اخر الروايات

رواية زوجتي الدميمة الفصل العشرون 20 كاملة - أميرة مدحت

رواية زوجتي الدميمة الفصل العشرون 20  كاملة - أميرة مدحت 


المشهد العشرون.

جلس "شادي" وهو يشعر بالتوتر، أغمض عينيـهِ للحظات وهو يسحب نفسًا عميقًا محاولاً أن يهدأ قليلاً، إبتسمت "بسمة" لـه إبتسامة خفيفة وهي تتأمل ملامحــه بهدوء، فهمت وشعرت بذلك الترتر والإرتباك الذي بداخلـه، فـ هتفت بإبتسامة صغيرة وبلهجـة هادئة:
-مفيش داعي للتوتر، حاول تهدا.
نظر لهـا وهو يقول بألم:
-دكتورة بسمة، أنا محتاج أتعالج، عشان عاوز أتغير، وأغير حياتي للأحسن.
هتفت بصوتٍ رقيق:
-طالمًا جيت لغاية هنا وعندك إرادة بإنك تتعالج، فـ ده أول خطوات للشفاء، أنا عيزاك تتكلم وكأنك بتكلم نفسك، وأي حرف هتقولـه مش هيطلـع.
هتف لهـا بصوتٍ حزين:
-دكتورة بسمـة، أنا إنسان وحش.
سألتـه بإهتمام:
-ليـه بتقول كده؟؟..
أرجع ظهره للخلف وهو يقول بصوتٍ عميق حزين مُترقبًا ردة فعلهـا:
-تعرفي رجل أعمـال بكر عراقي؟؟.. أنا أبقى إبنـه.
أتسعت عيناهــا بصدمة وهي تنظر لـه بذهول، همست بعدم إستيعاب:
-إبنــه!!..
هبت واقفة من مكانهـا، وقد أحتدت ملامح وجههـا وهي تقول لـه بقوة:
-يعني إنت إللي أذيت آسيا؟؟.. يعني إنت إبن الراجل إللي أرتكب جريمة القتل، وإللي فاتح شركاتـه آآآ..
نهض من مكانـه وهو يسألهـا بإضطراب:
-إنتي تعرفي آسيا؟؟..
إبتسمت لـه بتهكم مرددة:
-على أساس إنك متعرفش!!.. على العموم آسيا تبقى بنت عمي وأخويا يبقى جوزهـا، ظافـر.
تابعـت بسخرية:
-جاي هنا ليـه؟؟.. جاي عشان تنتقم من ظافر عن طريقي؟؟..
حدق فيهـا بعينين صادمتين مرددًا:
-أنتقم!!.. أنا مش جاي أنتقم، أنا معرفش أصلاً إنك أختـه، لو أعرف مكنتش هاجي.
قالت لـه بحدة وهي تنظر له بإتهام:
-لا واللهِ!!.. عايزني أصدق واحد زيك!!.. واحد أبوه بيقتل وبيشتغل في أعمال غير مشروعة، وإنت جيت كملت بإنك أذيت بنت عمي، وشوهت سُمعتهـا، وأبوك حاول يقتلهـا بعد ما كشفتـه وفي الآخر أتشوهت بعد ما حاول يحرق بيتهـا ويحرقهـا معاه، إزاي عايزني أصدقك.
أصابتـه رعشة خفيفة وهو يتراجع للخلف قائلاً بذهول:
-يعني أبويا حاول يقتلهـا، وأتشوهت!!..
بلع ريقـه بصعوبة وهو يقول:
-معقول الكلام ده!!!..
هتفت بضيق:
-إنت عاوز إيـه؟؟..
أشـار بيده وهو يقول بلهجة تفطر القلوب:
-أنا مش عاوز حاجة، أنا كنت جاي فـ نيتي أتعالج.
نظرت لـه نظرات غير مقروءة متسائلة:
-وعايزني أصدقك!!..
فاض به الكيل، ليصرخ بعذاب:
-أنا مش جاي أنتقم يا دكتورة، بالعقل كده لو أنا عاوز أنتقم مكنتش هكشف نفسي وأقول أبويا يبقى مين، أنا جاي عاوز أتعالج، جاي عاوز أشيل الشخصية القذرة إللي أنا بقيت جواهــا، عاوز اغير من نفسي!!!.. أنا مكنتش أعرف حاجة عن أعمال أبويا، أنا أتصدمت زيي زيكم وأكتر بكتيــر، أنا عارف إني إنسان معنديش قلب، بس ربنا يعلم إني عاوز أتغير، أنا بقالي فترة عايش مش عارف أنام من كتر ما أنا حاسس بالذنب، أنا ساكن هنا فالشارع إللي وراكي، لقيت عيادة جديدة أتفتحت، قولت دي علامة، علامـة عشان أتغير، وعشان كده أنا جيت، لكن أنا لو أعرف إنك أختـه مكنتش هقدر أجي هنـا.
ألتمعت عيناه بقوة وكأنه سيبكي، سحب سلسلة مفاتيحـه من على الطاولة الصغيرة التي أمامـه ليقول بهدوء زائف:
-أنا آسف على الإزعــاج، عن إذنك.
قالهـا وهو يغادر من المكـان بأكملــه، بينمـا عادت تجلس وهي تشعر بإضطراب، لا تعرف إن كان صادقًا أم أنـه مجرد تمثيلية سخيفة ليُثير شفقتهـا، ولكن لم تنكر أن حديثـه دخل قلبهـا، هتفت بضجر فجأة:
-وبعدين بقا في الحيرة دي!!..
******
كان "ظافر" يُسير برفقة زوجتـه في أحد الشوارع الرئيسية، وعلى وجههم الراحة بعد أن غادرا من عند الطبيب..
-يعني أنا كده هعمل عملية على آخر الشهر؟؟..
قالتهـا "آسيا" بقلق، ليرد عليهـا "ظافر" بإبتسامة:
-آه يا حبيبتي إن شاء الله.
أمسك كف يدهـا وهو يقول لهـا بـ بسمة عاشقة:
-ماتخفيش، أنا معاكي وجمبك.
همست لـه بإبتسامة سعيدة:
-أنا إللي بيصبرني يا ظافر، هو إني شايفة نفسي حلوة في عينيك.
هتف وقد لمعت عينـاه بوميض العشق:
-إنتي أجمل واحدة عرفتهــا يا آسيا، خلي عندك ثقة فـ ده.
أتسعت إبتسامتهـا وهي تهمس:
-ربنا يخليك ليا.
نظرت حولهـا وهي تسأله بإستغراب:
-إحنا رايحين فين؟؟..
رد عليهـا بهدوء:
-هتعرفي دلوقتي.
دقائق.. وكانا وصلا إلى أحدى البنايات، خفق قلبهـا بسعادة، وبدأت تستعيد بعض الذكريات الجميلة التي لا تُنسى، سألهـا بخفوت:
-فاكرة العمارة دي؟؟..
ردت عليـه بسرور:
-طبعًا، دي العمارة إللي كنا هنسكن فيها!!..
قال بصوتٍ عميق:
-الشقة بتاعتنـا جاهزة، مش ناقص غير أنك تنوريهـا.
التفتت لـه وهي تقول بسعادة:
-إحنا هنسكن هنا؟؟..
رد عليهـا بتنهيدة عاشقة:
-أنا كنت أشتريت الشقة من قبل ما نسيب بعض، من أسبوعين الشقة كانت جهزت خلاص، عايزين نروح زي الشطار كده البيت ونلم هدومنـا عشان تنوري بيتك.
همست لـه بإبتسامة مليئة بالبهجة:
-ظافر، لولا إننا في الشارع لكنت هترمي في حضنك وأفضل أشكرك من هنـا لبكرا الصبح، بس بجد وجودك جمبي هي أكبر وأحلى حاجة كسبتهـا من الدنيا دي.
رفع كفهـا ليقبلـه قبلة رقيقة وهو يقول:
-طب يالا نلحق نروح البيت، عشان نلم هدومنـا ونجيب حاجتنـا.
سألتـه بجدية:
-آه صح، إنت لسه مش عارف إيمان فين؟؟..
رد عليهـا في حيرة:
-لأ خالص، روحت بيتهـا، لقيت البواب قالي أنه مشفهاش بقالـه 10 أيـام!!.. ومش عارف أوصلها.
هتفت بشرود:
-هتكون راحت فين؟؟..
*****
-ماتقلقيش يا إيمان، أنا شايف دلوقتي أن حالتك أتحسنت عن الأول بكتير.
قالهـا "كريم" وهو يمد يده لـ يعطيهـا الدواء مع كوب من الماء، سألتــه بتعب وهي تأخذهم منه:
-أنا مش قادرة يا كريم.
هتف بـ بسمة:
-معلش يا إيمان، المهم أنك تفضلي تحاربي، عاوزك تنتصري.
جلس على المقعد ووهو يتنهد بعمق قائلاً بـ بسمة جـادة:
-قولي الحمدلله، كويس أن الموضوع موصلش إنك تعملي جراحة، دلوقتي جسمك متقبل العلاج الإشاعي مع شوية كيميائي، والاتنين مع بعض بيخلي جسمك يتقبل أكتر.
أخفضت رأسهـا وهي تسألـه بقلق:
-أوعى حد من البيت عندك يبقى عرف إللي حصلي.
أجابهـا بهدوء:
-ماتقلقيش، محدش يعرف حاجة، رغم أن ظافر سأل عنك كذا مرة وبيحاول يوصلك عشان يديكي حقك إللي هو المؤخر.
هزت رأسهـا بعدم الامبالاة وهي تقول ودموعهـا بدأت تهبط بهدوء على وجنتيهـا:
-مش مهم، بس حكاية المرض ده شكلـه هيطول مش كده!!..
رد عليهـا بجدية:
-إحنا لغاية دلوقتي ماشين تمام، بلاش تفكري بـ الشكل ده، فكري بـ إنك أنتصرتي النهاردة، وإنك لازم تنتصري بكرا.
من الآثار السلبية للعلاج الإشعائي هو الإكتئاب، حاول أن يخرجهـا من إكتائبهـا قائلاً:
-بُصي بقا، أوعدك يوم ما تخفي، هعملك مفاجأة كبيرة.
نظرت لـه بدهشة:
-مفاجأة!!..
إبتسم "كريم" وهو يقول:
-آه، مفاجأة هتفرحك جامد، بس أمسحي دموعك دي ياريت عشان بتخليني أزعل.
مسحت دموعها بظهر كف يدها، بادلتـه إبتسامة وهي تقول بخفوت:
-شكرًا يا كريم، شكرًا إنك معايا دلوقتي وإنك دايمًا بتحاول تخرجني من الحزن، وبتهون عليا الموضوع.
أتسعت إبتسامتـه وهو يجيبهـا بجدية:
-بلاش كلام ده يا إيمان، أنا قولتلك هفضل جمبك، المهم يالا نامي دلوقتي، عشان بكرا عندك جلسـة.
تـابـع بثقة قائلاً:
-وأنا متفائل، وحاسس أنك هترجعي أحسن من الأول، بس قولي يارب.
أغمضت عينيهـا وهي تقول:
-يارب.

الواحد وعشرون من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close