رواية القاتل الراقي الفصل الثاني 2 بقلم سارة بركات
نوفيلا/ القاتل الراقي
الإقتباس الثاني
كان يجلس على طاولة كبيرة وأمامه العديد من رجال الأعمال وغيرهم من الوزراء الذين يقومون بطاعته من خلال أوامره ولا يجرؤ أحد منهم على مخالفته لأنه سيخسر رأسه في المقابل ... يجلس بهيبته المعتادة والفريدة من نوعها فكل من يجلس معه على هذه المائدة الضخمة يتمنى لو يكون بمكانه ولو للحظة واحدة وبتمتع بذلك الترف و النعيم والطغيان الذي يملكه .. نظر لكل شخص يجلس معه على هذه المائدة لا يتحمل الجلوس في إجتماع يعلم غرضه في النهاية فهو يريد إنهاء الأمر سريعًا ... لا يدري لماذا يرى صورتها أمامه .. تلك الطبيبة الشرسة التي صرخت في وجهه بغضب وكُرهٍ أمام الأشخاص الذين يعملون بالمشفى الذي يملكه .. لم يجرؤ أحد على فعل ذلك من قبل .. تذكر ما قالته له "إنت السبب في كل إللي بيحصل، لإنك إنت صاحب المستشفى دي، ومشغل الناس القذرة دي عندك" .. أغمض عيناه بحدة لأنها ألقت عليه اللوم بظلم أحدهم، كما أنها تحدثت معه بتعجرف وعنجهيه وكم هو يكره هذا الأسلوب البشع والغير لبق بتاتًا .. لا يدري لماذا لم يقتلع رأسها وقتها حتى يرتاح من ثرثارتها المزعجة؟ ... فلينه ذلك الأمر سريعًا .. وسيُعاقَب المذنبون أشد عقاب بما فيهم الفتى والطبيب و الأب وكل من وقفوا بصفهم وقاموا بحمايتهم وكل ذلك بدءًا من الأب ...
إبتسم إبتسامة لم تصل إلي عينيه وبدأ يتحدث بهدوء قاتل أرعب كل الجالسين معه على هذه الطاولة ...
فارس:"أنا جايبكم هنا عشان نتكلم في الأمور إللي بتخص حياتنا بشكل عام."
تعجب الجميع مما يقول .. فلأول مرة يتكلم فارس المغربي بهذه الطريقة .. هناك شئ وراء ذلك .. وذلك الشك دب الرعب في قلوبهم بشكل قوي .. أشار فارس بعينه للخدم بأن يضعوا الطعام على المائدة الضخمة .. فقد وصى طباخ ماهر بإعداد أشهر الأطباق الخاصة بدول معينة وأولهم مصر ... بعدما وضع الخدم جميع الأصناف على المائدة .. نظر لهم فارس بنظرة فهموها وقاموا بالإنسحاب فورًا وأغلقوا جميع الأبواب التي تخص تلك الغرفة الضخمة .. إرتجف بعضهم من هذا التصرف والبعض الآخر حاول تجاهل الأمر ولكن تملك الخوف منهم مما يخطط له ... أكمل فارس حديثه ..
فارس بإستفسار:"ماحدش هيسألني إيه هي الأمور إللي بتخص حياتنا بشكل عام؟"
تحدث أحدهم بإرتجاف ...
؟؟:"إيه هي الأمور إللي حضرتك تقصدها وإللي تخص حياتنا بشكل عام يا فارس بيه؟"
فارس بإبتسامة مُرعبة وهو ينظر إلى أحدهم:"يعني على سبيل المثال ... رجل الأعمال لبيب مهران حياته عاملة إزاي الفترة دي؟"
إرتجف ذلك الشخص الذي يُدعى لبيب من شدة الخوف ...
لبيب بخوف واضح:"بخير الحمدلله."
فارس بهدوء مخيف:"سمعت إن إبنك عمل مشكلة كبيرة الفترة دي."
لبيب حاول أن يُلطف الأمور ..
لبيب بمرح مع خوف حاول إخفاؤه:"مش مشكلة ولا حاجة، ده شاب طايش بيعيش حياته."
فارس بغضب خافي:"ممممممممم، على كده بقا نجيبله كام بنت يغتصبهم الفترات الجاية عشان يعيش حياته بشكل أريح؟؟"
لبيب بتوتر:"هو مغتصبهاش .. البنت عايزه تلبسه قضية وأنا إبني مش كده أنا إبني مالوش في الشمال، والدكتورة إللي بتشتغل عندك في المستشفى هي إللي شجعت البنت على إنها تعمل التمثيليه دي وتقنعها ترفع قضية عشان يقبضوا من وراه ماهو أبوه يبقى أنا."
قام فارس من مجلسه بهدوء وتحرك ببطئ شديد نحو لبيب الذى زادت ضربات قلبه من شدة الخوف .. عندما وصل فارس عنده نزل براسه تجاه أذن لبيب وتحدث بغضب دفين ..
فارس:"نسيت تتكلم عن حاجة مهمة جدا .. الدكتور إللي إنت رشيته عشان يثبت إن دي مش حالة إغتصاب وإن دي تمثيلية البنت عاملاها وإنها سليمة مافيهاش حاجة، إعترف عليك إنت وإبنك وقدم كل الأدلة ضدك."
إرتجف لبيب حتى النخاع وكاد أن يتحدث ولكن بحركة سريعة حمل فارس سكين الطعام إلذى كان بجانب لبيب ونحر عنقه دون أدنى رحمة .. بعدما فقد لبيب روحه نزل برأسه في طبقه الفارغ أمامه والذى بعد ثوانٍ إمتلأ بدمائه، عاد فارس إلى مجلسه وجلس برقيّ إعتاده الجميع في حضرته .. مسح يديه المليئة بالدماء بمحرمة كانت بجانبه وأخذ شريحة لحم وبدأ يقطعها بهدوء وتحدث أثناء تقطيعه لها ..
فارس للجميع:"تقدروا تاكلوا."
تناول قطعة اللحم بهدوء وبدأ يستمتع بطعامه كأن شيئًا لم يكن ..