رواية ليته ظل اعمي البارت السابع 7
صل السابع
*******
عادت آيه لمكتب معتز فوجدتهم جميعا هناك
فاقتربت سميره وقالت قلتلك يوم تاريخى كان الزهول
باديا على وجها وهى تنظر للعميل وهو يضحك بجوار إياد ومعتز تعجبت لماذا عاد ياترى لم الجميع هنا قال إياد :مبروك يا آيه انتى نجحتى في اختبار الامانه وعشان تبقى عارفه الكل هنا مر بيه بس حسب موقعه
قالت ايه:يعنى الاجتماع واللى حصل فيه كان اختبار
قال إياد :انتى هنا فى أعلى مكان فى الشركه كل الأسرار معاكى انتى هتعرفى كل كبيره وصغيره عن الصفقات فلازم نبقى واثقين فيكى
قالت آيه :طيب كان ايه لازمة التهديد طيب كان كفايه الشيك دانا ركبى سابت
قال معتز :بصفتك المساعده بتاعى دا هيخليكى مطمع كبير للمنافسين وهتتعرضى لحاجات من دى كتير
وكان لازم نشوف رد فعلك بصراحة فاق كل التوقعات
كان المتوقع انك يا تقبلى يا تقوليلى وتنهى الموضوع
قالت آيه والتهديد انهم هيأزونى لو اتكلمت خفت انك تمضي وخفت اقول والموضوع يكبر فقلت ابوظ العقد علشان يبقى فى فرصه أفكر هعمل ايه
قال الشخص الذى قام بدور العميل وتهديدك ليا عند الاسانسير ليه
قالت له :قلت اخوفك واديك فكره انى مش خايفه
يمكن تبعد عنى وكنت رايحه اعرف إياد بيه على اللى حصل
قال إياد ضاحكا :هددتك رغم أنها اترفدت يا رمزى.
رمزى صديق لمعتز وهو المسؤل عن العلاقات الخارجيه للشركة والممثل لدور العميل
قال رمزى:فاتك ألوان الطيف اللى حصلتلها أما شافت الشيك وبعده التهديد كل مره لون مختلف أحمر لما شافت الشيك والكلام اللى معاه واصفرت اول ما شافت التهديد بصراحه كنت ماسك نفسى بالعافيه
قالت آيه بمرح :مش مسمحاك ابدا انا فى حياتى ما اترعبتش كده
قال باسل :المهم انتى خسرتينى مبلغ محترم
قالت آيه بتعجب :ازاى
قال معتز وقد مل من هذه الحوارات:أظن الموضوع انتهى كله يتفضل على شغله كفايه تضييع وقت
خرج الجميع دون أى كلمه حتى إياد
*******************
مرت الأيام وايه تثبت جدارتها فى العمل بل أبهرت معتز بتدخلها فى قراراته واعطائه نصائح كانت نتائجها موفقه تغيرت طريقته معها عاد لطبعته السابقه وان كان معها فقط فهى لا تشعره بعجزه رغم أنها من يقوم له بكل شئ
فى يوم حدث أن أصيب والدها بأزمه صحيه شديده نقل على أثرها إلى المشفى أخبرت سميره أنها لن تستطيع أن تأتى اليوم
كان ذلك اليوم كالجحيم للجميع وأولهم معتز هو لم يستطع القيام بشئ بمفرده سميره لم تستطع ملء الفراغ الذى تركته ايه حتى وإن كانت تؤدى المطلوب
فقال لسميره :إيه بلغتك اجازتها ازاى
قالت سميره:بالتليفون يا فندم
قال لها:هاتى رقمها فى حاجه مهمه عاوز أعرفها ضرورى
كتبت له الرقم واتصلت بها فأخذ الهاتف وأشار لها بالانصراف وفعلا خرجت
ردت آيه على الهاتف وقالت:الو
مجرد كلمه هدأت بها مشاعره الغاضبه صوتها له سحر المهدئ عليه بل كأنها جرعة سعاده اعطتها له فى كلمه
قال لها:ازيك يا آيه بابا عامل ايه
لم تصدق ازنها لكن نبضات قلبها أقامت الأفراح وابت إلا أن ترقص فرحا لسماع صوته الشجى الرائع
قالت ايه:أهلا يا فندم معقول حضرتك بتكلمنى بنفسك
قال وهو يتمنى لو كانت أمامه يراها بعينه لا بقلبه كما يفعل وهى معه
:دا أقل واجب انى اطمن على والدك انتى غاليه عندنا اوى
نظرت آيه إلى الهاتف ثم وضعته على اذنها مره اخرى
هو حضرتك معتز بيه ولا مين بالظبط
ضحك معتز لسؤالها وقال:مستغربه ليه
قالت آيه بارتباك:أصل حضرتك يعنى .....
ثم صمتت فقال لها :انا ايه كملى
قالت وهى تحاول لملمة شتات نفسها:أصل اول مره اسمعك تتكلم كده
قال لها بوله لم يقصده:يمكن لأنى اتعودت على وجودك معايا اتعودت على صوتك وعلى لماضتك وعلى قهوتك اللى هتجنن من غيرها
لم تكن آيه تتخيل ابدا ولا فى أحلامها أن تسمع منه هذا
فلم تستطع الرد
فقال لها :آيه هتيجى بكره
قالت بحزن : لسه بابا تعبان ومحدش معاه غيرى
اعتدل معتز فى جلسته وقال لها:يعنى ايه ماحدش معاه غيرك انتى فين فى مستشفى ايه
قالت له آيه على اسم المشفى فاستدعى السائق وذهب لها لم تصدق آيه أنها تراه أمامها فى ذلك المشفى الحكومى تقدمت آيه وأخذت يده من السائق وااااه من يده فى يدها مشاعر جمه تكالبت عليها لا تستطيع تحديد كنهها لكن ما غلب عليها هو الأمان شعرت بالأمان وهو معها
طلب معتز من الطبيب أن يجهذ لنقله إلى مشفى آخر
وبالفعل تم نقله فى سيارة إسعاف وكانت آيه تريد مرافقه والدها وقال:لا مش هتركبى الإسعاف هتيجى معايا فى عربيتى
اطاعت ايه أوامره فهى كانت كالمسحوره بذلك الفارس الذى أتى ليقف بجوارها فى أزمتها
ركبت ايه بجواره فى الخلف وقالت له:انا مش عارفه اشكر حضرتك إزاى
قال لها:ترجعى الشغل بسرعه وحشتنى قهوتك
ضحكت وقالت له :اول بابا ما يتحسن هرجع على طول
قال لها:هو مافيش حد غيرك يرافقه
قالت له :انا بنته الوحيده وماما أتت من زمان ومراته فى البيت بتكره المستشفيات فمستحيل أنها ترضى تفضل معاه
قال لها:لو بتحبه لا يمكن تسيبه اكيد دا بيأثر عليه ويزعله
قالت له :بابا طيب اوى بيخاف على زعلها جدا
قال لها:يبقى المفروض أنها تهتم بيه شويه اكتر
مرآة ابوكى فكرتنى بخطيبتى
نظرت له بتعجب وقالت بحزن: انتا خاطب
قال لها: كنت خاطب بس سابتنى بعد الحادثه أصلها ما تقدر تتجوز واحد عاوزها ممرضه مش زوجه هى عاوزه تعيش حياتها
قالت له :كنت بتحبها
قال بألم:كنت وانتهى خلاص
هم كبير كان قد طبق على صدرها لكنه الآن انزاح وعادت خفقات قلبها ترفرف كالعصافير مره أخرى
هاتفها رن لكنها وجدتها غاده فاغلقت عليها فانتبه هو لذلك
فقال لها :ما ردتيش ليه ولا خايفه اسمع المكالمه
ابتسمت وقالت : لا أبدا بس أصلها صاحبتى ودى مش بعرف اوقفها أما تتكلم خففت تتضايق فكنسلت وهابقى اكلمها بعدين
فقال لها وقد اطمئن قلبه :انا مش مستريح لأنك تباتى هنا لوحدك انا هستنى معاكى
شهقت ايه من صدمتها واتسعت عينها لا تصدق ما تسمع وقالت يا خبر يا فندم مايصحش ابدا
قال لها :ما يصحش ليه
قالت بتوتر :اولا حضرتك لازم ترتاح علشان شغلك
ثانيا هو مش قريبك علشان ترافقه
فقال لها :وثالثا إلى هى السبب الحقيقى للرفض
قالت له :كلام الناس
قال لها :انا ما يهمني كلام حد
قالت بغضب :بس انا يهمنى
انا وافقت أن بابا يتنقل هنا على أساس هسدد لحضرتك مصاريف المستشفى اول ما اقبض مرتبى لأن المستشفى اللى كان فيها ما فيهاش رعايه كويسه
لكن دا مش معناه انك تفضل معايا هنا الناس مش هتبصلها أنها انسانيه وشفقه من حضرتك على موظفه عندك
فقال لها باستفزاز ليرى أين ستصل :آمال هيبصولها ازاى
قالت بخجل :أن فى حاجه بينى وبين حضرتك خلتك مش راضى تسيبنى لوحدى
قال لها :أولا انا كده كده مش هعرف انام وانا قلقان عليكى
ثانيا :والدك اه مش قريبى لكن قريبك انتى
ثالثا :الناس عندها حق انا فعلا حاسس أن فى حاجه بينى وبينك
وقف السائق بالسيارة وأنزل معتز وانتظر منها أن تخرج من السياره لكنها لم تخرج
ناداها معتز وقال:آيه أنزلى احنا وصلنا خلاص
كانت آيه فى عالم آخر لا تشعر بما حولها ماذا قال لها معتز أنها حقا فى حلم هل هى نائمه أم ماذا
ظل معتز ينادى حتى انتبهت له وخرجت من السياره
وأخذت يده لكن اختلف الوضع الآن لقد أخذته من مرفقه
لم تمسك بكفه أراد أن يثور على ذلك لكنه شعر بيدها ترتجف فاشفق عليها وسار بجوارها صامت تماما مثلها