رواية المعجبة المهووسة كاملة بقلم نهال عبدالواحد
مها فتاة رقيقة وجميلة لكنها مهووسة بالأفلام الكرتونية وتتابع الجديد منها دائمً، لكن مع الوقت تعلقت بصوت أحد المؤديين للشخصيات، كان صوت جهوري لشاب، في الصوت بحة تبعث في نفسها المشاعر الفياضة وتلمس وجدانها هكذا تقول.
كان كل من حولها يعلم عشقها لصوت شاب ما لكنها لم تعرف إسمه ففي أفلام الكرتون لا نعرف المؤدي إلا من صوته وإن كانت أحيانًا تكون أصوات لبعض المشاهير.
كانت مها عندما تتحدث عنه تتصور أنه شاب عادي الهيئة أو أقل وإلا فلماذا تلك الموهبة لا تظهر أمام الكاميرات.
استلمت عملها في إحدى شركات السياحة وكانت مولعة أيضًا بتعلم اللغات، كانت تعمل في قسم خدمة العملاء لحسن هيئتها و لباقتها.
كان مدير الشركة شابًا يدير شركة والده اسمه جلال، كان وسيمًا، طويل القامة، له جسد رياضي عريض، كانت تهوي هيئته الفتايات خاصةً مع أناقته لكنه كان جادًا وعمليًا لا يأبه لكل ذلك.
وذات يوم آتاه رسالة من شركة سياحية في الصين تود التعامل معه ومكتوب بالصينية، وكان لا يفهم هذه اللغة فطلب من السكرتارية من تقوم بترجمته فلم يجد من يعرف الصينية فثار و هاج وظهرت حركات مضطربة داخل الشركة.
لاحظت مها ذلك التوتر، سألت عن السبب ولما علمت أخبرتهم أنها تعرف الصينية، فطلبوها على الفور في سكرتيرة مكتب السيد جلال، ما أن وصلت حتى دلفت لداخل المكتب فسلمت على جلال فاكتفي بإبتسامة خفيفة، قدّم إليها الرسالة، ورقة وقلم لتترجم وبالفعل فعلتها.
أعطته الترجمة فقرأها بعينيه، ظل يفكر قليلًا ثم بدأ يسألها إن كانت تمتلك اللغة حية وتستطيع التحدث والترجمة الفورية لأنه سيحتاجها الفترة القادمة قبل الإتفاق وأثناءه.
لكنها لم تأبه لما يقوله جلال بقدر ماانتبهت لصوته إنه صاحب الصوت الذي تعشقه إنه عكس ما توقعته تمامًا.
كان جلال يتحدث إليها و ينظر للورقة المترجمة في يده ويفكر في نفس الوقت، لكنه لم يسمع ردًا منها فرفع عينيه نحوها، لكنه لم يجدها في مكانها بل وجدها تتحرك نحوه، تردد مقاطع له تحفظها عن ظهر قلب.
اقتربت حتى أنها لفت لداخل المكتب، وقف مندهشًا منها، نظر نحوها، لكن فجأة سقطت مغشيًا عليها.
حملها جلال إلى أحد الكراسي ولم تنتهي دهشته بعد، أخذ يفيق فيها حتى أفاقت، لا زالت تنظر إليه بشوق المتيمة العاشقة.
لم يعلم لما انجذب إليها رغم أنه معتاد على انجذاب الجميلات إليه ثم أراد أن يعرفها أكثر.
كثرت لقاءاتهما بخصوص الوفد الصيني، كان عقب الإنتهاء من حديث العمل تسأله بشغف عن عمله الآخر في الدبلجة، ربما تلك المرة الأولى التي يجد له معجبة لعمله وليس لشكله، لا جاهه فكان يجيبها و يستفيض في حديثه.
ربا كثيرًا حتى بعد انتهاء موضوع الوفد الصيني ولقد أحبها كثيرًا مثلما أحبته لكن لم يصرح أحدهما وإن كان جنون مها يكشفها بشدة.
وذات يوم أخبرها أنه يود مصاحبتها لمكان عمله بالدبلجة فوافقت على الفور، كان لأول مرة يدبلج مسلسلًا تركيًا وأثناء تواجدهما احتاجوا لفتاة لها صوت يتسم بسمات معينة وكان صوت مها فلتجرب إذن.
وافقت مها، بدأت بالأداء معه و أمامه، كانت معشوقته في المسلسل لكن أداءهما كان حقيقيًا فصوتهما فيه دفء المشاعر الحقيقية بينهما.
حتي جاء يوم إفصاح البطل للبطلة عن عشقه المكنون، أفصحا بطريقة طبيعية من دون تمثيل فأخرج خاتمًا من جيبه وألبسه لها يعرض الزواج منها فوافقت وتزوجا.
الفصل الثاني من هنا