اخر الروايات

رواية عندما فقدت عذريتي الفصل الخامس عشر 15 بقلم سارة علي

  

رواية عندما فقدت عذريتي الفصل الخامس عشر 15 بقلم سارة علي


خرج الطبيب من عند زينة بعدما قام بفحصها ، اقترب منه زياد وسأله :
" عاملة ايه دلوقتي ..؟!"
أجابه الطبيب بعملية :
" بقت احسن .. متقلقش عليها كمان تقدر تخرج من المستشفى بكره ..."
أومأ زياد برأسه متفهما قبل أن يشكر الطبيب ويلج الى داخل الغرفة ليجد زينة ممددة على السرير تنظر الى الأعلى بنظرات شاردة ...
اقترب منها وجلس على الكرسي بجانبها ثم لمس كف يدها بيده لتلتفت نحوه وتنظر إليه بحزن ...
" ينفع مشوفش النظرة دي منك ..؟!"
سألها بنبرة واهنة لتبتسم بمرارة وهي تقول بحشرجة :
" النظرة دي مكتوب عليا أعايشها ..."
ابتسم بألم وقال :
" النظرة دي مش عايز أشوفها منك طول منا عايش ..."
تسللت دمعة واحدة من عينها ليمسحها بأنامله على الفور قبل أن يهتف بوجع :
" انتي هتبقي كويسة ، وهتتخطي كل اللي حصل..."
" ازاي ..؟!"
سألته بنبرة ضعيفة ليرد بقوة :
" بالإصرار والعزيمة هننسى الماضي ونبدأ من جديد .."
" نبدأ .."
قالتها بدهشة ليومأ برأسه وهو يبتسم بخفة ويقول بلهجة عذبة :
" امال فاكرة إني هسيبك لوحدك ...؟! "
نظرت إليه وقالت بشك :
" ليه ..؟! ليه بتعمل كده معايا رغم كل اللي عملته ..؟!"
نظر إليها لوهلة يتمعن النظر الى وجهها قبل أن يهتف بجدية :
" يمكن عشان بحبك ..."
زاغت نظراتها وهي تستمع الى ما قاله ... لم تستوعب في بادئ الأمر ما سمعته فقالت بلهجة غير مصدقة :
" بتحبني ..؟!"
اوما برأسه ثم أطلق تنهيدة طويلة قبل أن يهتف بجدية :
" ايوه بحبك ، بحبك يا زينة ..."
ارتجف جسدها كليا لوقع تلك الكلمات على قلبها ورمشت بعينيها غير مصدقة لما تسمعه ... هو يحبها ...
أومأ برأسه مؤكدا ما يدور داخل فكرها لتسأله بصوت شاحب :
" ازاي ...؟!"
زفر نفسا عميقا وقال :
" ازاي دي حكاية طويلة ... تحبي تسمعيها ..؟!"
سألها بإبتسامة لتومأ برأسها فينطلق في حديثه الذي احتل قلبه لسنوات طويلة :
" بحبك يا زينة ، حبيتك من أول يوم شفتك بيه .."
اتسعت عيناها بعدم تصديق بينما أكمل هو :
" كنت براقبك كل يوم .. أبص عليكي من بعيد .. حبي ليكي كل يوم كان بيزيد ... لحد ما .."
صمت ولم يستطع التكملة فسألته هي :
" لحد ايه ..؟!"
أجابها :
" لحد ما علي اعترفلي انوا بيحبك .. ساعتها إتجننت .. مكنتش مصدق انوا اخويا الوحيد عاوز يتجوز حب حياتي ..."
كانت يتحدث بمرارة لم تخفى عليها .. هو الزاهد في دنيا العاشق ، العاشق في دنيا أخرى ...
" تعرفي إني عمري محبيت حد غيرك ..."
نظرت إليه بحيرة ليكمل بشرود :
" طول عمري مكنتش بعترف بالحب .. ولا كان يهمني .. طول عمري شايف الحب دنيا ملهاش أمان .. دنيا مش حابب أعيشها .. لحد لما شفتك .. اكتشفت انوا الحب جنة مش هيحس بيها إلا إللي عاشها ..."
هطلت الدموع من عينيها بغزارة ليمسحها بسرعة بأنامله وهو يهتف بها :
" مش عايزك تعيطي تاني .. مش عايز أشوف دموعك تاني .."
أخذت تكفكف دموعها بأناملها بينما أكمل هو بخفوت :
" زينة أنا نفسي أعوضك عن كل حاجة ... نفسي تنسي الماضي وتبدئي معايا من جديد .."
صمتت ولم ترد بينما أكمل هو بجدية :
" زينة تتجوزيني .."
جحظت عيناها بصدمة محاولة إستيعاب ما نطق به لتوه ... لقد عرض الزواج عليها ...
أشاحت بوجهها بعيدا عنه الى الجانب الأخر ليقول :
" انا مش هطلب رأيك دلوقتي .. أنا هسيبك ترتاحي .."
ثم طبع قبلة على جبينها وتركها ورحل لتستدير هي تتابع أثره بشرود وقد تسللت دمعة خفية من عينيها ...
..................................................................................
كانت رنا غير مصدقة بعد لما حدث معها ... تحاول إستيعاب ما فعله منتصر ... كيف يتركها بهذه السهولة ..؟!
اقتربت منها والدتها واحتضنتها من الخلف وقالت :
" متزعليش يا حبيبتي .. هخلي بابا يكلمه ويقنعه انوا يتراجع عن اللي عمله .."
ردت رنا عليها بفتور :
" ومين قالك إني هرجعله ..؟! انا لا يمكن أرجعله بعد اللي عمله ..."
صمتت الأم ولم ترد لتكمل رنا ببرود :
" يصبر عليا بس ويشوف أنا هعمل ايه ... لازم أخليه يندم عاللي عمله .."
" اهدي يا حبيبتي .."
قالتها الأم محاولة تهدئتها بينما أكملت رنا بجمود :
" انتي لازم تروحي تشوفي الزفتة اللي اسمها زينة وتتكلمي معاها ..."
" اقولها ايه ..؟!"
سألتها والدتها بتعجب لترد رنا بجدية :
" تفهميها إنها متتكلمش او تجيب سيرة اللي عملتيه لأي حد وإلا هتبلغي عمامها عنها ..."
" طب وزياد ..؟!٠
" سيبك منه ... ابقي روحيلها وقت ميكون فالشركة .."
أومأت الأم برأسها وقد حسمت أمرها .. ستذهب اليها وتتحدث معها ..
........................................................................
دلفت والدة زياد الى الغرفة التي تقطن زينه بها في المشفى ..
التفتت زينة تنظر الى القادم لتتفاجئ بها أمامها ..
أدمعت عينيها وهي تتذكر ما فعلته لتجذب والدة زياد الكرسي وتجلس أمامها تسألها ببرود فقد أخبرتها رنا أن تتحلى بالقوة وتكون صامدة أمامها :
" بقيتي احسن ..؟!"
نظرت إليها زينة بعينيها الدامعتين واومأت برأسها قبل أن تسألها بجمود :
" جيتي ليه ..؟!"
ردت عليها بفتور :
" اكيد مش عشان أطمن عليكي .. انا جاية أحذرك ..."
" تحذريني من ايه ..؟!"
سألتها زينة بحيرة لترد الأم بجدية :
" من اللي هعمله لو فكرتي تبلغي عني ..."
صرخت زينة بها بقهر :
" انتي ايه ..؟! مش كفاية الللي عملتيه ... مش كفاية إنك قتلتي ابني ..."
ابتسمت الأم وقالت بوجع :
" وانت بردوا قتلتيلي ابني ... كده يبقى خالصين ..."
هزت زينة رأسها نفيا وقالت بعدم تصديق :
" انتي لا يمكن تكوني ام ويتحسي زينا ..."
صاحت بها والدك زياد بنفاذ صبر :
" اسمعيني يا زينة ... زياد تبعدي عنه وإلا مش هرحمك .. انا مش هسمحلك تاخدي ابني التاني منه .. كفاية علي وخسارتي ليه بسببك ..."
أشاحت زينة وجهها بعيدا عنها تحاول أن تخفي دموعها بينما نهضت والدة زياد وأخبرتها :
" أي تصرف حقير منك مش هرحمك .."
استدارت زينة نحوها وقالت بألم :
" متقلقيش .. مش ناوية ابلغ عنك ..."
في نفس اللحظة دلف زياد الى الداخل لينصدم بوالدته أمامه ...
ارتبكت والدته بينما سألها زياد :
" انتي بتعملي ايه هنا..؟!"
خرجت الأم مسرعة من الغرفة ليلحق زياد بها ...
نهضت زينة من مكانها متحاملة على نفسها ووقفت خلف الباب لتستمع الى حديثهما الخافت ..
" مش كفاية اللي عملتيه فيها ... كفاية بقى حرام عليكي .."
كان زياد يتحدث بعصبية بينما والدته تحاول تهدئته وهي تهتف به :
" اهدي يا زياد ... انا جيت عشان اطمن عليها .. زياد انا ضميري مأنبني ... مش متخيلة إنها مش هتقدر تخلف تاني بسببي .."
وضعت زينة كف يدها على فمها غير مصدقة لما تسمعه بينما قال زياد بتهكم :
" وده من امتى ده ..؟! من امتى وانتي خايفة عليها ..؟!"
" انا بردوا انسانة وبحس .. منكرش اني غلطت لما أجهضتها ... بس والله محطتش فبالي انوا الإجهاض ممكن يحرمها من الخلفة ..."
" لو فاكرة انوا كلامك ده هينسيني اللي عملتيه تبقي غلطانه ...؟!"
زفرت الأم نفسا عميقا وقالت بترجي :
" طب اسمعني ... واحكيلي انت ناوي تعمل ايه .."
رد زياد :
" ده شيء ميخصكيش .."
ثم أكمل بلهجة جادة :
" تقدري تروحي دلوقتي ، وياريت تبعدي عن زينة نهائي .."
عادت زينة الى سريرها مسرعة بعدما فتح زياد الباب ليجدها جالسه على السرير تنظر إليه بعينين حزينتين ...
" فيه حاجة ..؟! ماما قالتلك حاجة ..؟!"
هزت زينة رأسها نفيا وقالت كاذبة :
" ابدا دي جت عشان تطمن عليا وتعتذر مني ..."
ثم أكملت بجدية :
" زياد انا عايزة اقولك حاجة .."
" ايه ..؟!"
صمتت قليلا قبل أن تهتف بحسم :
" انا موافقة اتجوزك ..."
يتبع
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close