رواية عندما فقدت عذريتي الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم سارة علي
في صباح اليوم التالي ..
خرجت رنا من الفيلا لتتفاجئ بحاتم ينتظرها في الشارع أمام سيارته ...
اقتربت منه بخطوات سريعة وهتفت بضيق :
" انت بتعمل ايه هنا يا حاتم ..؟! عايز ايه ..؟!"
" عايزك .."
هكذا يعترف بسهولة وكأنها قطعة أرض او سيارة ينوي شرائها ..
" انت فاكرني ايه ..؟! لعبة تاخذها وقت متحب ...؟!"
قاطعها وهو يهز رأسه نفيا :
" متقوليش كده ، انتي حياتي كلها يا رنا .."
توترت ملامحها كليا وهي تستمع لمًا قاله ، رغمًا عنها تأثرت مشاعرها الأنثوية بحديثه ..
شعر هو بتوترها فأكمل بهدوء :
" انا بحبك يا رنا ، واسف على كل حاجة عملتها .. بس انتي بردوا اللي تخليتي عني وسيبتيني فنص الطريق ..."
قالت بوهن :
" ارجوك يا حاتم متفتحش الماضي من جديد .."
أمسك كف يدها وقال :
" مش هفتحه يا روح حاتم ، بس انتي لازم تساعديني انساه ، رنا انا لسه بحبك ... "
" بجد ..؟!"
أومأ برأسه وأكمل :
" بجد ..؟! انا حتى سافرت واشتغلت وفتحت شركتي الخاصة عشانك .. مش انتي كنتي عايزاني اعتمد على نفسي ..؟!"
أومأت برأسها وهي تقول :
" اكيد يا حاتم ، انا دايما كنت بنصحك بكده .."
" هخطبك امتى يا رنا ..؟!"
سألها بنبرة جادة لتتسع عينيها وهي تهتف بعدم تصديق :
" تخطبني ..؟!"
أومأ برأسه لتتسع ابتسامتها لا اراديا وهي تؤكد أن هذه فرصتها ، سوف تنتقم من منتصر حينما ترتبط بأخر أفضل منه بمراحل .. أخر يرى فيها الدنيا بأكملها ..
وجدت نفسها تومأ موافقة له على طلبه ليبتسم هو بإنتصار فهاهو قد نال رنا الجميلة كما اراد وتمنى ..
" هاجي أخطبك امتى ..؟!"
سألها بجدية لترد بهدوء :
" وقت متحب ..."
" بكره كويس ..؟!"
سألها لتجيبه :
" خليها بعد بكره عشان اكون بلغت ماما وبابا ، هيفرحوا أكيد .."
هز رأسه موافقا وهو يحتضنها من كتفيها ويهتف بها :
" ايه رأيك نروح نقضي كم ساعة فشقتنا ..؟!"
" انت لسه محتفظ بيها ..؟!"
سألته بذهول ليرد بجدية :
" مكانش ينفع ابيعها .. دي فيها كل ذكرياتنا .."
ابتسمت بحماس غير مصدقة أنها وجدت من يحبها بهذا الشكل ، نعم كانت تعرف أنه يريدها بجنون وأخبرها بهذا مرارا مسبقا لكنها لم تتوقع أن يستمر حبه لها طوال هذه السنين .. هتفت أخيرا بجدية :
" الشقة دي مش هندخلها الا بعد الجواز ، انت فاهم .."
ابتسم بسخرية قبل أن يومأ برأسه ويقول :
" زي ما تحبي .."
.........................................................................
أوقف زياد سيارته أمام أحد المطاعم الشهيرة ..
هبط منها وتقدم متجها الى داخل المطعم ليجد ماجد في انتظاره ...
تقدم نحوه وجلس أمامه وقال دون أن يلقي التحية :
" كويس انك جيت وسهلت عليا مواضيع كتير .."
قال ماجد بهدوء غريب :
" انا كنت مستني اليوم اللي تطلب فيه إنك تشوفني لأني متأكد إنك مش هتعدي اللي عرفته بالساهل.. بص أنا ندمان .. ندمان على كل اللي عملته .."
قاطعه زياد بحدة :
" والندم ده هيفيدني بإيه ..؟! هيرجع علي أخويا اللي مات بسببك ..؟! ولا هيرد لزينة مراتي شرفها وسمعتها ..؟!"
" مراتك ..؟!"
قالها ماجد بعدم تصديق ليهز زياد رأسه وهو يقول :
" اتجوزتها يا ماجد ، انت عارف احساسي ايه دلوقتي وانا شايفك قدامي .. نفسي أقطعك بسناني بس ماسك نفسي عشان زينة .."
ابتلع ماجد ريقه وأكمل بخفوت :
" انا عارف غلطي ونادم جدا .. نفسي أعمل أي حاجة عشان أكفر عن ذنبي .."
" هتعمل .. هتعمل كتير اوي وبردوا مش هتكفر عن ذنبك .."
تراجع ماجد الى الخلف وسأله :
" عايز ايه بالضبط ..؟!"
اجابه زياد :
" تعترف بكل اللي عملته وتقول على اسماء اللي معاك .."
قاطعه ماجد بإنفعال :
" اللي معايا واحد مات والتاني اتشل .."
" بس انت لسه زي مانت .."
قالها زياد بسخرية ليقول ماجد بترجي :
" ارجوك انا تبت والله العظيم .. تبت ومش ناوي اعمل حاجة .."
صرح به زياد بقهر :
" ده مش هيغير حاجة من اللي حصل ولا هيرجع حق زينة وعلي ..."
أغمض ماجد عينيه بوهن وقد بدأت الدموع تهطل منهما بغزارة ليبتسم زياد بوجع وهو يقول :
" بتعيط ..؟! مانت لازم تعيط .."
" زياد انا خطبت من فترة .. خطبت انسانه بحبها جدا .. "
حل الصمت المطبق بينهما ليهتف زياد اخيرا :
" و عايز مني ايه ..؟! أباركلك مثلا ...؟!"
تنهد ماجد بمرارة وقال :
" انا عايز تديني فرصة واحدة .. فرصة أثبت فيها إني تغيرت .."
" وسمعة زينة .. ؟! واخويا علي ..؟! انت لازم تدفع تمن غلطك .. انت فاهم ... وحط فدماغك حاجة مهمة .. بلاش تفكر تهرب مني لأني مش هرحمك ساعتها .. "
قال زياد كلماته الاخيرة ونهض من مكانه متجها الى خارج المطعم تاركا ماجد لوحده يعاني الحسرة والندم ..
يتبع