رواية ليته ظل اعمي البارت الثاني 2
فصل الثانى
.............
جلست آبه فى غرفتها تستمع لصوت زوجة أبيها المرتفع بقصد توصيل الكلام لها لكنها كعادتها أخذت روايتها وظلت تقرأ فيها لتهرب من واقعها المؤلم
واذا بهاتفها يرن
فقالت آيه :الو اذيك يا غاده
ردت غاده:ازيك يا يويو عملتى ايه قولى بسرعه
احسن مزوغه بالتليفون
ضحكت آيه وقالت:لسه ممنوعه منه تستاهلى حد يحب فى التليفون وهو فى البلكونة الشارع كله سمع
قالت غادة:آمال أحب فين والنبى فى أوضة بابا ولا أوضة الوحوش اخواتى ولا فى الصاله جمب ماما وبعدين يعنى المكالمه اليتيمه بتاعة كل شهر مستخسرينها فيا
آيه وهى تضحك :ماهى لو كانت رسمى كان كل شئ بقى فى النور
قالت غاده بحزن:ماهو جه حتى يقرا فاتحه وابويا اللى قال لا انا ما اربطش بنتى بواحد لسه قدامه سنين
تقوليش العرسان بيتخانقوا على الباب حاجه تغيظ
المهم عملتى إيه
قالت آيه بضحك :يا بنتى انا مبخته من يومى
قالت غاده:تبقى معقده صح
ردت آيه: صح هتعمل فى أمريكا بخمستاشر الف دولار
غاده ردت بزهول:يخرب بيت فقرك الدكر ليه كده هو ما فيش دكاترة هنا فى البلد دى
قالت آيه :فى بس الامكانيات هناك أفضل
سيبك انتى روحتى الكليه النهارده
ردت غاده :اه و دكتور علاء سأل عليكى
(هو استاذهم فى الجامعه فى الخامسه والخمسون يحبه الطلاب كثيرا لقربه منهم وهو يقدر آيه كثيرا لتفوقها ومشاكستها المرحه التى تلطف من كأبة المحاضرات)
قالت لها:بس ما حدش تانى سأل
قالت غاده:لا ماشوفتوش اصلا
قالت ايه:دا حتى ما اتصلش من آخر مره جه زارنى معاكم
قالت غاده:ولا هيتصل يا آيه كبرى دماغك منه
قالت آيه بحزن:كنت فاكره أن لو الدنيا اتخلت عنى هو مش ممكن يسبنى
ردت غاده :الناس بتاخد بالمظاهر يا آيه والمظاهر خداعه وبعد اللى حصلك هتشوفى الناس على حقيقتها
ماتزعليش منى انتى عارفه انى مش هعرف اجاملك واقولك كلام كدب علشان افرحك انا مرايتك زى ما انتى مرايتى
قالت آيه :انا عارفه كل ده وكنت متوقعه كده اول ما شوفت نفسى فى المرايه بس عارفه كده احسن انا مش عاوزه أحس انه معايا بدافع الشفقه
وفجأة سمعت زعيق والخط اتقفل ضحكت ايه كثيرا وقالت:يبقى أمها قفشتها ربنا يستر عليها بقى
أخرجت آيه كتبها وجلست تزاكر ما فاتها
فى الصباح استعدت ايه للذهاب إلى جامعتها بعد أن وضعت لاصقة طبيه تغطى أنفها وحاولت ات تغطى الندب بالبودره لكنه ظل واضحا فابتسمت لنفسها وقالت امرى لله ما فيش فايده أخذت عكازها فلازالت قدمها لم تشفى تماما.
وقفت أمام منزل غاده ونادت عليها فقد كانت تعيش معها فى نفس الشارع بعدها بمنزلين
نزلت لها غاده وقالت:يا جامده بجد انتى أسد
انا كنت فاكراكى مش رايحه إلا على الإمتحانات
ضحكت آيه وقالت : وهفضل مستخبيه لأمتى خلاص دا شكلى الجديد ولازم اتعود على كده
قالت غاده :بس فكره كويسه البتاعه دى مخبيه أثر الجريمه
ضحكت آيه وقالت : احسنلك تسكتى والا شلت الغطا ووريتك اللى عمرك ما شوفتيه
ضحكت غاده وقالت :على إيه الطيب احسن
***************
هى دى آيه؟ جرت عليها أحلام صديقتها أيضا واخذتها بالاحضان وقالت لها :حمد الله على سلامتك يا يويو
نورتى الكليه وحشتينى أوى
(أحلام فتاه عملاقه تعشق الطعام متوسطة الجمال قويه جدا مسكين من وقع تحت يدها حتى أن كان مزاح)
ردت آيه : بالراحة يا أحلام لسه جسمى بيوجعنى انا مش أدك
ضحكت أحلام وقالت:واحشانى يا بت بلاش اعبر عن مشاعرى
قالت غاده:عبرى بس بالراحة يا أحلام فى فرق فى الأحجام
نظرت أحلام بغيظ وقالت:اتلمى على الصبح يا غاده وخلى يومك يعدى احسن اجى احضنك وامنع عنك النفس
ضحكت غاده بخوف وقالت:قلبك ابيض يا لومه انا بهزر معاكى
قالت أحلام وهى تعدل ياقتها الوهميه:ايوه كده ناس تخاف ما تختشيش
قالت آيه وهى تضحك منهما :انا رايحه للدكتور علاء حد هيجى معايا
قالت أحلام :انا جايه معاكى اخد الشيت لسه ما اخدتوش
أما غاده فقالت :انا هستناكم هنا هنقل محاضره من البت ابتسام
ذهبت آيه ومعها أحلام إلى مكتب الدكتور علاء واستاذنتا للدخول
قالت آيه :صباح الخير يا دكتور
قال علاء وهو يبتسم :أهلا أهلا ازيك يا آيه عامله ايه يا بنتى
قالت له بإمتنان :الحمد لله يا دكتور شكرا لسؤال حضرتك عليا غاده كانت بتوصلى سلامك
قال علاء:الكليه كانت وحشه من غيرك كانت المحاضرات دمها تقيل وانتى مش موجوده
قالت أحلام :اه والله فعلا انا كنت بفكر أأجل السنه دى لو هى أجلت بس طلعت جدعه وجت
قال علاء:هى دى آيه اللى انا أعرفها ما بتستسلمش بسهوله وضحكتها دايما منوره وشها حتى مع اللاذقه دى
قالت آيه وقد أحمر وجهها خجلا:شكرا على زوقك يا دكتور رأى حضرتك شرف أعتز بيه
قال علاء:لو احتجتى اى حاجه تعالى فى أى وقت
قالت له:دا عشمنا فى حضرتك يا دكتور عن إذن حضرتك
خرجت آيه وتبعتها أحلام لكن ايه وقفت فجأه وهى تنظر تجاه أحمد صديقها المقرب لقلبها وهو جالس مع ليلى ويتحدثا معا
قالت أحلام :الندل تحبى اروح اربيه
ضحكت آيه وقالت:قلبك ابيض ليه عملك ايه
قالت أحلام بحزن:زعلك يا احن قلب فى الدنيا دى كلها
دمعت عين آيه لقول صديقتها لكنها ابتسمت وقالت:لو كانوا كل الناس فى طيبتك ورقتك دى كانت الدنيا بقت جميله اوى
ضحكت أحلام بصوتها الأجش:رقتى والنبى يا آيه انا رقيقه
قالت آيه وهى تضحك على ضحكة أحلام :ايوه ورقيقه جدا كمان الرقه مش معناها الدلع فى الكلام بصوت هادى وكلام حلو لا الرقه فى طبع القلب وحنيته فى حرصه على شعور اللى حواليه
هى دى بالنسبالى منتهى الرقه
إقتربت أحلام لتحتضنها فرفعت ايه يدها وقالت:ابوس ايدك عضمى متلصم
ضحكت أحلام وقالت:ما تخافيش هحضنك برقه
انتبه أحمد على تلك الضحكات فنظر اتجاه الصوت ورأها اختلجت ضربات قلبه وهو يسير باتجاهها
وقف أمامها وقال :حمد الله على سلامتك يا يويو
قالت آيه وهى لا زالت تبتسم :ازيك يا أحمد عامل ايه
قال أحمد وكان يظنها ستعاتبه على عدم سؤاله عنها لكنها صدمته :آيه انا كنت عاوز أتكلم معاكى فى موضوع مهم
قالت آيه بعدم إهتمام :بعدين يا أحمد احسن أتاخرت على غاده اوى وعندنا محاضره مش هتحضرها ولا إيه
وتركته وانصرفت قبل أن يرد عليها
قالت أحلام :أحبك وانتى كده
قالت آيه :اى خدمه يالا بسرعه قبل دكتور عبدالناصر ما يدخل احسن يطردنا
مرت الأيام على خير وبدأت الإمتحانات وكانت كلما جاء أحمد عندها وحاول أن يتحدث معها تهرب منه بأى سبب إلا أنه جاءها يوم وكانت بمفردها وجلس معها
وقال لها:انتى بتهربى منى ليه
قالت له آيه :علشان ما اسببلكش حرج يا أحمد
قال احمد:غصب عنى يا آيه انتى عارفه أنا بحبك أد إيه
بس اللى حصل صعبها أوى اكتر من الأول
كنت بقول هقدر أقنع ماما بيكى رغم الفرق الاجتماعى بينا لكن بعد اللى حصلك بقى صعب انى اقنعها توافق
قالت آيه وهى تشعر بالقهر:لا يا أحمد ما تزعلش مامتك وهات واحده مناسبه ليك بلاش فضايح يا اخى
وبعدين احنا اللى بينا صداقه انا قولتلك فى يوم انى بحبك
قال لها :لا بس ما رفضتيش حبى أما اعترفتلك بيه
قالت له:كنت بحاول صدقنى عموما احنا زملا عن اذنك عندى امتحان دلوقتى
أنتهت الإمتحانات واتفق الجميع على الذهاب إلى السينما احتفالا بآخر يوم لهم معا
وفعلا قضوا يوم رائع جدا واتفقوا على أن تظل علاقتهم متصله مهما ابتعدت المسافات