اخر الروايات

رواية دمية في يد غجري البارت التاسع 9 بقلم سمسم

رواية دمية في يد غجري البارت التاسع 9 بقلم سمسم

البارت التاسع
اذعنت لطلبه ورفعت رأسها نظرت اليه بإمعان تتأمل ملامحه فالأن ليس حراما ان تنظر اليه كما تريد فهو اصبح زوجها وهى زوجته
وتين:"انت عايزنى ابصلك ليه"
ثائر:"علشان فى حاجة عايز اقولهالك"
وتين بقلق:"حاجة ايه دى"
ثائر:"الفلوس اللى المفروض تبقى مهرك"
وتين:"مهرى"
ثائر:"ايوة انتى ناسية ان لازم ادفعلك مهر"
وتين:" لاء شكرا انا مش عايزة حاجة"
ثائر:" لاء يا وتين ده حقك وعلى العموم انا فتحتلك بيه حساب فى البنك باسمك وتقدرى تتصرفى فى الحساب براحتك"
وتين:" انت ليه عملت كده "
ثائر:"علشان زى ما قولتلك ده حقك يا وتين"
وتين:"بس انت  كده كلفت نفسك كتير فستان وشبكة ومهر وفرح"
ثائر:"ولا يهمك المهم انك انتى هترتاحى من الناس اللى انتى عايشة معاهم دول اللى برضه مش قادر استوعب انتى كنتى مستحملاهم ازاى بعاميلهم دى"
وتين:" كنت مضطرة استحمل كنت هروح فين بعد اهلى ما راحوا مكنش فى قدامى حل غير ان اسمع واسكت مليش حق ان اعترض لازم اقول حاضر ونعم وبس"
شعر بلهجة المرارة فى صوتها فاذا لم يخونه تفكيره الآن فربما بسبب انفعالها ستبكى ولكنه لايريد ان يرى دموعها حاول الهائها حتى لا تنفعل فابتسم لها ابتسامة خفيفة ولكنه لايعلم انه بسبب تلك الابتسامة سرت رجفة فى أوصالها فلو كان متعمدا ان يفعل بها ذلك ما صارت الى ماصارت اليه
ثائر:" خلاص اهدى يا وتين اعتبرى اللى فات من حياتك ده صفحة واتقفلت فكرى بس فى مستقبلك وايامك اللى جاية"
دار فى ذهنها عدة اسئلة تطرحها على  عقلها كيف ستكون أيامها القادمة؟ ربما ستكون تلك الايام اكثر جحيما من ايامها السابقة و لكن ليس بسبب انه سيسئ معاملتها او انه سيتعامل معها مثلما كان يتعامل معها اقاربها ولكن بسبب وجودها معه تحت سقف بيت واحد تراه ولا تستطيع الاقتراب منه يقذفها حنينها وشوقها اليه ولكن لن تظهر ذلك .تراه يتحدث يبتسم لتلك المرأة الاخرى او ربما تسمعه ينادى خطيبته بتلك الكلمة التى تدفع عمرها ثمنا وتسمعها منه وهى كلمة ( حبيبتى)
جلس "أسامة"و"هيام "و"عايدة "و"سمير" على إحدى الطاولات ف"هيام" تكاد تموت غيظا وقهرا مما تراه الآن امام عينيها فهى ترى "وتين" تلك الفتاة تفوز برجل مثل هذا وليس هى
هيام بهمس وغيظ:"اااااه كل ده يبقى من نصيبك يا" وتين" وانا اللى فاكرة نفسى اخدت واحد مفيش منه دايما تطلعى فايزة فى كل حاجة ليه ليه نفسى اعرف فيكى ايه زيادة عنى"
أسامة:"انتى بتكلمى نفسك يا "هيام"ولا ايه"
هيام:"لا ابدا وهكلم نفسى ليه الا قولى فى فرحنا هتعملى الفرح فى فندق زى ده"
أسامة:"وانا اجيب تمنه منين حد قالك ان انا بشتغل حرامى"
هيام:"يعنى هو جوز "وتين" حرامى ما هو عاملها الفرح هنا"
أسامة:"هو قادر اما انا مقدرش على مصاريف فرح زى ده"
عايدة:"مالكم  فى ايه انتوا هتتخانقوا ولا ايه"
أسامة:"لا هنتخانق ولا حاجة بس فهمى بنتك ان كل واحد وعلى مقدرته"
سمير:"تعالوا نباركلهم احنا مقولناش ليهم مبروك"
عايدة:"مش هبارك لحد انا ريح دماغك "
هيام:"ولا انا قايمة من مكانى رجلى بتوجعنى ودماغى مصدعة"
اقتربت" مريم "من "ثائر" و"وتين" بابتسامة جميلة فابتسمت لها "وتين" بدورها
مريم:" الف مبروك"
وتين...الله يبارك فيكى عقبالك ان شاء الله يا مريم"
ثائر:" عقبال عندك يا حبيبة قلبى"
مريم:"تسلمولى يارب انا فرحانة اوى يا عمو النهاردة بجد"
ثائر بابتسامة:"ان شا الله دايما تكونى مبسوطة وسعيدة وفرحانة يا حبيبتى"
اقتربت" مريم" من" ثائر" وهمست فى اذنه
مريم:"عمو احنا هنقول ايه لدادة "حسنية" و"وتين" راجعة معانا بفستان فرح واحنا مقولناش ليها على حاجة
ثائر:"انا حجزت اوضة هنا "وتين" تغيير هدومها وتيجى معانا وهنقولها انها هتيجى تعيش معانا علشان تسليكى"
مريم:"وهى دادة هتقتنع بالكلام ده"
ثائر:"انتى عارفة انها مبتدخلش فى حاجة وانا هقولها ان انا طلبت من "وتين" تقعد معانا علشان تشجعك ترجعى دراستك وكليتك"
مريم:"تصدق انا نفسى يكون ده فرحك بجد والله يا عمو"
ثائر باستغراب:"اشمعنا يعنى يا مريم"
مريم:"اصل حبيت "وتين" وياريت تفضل معانا على طول متزعلش منى يعنى هى احسن من سيلا"
ابتسم "ثائر" على كلام "مريم" فهو يعلم انه لا يوجد توافق بين "مريم" و"سيلا"
رمزى:"بتنموا على ايه كده من غيرى"
ثائر:"ولا حاجة انت بتطلع منين نفسى اعرف"
رمزى:"من اى حتة يا حبيبى"
ثائر:"زى العفريت يعنى"
رمزى:" مش هرد عليك عقبال عندك يا مريم"
مريم:"شكرا وعقبال عندك انت كمان يا رمزى"
رمزى بهمس:"ماهو لما عمك يفرج عنى"
ثائر:"بتقول ايه يا رمزى"
رمزى:"ولا حاجة بدعى لنفسى فيها حاجة دى"
تم تشغيل اغنية رومانسية لرقصة العروسين اخذ" ثائر" "وتين"من يدها تم تشغيل الاضاءة الخافتة
موسيقى حالمة ذراعيين قويتين يطوقان خصرها النحيل أنفاس الحبيب تداعب وجهها أوه يمكنها الالتصاق به على هذا النحو إلى الابد كان قلبها يناشده ان لا يتركها ابدا
وتين فى سرها:"متسبنيش ابدا يا حبيبى"
وكأنه استجاب الى نداء قلبها فظل يضغط بذراعيه حولها ولا يعلم لماذا اصبح عقله يلح عليه بأن يحتفظ بها بين أحضانه ولا يتركها تبتعد عنه ظل يمطرها بتلك الابتسامات الجذابة بدون وعى منه هو الآخر حتى شعرت ان قدميها غير قادرة على حملها ما الذى فعلته بنفسها؟ لماذا وافقت على الزواج منه ؟فهى بذلك كمن سيعيش فى جحيم من الغيرة واللوعة والاشتياق
افاقت من حالة العشق المسيطرة عليها عندما انتهت الاغنية واضاءت الأنوار كانت كالطائر الذى يحلق فى سماء عالية ثم انكسر جناحيه وعاد الى الارض يطوى تلك الاجنحة المنكسرة بفؤاد يقطر حزناً والماً
اوشكت حفلة الزفاف على الانتهاء اقترب سمير وعائلته من" وتين"
سمير:"مبروك يا عروسة"
وتين:"الله يبارك فيك يا سمير عقبال عندك"
عايدة بحقد:"ياريت بس مش يومين كده وترجعيلنا تانى يا وتين"
ثائر باستفزاز:"مين قال لحضرتك كده هى لو "وتين" دخلت بيتى هتخرج تانى منه ده هيحصل فى حالة واحدة بس على جثتى"
وتين بخوف:"بعد الشر عليك"
ثائر:"تسلميلى يا وتين"
اقترب" أسامة" من "ثائر" يبتسم بسخرية ثم همس له بعدة بكلمات
أسامة:'متتغرش فيها اوى كده انت لسه متعرفهاش انت مش اول واحد هى تعرفه يعنى"
سمع "ثائر" ذلك غلى الدم فى عروقه فهو لن يسمح لاحد بأن يتحدث عنها بكلمة لا تعجبه
همس "ثائر" فى أذن اسامة بذلك الفحيح الذى يحمل فى طياته تهديدا تصريحا
ثائر:"مش عايز اسمع منك كلمة عنها متعجبنيش انت فاهم والا همسح بكرامتك بلاط القاعة دى وهخليك فرجة للناس ماشى هى دلوقتى مراتى فاهم يعنى ايه مراتى واى كلمة تمسها ولا تمس كرامتها او شرفها تبقى تقول على نفسك يا رحمن يا رحيم ويلا بقى علشان انا مش فاضيلك عايز اروح لمراتى"
قال ذلك وابتعد عنه جعله واقفاً يتحسر فى نفسه على ضياعها من يده ولكن حاول اقناع نفسه ان زوجها رجل مخدوع وهى فتاة لعوب
انتهى الزفاف صعدت "وتين"مع "مريم "الى الغرفة التى حجزها "ثائر" من أجلها لتقوم بتغيير ملابسها قبل الذهاب معهم الى الشقة
قامت بخلع فستانها وتذكرت ان ليس لديها ما ترتديه
وتين:"مريم انا مش معايا حاجة البسها "
مريم بابتسامة:"فى عندك فستان علشان تلبسيه هتلاقيه عندك على الكرسى جمب السرير"
نظرت "وتين" حولها وجدت الفستان كان بلون فيروزى جميل ومعه الحجاب الخاص به قامت بارتداءه ثم خرجت
مريم:"جميل اوى الفستان عليكى يا وتين"
وتين:"بجد يا مريم"
مريم:"ايوة طبعا وعلى فكرة عمو  هو اللى اختارهولك"
وتين باستغراب:"عمك هو اللى اختاره"
مريم:"ايوة عمو ذوقه جميل جدا"
وتين بتساؤل:"ليه هو اللى بيختار لخطيبته فساتينها"
مريم:"سيلا مش محتاجة حد يختارلهاحاجة"
وتين:"ليه بتقولى كده"
مريم:"علشان "سيلا "شخصيتها قويه جدا فمبتحبش حد يدخل فى اختيارتها"
وتين:"بس ده مش اى حد ده خطيبها وهيبقى جوزها"
عند نطقها هذا الكلام شعرت بغصة فى حلقها وكأنها على وشك البكاء فتمالكت نفسها يجب ان لا يعرف احد بأنها تحبه وأصبحت تغار من فكرة انه له خطيبة أخرى
مريم:"انا الصراحة بتخيل لو عمو اتجوز "سيلا" هتبقى حياتهم عاملة ازاى مش متخيلاهم مع بعض خالص"
وتين:"ازاى يعنى يا "مريم" وليه بتقولى كده"
مريم:"عمو "ثائر "شخصيته قوية جدا بحكم العرق الغجرى اللى فيه و"سيلا" برضه شخصيتها قوية فالاتنين مع بعض لو حصل بينهم مشكلة مش بعيد يموتوا بعض"
وتين باستغراب:" هو عمك فيه عرق غجرى"
مريم:'ايوة علشان كده ساعة الجد بيبقى عصبى موووووت يتخاف منه بيبقى رهيب"
وتين بهزار:"كويس انك قولتيلى علشان معصبهوش احسن يضربنى ولا حاجة"
مريم:" ههههههه متخافيش هو مبيضربش ستات ولا بنات"
وتين:"طمنتينى يا مريم"
مريم:"يلا علشان ننزل و منتاخرش عليهم وكمان دادة زمانها مستغربة احنا اتأخرنا ليه برا كل ده"
وتين:"هى متعرفش ان انا وعمك اتجوزنا"
مريم:"لاء متعرفش واحنا هنقولها انك هتعيشى معانا علشان انا اتعلقت بيكى فعمو طلب منك انك تيجى تعيشى معانا علشانى"
وتين:"على فكرة انا حبيبتك اوى يا مريم"
مريم:"وانا والله يا "وتين" ومصدقت ان لقيت حد احبه وارتاحله كده بعد ما كانت حالتى النفسية وحشة"
وتين:"وانا كمان مصدقت ان سيبت البيت اللى كنت عايشة فيه"
مريم:"بجد انا مش عارفة انتى كنتى عايشة مع الناس دى ازاى دول مفيش ذوق ولا احترام وبيحدفوا دبش"
وتين:"انا عشت معاهم ايام صعبة غير الضرب والاهانة"
مريم:" متخافيش دلوقتى اللى هيقرب منك عمو هيشرحه ويعمله كباب حلة ههههه"
ابتسمت وتين على كلامها فالان اصبح هو حقا فارسها و حارسها وحاميها
خرجوا من الغرفة كان "ثائر "و"رمزى" بانتظارهم خارج الفندق رأها تخرج مع ابنة أخيه ترتدى ذلك الفستان الذى اختاره لها فكانت كتحفة حية جميلة بعد ان كانت فاقدة الحياة ولكن لماذا يشعر بتراقص دقات قلبه مع صوت خطواتها القادمة بتجاهه فمنذ متى وهو يشعر بتلك الاحاسيس والمشاعر فهو فى حياته بأسرها لم تخترق انثى تلك الحصون والدفاعات القوية التى تغلف قلبه فلابد انه واهم او هناك شئ بها يجعله يشعر هكذا ربما بسبب تلك البراءة التى تنضح بها عيناها فيالها من عينان فهوكأنه اول مرة يلاحظ رماديتها الجميلة اقتربت منه بابتسامة
ثائر:"اتأخرتوا ليه كده"
مريم:"كنا بنرغى شوية ياعمو"
رمزى:"يعنى ترغوا وتسيبونا واقفين كده لما رجلينا وجعتنا"
مريم:"سورى  معلش يا رمزى"
رمزى:"يا نهار ابيض انتى بتقوليلى سورى يا "رمزى" هو انا اسمى حلو كده"
ثائر:" هااااا انت يا عم المتخلف صحصح معايا كده"
رمزى:"ثائر هو انت ايه اللى جابك هنا"
ضحكوا جميعا على كلام "رمزى" فهو عندما يرى "مريم" او يسمعها تتحدث ينسى ما حوله
ثائر:'يلا ياض خلينا نمشى"
رمزى:"يلا يا عريس"
ركب" ثائر "سيارته ومعه "مريم" و"وتين" وتبعه" رمزى" بسيارته وصلوا الى الشقة دخلوا جميعا استغربت "حسنية" من وجود "وتين" معهم
حسنية:"مريم هى "وتين" بتعمل معاكم ايه هنا"
مريم:"وتين هتعيش معانا يا دادة"
حسنية:"هتعيش معاكم ازاى يعنى"
مريم:"لما عمو لقانى اتعلقت بيها طلب منها تيجى تعيش معانا وهى ملهاش حد فوافقت"
حسنية:"هى باين عليها طيبة وغلبانة"
مريم:"علشان كده حبيتها وكمان طلعت فى نفس كليتى وهتروح معايا الكلية وانتى عارفة مليش أصحاب فهى هتبقى صاحبتى"
حسنية بابتسامة:'ماشى يا حبيبتى اهم حاجة انك تبقى كويسة"
مريم:"ان شاء الله طالما وتين معايا هبقى كويسة"
"وتين" تعالى معايا اوضتى علشان ترتاحى"
وتين:"ماشى عن اذنكم وتصبحوا على خير"
ثائر:"وانتى من أهله"
دخلت غرفة" مريم" لتنال قسط من الراحة فاليوم بالرغم من أنه كان مجرد تمثيلية الا انها كانت سعيدة جدا
رمزى:"احنا هنرجع القاهرة امتى"
ثائر:"كمان يومين عايزك تحول ورق الكلية بتاعة" وتين" علشان تروح الكلية مع مريم"
رمزى:"ماشى يا عم بس تصدق النهاردة كان شكلك حلو وانت عامل عريس يا ثائر"
ثائر بابتسامة:"انفع يعنى عريس"
رمزى:"اعتبرها بروفة على فرحك بس تصدق هناك فرق بين" وتين" وسيلا"
ثائر:"ايه الفرق يعنى كلهم بنات حوا"
رمزى:"بس مش نفس الشخصية ولا نفس التعامل ولا نفس الاسلوب ولا فى اى تشابه بنهم هم الاتنين غير زى انت ما بتقول بنات حوا"
ثائر:'ازاى يعنى مش فاهم قصدك ايه"
رمزى:"انت بقى اللى هتقولى ازاى"
ثائر...مش فاهم قصدك ايه ومالك بتتكلم بالالغاز ليه كده النهاردة"
رمزى:"قصدى انك انت لما تعرف "وتين" كويس هتعرف الفرق بينهم
ثائر:" انت شكلك عايز تنام علشان ابتديت تخرف قوم نام"
رمزى:" اخرف! ماشى يا سيدى بس قولى يا ثائر انت عملت العقد ده ليه بينك وبين وتين"
ثائر:" علشان متقدرش تسيب البيت قبل ما مريم تتخرج من الكلية"
رمزى:" انت مش شايف انك كده انانى وعايز مصلحتك وبس وانا مش متعود عليك كده"
ثائر:" ايه الانانية فى كده اولا انا حبيت اساعدها واساعد بنت اخويا"
رمزى:" بس مش بعقد تقيد بيه حرية بنى ادمة بس انا برضه حاسس ان مش هو ده السبب الوحيد"
ثائر:" قوم نام ياض انت وجعت دماغى يلا تصبح على خير"
رمزى:" وانت من اهله ومسيرك يا "ثائر"هتقرلى بكل حاجة"
ثائر:" قوم نام يا رمزى بلاش كلام فاضى"
دخل "رمزى" الغرفة الخاصة بالضيوف وذهب" ثائر" الى غرفته ظل يفكر على ماذا يلمح رمزى؟ وماذا يقصد بكلامه؟
***
استيقظت "وتين" عند الفجر فهذه عادتها ولكنها تذكرت انها تركت هذا المنزل وهى الان فى شقة خاصة بزوجها قامت توضأت ف"مريم" كانت اعطتها ملابس لترتديها اثناء نومها ووجدت ايضا اسدال خاصة بالصلاة ارتدته وادت فرضها وخرجت الى خارج الغرفة كان الجميع نائمون كانت تشعر بجوع شديد فهى لم تأكل شئ ليلة البارحة ففكرت ان تذهب الى المطبخ لتجد شئ لتأكله اثناء وجودها فى المطبخ كان "ثائر" مستيقظا للتو من نومه ولكن اثار النوم مازالت عالقة بجفونه ذهب هو ايضا الى المطبخ لجلب بعض الماء ثم يعود ليؤدى صلاته وجد فتاة ظنها ابنة اخية وخاصة انها ترتدى اسدال الصلاة الخاص بها لم تشعر" وتين" بوقع اقدامه لانه كان حافيا واغطية الارضية تكتم صوت خطواته اقترب "ثائر" منها طبع قبلة على وجنتها
ثائر:"صباح الخير يا حبيبتى ايه اللى مصحيكى بدرى كده كنتى بتصلى"
اتسعت عيون "وتين "على آخرها هل قبلها على وجنتها الآن كيف حدث ذلك التفتت له لم يصدق نفسه فهو كان يظنها "مريم"
ثائر بصدمة:"ووتين هو انتى ازاى قصدى بتعملى ايه"
وتين بتلعثم:"انا انا"
ثائر:"انا افتكرتك "مريم" وخصوصا بالاسدال ده"
وتين بخجل:"اصل كنت بصلى وحسيت ان انا جعانة فجيت المطبخ"
ثائر باحراج:"سورى على اللى حصل عن اذنك"
قال ذلك وخرج من المطبخ متجه إلى غرفته فهو لايصدق ما فعل للتو ؟ هل قبل فتاة غريبة .غريبة! ولكنها زوجته فما حدث لم يكن جريمة
ثائر باستغراب:" ايه ده ايه اللى انا بفكر فيه ده"
وضعت يدها تتحسس مكان قبلته على وجنتها فياله من إحساس غريب ان تشعر هكذا من مجرد قبلة اهداها لها عن طريق الخطأ عادت الى الغرفة ثانية وهى لا تصدق ماحدث الآن فهو قبلها على وجنتها فكل هذا من مجرد قبلة بريئة فماذا سيحدث لها اذا قبلها قبلة عاشق ؟ فربما ستصاب" وتين" بنوبة قلبية حادة
وتين:"لاء كده كتير اوى ومش هينفع كده انا ايه اللى عملته فى نفسى ده ياريتنى ما وافقت اتجوزه دا انا كده هبقى زى اللى عايشة فى جهنم"
مريم بنعاس:"انتى بتكلمى نفسك يا وتين"
وتين:"ها انتى سمعتى حاجة يا مريم"
مريم:"سامعة صوت بس مش فاهمة انتى بتقولى ايه"
وتين:"ولا حاجة مبقولش حاجة يا مريم"
مريم:"مش هتيجى تكملى نومك"
وتين:" لاءجاية اهو"
تمددت "وتين "بجانب "مريم "وهى تحاول اغلاق عيناها بالقوة حتى تكف عن التفكير فيما حدث منذ قليل
***
استيقظت "هيام "من نومها ذهبت الى غرفة وتين فتحت الباب هتفت بصوتها العالى كعادتها
هيام:"هو انتى لسه نايمة كل ده يا برنسيسة"
عايدة:"سلامة عقلك "وتين" مين اللى بتنادى عليها "وتين" خلاص مشيت من هنا"
هيام:"اه صحيح انا نسيت انها اتجوزت "
عايدة:"طب يلا اتحركى وحضرى الفطار لنا يلا"
هيام باستنكار:"نعم انا اللى احضر الفطار "
عايدة:"اه انتى امال انا يلا اتلحلحى بقى زمان اخوكى قايم وعايز يروح شغله"
ذهبت "هيام 'الى المطبخ وهى تضرب الأرض بقدميها فهى لم تتخيل ان تذهب الى المطبخ وتقوم بعمل الاكل وجلى الاوانى وكل الاعباء التى كانت تفعلها "وتين" فهى لا تفقه شئ بخصوص هذه الأمور
اجتمعوا على السفرة نظر "سمير "باستغراب لذلك الطعام الذى وضع على السفرة
سمير:" استغفر الله العظيم ايه القرف ده فين الفطار"
هيام:"ليه مش عاجبك الاكل يا سمير"
سمير:"وانتى بتسمى ده اكل يا "هيام" دا الفراخ تقرف تاكله مش البنى ادمين بس"
عايدة:'الله ايه ده بجد يا "هيام" انتى للدرجة دى ابيض يا ورد فى المطبخ"
سمير:"طب انتى تتجوزى كده ازاى"
هيام:"هو يجبلى خدامة تخدمنى طبعا"
سمير:"لا ياشيخة هو "اسامة" هيعمل كده"
عايدة:"يلا علشان تشمتى حماتك فيكى"
هيام:'ياسلام ما "وتين" زمان عندها اللى هيخدموها اشمعنا انا يعنى"
عايدة:"طب هى وجوزها قادر على انه يجبلها اللى هيخدموها"
هيام بغل:"اه بنت المحظوظة"
سمير:"انتى لازم تتعلمى ازاى تطبخى وتعملى اكل مضحكيش الناس عليكى"
عايدة:"اخوكى عنده حق وانا هعلمك كل حاجة عن الطبيخ وشغل البيت"
شعرت' هيام" ان ايام دلالها قد ولت وحان ايام شقاءها حسب وجهة نظرها
هيام بهمس :"يعنى اللى كلته وز وز هيطلع عليا بط بط"
***
عندما تكون بحضرته تشعر بأنها تريد الفرار فهو لا يبدو عليه انه متأثرا بما حدث بخلافها هى التى لم تكف عن التفكير فيه
رمزى:"عايزين نخرج نتفسح فسحة حلوة كده قبل ما نرجع القاهرة"
مريم بحماس:" اه ياريت والله يا رمزى"
ثائر:"خلاص ماشى مفيش مشكلة شوفوا عايزين تروحوا فين ونروح"
وتين:"بس ممكن اروح اجيب حاجاتى من البيت"
ثائر..ماشى وانا هاجى معاكى يلا بينا يا مريم ولما نرجع نبقى نخرج يارمزى"
مريم:"حاضر يا عمو"
رمزى:"ماشى وانا هستناكم هنا على ما ترجعوا"
ذهب "ثائر "و"وتين" و"مريم" لجلب اغراض" وتين" انتظرها "ثائر" و"مريم" فى السيارة قامت برن جرس الباب فتحت" هيام" الباب باستغراب
هيام:'انتى ! جاية ليه هنا تانى معقول لحد زهق منك بسرعة كده دا انتى لسه متجوزة اول امبارح"
وتين:"انا جاية اخد حاجاتى اللى هنا يا هيام وهمشى على طول"
عايدة:"وماله احسن برضه احنا مش عايزين حاجة من ريحتك"
لم ترد "وتين"على كلامها ذهبت الى الغرفة قامت بلم اغراضها استغرقت وقت طويل استبد القلق ب"ثائر" فربما فعلوا بها شئ
ثائر:"مريم انا هشوف وتين اتأخرت ليه ماشى"
مريم:"ماشى وانا هستناكم هنا فى العربية"
فى هذا الوقت كانت "وتين' على وشك الانتهاء عندما دخلت" هيام" فهى تريد ان تضايقها بأى طريقة كانت
هيام:'مقولتليش بقى جوزك الحلو ده حلو برضه معاكى ولا ايه"
وتين:"انتى قصدك ايه بتلميحاتك الغريبة دى"
هيام:'اصله باين عليه عايز واحدة بمواصفات خاصة علشان تبقى مراته وتناسبه"
وتين بانفعال:"انتى قليلة الادب وسافلة"
هيام بغيظ :"انا قليلة الادب وسافلة يا بتاعة انتى"
اقتربت "هيام" منها وجذبتها من حجابها بكل حقد وغل شعرت "وتين" بالالم لانها جذبت شعرها ايضا مع الحجاب حاولت وتين تخليص نفسها من بين يديها الا انها ابت ان تتركها فهى تقبض على حجابها بقوة
فى ذلك الوقت كان "ثائر" على الباب بعد ان قامت" عايدة" بفتح الباب له سمع صوت زوجته المتألم دخل بدون ان يستأذن الى حيث مصدر الصوت وجد تلك الفتاة تحاول ضرب زوجته
ثائر بغضب:'انتى بتعملى فيها ايه"
نزلت دموعها بقوة من شدة الألم الذى تشعر به عندما رأته ارتمت فى أحضانه غير واعية لما فعلت قام بامساكها من كتفيها صارخا بوجهها بانفعال
ثائر:"انتى ازاى تسيبيها تعمل فيكى كده ها انطقى"
وتين بدموع:'هى دايما كده"
ثائر ببرود:"خدى حقك منها"
وتين :" انت بتقول ايه"
ثائر:'بقولك خدى حقك منها يا وتين اضربيها زى ما ضربتك"
وتين بدموع:"مش هقدر اعمل كده انا متعودتش اعمل كده"
ثائر بغضب شديد:"بقولك خدى حقك منها اسمعى الكلام يا وتين"
وتين بانهيار:"بقولك مش هقدر مش هقدر"
عايدة:" فى ايه يا استاذ انت انت داخل تتهجم علينا فى بيتنا ولا ايه"
ثائر:" صدقينى لولا ان انا مش بمد ايدى على واحدة كان زمانك دلوقتى الدكاترة محتارين يجبسوا ايه او يخيطوا ايه فى بنتك"
هيام باستفزاز:" لاء خوفتنى يا ..ثائر"
ثائر بقرف:" اول مرة اكره اسمع اسمى من حد"
وتين:" يلا بينا نمشى من هنا لأن انا مش هقدر اردلها اللى عملته فيا"
ثائر:"مش هتقدرى ماشى يا "وتين" هاتى حاجتك ويلا بينا وحسابى معاكى بعدين يا" وتين" انا هخليكى تبطلى الجبن والضعف اللى فيكى ده"
لم تفهم مقصده من هذا الكلام ولكنها تعلم انه فى حالات غضبه يصبح اسم على مسمى ثائرا غير مهتم بأى شئ
نزلوا الى السيارة ذهبوا الى الشقة سحبها من يدها دخل الى الشرفة نظر اليها بغضب مكبوت
ثائر:"انتى ليه مسمعتيش كلامى يا وتين"
وتين:"اسمع كلامك فى ايه فى ان انا اضربها"
ثائر:' هى مش ضربتك يبقى لازم تنضرب هى كمان"
وتين:"انا متعلمتش ارد الاساءة بالاساءة"
ثائر:" عارفة ليه علشان انتى جبانة ومعندكيش شخصية"
وتين بانفعال:'ايه اللى انت بتقوله ليا ده"
ثائر:"بقولك حقيقتك اللى انتى مش عايزة تعترفى بيها"
وتين:" بس كفاية بقى اسكت"
ثائر:"اسكت! الظاهر فى حاجات لازم تتعلميها يا" وتين" وانا اللى هعلمهالك ومن هنا وجاى لازم تسمعى كلامى من غير نقاش"
وتين:'وانا مش لعبة فى ايدك"
ثائر باستفزاز:"لاء هتبقى انتى لعبتى يا وتين لعبتى اللى هحركها بايدى واللى مصيرها هيبقى فى ايدى برضه"
اسمعها مايريد تركها وخرج فكرت ماذا يريد ان يفعل بها ولماذا يفعل ذلك ؟ وماذا يقصد بأنها ستصبح لعبته ؟
قضوا وقتا لطيفا فى تلك النزهة التى اقترحها "رمزى" ففكرت كم يكون وسيما وجذابا عندما يكون هادئا ولكن لشدة دهشتها انها وجدته أكثر جاذبية عندما يكون غاضبا وثائراً هل بسبب ضعف شخصيتها تجد تعويض فى شخصيته القوية التى تبدو مسيطرة على كل شيء فهو عندما يغضب لاتريد سوى شئ واحد ان تقترب منه كالفراشة التى تتلذذ بحرق اجنحتها باللهب
استعدوا جميعا للعودة الى القاهرة فهى كمن تخطو خطواتها نحو المجهول الجميل ذلك المجهول الذى لا تعرف فيه سوى تلك الفتاة الجالسة بجوارها و ذلك الرجل الذى اصبح يسمى زوجها والذى لا يجب ان يعرف احد انها زوجته غفت فى الطريق اخذتها أحلامها اليه تخيلت نفسها حبيبته ومالكة قلبه فكم شعرت بالسعادة من ذلك الحلم الذى ينسجه خيالها لدرجة انها ارتسمت ابتسامة صافية على شفتيها كان يراقبها من المرآة متعجباً على ماذا تبتسم تلك الفتاة وهى نائمة؟
وصلوا الى المنزل اوقف السيارة كانت" مريم "قد غفت هى ايضا فنادى علي "وتين" يريدها ان تستيقظ من تلك الغيبوبة الملائكية فنادى بصوت منخفض حتى لا يفزعها من نومها
ثائر بصوت منخفض:"وتين وتين فوقى احنا وصلنا البيت"
ولكنها كانت ما تزال تحت تأثير ذلك الحلم فهى تسمع صوته كأنها يناديها فى حلمها
ثائر:"وتين يلا اصحى بقى وصلنا"
وتين بنوم:"حبيبى انت جيت"
ثائر بابتسامة:ايوة جيت يلا بينا بقى"
وتين:"انت مش هتسيبنى مش كده هتفضل معايا صح"
ثائر:"لاء مش هسيبك انزلى بقى يلا بينا تعبتينى يا وتين"
فاقت وتين من نومها اعتدلت بفزع فماذا قالت؟او ماذا فعلت وهى نائمة؟ نظرت اليه بعيون متسعة
وتين:"هو انا قولت ايه وانا نايمة"
ثائر:"ولا حاجة الظاهر كنتى بتحلمى يلا بينا"
ثائر:"مريم مريم اصحى"
مريم:"احنا وصلنا خلاص"
ثائر:"ايوة يلا انزلى انتى كمان"
نزلوا من السيارة نظرت "وتين"الى المنزل فكان عبارة عن تحفة معمارية رائعة جدا لم ترى مثيل له من قبل فهو يشبه القصور الإسبانية
وتين:"مريم هو البيت ليه شبه البيوت الاسبانية كده"
مريم:"علشان صاحبة البيت كانت اسبانية"
وتين:"صاحبة البيت! هو مش ده بيتكم"
مريم:'ايوة بيتنا بس جدة بابا وعمو ثائر كانت اسبانية غجرية"
وتين:"بجد"
مريم:"ايوة هبقى احكيلك كل حاجة بعدين"
ظلت تنظر "وتين" حولها بانبهار من هذا المكان البديع فهو يشبه القصور الخيالية التى كانت تقرأ عنها فى القصص ولم تتخيل ان تعيش فى احدى تلك القصور
وصل "رمزى" هو الاخر كان يصطحب معه "حسنية" فى سيارته
رمزى بابتسامة:"حمد الله على السلامة"
حسنية:"الله يسلمك يا ابنى"
ثائر:"ما تيجى تتغدا معانا"
رمزى:"لاء انا هروح بقى"
ثائر:"على اساس ان بيتك فى اخر الدنيا ما جمبنا اهو انت بتتلكك"
رمزى:"لاء ياعم بس بجد عايز ارتاح من الطريق وهبقى اجى بالليل"
ثائر:"ماشى سلام"
رمزى:" الله يسلمك"
ذهب "رمزى" دخل "ثائر "المنزل تتبعه "وتين" و"مريم" دخل الى الصالة نظرت "وتين" الى تلك المرأة الجميلة التى تجلس بكل غرور وكبرياء فهى حقا فاتنة وبارعة الجمال ولكن من تكون تلك المرأة
سيلا:"حمد الله على السلامة يا حبيبى"
ثائر:"سيلا انتى رجعتى امتى"
البارت العاشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close