رواية امواج قاتلة كاملة بقلم نداء علي
البارت الأول
🔸🔸🔸🔸🔸
تدور احداث قصتنا في صعيد مصر قبل ثلاثين عاماً مضت تقريباً؛ وصعيدنا يتميز بأصالته وشموخه برجاله الأقوياء وعاداته العتيدة؛ جوده ووفاء أهله جزء أصيل من تكوينه
مناخه القاسي يشبه الي حد بعيد بعض البشر الذين نشأوا علي ارضه.. وهيبته اكتسبها الجميع
ولا تخلو دنيانا من الحلو الذي يعكر صفوه بعض المر.. بها الخير والكثير من الشر.. لذا فقصتنا بها الكثير من الشخصيات والاحداث المتباينه..
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
استمعت نوارة الي صوت زغاريد تتعالى بالجوار
تثاءبت بكسل ناظرة حولها محاولة معرفة مصدر الصوت لكنها غفت مرة ثانية لتقفز واقفه عندما اقتربت والدتها قائلة
جومي يابت يانوارة جومي يا حزينة...بوكي سبجك عالغيط ومستنيكي بالوكل
مه حرام عليكي أني منمتش طول الليل من الحر..
بهية : عارفة ياجلب امك بس هنعمل ايه عاد.. بوكي ميجدرش يرچع يتغدى ويعاود عالأرض.. ومفيش غيرك انتي ياحبيبتي
نَوارة : ولا يهمك أني هروح اها
بهية : لاه تعالي اشربيلك كوباية شاي وحبايتين فايش تغيري ريجك بيهم
قبلت نوارة يد والدتها قائلة : تسلميلي يامه.. حاضر
حملت فوق رأسها ما جهزته والدتها من طعام لوالدها وتوجهت قاصده وجهتها تراقبها عيون الشباب باعجاب وتتمنى الفتيات لو حظينا بحظها من الجمال والقبول
وكعادتها تسرع بخطواتها كما رباها والدها.. فهي ابنته الوحيدة رباها مدلله ولكن خوفه عليها جعله يبالغ في حمايتها فلم يسمح لها أن تختلط مع أحد تقدم لها الكثيرين ولكنها ترفض ورغم رغبة والديها في تزويجها الا أنهما تركا لها حرية الاختيار علي عكس الكثير من فتيات قريتها اللائي يزوجن دون أخذ رأيهن...
توقفت نوارة عندما استعمت الي صوت الحاجة جميلة ( جارتها وسيدة ذات سيط واسع بين الجميع فهي ابنة أصول وحسب ونسب لا يخفى علي أحد؛ الا أن الدنيا قد دارت بها قليلا فنالها الفقر بعد ان فقدت مالها بسبب بذخها الشديد الا أنها لم تفقد رونقها واعتزازها بنفسها.. مازالت شديدة الجمال كما هي لا يضاهيها أخري في البهاء سوى قليلات ومن بينهن نوارة)
جميلة : صباخ الخير يا بت يانوارة.. رايحة علي فين ؟؟
نوارة بخجل : رايحة الغيط لبوي يا خالة جميلة
جميلة : أمك في الدار
نوارة : أه ياخالة
جميلة : طيب.. همي روحي لابوكي واني هروح لامك رايداها في كلمتين
تحركت نوارة خطوتان لكنها نظرت خلفها بفضول عند سماعها لصوت الزغاريد مرة أخري
ابتسمت جميلة قائلة : بتبصي علي ايه يانوارة؟؟
نوارة : مين بيزغرط ؟؟
جميلة : ده ولدي رجع من السفر وخواته البنات فرحانين بشوفته
نوارة : حمدالله بسلامته ياخاله.. انشالله الفرح دايماً بداركم
جميلةبنظرات ماكرة : انشالله ياچلبي وعن جريب
ابتعدت نوارة تسترجع برأسها هيأته التي كانت تخطف انفاسها؛ يا الله مضت خمس سنوات منذ ان سافر سلمان لم يعد خلالها الي بلدته بل ظل بغربته.. تعلم انه اضطر للسفر كي يؤمن له ولأهله شيئاً من عزهم الماضي.. ترى هل مازال يتذكرها ويذكر حبه لها أم أن سفره قد غيره وربما تسللت أخرى الي قلبه
نهرت نوارة نفسها فهي لن تفكر به ثانية لقد تركها سنوات طوال كانت وقتها بالرابعة عشر من عمرها الا أن قلبها لم يمل مطلقاً لسواه...
عادت جميلة الي داخل البيت فقابلها سلمان بلهفة قائلاً
ها يامه.. جالتلك ايه وافچوا؟؟
جميلة ضاحكاً : چتك هنا يا سلمان.. البت سحرالك اياك..واه
اجابت شهيرة بحقد قائلة : معلوم سحراله كيه ماهي ساحرة لرچالة النچع بالنفر كان مفيش غيرها حلوة عاد
سلمان بضيق : ولازمته ايه الحديت الماسخ عالصبح ده عاد... ولا انتي لسه حطاها براسك اكمن عزيز كان رايد يتچوزها جبل ما يتچوزك
شهيرة بغضب : مين اللي جلك كده؛ ده كدب
جميلة : لاه.. خوكي مهيكدبش وعزيز الله يرحمه هو اللي چال وكمان چال انه كان مفكرها وچتها كبيرة ولما عرف انها لسه يدوب عشر سنين حس انها صغيرة چوي وجه اتچدملك
شهيرة بحزن : الله يرحمه؛ اهو مات وسابني اني وعياله ملطشة للكل
احتضنها سلمان قائلاً بحنان
ماعاش ولا كان اللي يزعلك يا شهيرة.. انتي وعيالك في عنيا واني مجصدش ازعلك بس اني رايد نوارة بالحلال بس لو انتي مرضياش بلاها الچوازة دي وهسافر تاني من الصبح ولا تضايجي حالك
شهيرة مرغمة : اللي تشوفه اعمله ياسلمان ربنا يسعدك متزعلش مني الواد حماد هينجطني طالع براوي وكاره نفسه ومهيبطلش ضرب في اخوه
سلمان : طولي بالك عليه الواد لسه صغير وأبوه الله يرحمه كان مچلعه بزيادة عاد
شهيرة : عندك حج.. عزيز الله يرحمه مكانش بيجوله علي حاچة لاه واصل ودلوجيت اني اللي شايله الهم لحالي
جميلة : خلاص يابت منجصينش نكد عالصبح يا بومة.. فزي جومي عاد...جبر يلمك حضري الفطور جبل بوكي ما يجوم
شهيرة بتأفف : حاضر.. يابوي عليكي يامه دايما جارشة ملحتي كاني بت چوزك
بحثت جميلة حولها عن شئ تقذفها به الا أن شهيرة هرولت مسرعة من امامها