رواية الوجه الاخر للذئب الفصل الثالث 3 بقلم ياسمسن السيد قنديل
لفصل الثالث - مفاجأة غير سارة :
فى فيلا الديهى :
كانت ريم و كارين تقفان فى المطبخ تتحدثان فى انتظار غليان الحليب الناصع ليضفى نكهته اللذيذة إلى الكابتشينو ذى الرغوة الغنية الذى أعدته ريم بتكاتها السرية . فى حين وصل إلى مسامعهم صوت طفلة تهلل : نناه ! بصى بابى جابلى ايه ؟
سناء : قلب نناه ، اتأخرتوا كده ليه ؟
لوجى : بصى الأول يا نناه و انتى تعرفى .
ضحكت سناء تضم حفيدتها : مش عارفة جايبة اللماضة دى منين ، ورينى يا ستى ... امم أفهم من كده إن باباكى فسحك النهاردة و جابلك اللعب دى .
هزت الصغيرة رأسها إيجابا و هى تضحك و تلهو بألعابها الجديدة . قطع حديث الجدة و الحفيدة دخول آسر يبدو عليه الارهاق و التعب الشديد .
- مساء الخير .
- مساء النور يا حبيبى ، هاه طمنى ايه أخبار يومك النهاردة .
- ماتفكرينيش يا أمى ، ده كان يوم غريب ..أنا يدوب أطلع آخد دش سخن و أناااام .
فى هذه الأثناء ، خرجت كارين و ريم من المطبخ تمسك كلا منهما بكأسها الساخن يتصاعد منها سحابة معبأة برائحة القهوة اللذيذة ، تضحكان بصوت عال قليلا قد لفت انتباه آسر فتحول وجهه إلى العبوس بغتة ، تكاد تخرج مقلتيه من عينيه سُخطا .. انتصب واقفا كنمر يتأهب للانقضاض على فريسته قائلا بانفعال : انتى ايه اللى جابك هنا .
ساد الصمت الجميع فى محاولة فهم ما حدث بغتة ، رفعت كارين نظرها إلى صاحب الصوت فصعقت لرؤيته و وقفت فاغرة الفم تحدق به ثم قالت باحتدام : انت تانى .. لا أنت أكيد مجنون .
شهقت ريم و وقفت تشاهد ما يحدث بعينين متسعتين ، تضع يدها على فاهها المفتوح ، بينما نهضت سناء ، وقفت بجانب ابنها قائلة : عيب كده يا ابنى ، ايه بس اللى حصل ؟ أنتوا تعرفوا بعض ؟
ردت كارين ثائرة : هو ده يا طنط ، هو ده الغبى اللى كان هيدوسنى الصبح و .. و غرقنى بالتراب .
داهمها آسر مندفعا نحوها بعصبية مما راعها كثيرا فسقط الكأس من يدها _ و لسوء حظها _ انسكب ما به على قدميها كادت تشهق لكن حتى هذه لم تقدر عليها ، أطبقت عينيها بشدة فى محاولة لابتلاع آلامها ، بينما وقف هو يهز رأسه يعض على شفته السفلى كمن يقول " مفيش فايدة " فلم يستطع منع نفسه من توبيخها قائلا :هو أنتى كده على طول ؟
غريزيا رفعت سبابتها فى وجهه كنوع من انواع الدفاع عن النفس و التحذير على حد سواء ، كادت تتبعه بتوبيخ لكنها لم تستطع النطق بكلمة واحدة فتدخلت ريم : كارين ، تعالى احطلك مرهم للحروق بسرعة .
وافقتها سناء و حثت كارين على الذهاب معها . رمقته كارين بنظرة نارية قبل أن تذهب مع ريم تتكىء على يدها بينما عاد آسر إلى والدته : ماما ، مين دى؟ و ايه اللى جابها هنا و قاعدة فى البيت و لا كأنه بيتها.
- اهدا يا ابنى الأول و أنا احكيلك كل حاجة .
- أنا هادى اهو.
- دى كارين بنت ليلى و المهندس عامر محجوب.
- طنط ليلى بنت خالة حضرتك ؟ مش دول عايشين فى الامارات؟
- بالظبط كده .
- آه و بنتها هنا بنتعمل ايه بقا ؟
- أصل كارين بعد ما خلصت كليتها حبت تعمل ماجيستير فقررت تنزل مصر علشان تعمله هنا .
- أيوا بردو مافهمتش .
- اصبر على رزقك ، جايالك فى الكلام أهو ، ليلى كانت قلقانة عليها لأن زى ما انت عارف كالهمش قرايب هنا و اللى موجود من قرايبهم فى الصعيد فكانت خايفة عليها من فكرة انها تقعد لوحدها فى شقة لولا إنى أقنعتها انها تيجى تقعد معانا هنا و هتكون فى أمان و لولا بردو انها واثقة فى تربيتى لولادى ماكنتش وافقت انها تقعد معانا و انت عندى شحطين ما شاء الله.
ارتفع احدى حاجبيه مهمهما : امم.. امم..
نهض آسر دون أن ينبس ببنت شفه و غادر إلى غرفته و لم يره أحد ثانية فى هذه الليلة.
فى ذلك الحين كانت كارين فى غرفتها برفقة ريم التى كانت تضع لها كريم الحروق فسألتها كارين و هى تتأوه : مين ده يا ريم ؟ بيشتغل عندكوا أو قريبكوا؟
صمتت ريم هنيهه قبل ان ترد : لا أبدا ، اخويا بس ههههه.
صعقت كارين نهز رأسها نفيا و كأنها لا تريد التصديق : بتهزرى صح ؟ ده مستحيل يكون أخوكم.
- ههههه لا يا ستى هو اخويا من زمان.
ضحكت كارين رغما عنها فتابعت ريم : و على فكرة هو طيب و حنين اوى بس هو اللى شكله كده .
- امم... ما هو واضح ... اااه بالراحة .
- حاضر .. معلش.. ياللا انا خلصت اهو ، نامى انتى بقا و ارتاحى و بكرة نتكلم ان شاءالله.
- أوكى.
- تصبحى على خير .
ارتمت كارين بظهرها على السرير و أخذت شهيقا عميقا و زفرته فى يأس ثم استدارت و عانقت وسادتها و أغمضت عينيها علها تجد فى النوم بعض الراحة بعد هذا اليوم المؤرق.
الفصل الرابع من هنا