رواية حمزة الفصل الخامس عشر 15 بقلم ميمي عوالي
الفصل الخامس عشر
فى مكتب حمزة بشركة الادوية…. يجلس حمزة بصحبة حياة ورقية وهم يقصون ماحدث على خالد والجميع يتبادلون الضحكات ماعدا خالد الذى تلبسته حالة من الجمود التى لاحظها حمزة فسأله على الفور : مالك يا اخينا… قاعد مسهم وسرحان ومش معانا ليه
ليدير خالد عينيه لتلتقى بعينا رقية التى تسأله عما به دون بنت شفة ليطيل النظر اليها ثم يقول دون أن يزيح عينيه عن عينا رقية : انا عاوز اتكلم معاك كلمتين على انفراد ياحمزة
لتنهض رقية وهى تتجه للخارج ببعض الحزن وبصحبتها حياة ويقوما بغلق الباب خلفهم
حياة ببغته : بتحبيه اوى كده
لتهبط دموع رقية دون اى سابق إنذار وهى ترتمى بأحضان حياة قائلة : اللى تاعبنى ومجننى انى حاسيته هو كمان بيحبنى….
حياة : انا كمان حاسة بده
رقية ببعض الغضب : طب ليه… ليه مصمم يعذبنى ويعذب نفسه بالشكل ده
حياة : اكيد عنده أسبابه يارقية.. اصبرى وروحى اغسلى وشك ياللا وتعالى
لتومئ رقية برأسها ايجابا وتذهب لتنفيذ ماقالته حياة
اما بالداخل فيجلس حمزة بهدوء شديد ينتظر مرحبا بما سيسمعه من خالد… ولكن خالد يسير ريحة وايابا من المكتب إلى النافذة وبالعكس وفى كل مرة يصل فيها أمام حمزة يقف ليقول شئ ما… ولكنه يعود لفعل ما كان ولا ينطق بشئ، حتى قام حمزة من مكانه وذهب اليه وامسكه من ذراعه وقام بسحبه إلى أن اجلسه على الاريكة وجلس بجواره قائلا : حولتنى وخيلتني…. قلت عاوزنى على انفراد واحرجت البنات وخرجوا مكسوفين، وادينى قاعد من ساعتها مستنيك تتكلم ومااتكلمتش….. فيه ايه قولى
خالد : هو….. هو انا احرجتها اوى
ليضم حمزة حاجبيه ببعض الخبث : هى مين دى اللى احرجتها اوى
خالد : رقية
حمزة وهو يكتم ضحكته : و اشمعنى يعنى رقية، ثم ما انت احرجت مراتى كمان
خالد : لا.. حياة هتقدر ومش هتزعل
حمزة ببساطة : ورقية تعرفك من قبل حياة…. يبقى اكيد هتقدر برضة
لينظر له خالد بصمت ثم يقول : احنا نعرف بعض من امتى ياحمزة
حمزة بمرح : شوف انت عندك كام سنة وتخصم منهم عدد السنين اللى رضعت فيهم… والناتج هيبقى سنين معرفتنا لبعض
ثم يعتدل وهو يكمل : يعنى طول عمرنا ياخالد، ثم احنا لو اخوات…. ماكناش هنبقى كده
خالد : عندك حق….. لكن……. ليصمت مرة اخرى
ليشفق عليه حمزة خاصة وهو يخمن مايريد ان يقول……. فيقول حمزة : اتكلم ياخالد وقوللى على كل اللى جواك واتأكد انى هفهمك صح وهساعدك……. صدقنى
خالد وهو ينظر ارضا : فاكر اما قلتلك انى بحب بس فرق السن مانعنى
حمزة : وانا قلتلك انه مش مانع ابدا…. وان انت اللى مكبر الموضوع
خالد بتردد وهو ينظر لحمزة: يعنى… لو طلبت منك تجوزنى اختك توافق
ليرجع حمزة رأسه إلى الوراء ليستند بها على الاريكة وهو مغمض عينيه ويضع وجهه بين كفيه
خالد بحزن : لازم تعرف ان رفضك عمره ماهيأثر على علاقتنا ابدا و انى هحاول ان………..
حمزة بقوة : اسكت…. اسكت يا اخى حرام عليك…. طلعت روحى، سنين وانا مستني تنطق، ثم انت كنت مستنى ايه عشان تطلب الطلب ده…. لما تعجز ، واللا اما ييجى حد تانى ياخدها منك
خالد بلا تفكير: ده انا اموت فيها…. ليصمت ثوانى ثم يفتح عينيه عن آخرها وهو ينظر لحمزة بدهشة : يعنى افهم من كده انك موافق
حمزة بمرح : يابنى انا مستني تنطق من اكتر من خمس سنين، بس انت البعيد بارد… ده انا كان ناقص اخطبك بنفسى
ليبتسم خالد وهو يقول بأمل : طب وهى….. هتوافق
حمزة ضاحكا :هنعرف حالا
ليتجه إلى الباب ليفتحه ويقوم بالنداء على حياة ورقية
خالد : انت هتعمل ايه يامجنون
حمزة : انت مش عملت اللى عليك…. سيبنى انا كمان بقى اعمل اللى عليا… اقعد….. اقعد واتفرج من سكات
لتدخل حياة ومعها رقية التى تظهر عليها علامات البكاء لينخلع قلب خالد لرؤيتها على هذه الحالة
وكم تمنى لو يأخذها بين احضانه ليعلمها مبادئ عشقه، ولكن صبرا ياقلب.. فلعل الفرج يكون قريبا
حمزة وهو يأخذ رقية بين احضانه ويقبل رأسها ثم يأخذها تحت جناحه قائلا : بقولك ياقلب اخوكى.. خالد كان عاوزك انتى وحياة فى خدمة عمره، بس انكسف يطلب قدامكم
لترفع رقية عينيها لتتنقل بين أخيها وبين خالد التى كلما تلاقو أعينهم تقابل شوقه اليها بعتابها اليه، ليكمل حمزة : انتى طبعا عارفة ان خالد قدى فى العمر، يعنى اكبر منك ب 15 سنة تقريبا والراجل عاوز يتأهل بقى، ثم صبر كتير الصراحة، وانا قلتله ان انتى وحياة ممكن تشوفوا له عروسة
لتبهت رقية وينخلع قلبها وهى تنظر لخالد نظرة حسرة : أنا…… أنا.. أنا.. انا ااشوف له عروسة… عاوزنى أنا ادورلك على عروسة ياخالد
خالد بانفجاع عندما وجد العبرات بدأت تتكون بعينها : لأ يارقية.. لأ.. أنا عاوزك انتى… عاوز اتجوزك انتى… بحبك انتى…. بس زى ماحمزة قال ..دول 15 سنة يارقية…. بينى وبينك 15 سنة توافقى ان الفرق ده يبقى بينا
لتندس رقية فى احضان أخيها باكية، ليقف خالد مشدوها لا يعلم سبب بكائها، اترفضه وتبكى خشية إحراجه، هل ضغط عليها، هل كان يتوهم مبادلتها اياه حبا بحب وعشقا بعشق
ليتجه إلى الباب يحاول المغادرة حتى لا يضغط عليها أكثر من اللازم وروحه تمتلئ ألم، ليمسكه حمزة من كتفه موقفة اياه وهو يغمز بمرح قائلا : كده يارقية احرجتى الراجل، كان ممكن ترفضى بأسلوب احسن من كده
لترفع وجهها سريعا وهى تبحث بعينيها عن خالد الذى وجدته ينظر اليها بشوق جارف : بس انا مارفضتش.. أنا موافقة
حمزة : اه يافضيحة.. طب اتدللى شوية
لتعود إلى احضان أخيها مرة أخرى ولكن هذه المرة بخجل
حمزة بحب : تعرفوا انى من 3 سنين فاتوا أقسمت بينى وبين ربنا انى اكتب كتابكم فى نفس اليوم اللى يتشجع فيه خالد بيه ويطلبك منى
لينظر له الجميع بعدم استيعاب… ليكمل قائلا : تروح تجيب المأذون وتطلع على بيتكم عشان هنكتب الكتاب هناك، انا لا يمكن ارجع فى قسمى… وان شاء الله الفرح لما نرجع انا وحياة من السفر
قالها وهو ينظر لحياة فوجدها تبادله النظرات وظن لوهلة انه وجد شئ ما بنظراتها تختلف عن كل المرات التى تقابلت بها أعينهم واحتار فى تفسيرها اهى نظرة إعجاب.. فرح.. لا لا ياحمزة لا تجعل الامنيات تأخذك بعيدا لتعتقد انها نظرة حب، فهى لم تقترب منك إلا من بضعة ايام قلائل مليئة بالأحداث.. انها مجرد أمنية ياحمزة.. لا تتسرع… سيعوضك الله. فصبرا جميلا
وعندما نظر أمامه لم يجد خالد، فتبادل النظرات مع حياة ورقية وانخرطوا ضاحكين.. لينظر اليهما قائلا ببعض الجدية : ياللا ياحلوين قدامكم ساعتين بالظبط، تنزلوا كل واحدة تختار فستان مناسب ولما يبقى كله تمام تكلمونى اجيلكم…لتصفق حياة بيديها بسعادة وهى تقبل رقية قائلة : ياللا ياعروسة.. لتلتفت لحمزة بتساؤل.. طب وانت
ليبتسم بسعادة لتذكرها اياه : تعرفى تجيبيلى بدلة بمستلزماتها
حياة : طبعا بس هتلبس فين
حمزة : اشتريلى البدلة الأول وابعتيهالى مع السواق ولما تخلصوا كلمينى وهاجى اخودكم على طول
حياة وهى تتجه للخارج بمرح : اوكيه بوص
ليبتسم حمزة بعد خروجهم وهو يقول : الله يسامحك ياخالد.. البت كانت هتعنس بسببك، ياللا ربنا يسعدكم يارب، ثم بابتسامة قرد وقردة….. ماجمع الا اما وفق
فى منزل خالد
تم عقد القران مابين سعادة البعض واندهاش البعض من المفاجأة وسرعة الأحداث، وكان والد خالد ووالدته الأكثر سعادة وسط الجميع، وبعد المباركات والتهنئات.. استأذن حمزة فى الانصراف ولكن خالد ترجاه ان يترك له رقية فقد دعاها والديه للعشاء بمنزلهم
خالد : ياتقعد تتعشى معانا، ياتسيبلى رقية وانا اكيد هوصلهالك لحد البيت قبل 11
حمزة ضاحكا : يعنى بتعزمنى وبتسحب العزومة ف ساعتها عشان تستفرد بالموزة
خالد : متبقاش بايخ، ثم اشحال ان ماكنتش اكتر واحد عارف اللى فيها
حمزة وهو يبادله الاحضان : الف مبروك ياحبيبى.. ربنا يسعدكم ويهنيكم.. انا بثق فيك اكتر من روحى.. والا ماكنتش سلمتك بنتى… اانت عارف ان انا اللى مربيها وعارف هى ايه بالنسبة لى… خد بالك منها…. وحاضر هسيبهالك تتعشى معاكم… لانى واثق فيك وفيها
ليلتفت إلى رقية محتضنا اياها ومقبلا اياها على وجنتبها مرددا : مبروك ياقلبى، مبروك ياعمرى كله، ربنا يسعدك ياحبيبتى،
لينصرف حمزة وحياة تاركين رقية تتعرف على بعض معالم عالمها الجديد عن قرب حتى تعتاد عليه، ثم لتجلس رقية بين حمويها بحب وسعادة تتجاذب معهم أطراف الحديث بين ضحك وانبساط سريرة فكان والدا خالد يتمتعان بحلاوة المعشر وخفة الروح كخالد تماما، وبعد انتهاء العشاء نظرت رقية إلى خالد وهى تفكر فهى لم تصدق بعد انها أصبحت ملكه وهو ايضا أصبح اسيرها لتفيق على كف خالد تسحبها من اصابعها قائلا : تعالى معايا عاوز اديكى حاجة
لتذهب معه فى خجل بعد استئذان والديه ليدلف بها إلى إحدى الغرف ويترك بابها مفتوحا.. لتجد نفسها بداخل غرفة نومه وهو يتجه الى خزانة ملابسه ويخرج منها علبة صغيرة ليتجه اليها ويسحبها مرة أخرى اليه ليجلس على مقعد وتتفاجئ به يسحبها ليجلسها على قدميه لتحاول رقية التملص من بين يديه ولكنها لم تستطع، ووسط ضحكات خالد قال يابنتى اهدى متخافيش هو انا هكلك، لينظر لها بعبث قائلا : رغم انى نفسى فيكى من زمان اوى
لتشرد رقية بعينيه التى تبادلها التيه والحب ليقول فجأة بتعجب: دى رمادى
رقية بوله : هى ايه دى اللى رمادى
خالد بصوت اجش يخطف القلوب : عينيكى، طول عمرى بغرق فيها وعمرى ماعرفت لونها الحقيقى… كنت بخاف ابصلك كتير لا حد ياخد باله
لتخفض رقية بصرها وقد نست جلوسها على قدميه مما جعل خالد يبتسم بخبث
خالد : احنا اتجوزنا على طول من غير مااشتريلك شبكتك، هننزل نشتريها سوا ان شاء الله بكرة، لكن الخاتم ده.. قالها وهو يفتح العلبة التى جلبها من خزانة الملابس… اشترتهولك من سنتين لما كنت فى إنجلترا وشايله عندى من يوميها بعد ماقررت انى لازم البسهو لك بايدى يوم ماتوافقى على جوازنا
ليخرج الخاتم من علبته ويلتقط كفها ليلبسها اياه ويقبل يدها بحب شديد
لترفع يدها وهى تشاهد الخاتم لتجده عبارة عن خاتم من الذهب الأبيض وبه قاعدة بلون التوت الجبلى يرتكز عليه قلب كبير بجناحين يحتضنان قلب أصغر بالحجم، ثم لتبتسم رقية بسعادة قائلا : جميل اوى ياخالد.. ذوقك يجنن ياحبيبى
ليتوه خالد فى كلمتها التى قالتها بمنتهى الصدق والعفوية، لتخجل رقية من تسرعها، ليضمها خالد إلى صدره وهو يقبل جبهتها بعشق : اوعى تخجلى من مشاعرك قدامى، وانا كمان عمرى ماهخجل من تصريحى بحبك، كفاية السنين اللى ضاعت مننا بسبب خجلى.. سامحينى.. بس اوعدك انى هعوضك عن كل اللى فات… بحبك بحبك.. بحبك يارقية.. بعشقك فى كل حالاتك
لتنظر اليه بسعادة وعشق : وانا كمان بحبك اوى ياخالد
ليلتهم شفتيها وهو يضمها إلى ضلوعه وكلما ترك شفتيها يجد نفسه يلتقطها مرة أخرى، وهى تائهة بين امواج عشقه لها، ثم لتنتفض فجأة وهى تقول : حمزة… اتاخرنا….. اتاخرنا على حمزة ياخالد
ليجد خالد أن الوقت بالفعل قد بدأ يسرقهم ليأخذها سريعا ليعيدها إلى حمزة بشقة والديه على وعد بلقاء فى اليوم التالي