وبطه..
لتنهض زهره وتتجه نحو سور المدرسه..
فتقف بطه بحيره هامسه: رايحه فين..
زهره وعيونها تلمع من الفرحه: انتي عارفه دي إيه.. دي مدرسه.. انا طول عمري بسمع عنها بس ولا مره شفتها.. انا نفسي اشوف شكلها من جوه هيكون ازاي..
بطه: بس كده هنتأخر..
زهره بعدم مبالاه: تعالي بس..
بطه وهي تتمتم بخوف: الله يخربيتك يا زهره هتودينا في داهيه...
بعدها تتجه عندها بأستسلام..
اما زهره فبخفتها المعهوده استطاعت تسلق السور وساعدت بطه علي تسلقه ايضا..
ثم تسلل الاثنان لداخل المدرسه بخفيه وهدوء حتي لا يراهما أحد.
فتقف امام نافذه من ينظر اليها يري تلك المعلمه وهي تدرس للأطفال أمامها..
فكانت تراقبهم بصمت من وراء الزجاج وكم كانت تتمني ان تكون مثلهم..
ان يكون لها حق التعليم مثلهم..
زفرت بضيق وهي تتذكر مأساتها فهي بالطبع ليست مثلهم ولن تكون ابدا مثلهم... فهم بالتأكيد يمتلكون والدين محبين
اما هي فلا تمتلك شيئا البته..
لكن استافقت من كل احلامها الورديه بوخزه من بطه التي تقف جوارها بتأفأف..
بطه بهمس: مش يلا بقي.. وربنا هنضرب النهارده بسببك.. انا إيه بس اللي خلاني اوفق انزل واسرق معاكي ما كنت سرحت مع التانيين وريحت نفسي..
زهره: هششش.. وطي صوتك لحد يسمعك..
شاهدت طفلا ينهض ويتجه نحو المعلمه..
عندما نادته المعلمه قائله: آسر تعالي يا حبيبي أشرح لزمايلك انت كتبت ايه عن الموضوع اللي كلفتكم بيه..
وبالفعل تفوق آسر في شرح كل ما كتبه بطلاقه هائله..
جعلت المعلمه تشيد بذكاءه النادر وصفق له جميع من في القاعه..
هتفت بطه بتذمر : زهره الله يخربيتك احنا كده ميعاد مروحنا للمعلمه قرب واحنا لسه ما نشلناش (سرقه) حاجه من حد.. وربنا هتوديني معاكي في داهيه..
زهره: اصطبري علي رزقك..
فتكتف بطه ساعديها بضيق: اديني صبرت أما اشوف آخرتها معاكي..
بعد قليل
زهره: يلا ندخل..
بطه : ندخل فين افرضي حد شافنا..
زهره: متخافيش انا سامعه المدرسه وهي بتقولهم يطلعوا فسحه ودلوقتي مفيش حد في الفصل.. يلا بسرعه ندخل قبل ما يرجعوا
بطه: طب ليه ندخل..ما يلا نمشي بدل ما يشوفونا ويعلقونا في السقف زي ما المعلمه بتعمل معانا
زهره: أجمدي بقي وبطلي رغي.. مش انتي عايزه ترجعي بسرقه محترمه عشان ميضربوكيش..
بطه: آه..
زهره: خلاص يبقي يلا ندخل.. شكل العيال دول ولاد ناس اغنيه ومتريشين واكيد لو سرقنا كل اللي في شنطهم هنطلع منهم بسبوبه حلوه..
بطه: تمام اشطا...
وبالفعل تسلقت زهره النافذه حتي صعدت ونطت منها علي بلاط القاعه بخفتها المعتاده وكذلك بطه..
زهره: روحي اقفي عند الباب وراقبيلي السكه.. بس اوعي حد يشوفك..
بطه: ماشي
واول ما فعلته زهره هو انها توجهت ناحية حقيبة ذلك الطفل
آسر..
لكن بطه انشغلت بسرقة باقي الحقائب وغفلت تماما عن مراقبة الطريق..
وزهره كانت تخرج كل محتويات حقيبة آسر..
وجدت بداخلها صوره لطفله رضيعه ترتدي ملابس ورديه وايضا صوره لسيده وبجانبها طفلان صبي وفتاه تشبهها الي حد كبير وكذلك صوره له وهو يقف بجوار رجل وسيده وطفله اصغر منه
واستنتجت ان هذه ربما تكون اسرته..
اما الصوره الاخري فلمن وماذا يقربون له.. وتلك الرضيعه التي يحتفظ بصورتها من تكون ؟؟؟
(صورة زهره وهي صغيره علي فكره)
وأيضا وجدت بداخل الحقيبه حفنه من المال كما أعتقدت فأيضا اخذتها مع الصور
لكن فجأه تبعثرت منها كل الاموال والصور علي الارض
عندما اتاها صوتا طفوليا من خلفها: انتوا مين..
كان ذلك هو آسر.
هربت بطه علي الفور من امامه وقفزت من النافذه للخارج
لتبقي زهره وحيده في مواجهته
فتبتلع ريقها وهي تراه يتطلع اليها من رأسها لأخمص قدميها وايضا يتطلع بحيره للصور والمال المتناثر علي الارض بجوارها..
ليستوعب بسرعه ما كانت تفعله
فيهتف: انتي حراميه..
هي بثقه: لأ انت تقف معووج وتتكلم عدل انا بقولك اهو.. حرامية ايه دي يا اخويا انا اشرف من الشرف
فيضيق عينيه بغيظ ويقترب منها بغضب وهي كانت تتراجع للوراء بخوف
وقبل ان يقترب اكثر منها
ادعت انها تحدث معلمته التي تقف خلفه لتهمس وهي تنظر لخلفه: شوفي يا ميس عايز يضربني..
فيقف وبسرعه يستدير ليدافع عن نفسه امام الميس ظنا منه انها بالفعل تقف خلفه
لكن عندما التف لم يجد أحدا.
فأستدار مره آخري لتلك الكاذبه
ليراها قد قفزت هي الاخري من النافذه..
بل وانها الان تقف علي سور المدرسه لتودعه بأبتسامة انتصار وذلك اغاظه بشده
بعدها تقفز للخارج وبالطبع ان فكر ان يخرج ويلحق بها حتما سيجدها اختفت تماما..
لذا زفر بضيق واقترب من الاموال والصور المتناثره علي الارض
ولملم كل شئ
وعند صورتها (صورة زهره)
ظل يتأملها بحزن وتنهيده طويله..
ليهمس: يا تري انتي فين يا زهره..
*******
بعيدا
كانت بطه في انتظارها
وعندما لمحتها
أقتربت منها بطه لتهمس : طمنيني عليكي.. انت كويسه والواد ده عمل معاكي إيه..
زهره: ولا اي حاجه.. وبعدين تشكري اووي بقي تسيبيني لوحدي وتهربي يا بطه.. ماشي..
بطه: يعني كنت افضل لحد ما يجرجرونا سوا علي القسم..
زهره: طلعتي بكام من شنط العيال..
بطه: مبلغ بس مش كبير اووي..
وانتي..
زهره: ما سرقتش حاجه.. بصراحه كل اللي خدته وقع علي الارض بسبب الزفت اللي شافنا ده..
بطه: يا نهااار.. طب هتعملي إيه.. دا المعلم والمعلمه ممكن يعلقوكي في السقف لحد الصبح ما يطلع..
زهره: يعملوا اللي يعملوه بقي انا خلاص اتعودت علي كده وجسمي نحس من الضرب...
*********
في قصر الزهار
داخل غرفة المكتب الواسعه
كانت منال (والدة زهره) تجلس علي الكرسي وامامها علي الكرسي المقابل يجلس سالم(والد آسر وزوج اختها ابتهال)..
منال: يعني إيه يا سالم.. بنتي خلاص راحت مني ومش هترجعلي تاني..
سالم بحزن: صدقيني انا ببذل كل جهدي انا والظابط ..ومسبناش مكان إلا ودورنا فيه.. وبردوا مش عارفين نوصل لدليل او آثر يوصلنا ليها..
منال بدموع: انا طول ما انا عايشه مش هفقد الامل ابدا في اني الاقكي بنتي.. دي هي عقلي يا ناس ازاي تطلبوا مني ابطل ادور عليها وانساها..
سالم: انا مقلتلكيش تنساها ولا تبطلي تبحثي عنها.. انا قولت اننا حاولنا كتير بس مفيش فايده..
زفر بضيق ليكمل: عامة انا مش هيأس ولأخر نفس فيا هنفذ وصية المرحوم مالك ليا.. هو وصاني اني الاقيها وكمان كتبلها نص ثروته بأسمها.. لانها اتحرمت دونا عن نوران وسليم من حنانكم..
منال: الاقيها بس ولو عايزه تاخد كل الثروه تاخدها.. بس ألاقيها واخدها في حضني.. يااارب بجد مش قادره استحمل بعادها عني.. يااارب رجعهالي..
سالم بحزن: يااارب.. استأذن انا بقي لاني ورايا شغل لازم اخلصه..
منال بتنهيده: طيب..
***************
عادت هي وبطه إلي ذلك الوكر
المعلمه : اتأخرتي ليه يا بت انت وهي..
بطه بخوف: غصب عننا والله يا معلمه..
المعلمه(سماح القط): مش مهم.. المهم جيبتوا معاكوا سبوبه حلوه..
بطه: اتفضلي يا معلمه
وناولتها حفنه من الاموال..
لتتمتم المعلمه برضا: كويس يا بت يا بطه شغلك النهارده تستاهلي عليه.. طبق عدس زياده يلا روحي كلي وبعدين انخمدي نامي..
فتذهب بطه علي الفور من امامها لتذهب الي عزيزه وتأكل فهي جائعه وبشده...
المعلمه وهي تنظر ل زهره: وانتي يا بنت الاكابر جبتي ايه معاكي..
زهره: مجبتش حاجه..
المعلمه وهي تفغر لها : نععععم يا روح امك.. سمعيني تاني كده بتقولي إيه..
زهره وبدأ الرعب يتملكها: مجبتش حاجه..
فتقترب منها المعلمه بغضب وتمسكها بعنف من معصمها ثم تلقيها امامها علي الارض وتهتف بغلظه لعزيزه: بت يا عزيزه.. سخني السكينه وهاتهالي.. عشان البت دي محتاجه تتربي من اول وجديد..
وبمجرد ان سمعت زهره بتلك الكلمات حتي أرتعبت اوصالها رعبا لتصرخ بخوف: والنبي يا معلمه سماح المره دي.. والنبي بلاش تحرقيني تاني بالسكينه. ابوس ايدك..
وهمت بالفعل لتقبل يدها لتزيحها تلك المتجبر بمقدمة قدمها فتسقط علي الارض..
اما جميع الاطفال فكانوا يراقبون ما يحدث بصمت ودموع فأن تفوه احدهم بكلمه بالطبع سيكونون مكانها لذا التزموا جميعا الصمت وفقط شاهدوا ما يحدث بقلوب مرتعبه...
اما زهره فصرخت كثيرا وبكت كثيرا عل قلب تلك المتحجره يلين لكن لا حياة للقساه فقلبا حتي لا يمتلكون فكيف تنتظر منهم الشفقه...
وحدثت جريمه اخري بحق الطفوله عندما انحنت بذلك السكين المحمر من شدة النار ووضعته علي ساقها
لتنطلق صرخة وجع والم ودموع من زهره..
تشكي طفولتها المسروقه
لكن الابواب مقفله ولا احد يسمعها..
وانتهت الجريمه بألم وصراخ ودموع ..
وجريمه اخري تضاف لجرائم الطفوله البريئه وانتهاكها ..
كل تلك الوحشيه ستجعل من زهره زهره اخري لا تعرف المشاعره.. لكن هل يمكن لمن تكون من عائله طيبه وكريمه ان يكون جذرها شيطاني كمن تربت وسطهم.. لنري ؟؟؟

الرابع من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close